عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 09-11-2014, 05:28 PM
 





الفصل الرابع عشر

أنها تعمل منذ ساعات خلف المكتب تقلب الأوراق أمامها وتدير العمل بكل جدارة مع أنها لم تنم بسبب أحداث الليلة الماضية إلا قبيل الفجر والآن السعة الثانية ظهراً و النعاس يداعب أجفانها كم تتوق إلى الراحة والنوم لكن عليها أن تنتهي من عملها لم يكن ما بقي كثيراً جداً لذلك حثت نفسها على المثابرة لتعود مبكرة إلى منزلها...

"مارتن أنا في المستشفى الآن ولا يمكنني أخذه منك "
" لا أرجوك يا إيريك أنت لا تعلم أي ضرر ألحقه بي أبنك "
" أعرف أنه مشاكس لكنه.... أنتظر لحظة سأتصل بك بعد دقائق "
بقي مارتن جالساً خلفه مكتبه يتأمل تيمي المشغول بالرسم وحرك هذا رغبة شديدة لديه بأن يكون أباً شعر بسعادة وهو يتخيل نفسه يقف بجانب كاثرن و يحيط كتفيها بذراع ويحمل أبنه فوق كتفه وهما يتنزهان على الشاطئ أنطلق صوت رنين الهاتف معلناً توقف الحلم الجميل
" أسمع ستأتي إليك زوجتي ديانا الآن لتأخذه منك ...."
قطعت عليه الممرضة حديثة وكان صوتها مسموع بنسبة لمارتن
"دكتور إيريك هناك مريض أحضر ألينا مغشياً عليه في المطار ويدعى توماس ألبرت "
أنتفض مارتن واقفاً وقال
"السيد ألبرت "
" علي الذهاب يا مارتن لا تنسى ديانا ستأتي أليك "
قاطعه مارتن وقال
" أنا قادم إلى المستشفى "
ولم يمهل مارتن إيريك ليجبه أقفل سماعة الهاتف و أمسك بتيمي وحمله فلن ينتظر الخطوات القصيرة لقدم تيمي الصغير وإلا سيحترق قلبه على توماس .لم يمضي الكثير من الوقت حتى وقف أمام المستشفى مشى بسرعة حتى وقف أمام عيادة إيريك لكنه لم يجد صديقة ووجد زوجته أنطلق الطفل إلى ذراعي أمه المفتوحة وارتمى في أحضانها وهي تقبله بحنان وتبتسم له ثم تقدمت نحو مارتن وقالت
" شكراً لك مارتن لابد انه كان متعب بنسبة لك "
" لا تكترثي ديانا لكن أردت أن اطمئن على صحة المريض توماس ألبرت "
" عليك أن تنتظر إيريك لكن حسبما سمعت أن صحته ستكون بخير وليس معرض للخطر فأطمئن "
في هذه الثناء دخل إيريك ورأى مارتن وعانقه بحرارة لكن مارتن بدا عليه القلق والتوتر فقال الطبيب وهو يحتضن طفله
" ماذا بك مارتن ؟"
" أوه تباً يا إيريك لا استطيع أن إهداء اخبرني عن صحة المريض توماس ألبرت "
" أنه بخير وهو نائم بسلام الآن هل تعرفه؟ "
" اجل أنه صديق قديم عزيز بل أنه كا لأب بنسبة لي "
" أفهم هذا "
لكن بدا في عين مارتن السؤال ما الذي أصاب توماس
" اطمئن لم يكن السيد ألبرت يعتني بنفسه وعندما وصل إلى ارض المطار أصيب بانخفاض قي الضغط فأغمي عليه وأحضر إلى هنا هذا كل شيء "
" هل أستطيع أن أراه ؟"
" بطبع لكنك لن تستفيد شيء لأنه نائم "
لكن مارتن اخذ رقم الغرفة واذهب ليراه ثم قرر أن من حق كاثرن أن تعلم فلو لم يخبرها ستشعر فعلاً بأنها لا تنتمي للعائلة وستفقد معنى الأسرة فخرج إلى الشركة ليصطحبها بنفسه إلى المستشفى فهو يشك بسيطرتها على أعصابها في مثل هذه الحالات دخل عليها المكتب دون استئذان لحقت به كيم لكن بنظرة نارية أوقفها في مكانها رفعت كاثرن رأسها لهما وكانت بالكاد تستطيع أن تركز أشارت لكيم أن تخرج وقالت
" ما الخطب يا مارتن هل هناك شيء؟ "
قال بهدوء
" لقد حضر السيد ألبرت إلى لندن "
" أبي هنا! لكنه لم يخبرني بقدومه؟ "
" ربما أراد أن يتركها مفاجأة لنا "
" وأين هو الآن؟"
" أنا هنا لأأخذك أليه هيا أنه ينتظرنا "
وقفت كاثرن وخرجت معه كانت تريد أن تأخذ سيارتها لكن مارتن جذبها من ذراعها وقادها نحو سيارته وقال
" لا ضرورة من الذهاب في سيارتين "
ركبا السيارة فقالت
" تبدوا غريباً على غير عادتك هل حدث شيء لأبي "
"لا أنه بخير أغمي عليه في المطار عند هبوط الطائرة بسبب انخفاض ضغط دمه "
كادت على وشك أن تتكلم والرعب في عينيها لكن مارتن قال
" انه بخير لقد كنت عنده قبل قليل وسيخرج من المستشفى عندما يستيقظ "
" كيف عرفت هذا قبلي أنا ابنته وأحق منك في معرفة ذلك قبلك؟"
" أعرف ولكن الطبيب المعالج صديقي وعندما كان يحدثني على الهاتف ذكرت الممرضة أسمه فسارعت بالذهاب إلى المستشفى "
" يا الهي ارحمه "
" انه بخير اطمئني "
دخلت كاثرن بهدوء الغرفة تراقب وجه والدها المرهق المثقل بالهموم تنفسه منتظم مسترخي تمام في السرير الأبيض جهاز مقياس ضربات القلب يصدر صوتاً منتظماً اخبرها الطبيب إيريك أنه بخير و لادعي للقلق وقرب لها كرسي لتجلس ثم خرج مع مارتن . أتت فكرة إلى رأس مارتن فاستحسنها وخرج من المستشفى .

