عيون العرب - ملتقى العالم العربي - عرض مشاركة واحدة

**عمر عيسى محمد أحمد** · #1 09-18-2014, 10:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

ياي0ياي0ياي0ياي0ياي0ياي0ياي0ياي0

أسيــر القيــــود ؟!!

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمـد أحمـد )

ينازع الأحزان ويهرب من ساحة موته ؟ .. وتلك الأغلال عبثت بها أنامله في لحظة طيش وحماقة .. وقد أبرم الفتل وشد الحبل حتى بكى المعصم من قوة الإحكام .. ثم جعل الذات خصماَ ينازعه لوما وعتاباَ .. وصار الخصم في العداء أشد نكالاَ وجوراَ من غيره .. خصام وعداء من لدود ينازع القوة في عرشه .. عدو يراشق القلب كمدا بسهام الأشواق .. ويتخذ الجوف محرقة لكوامن التودد والعناق .. أحمق تمادى في دروب الهوى دون حساب لعثرات الوفاق .. بإصرار عاند النفس ومضى في مشوار العشاق .. حين أحكم الأصفاد بشغف ثم ألقى المفاتيح في قاع الأعماق .. ثم ضاقت به الأحوال حين تنكر الخلان وجاءت لحظات الخذلان والشقاق .. فضاقت النفس أحوالاَ وأشواقاٌَ حتى بكى من قسوة السجان .. وتأسف من تلك الميلة الكبرى حين كان الأمر في الإمكان .. كما تأسف من إفراط اليد في تشديد الأصفاد بحبائل الكتان .. وقد تيقن أن الحمم تأكل الجوف دون رحمة من ذلك الإنسان .. وتلك كأس يتناولها مرة كالعلقم تحرق العمق في الوجدان .. وتلك الدموع كم تجري دفاقاَ لتؤرق العين والأجفان .. لحظات هـم وغـم تنال رصيد العمر بالخذلان .. وكيد المحبة والاشتياق يقارب من حافة الموت والقبر قبل الأوان .. يبكى ثم يبكى بحسرة ولكن كيف الإفلات من قيود القدر والامتحان ؟؟ .. وتلك الدموع يذرفها كثيفة دون بادرة من حبيب يزيل الدمع بأطراف البنان .. يندم ويتأسف على المآل ثم يعضعض القيد بأطراف الأسنان .. ثم يبحث عن غريم يلومه فلا يجد إلا نفسه هي التي تستحق الملامة باللسان .. فهو ذلك الصائد الخائب الذي أوجد الطعم في بحر صيده .. ثم أصطاد نفساَ وتغافل حتى تمكن الطعم من حلقه .. والآن يبكي شامتاَ ساخراَ من غرابة صيـده .. كما يعتب النفس من بلادة أمره .. فهو ذلك الجلاد الخاسر الذي يراشق الظهر من ويلات كفه .. يجاري البحر في الغدر والعطاء ولكن البحر يملك حكمة سره .. فالبحر هو ذلك الحكيم الذي لا يقع في حبائل كيده .. فكم وكم أخمد حباَ في المهد وكم وكم أوجد مقتولاَ من قبله ؟!!.

( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمـد أحمـد )

ـــــــــ

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد