عرض مشاركة واحدة
  #135  
قديم 09-23-2014, 05:48 PM
 



الفصل التاسع :
استيقظت من نومها وهي تشعر بانزعاج شديد من صوت المنبه المُزعج .. تباً لو كان الأمر بيدها لما ذهبت للمدرسة اليوم ولكن هاهو صوت أخاها الأكبر يطلب منها النهوض بسرعة لأنه من سيقوم بإيصالها للمدرسة بدلاً من آلبرت بما أنهما لا يستطيعان الجلوس معاً دون بدء شجار حاد بينهما ... تنفست بعمق قبل أن تنهض وتبدأ بالاستعداد .
بعد فترة من الزمن كانت تسير بكل هدوء وبرود في ساحة المدرسة وهي تفكر بالعديد من الأمور .. من أهمها ذلك الحفل اللعين الذي دُعيت إليه في تلك اللحظة ظهر ماكس أمامها ليتحدث بهدوء :" صباح الخير "
توقفت عن السير وهي تنظر له بحده قبل أن تتحدث :" صباح الخير "
ابتسم بهدوء وهو يسير بجانبها ليتحدث :" والآن ما بال هذا المزاج السيء مُنذ الصباح الباكر ؟ "
تنهدت بتعب لتتحدث وكأن هنالك جبل كامل تحمله على عاتقها :" لقد دعاني ريكس إلى ذلك الاحتفال الذي تُقيمه أسرتهم بمُناسبة نجاحهم في المشروع الجديد ."
ابتسم برقة ليتحدث :" وأنتي تكرهين تلك الاحتفالات صحيح ؟"
تنهدت بيأس دون أن تجيبه ليتحدث بمرح :" أنظري إلي أنا أكبر عدو لتلك الأسرة وبالرغم من ذلك سأذهب "
نظرت له بدهشة لتتحدث :" حقاً ؟!"
أومأ إيجابا ليقول :" الواقع انا لم أفوت أي احتفال لهم أو لغيرهم بما أنني أُمثل اسم أسرتي الآن "
حدقت به لقليل من الوقت قبل أن تتحدث بتأثر :" أنت حقاً شخص مُثير للإعجاب ! ( صمتت قليلا لتتحدث بصوت مليء باليأس ) : أنا لا اريد الذهاب .. ما رأيك لو ادعيت أنني مصابة بالحمى ؟"
ضحك بخفة قبل أن يجيبها :" مُستحيل عليكِ الاعتياد على مثل هذه الاحتفالات فأنتي لم تعودي طفلة ... ومن ثم ( اقترب منها ليهمس في اذنها ) : ألا تُعدين نفسك مخطوبة ذلك الأحمق ريكس ؟ "
ابتعدت عنه وقد توردت وجنتاها لتتحدث بانفعال :" ايها الأبله , انا لا أريد ذلك "
نظر لها ليتحدث بصوت هامس :" لا تريدين حضور الاحتفال ام لا تريدين الظهور كمخطوبة له ؟"
أخفضت رأسها للتحدث بنبرة مشابه لنبرته :" كلاهما .. لا اريد أن يتحقق أي منهما "
ابتسم حينها بسعادة ليتحدث :" إنسي أمر خطبتك من ذلك الأحمق .. ألا يهمك رؤية رولند روبنز ؟؟"
توقفت عن السير وهي تلتفت له بدهشة وتكرر ذلك الاسم :" رولند روبنز ؟"
ابتسم بهدوء ليتحدث :" اجل سيكون في احتفال الغد بما انه من أنجح هذا المشروع وكان المشرف عليه .. الواقع لا أظن انهم سيحققون أي نجاح دون الاعتماد عليه "
ابتسم بغموض وهو يرى دهشتها العميقة ليدخل إلى الفصل بينما بقيت هي تحدق في الفراغ لتهمس لنفسها :" ولكن لماذا يساعدهم إن كانوا أعداء والده في السابق .. بل كيف وصل إليهم في النهاية ؟ أنا لا أفهم أي شيء "
لم تتحرك من مكانها لعدة دقائق قبل أن تصرخ بأعلى صوت لديها :" مااااكس يا أبله , أكرهك أُقسم أنني أكرهك "
تهادى إلى سمعها صوته المُستهزئ :" هذا أفضل , بكل حال لقد كنت أرغب بالإعتذار له بما أنه صديق طفولة جوليا "
نظرت خلفها لترى ريكس يبتسم بهدوء وهو يضع يده اليمنى في جيبه تحدثت بقليل من النقم :" لا تهتم له . إنه فقط مزعج ولكن الأهم من ذلك .. ذلك الحفل الذي دعوتني له هل هو ..."
تحدث وقد قاطع كلامها بثقة ولهفة :" هل ستأتين ؟ أرجوكِ جوليا أتمنى حقاً أن اراكِ في الإحتفال .. أنتي لا تأتين إلى الإحتفالات بالرغم من أنكِ فتاة جميلة بالفعل "
أشاحت بوجهها عنه بقليل من الخجل لتتحدث بإرتباك :" حسنا , أنت من دعوتني لذلك فأنا سوف أحضر إلى ذلك الحفل "
إتسعت إبتسامته ليتحدث :" هذا رائع . شكرا لكِ أميرتي "
أومأت برأسها إيجاباً لتدخل إلى الفصل ويتبعها ريكس ولكنه توقف عندما رأى أنها تقف بمنتصف الفصل .. إبتسم بهدوء عندما شاهد شاباً غريب يجلس على مقعدها ليتحدث بمرح :" هذا أفضل دعي هذا الطالب الجديد هُنا واجلسي انتي بجانبي ما رأيك ؟"
رفعت احد حاجبيها بإستنكار تام قبل أن تتحدث بتهديد وصوت مرتفع :" هي انت ريو إن لم تنهض من مكاني خلال أقل من دقيقة سأقضي عليك "
نظر بقليل من التوتر قبل أن يتحدث :" لن أفعل , أنا أريد الجلوس هنا بالفعل "
إشتد الغضب في عينيها لتتحدث :" أنت من سئلك عن رأيك يا هذا ؟ إنه مقعدي وكل ما عليك فعله هو النهوض .. هي ماكس هل أنت من طلب منه فعل ذلك ؟"
نظر ماكس لها ليتحدث بهدوء :" لا , والواقع لا يهمني إن كنتي انتي أم هو سيجلس بجانبي لذا لا تُقحماني بمشاكلكما هذه "
عقد حاجبيه ليتحدث :" هذا ليس عدلاً أبداً "
بينما أمسكت جوليا به من ياقة قميصه لتتحدث و الشرر يتطاير من عينيها :" هل سترحل أم لا ؟"
إبتلع رمقه بخوف وتوتر إلا أنه قال :" أبداً "
في تلك اللحظة إبتسمت هي بشر لتقوم بإلقائه أرضاً بعيداً عن مقعدها وتلقي بحقيبته بجانبه وتجلس هي بمكانها وكأنها لم تفعل شيئاً يذكر بينما حدق الجميع بها بدهشة و حذر .
نهض صديقنا الجديد ليجلس في المقعد خلفهما وهو يفرك رأسه بألم ليتحدث بنبرة متألمة ومتذمرة :" هل انتي واثقة أنكي فتاة ؟ أقسم أنني بدأت أشك في صحة هذا "
لم يكد ينهي جملته حتى تلقى ضربة أخرى على رأسه لتتحدث هي بشموخ وثقة :" صحيح أنني فتاة يا هذا .. ولكنني قادرة على تحطيم أقوى الرجال فأنا لن أكون لقمة سائغة لأحدهم "
تحولت نظرات التردد و الدهشة من عينا ماكس إلى أخرى هادئة وقد أفرجت شفتاه عن ابتسامة هادئة كذلك .. بينما جلس ريو في مكانه وقد شعر بأن ما حصل عليه من مغامرة في يومه الأول تكفيه لنهاية العام أما ريكس فقد كان ينظر لها وإبتسامة تعلو وجهه ربما تلك الإبتسامة و النظرات كانت أقرب للخبث و المكر منها إلى الحب و السعادة .

