الموضوع
:
اكتب كلمه الي امك .. حتي وان لم تكن علي قيد الحياه .. متجدد
عرض مشاركة واحدة
#
3
09-13-2014, 09:36 AM
توفيق موسى
واليوم أقف أحبتي في محراب ذاك الحب الساكن في روح كل واحد منا من الوريد إلى الوريد..
أتلو أهازيج عشقي وحبي وأبوح بعواطفي ولواعجي ، أليستْ هى تلك الملكة المتّوجة في علياءها بين الثرّيات والنجوم؟؟ ، أليستْ تلك التي قد رصّعت عرشها فيوض الحنان والعطف والرحمة ؟؟؟
إذن : في حضرتكِ أيتها الشامخة الوارفة الرائعة تتداعى كل المعاني وتنهار كل أسوار الأزمنة
والأمكنة وتتوه كل الكلمات وتتقاصر كل الأحرف الناضرة أن تفيك ولو مثقال ذرة من حقك علينا ..
إذن : تسافر أشواقنا دوماً مع النسيم تحلق بعيداً... تشد الرحال إلى أعماق الثريات لتهديكِ وهجاً سرمدياً يطوّق جيدك المترف بالجمال ألقاً يقطر سحراً وبهاء .. وليت كل ذلك يفي ، وهيهات أن يفي !!!
والتقينا أنا وأمي وتراتيل عشق جارف بين أحضان الزمن الأخضر ..كنا على رصيف أشواقنا الوارفة المخضرّة كما نغم شجّي قد صاغه دفء الكمان ، قد توشّى بترانيم الجمال ، مواسم ألق بلا انتهاء ..
وعلى شرفات الحنين الجارف ، وحرف أخضر نسج خيوط اللقاء ..كان أحبتي حضن أمي الدافئ هو مرافئ الموانئ التي ترسى عندها سفني ، يحتضن جنوني وأفراحي وانهزاماتي وانكساراتي ..
كان النور الذي يشع من عينيها هو قناديلي وضيائي ، حلمي ورجائي
كم وكم ذا إحتفيت به واحرقت له البخورا ، ذاك هو عوالم الجمال ، مدادي حين يرسم أسارير الهوى على جبين الحياة وفي شرايين التاريخ أزمنة وعصورا ..
إلتقينا أنا وأمي عبر إشراقات الأمل الوضاء ، ثم مضتْ الأيام تعزف نشيد الإندياح في جغرافية
الحب الساكن فينا من الوريد إلى الوريد ، وكان حينما يجور علي الزمن أستعين على حرّ الصيف بظلال تحنانها الوارف وعلى برد الشتاء بدفء أنفاسها الحانية ..
أنا وامي أحبتي ، قد ضمنا الوجد والحنين ، قد ضمنا الماضي والحاضر والمستقبل ، قد ضمنا الربيع الحنون والشتاء القاسي ,,قد ضمنا انس الليل الحالم ، قد ضمنا الفرح المعافى ، وكل معاني الجمال ..كنا كما أغصان الزيتون ترقص تحت إيقاع المطر..
تحكي لقوس قزح قصص غرامها وعشقها ..والشمس تدلو بشعاع بلوّري التوهج .. فينساب على خدود أمي حانياً مستبشراً ,,
أمي أيتها الرقيقة
أنا الذي قد إعتصرت من وهج عينيك حباً وعشقاً وتحناناً وعطور زهر ،،أنا الذي حينما تطوف بخاطري خيالات وأحلام قد ضاق بها نطاق عمري وأطويها في أحشائي حسرات وغصص حرّى تخنق عبراتي في انتظار نفاد صبري وأجود بأدمعي مدرارة علّ الدمع يهدّئ وطأة تحناني العصّي أو عسى ان يلين له عظيم أمري ، تجديني دوماً أماه في محراب حبكِ قد عشقت الموت حتى في سجون دهري..
ومن منا أحبتي من ليس يجد على مرافئ حضن أمه
ملاذاً آمناً يحميه من غوائل الدهر والحياة ..
من منا ، حين تذبل فينا أزاهير الرجاء وتموت أحلامنا
على مقصلة الفناء يراودناً سخيناً بكل سطوته موكب
البكاء، من منا لا يجد في حضن أمه متكأ حنينا يفرغ فيه
أثقال انفعالاته ، أشواقه ، أنينه وانكساراته ..
من منا أحبتي من لا يشعر حقاً أن تلك السيدة العظيمة
الإنسانة البسيطة ، الحنونة ، الرقيقة التي بذلت كل غال
ومرتخص ونفيس ، دون منّ أو أذى ، دونما كلل أو ملل،
دونما تذمّر أو ضجر ..فعلت كل ذلك عن طيب خاطرها
من أجل عيوننا ..أرواحنا وكياننا..
قطعاً أن تلك الإنسانة المسكونة بالجمال والحنان من رأسها
حتى أخمص قدميها قطعاً أنها أنشودة عذبة ولدت من
رحم الوتر .هي ، نغم شجّي ، لحن باهر يملأ حياتنا سحراً
وروعة ، يدوزن ربيع حياتنا بمفردات الجمال ومواكب
الألق والنور ..هي ، نغم حنون يبعث الدفء في أوصال
دهرنا البائس..
وحتماً أحبتي فإن صوتها العذب يهتف في أوردة كل واحد
منا ليسكب النور في دواخلنا تحناناً وحباً وعشقاً..
إذن في حضرة ذاك الإنسان المتفرّد ، الساكن فينا من
الوريد إلى الوريد ، نلتئم خلايا وخلايا وحتماً نتلاقى
نبضاً وحنايا ..
إذن ، في حضرة الأم العظيمة الرؤوم العطوف تتوه
كل الكلمات وتتقاصر كل المعاني والمضامين ويجف
مداد الحروف أن تفيها ولو ذاك النذر اليسير من
حقها علينا ..
التعديل الأخير تم بواسطة كو مابوتشي ; 09-13-2014 الساعة
10:36 AM
توفيق موسى
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى توفيق موسى
البحث عن المشاركات التي كتبها توفيق موسى