عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 09-20-2014, 07:57 PM
 
Talking الفصل الثاني








-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-

؛؛ السلام عليكم ؛؛

كيف تمضون أصدقائي
أتمنى أن جميعكم بخير حب0
بعد ردودكم التي جعلت قلبي ينشرح و أعطتني دفعة للأمام
آتيكم بالفصل الثاني لمتواضعتي
فأتمنى أن تنيروني بردودكم هنا أيضا
دون ثرثرة أو تأخير

؛؛ الفصل الثاني ؛؛

لحظات مكهربة عشتها أنا ووالدتي بانتظار خبر عن الطائرة،،
فبعد مضي السمين و إعلامنا بالجديد لم أحسب إلا أنني شعرت برهاب شبه متقطع و بهلع مثير للإهتمام،،
كأن الله ينبأني بواقعة كبرى،،
و لم نزل نناظر الساعة في أن تمرر الوقت بسرعة لعل قلوبنا تهدأ و لعل لوعتنا تخف،،
لكن هيهات إن إجتاح القلب شبح الخوف،،
قامت والدتي تاركة المقعد الحديدي الصدئ ،،
واضعة يدها على جبهتها تحاول نسيان الأمر و إقناع نفسها أنه مجرد عطل تقني لا غير،،
أو هذا ما ظننتها تفعله ،،
مرتدية ذاك القمصان الصوفي الرمادي الذي ما لبث يضايقها بسخونته الخانقة،،
أما الهندام الذي عملت الصباح بطوله عليه ،،
فقد أصبح فوضى على جسدي ،،
فالبذلة الرسمية قد اخترب مظهرها ،،
و ربطة العنق الجورية اللون قد صارت حيث لا أدري،،
الله أعلم بمشاعرنا في تلك الوهلة،،


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


و فجأة‼‼ و بصعوبة،،
التقطت أذني صوت نواح و عويل آتٍ من جهة مكتب المدير،،
أو هذا ما بدا لي ،،
فعلى ما يبدو أنا الوحيد الذي يسمع هذه الأصوات،،
لأمي توجهت بالحديث و قلت:
" أماه ألا تسمعين صوت نشيج حاد، فيبدو لي أنه يرتفع شيئا فشيئا "
لتردني بجوابها:
" لا يا عزيزي،، مجرد تهيئات لا غير "
لكن هي الوحيدة التي لا تستخدم حواسها في الوقت الحالي،،
فعقلها على الأغلب قد غادر علبتها الجمجمية،،
لكن جديا الأصوات في ارتفاع و النحيب يصل آذاني بوضوح تام كيف لم ينتبه أحد ،،
كنت غارقا بالتفكير سارحا بنظري في اللامكان،،
لست أدري حقا ما أنظر إليه،،
فإذا بي أفاجأ بفتاة صهباء ذات شعر طويل،،
ترتدي فستانا ليموني اللون،، تجري و على وجهها علامات الحزن رغم أنه لم يظهر لي جيدا،،
راعني مظهرها و قطع علي ما كنت سارحا به،،
فغادرت مقعدي بخطوات قليلة و رحت أحني رأسي باتجاهها،،
إلى أن توقفت و التفتت لي ليصدمني مظهرها،،
وجه ملئ بالتجاعيد كأنها بالستين ،، و لكن جسدها يبدو كفتاة في السادسة أو السابعة،،
ناهيك عن الجرع العميق بصدرها و الذي نطلق سيل الدم منه كالجدول...
أوجست خيفة بنفسي و فتحت عيني على مصراعيهما لألتفت بسرعة لأمي محاولا إخبارها بما رأيت،،
قبل أن يأتيني صوت مجلجل هز كياني فقال:
" نيكولاس ويليامز ،، لا تحاول "
أحسست نبرة السخرية في الصوت و أخذ قلبي ينبض بسرعة جنونية ،،
حتى حسبته سيغادر جنبي..
أدرت رأسي بسرعة لآرى الفتاة ،،
لتكتمل دهشتي بإختفاءها تماما،،
خشيت أن تكون هلوسة سببها لي فلم الرعب الذي شاهدته البارحة ،،
فركضت بضع خطوات و احتضنت أمي التي استغربت موقفي،،
و التي أخذت تبكي هي الأخرى ظنا منها أنني هلع على والدي،،
فقالت و هي تضع يدها على خدي و العبرات تنسكب من مقلتيها:
" لا عليك صغيري،، كل شيء سيكون بخير لا عليك ‼ "
" سيدة وليامز...! "
أتى الصوت من ورائي باردا،،
خاليا من المشاعر،،
" ماذا هناك؟؟! أحدث شيء ؟‼ "
أجابت أمي بجزع ،،
" تعازي الحارة سيدتي ،، وجد المركز الطائرة التي تحمل زوجكم على جزيرة نائية و هي بطريقها للعودة و قد تأكد الطاقم من عدم وجود ناجين، أكرر تعازي و أعانكم الله على فاجعتكم "
رنت كلماته في أذني و ترددت أصداءها في عقلي،،
لتتجمد أطرافي تماما كأنني فقدت الوعي للحظة و استعدته،،
ضغطت أمي بقوة على كتفي و عيناها مغرورقتان بالدموع،،
و ماذا كان سيجدي صغطها علي و أنا كالشبح القائم أمامها ،،
جسد بدون روح،، مجرد جسد...
بتلك اللحظة لم أبدي ردةة فعل معقولة بحكم أن الخبر صاعقة ستزعزع عالمي الصغير،،
بل اكتفيت بسكون و هدوء يثير الأعصاب،،
خائفا ربما،، من مواجهة الأمر ،، من مواجهة الحقيقةة ،،
لم أتذكر فسرعان ما سبقني الوقت و انقضى كل شيء،،
عدنا المنزل في سيارة خاصة بالمطار فأمي ليست بنفسية تسمح لها بالقيادة،،
حملتني كالجثة الهامدة لتخرجني من السيارة و هي تبكي على حالي و تفكر إلى ما ستؤول الأمور إليه،،
بلغنا البيت الذي بدا لي مهجورا بالنسبة لي،،
فبعد والدي لم يكن هناك أحد يستطيع ملء الفراغ الواسع الذي أحسه،،
آآلت حياتي لأن أنتهي يتيما وحيدا،،
أو هذا ما كان قبل أن تحاول والدتي عبثا ملء فراغ ذاك الشخص العظيم بالسيد " بن "
شريكها في العمل ،،
ألم تعلم أن نفسيتي مدمرة لتحاول استبدال والدي سنة بعد رحيله،،
صدقا بمرات أظنها سعيدة لموته،،
لكنني أتفاجأ بها تبكي أمام صوره التي قررت حرقها بعد زواجها ب " بن "
كي لا تشوب سعادتنا ذكريات مآساوية،،
ظنونها لم تكن بمحلها،،
فمن غير المعقول أن أنسى والدي‼ بسهولة زواجها هي ب " بن "
الثالثة عشرة كان عمري حين اقترنت بشريكها الفاشل،،
استقرت بحياتها و راقها الوضع المزري الذي يعيشه شريكها إذ إنه فوضوي للغاية،،
فهي تشاركه تلك الخصلة على الأقل،،
صدق والدي حين قال إن لم تخنني ذاكرتي:
" لوالدتك نمط فوضوي في عيش حياتها، و التعبير عن نفسها، و لكن لقلبها أرق الأنماط في حب غيرها "
جملته تلك راسخة بنفسي لحد يومنا هذا،،