لم تمضي بعدها أي أحداث تذكر في المدرسة لذلك وفور وصولها للمنزل قامت بفتح صفحات كتلك المُذكرة لتعود بها إلى ذلك الماضي الذي عاشه أبطالها المفضلون فربما تكتشف كيف أصبح رولند بيد ديريك و أليكسس :

بعد مرور يومين :
كانت تدندن لصغيرها حتى ينام بهدوء بعد ان استيقظ إثر كابوس مزعج راوده مجدداً , تنهدت بيأس وهي تشعر بيديه الصغيرتان تتشبثان بها بقوة شديدة بينما جسده يرجف بقوة ... أغمضت عيناها وهي تضمه إليها لعلها تهدأ تلك العاصفة التي تسري بداخله وبداخلها .. فتحت عيناها بهدوء وهي تعطي الإذن لمن قاطع حبل أفكارها بطرقه للباب بالدخول ليطل الحاكم ويسير بكل هدوء حتى جلس بجانبها .. بقي يراقب ذلك الصغير الخائف بعينين مليئتان بالعطف ليتحدث أخيراً :" هل هو بخير ؟"
نظرت لصغيرها لتتحدث بصوت هادئ :" لا , إنه يواجه الكوابيس دائماً منذ ذلك اليوم "
تنهد بتعب قبل ان يتحدث :" إينوري لماذا تصرين على حبس نفسك داخل الغرفة ؟ تعلمين أنني لم اضع قانوناً يمنعك من التجول في القصر "
أشاحت بوجهها عنه لتتحدث بخفوت :" لا رغبة لي بذلك .. أنا لم أكن لآتي إلى القصر لولا أنني قلقة على رولند "
تنفس بعمق وهو يرسم إبتسامة على وجهه ليتحدث :" هل يمكنني حمله قليلاً إينوري ؟"
ضمته إلى صدرها أكثر وهي تنظر لوالدها بقلق بينما رفع الصغير رأسه وابتعد قليلاً عن والدته ليضع يده الصغيرة على وجهها بينما أردف الحاكم :" إينوري إنه حفيدي لا تظني ولو لثانية انني قد أقوم بإيذاءه .. ومن ثم انتي تخيفينه هكذا"
أومأت إيجاباً لتمد صغيرها له بينما حمله هو بكل هدوء وإبتسامة حانية مُرتسمة على وجهه .. راقبه الصغير بكل حذر وهو يتأمل تقاسيم وجهه قبل أن يبتسم له .. أطلق الحاكم ضحكة قصيرة وهو يرى أن رولند قد إرتاح لوجوده ليتحدث بمرح من نادر أن يظهره :" حسناً هل صغيري بخير ؟ أخبرني أترغب باللعب ؟"
إتسعت إبتسامة الصغير وهو يحرك رأسه إيجاباً بينما كانت إينوري تراقبهما وإبتسامة جميلة تعلو وجهها .. نظر والدها لها ليتحدث :" تعلمين سيخرج كريستيان من المشفى اليوم "
إتسعت إبتسامتها هي هذه المرة لتقف وتتحدث بحماس :" أأنت جاد ؟ ومتى سوف يصل إلى هُنا ؟ أيمكنني تحضير شيء ما له ؟"
ضحك بِخفة ليجيبها :" أجل جاد , سيصل هُنا عند غروب الشمس أي عند موعد العشاء .. بالتأكيد إفعلي ما يحلو لك فهو بالنهاية أنقذ حفيدي من الموت صحيح ؟"
رفع رولند رأسه لينظر إلى جده بينما أمسك هو يديه الصغيرتان وقبلهما ليتحدث بحنان وعطف :" فقط أرغب بمعرفة من يكون الابله الذي حاول قتل طفل جميل ورائع مثلك ؟ أنظر إليك من الصعب أن اصدق أن أحدهم يكرهك "
إبتسمت إينوري بقليل من السعادة لتتحدث :" بالرغم من انك تكره والده "
تنهد بإرهاق ليتحدث :" ربما كلمة كره لا تصف الواقع , انا لا أكرهه ولا أحبه .. على الأقل لم أعد أكرهه فقد أجبرت نفسي على تقبله عندما أصبحتي زوجته "
أخفضت رأسها لتتحدث بهدوء وقليل من الألم :" وهل لازلت تقوم بإيذائه في كل مرة يأتي بها إلى هُنا ؟ أعني أنت كنت تقوم بضربه دائماً "
