الفطنة العسكرية
عندما وصل المسلمون إلى منطقة المذار أخذ القائد 'خالد بن الوليد'
يتفحص المعسكر، وأدرك بخبرته العسكرية، وفطنته الفذة أن الفزع يملأ قلوب
'الفرس'، وذلك عندما رأى السفن راسية على ضفاف النهر، وعندها أمر 'خالد'
المسلمين بالصبر والثبات في القتال، والإقدام بلا رجوع، وكان جيش 'الفرس'
يقدر بثمانين ألفاً، وجيش المسلمين بثمانية عشر ألفاً، وميزان القوى المادي لصالح 'الفرس'.
خرج قائد الفُرس قارن وكان شجاعاً بطلاً، وطلب المبارزة من المسلمين فخرج له
رجلان خالد بن الوليد وأعرابي من البادية، لا يعلمه أحد، اسمه 'معقل بن الأعشى
' الملقب 'بأبيض الركبان' لمبارزته، وسبق الأعرابي 'خالدا'، وانقض كالصاعقة
على 'قارن' وقتله في الحال، وخرج بعده العديد من أبطال 'الفرس' وقادته فبارز
'عاصم بن عمرو' (أخو القعقاع بن عمرو) القائد الأنوشجان فقتله، وبارز الصحابي
'عدي بن حاتم' القائد قباذ فقتله في الحال، وأصبح الجيش الفارسي بلا قيادة.
كان من الطبيعي أن ينفرط عقد الجيش الفارسي بعد مصرع قادته، ولكن قلوبهم كانت
مشحونة بالحقد والغيظ من المسلمين، فاستماتوا في القتال على حنق وحفيظة،
وحاولوا بكل قوتهم صد الهجوم الإسلامي ولكنهم فشلوا في النهاية تحت وطأة الهجوم الكاسح،
وانتصر المسلمون انتصاراً مبيناً، وفتحوا مدينة 'الأبلة'، وبذلك استقر الجنوب العراقي بأيدي
المسلمين، وسيطروا على أهم مواني الفُرس على الخليج، وكان هذا الانتصار فاتحة سلسلة طويلة من
المعارك الطاحنة بين الفُرس والمسلمين على أرض العراق كان
النصر فيها حليفاً للمسلمين في جملتها، وانتهت بسقوط مملكة عباد النار.
وبهذا اكون انتهيت ارجو ان يعجبكم