♥×××♥×××♥×××♥×××♥


لم تخلو حياتي قط من مشاكل المرحلة الإعدادية ،،
إذ إنني كنت الأكثر غرابة و بسبب انعزالي لم أملك الأصدقاء يوما،،
انتقلت للثانوية و كنت عندها بالسابعة عشرة حيث اختتمت سنوات الدراسة،،
و انتقلت للجامعة،،
والدتي فضلت العيش مع المخبول زوجها،،
لكنني فضلت العودة لمنزلي القديم فأنا راشد،،
و لست أحتاج إدارتها الفوضوية ...
نقلت أشيائي لقصر العائلة و من حسن الحظ أنه قريب من الجامعة فلست أعاني مشاكل التنقل،،
بدأت السنة الأولى للجامعةة كأي طالب متفوق أتلقى تهنئات من الأساتذة،،
بمناسبة انتقالي للجامعة،،
و ما أحسب كلامهم سوى بروتوكولات لا غير،، فالنفاق بادٍ على وجوههم،،
أما الطلاب فيبدو لي أنني شكلت تحديا خاصا لهم ،،
فهم لا يطيقونني،،
و لا يودون أن تدور كلمة بيننا ،،
تاركين مساحة بيني و بينهم أطلقوا عليها " مساحة الفاشلين "
يبدو لي انهم يحاولون تغطية فشلهم هم،،
باعتبار تفوقي فشلا،،
لم أعرهم انتباها أبدا،،
انهيت الدوام و حملت أشيائي مغادرا حرم الجامعة ،،
تعرضت لمضايقات عديدة و أنا بطريق العودة ،،
لكن المساكين لا يدرون أن كلامهم لا يصل حتى منطقة التحليل بعقلي،،
وصلت للقصر بعد تعب كبير و دلفت غرفتي بسرعة،،
أود ملامسة فراشي القطني فقط،،
أمضيت بقية اليوم أطهو لنفسي العشاء،،
أنهيت وجبتي و و غادرت إلى مساحتي الخاصة ،،
استلقيت على فراشي و أخذت أدير شريط حياتي،،
لتمر بخاطري تلك الفتاة التي رأيتها يوم الفاجعة،،
تلك التي ظلت لغزا لم أفهمه رغم أنني أقنعت نفسي أنها تهيئات لا غير
لكنها ما تنفك تظهر بنفسي فلا أجد تفسيرا منطقيا لما حدث ،،
بدأ النوم يغالبني فاستسلمت له،،
علني أنسى قليلا هم الدنيا ،،
فتحت عيني 3 ساعات بعد ذلك لألتفتت بعد ذلك في فراشي محاولا إكمال مسلسل نومي،،
و حيث أنني مستيقظ لتوي فبصري بصر شخص أعمى ،،
نظرت في الفراغ ليتهيأ لي ظل ورائي يزيد طوله كلما توضحت الرؤية لي،،
التفتت أتثائب فلم أجد شيئا ،،
و كما توقعت كانت مجرد تخيلات و هلوسة في الثانية صباحا،،
أعدت جسمي للوضعية التي كان عليها ...
فوفجئت ب............

؛؛ نهاية الفصل ؛؛

إلى هنا ينتهي الفصل أحبائي
<< كما لاحظتم الفصل قصير نوعا ما لكن طبقا للوورد فالفصل يحتوي 1087 كلمة و لا أظنه عددا قليلا ،،
لكنني أراه قصيرا رغم ذلك
لذا استمتعوا.........

؛؛ الرجاء عدم الرد ؛؛



__________________


بَديعٌ شَكْلُ وَجْهِي بَعْدَ أَنْ فَقَدْتُ اِبْتِسَامَتِي!
رد مع اقتباس