فتح توماس عينيه ونظر في عينين خائفتين قلقتين قالت كاثرن بهمس
" هل أنت بخير؟ "
" أجل "
" بماذا تشعر يا أبي"
ضحك والدها وقال
" أشعر باني طفل مدلل "
ابتسمت برقة وقالت
" عندما تخرج سيكون لي حساب آخر معك "
عندها دخل الدكتور إيريك بمعطفه الأبيض وهيأ له وضع السرير ليساعد توماس على الجلوس وقال
" كيف حالك سيد ألبرت ؟"
" أنا بخير شكراً لك"
" ممتاز لقد كتبنا لك خروج من المستشفى يا سيد ألبرت لكن عليك أن تعتني بصحتك فأنت ضعيف هزيل وتجهد نفسك ومن تحليل دمك فأنت تعاني من أنيميا حادة ونقص كبير في الفيتامينات "
قالت كاثرن
" لا تقلق دكتور سأجعله يخضع لبرنامج غذائي مكثف "
ضحك الدكتور وقال
" أود شكرك آنسة ألبرت على صنيعك مع تيمي كان يتحدث عنك بانفعال شديد دون أن يتوقف يبدوا لي أنه أحبك "
" تيمي ؟"
" أجل أنا هو والد تيمي"
ومد يده يصافحها فصافحته وهي تقول
" أهلاً سررت بلقائك"
"أتمنى أن ذلك الصغير لم يضايقك "
"لا أبدا على العكس تماماً لقد سعدت بتعرف أليه "
" حسناً سأترككما لوحدكما قليلاً لا ترهق نفسك سيد ألبرت "