أخفض رأسه هو الآخر قبل أن يجيبها وهو يضع رولند بين يديها ويقبل رأسه :" لا , منذ اليوم الذي أصبحتي زوجته لم أتحدث إليه حتى .. لم أكن لأزيد من نقمك وكرهك لي .. لذلك بِت أتجنب رؤيته و الحديث معه أو التعامل معه .. وبالمناسبة هو سيأتي في الغد برفقة
جين .. ولكنه على الأغلب لن يدخل إلى القصر بل سيجلس في الحديقة كعادته "
سألت بإستنكار :" إن لم تكن تؤذيه فلماذا لا يجرؤ على دخول القصر ؟"
إبتسم بهدوء وهو يجيب :" ولإنه وببساطة يخشى مني ومن نظراتي الحادة .. ويكره أن يثير أعصابي برؤيته .. لديكي زوج حكيم إينوري .. ومن ثم يا طفلتي تأكدي من أن والدك ليس سيئا إلى درجة تجعله يقبل طفله ويداعبه ومن ثم يهين الوالد و يضربه "
ليغادر الغرفة بعدها بينما عادت إينوري للجلوس بهدوء وهي ترى صغيرها يتثاءب مما دفعها لأن تجعله يستلقي على السرير وهي تدندن له لحن هادئ وجميل بعد أن رسمت البسمة على وجهها وهي تشعر بأنه لم يعد خائفاً بسبب آخر كابوس راوده .
في مساء ذلك اليوم :
كانت أشعة الشمس قد بدأت بالخفوت تدريجياً معلنة انتهاء فترة وجودها في كبد السماء لهذا اليوم .. وفي حديقة ذلك القصر الغناء حيث كانت الزهور تتنوع بألوانها و أشكالها المختلفة وروائحها العطرة جلست صديقتنا وهي بانتظار كريستيان والذي تأخر عن موعده مما كاد أن يسبب لها الجنون فهي بانتظاره هُنا منذ أن سمعت بخبر عودته للقصر .. تنفست بعمق لإبعاد الغضب عنها واتجهت إلى حيث يقف صغيرها بالقرب من إحدى الزهور ذات اللون الاحمر القاني لتبتسم له بهدوء وهي تجلس القرفصاء بجانبه وتتحدث :" هل أعجبتك هذه الزهرة رولند ؟"
ابتسم لوالدته بسعادة وهو يومأ إيجاباً بينما تحدثت تلك الفتاة التي كانت تحمل بعض قطع البسكويت و أكواب من الشاي الساخن بابتسامة حانية :" ولكن إينوري انتي ويوجين من زرعتما هذه الزهرة صحيح ؟ قبل خمس سنوات من الآن "
ابتسمت المعنية لتلك الذكرى لتتحدث بهدوء :" أجل محقة , يوجين يهوى حقاً العناية بالحدائق المنزلية .. لن يمانع أن يعتني بإحدى الحدائق حتى لو كان متعباً أو مُرهقاً بل دائماً ما يهرب من حزنه وألمه عن طريق إشغال نفسه بالعناية بها "
ابتسمت آنجلي بقليل من الحزن لتتحدث :" تعلمين لديكي زوج رائع حقاً إينوري , انه يحبك وهو مستعد لفعل أي شيء من أجلك "
أرادت إينوري أن تجيب ولكن ذلك الصوت المنزعج والذي ظهر فجأة من العدم جعل كلتاهما تفزعان ليتحدث :" ما معنى ذلك ؟ أتعنين أنني لا أحبك و لستُ مستعداً لفعل أي شيء من أجلك .. هي يو ألا ترى معي أن مخطوبتي معجبة بك ؟ وهذا قطعا ليس بالأمر الجيد ثق بي سأقضي عليك إن تطلب الأمر "
ظهرت ابتسامة هادئة على وجهه ليتحدث بهدوء كما ابتسامته :" افعل ما يحلو لك سيدي ولكنك حينها لن تجد خادماً آخر يمكنك الوثوق به ! "
تحدثت آنجلي بغضب وقد إحمر وجهها :" جين أنت مجرد شخص أحمق أتفهم ذلك ؟ لم أعني ما فهمته .. تباً لك موافق " لتشيح برأسها عنه بخجل .
__________________


شكراً غاليتي


زيزي(زيزو) على الأهداء حب6

رد مع اقتباس