خرج الدكتور من الغرفة لكن امرأة جميلة فاتنة اندفعت من الباب ولم تكن إلا ألفيا أحاطت بذراعيها عنق زوجها توماس وقالت
"تومي هل أنت بخير؟ "
"أنا بخير يا ألفيا "
فعانقته مرة أخرى وهي على وشك البكاء
" أنا آسفة يا عزيزي لقد أخطأت بحقك "
ظهرت السعادة على وجه توماس ومد يده إلى خد زوجته مداعباً لها بحنان وقال
" لا بأس يا حبيبتي فأنا لم أأت إلى هنا إلا لأني اشتقت إليك؟ "
غرق كل منهما في تأمل صاحبه بعد أيام الهجر والحرمان .اندست يدٌ قوية تحت ذراع كاثرن التي كانت على وشك البكاء لمشهد أبويها نظرت خلفها لترى مارتن يبتسم لها ويشير لها بإيمائه من رأسه أن يتركا توماس وزوجته يسويا الأمر لوحدهما أطعتها كاثرن وخرجا بهدوء وأغلقا الباب مشت كاثرن بجانب مارتن في صمت وهي تشعر بصداع في رأسها
"كاثرى !"
التفتت كاثرن أليه بأجفانها الناعسة المثقلة بالدموع غير قادرة على الكلام فقال
" تبدين متعبة جداً ؟"
" لا أنا بخير"
" هل أأخذك إلى البيت؟ "
"لن أخرج من هنا قبل أبي "
" أفهم هذا ولكن... "
"أرجوك يا مارتن ليس لدي رغبة في الكلام "
أطل الدكتور إيريك عليهما وقال
" آنسة ألبرت أحب أن أعرفك على زوجتي ديانا "
تبادلت المرأتان التحية وتيمي يبتسم بمكر لمارتن ترى ما لذي فعله هذه المرة أما كاثرن فجل ما تفكر فيه الآن الخروج مع أبيها لتتمكن من النوم مطمئنة سألت
"متى سيخرج والدي يا دكتور ؟"
"الآن سيخرج لكن انتظرونا فقد أنتها عملي أنا وزوجتي وسنخرج سوياً "
أوه لا هذا ما كان ينقص كاثرن إن الدكتور وزوجته لطيفان جداً لكنها لا ترغب في دعوة عشاء كل ما هي بحاجة إلية هو النوم فقط نوماً عميقاً هادئاً يعيد الحياة إلى جسدها الهالك بقيت كاثرن واقفة تسمع لحديث ديانا ومارتن حتى أتى الدكتور إيريك وهو يمشي بجوار الزوجين . نظرت كاثرن إلى والدها وهو يحيط كتفي زوجته بذراعه بينما لفت أمها ذراعها حول خصر توماس وكان كلاهما يبتسم لها .نعم هكذا كانا دوماً زوجين مخلصين وفيين متحابين قالت كاثرن لهما
"حسناً هل أنتما مستعدان ؟"
لكن والدها تكلم
" لن نخرج معك يا عزيزتي فالإرهاق واضح على وجهك والأفضل أن تذهبي لترتاحي"
" ألن تقيم معي ؟"
فقالت ألفيا
"وأين ذهبت أنا لقد اتفقنا أن يقيم معي الليلة "
"حسناً لكنكما ستقيمان معي غداً "
فهز والدها رأسه رافضاً ومد يده الأخرى ليضعها تحت ذقن كاثرن ويقول
"نريد أن نكون لوحدنا هذا الأسبوع هل تمانعين "
ابتسمت كاثرن وقد أدركت مغزى كلام والده فاقتربت من أبويها حتى لا يسمعها أحد سواهما وقالت
" إن كنتما تريدان أن تعيدان شهر العسل والأيام الخوالي فلا بأس ولكن لا تنسيا أن لكما ابنة عمرها أربعة وعشرون عاماً "
ضحكوا جميعا ً عانقت أبويها و وتمنت لهما يوماً سعيداً فأقترب مارتن منهما
"إذاً على الأقل أسمحوا لي أن أوصلكما "
"كلا سنذهب بسيارة أجرة "
أعترض مارتن
"لكن ..."
قال توماس مستخدماً أسلوبه القديم يوم أن كان مارتن يعمل معه في شركته
"هذا أمر "
أبتسم مارتن عندما أثارت هذه الكلمة ذكرياته فمد يده وأعطاهما مفتاح سيارته فقال توماس
" ولكن كيف ستعود أنت و كاثرن؟ "
" أنا لا أتوقع منك أن تقف في الشارع لتنتظر سيارة أجرة "
"ولكن ..."
هذه المرة قاطعة مارتن مقلداً
"هذا أمر "
فقال الدكتور إيريك
" لا تحمل همهما سيركبان معنا "
قالت كاثرن محتجة
"أنا لا أستطيع ..."
قاطعتها ديانا
"أرجوك يا كاثرن لا تعقدي الأمر كما أننا سنتشرف بإيصالك خصوصاً وأن تيمي لا يتوقف عن ذكرك "
ابتسمت كاثرن برقة للزوجين وابنهما وتمنت لهما من أعماق قلبها السعاة . خرج الجميع من المستشفى وقادت ألفيا سيارة مارتن مبتعدة بزوجها إلى عالمهما السعيد في حين اتجهت كاثرن مع مارتن إلى سيارة الدكتور إيريك صعدت كاثرن في المقعد الثاني وصعد مارتن جانبها نظرت إليه ديانا لقد كانت تريده أن يكون بجانب زوجها غمزها إيريك بعينه وهو يجلس خلف المقود فتبسمت وجلست بجواره وتيمي بجانبها. خلال الطريق نام تيمي الصغير وكذلك كاثرى لم تشعر بنفسها إلا وقد نامت ومال رأسها على كتف مارتن حرك مارتن ذراعه بلطف بالغ وأحاطها بنعومة وكان إيريك يراقبه من خلال المرآة حنا مارتن رأسه وقبل رأس كاثرن برقة فقال إيريك بهمس حتى لا تستيقظ كاثرن
"أنت تحبها يا مارتن ؟"
قال بألم عاشق
"نعم "
"من كان ليصدق أنك وقعت في الحب ؟"
أبتسم مارتن له هو نفسه لم يكن يصدق هذا فقد كان يكره النساء ولا يثق بهن لكن موازينه قلبت رأساً على عقب كاثرن مميزة وليست ككل النساء أنها شيء مختلف تماماً ...



__________________


آللحن ألآخير + زهرة الوآدي! = ألقابي

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 05-28-2015 الساعة 07:55 PM