Fifth part استيقظت على صوت طرق عنيف على باب الغرفة لم أتفوه بكلمة , أعلم جيدا أنه تشارلي
جسدي يؤلمني , طريقة نومي أتعبتني بشدة , سمعت صوته الغاضب : روزالي , أخرجي
حركت ذراعي المتشنجة بحركة دائرية وأنا أمسك بكتفي , كذلك حركت رأسي يمنة ويسرة قليلا ودلكت عنقي بخفة ..
حدقت بنفسي في المرآة , أشعر أنه خلال هذين الأسبوعان تغيرت كثيرا , زاد طول شعري كما أنني فقدت قليلا من الوزن , تنهدت بضيق بعدما رأيت أثار أنامله لا تزال تطبع على رقبتي ولكنها غامقة أكثر من الأمس ..
عدت لأجلس على السرير منتظرة أن يطرق الباب من جديد , قررت أن أفتح له الباب إن طرقه ثانيتاً , وذكرت نفسي بأنني لم أفعل أي شيء يستحق كل هذا الغضب .. فقط مجرد كلمات أطلقتها بسبب استفزازه ..
رفعت شعري بألم يطعن قلبي , فقد مللت ما يحدث كل يوم , كأنني سجينه عند هذا الشخص , يعذبني تارة ويرحمني تارة أخرى .
استوعبت أنه خرج للعمل فالمنزل هادئ للغاية منذ فترة .. فقد كنت بحاجة ملحة لدورة المياه لأطرد بها كسلي وتعبي .
فتحت الباب بتأني وقلبي يقرع طبوله بخوف , تنهدت براحة عندما لم أجد له أثر ..
تحركت بكسل صوب دورة المياه بعد أن استعرت منشفة إيفا ورميتها على كتفي ..
خرجت بعد مدة وأنا أشعر بالنشاط , عدت مجددا لغرفة إيفا لأقوم بتمشيط شعري للخلف وأسدله كعادتي ليعانق ظهري .
ارتديت قميصا أسود مع بنطال بنفس اللون وعدت ألفلف وشاح إيفا حول عنقي مجددا .
قررت الذهاب للمطبخ , فمعدتي تزقزق من الجوع لم أتذوق أي شيء منذ الأمس , رن جرس المنزل أثناء سيري , ذُعرت ولكنني تماسكت بعدما تذكرت كلام تشارلي , بأن ما حدث من مواجهات بينه وبين ذاك الرجل الوقح , الملعون , لن يتكرر مجددا فقلت بصوت مرتفع : من هناك ؟
سمعت صوتاً رجولياً يقول :هذا أنا ..
صرخت بعنف بعد أن وضعت كفي على قلبي المرتجف : ومن تكون ؟
سمعت ضحكاته المرتفعة ولكنني لم أتجرأ أن أفتح الباب , سمعته بعد ذلك يتمتم مع شخص ما , ثم ...
فُتح باب المنزل على مصرعيه , شهقت عندما رأيت تشارلي وخلفه خطيب ليزا , وضعت يدي على فمي وأنا أكتم شهقة الفزع الثانية من الخروج ..
رفع تشارلي حاجبه باستنكار ودخل للمنزل , تبعه جوي وهو يحيني ببشاشة , صافحني قائلا : مرحبا ..
رددت بتلعثم وأنا أحدق بتشارلي : مر .. مرحبا ..
دخلت للمطبخ بسرعة وأنا أحاول أن أختفي عن تشارلي , جلست على المقعد و تنهدت براحة , وضعت يدي على قلبي لأهدأ من روعته ...
أسندت مرفقي على الطاولة ولا أزال في محاولة للعودة لهدوئي بعد تلك المواجهة ..
نهضت وأنا أفكر بما يمكنني تقديمه , وددت صنع القهوة ولكن صوت صراخهما , أو لنقل صراخ تشارلي .. جعل الفضول يقتلني , لأرى ما يحدث .
أسرعت لأقف أمام مدخل المطبخ والقلق ينتابني فصراخه كان عنيفا للغاية , رأيته وهو يتحدث بعدما ضرب كفه على الطاولة بعنف حتى اهتزت كليا : لا , أنا لن أوافق ..
قال جوي بهدوء شديد وقد تقارب حاجبيه باستفسار: ولما ؟
صرخ تشارلي بحدة قائلا : هل تجردني من الرجولة , آم أنك تحاول ذلك ؟
رأيت الغضب يشتعل بعينا جوي , ليعقب بعد أن زفر بضيق : هل لأننا قررنا أنا وليزا أن نسافر لمنتجع سياحي , فهذا يجردك من رجولتك ؟
خلل تشارلي أنامله الطويلة بشعره الغزير قائلا بغضب طفيف : نعم , فأنتما لا تزالان في مرحلة الخطوبة , لن أسمح بأن تنفردا معا ..
ضحك جوي باستهتار ليقول بتهكم : أنت لازلت تعيش بالعصور الوسطي يا رجل .. تغير العالم نحن بالقرن الحادي والعشرون .
لم يعقب تشارلي , أكتفي بأن يوجه له تلك النظر القاتلة ..
قال جوي باستسلام وهو يرفع كفيه : رويدك يا رجل , أظن أنني وجدت الحل ..
نطق ببرود : وما هو ؟
قال جوي مبررا : أنت تعلم بأنك صديقي قبل أن أطلب أختك ليزا ... زواجك الأخير لم يغيرك كما كنا نعتقد بل زادك استنكاراً وبروداً , حتى ............
قاطعه تشارلي بنفس البرود : قلت لك , ما هو الحل ؟
ضحك بخفة ليقول : ما رأيك , بأن ترافقنا .. أنت وتلك الجميلة .. هذا هو الحل ؟
عقد تشارلي حاجبيه ليقول مستفسرا : مارغريت ؟
طعنتُ , طعنة نجلاء اخترقت ومزقت قلبي بعنف , استدرت ودخلت لشرفة المطبخ بسرعة , وأنا أكتم عبرات البكاء التي تكاد تقتلني .. لتبدأ الأرض تدور وتدور .. تمسكت بطرف الكرسي ..
وجلست قبل أن أقع من شدة الدوران , لأبدأ كالعادة ألملم بقايا كبريائي وكرامتي , فكلام جوي يؤكد ما يدور ببالي ..
كرهت المدعوة مارغريت قبل أن أراها , لا أعلم لم هذه الغيرة التي تقتلني عندما اسمع أسمها المقيت ...
تعبت ومللت .... باختصار شديد هذا ما استطيع تفسيره حاليا ..
وضعت كفي على جبيني وأنا أفكره بتعب , أفزعني عندما جلس بجانبي قائلا : هل نزل المطر ؟
أعلم أنه يحاول أن يلقي الدعابات لأننا لا نجلس معا إلا عند نزول المطر , لكنني لم أعره انتباهي ...
رأيت جوي وهو يخرج من الحديقة حدقت به وأنا أوجه له نظرات الحقد والكره , فبسببه سيحصل المزيد من المشاجرات ..
تنهدت بضيق ولم أتفوه بكلمة , بينما قال ببرود : اجمعي كل أغراضك كي ......
قاطعته بعنف : لا , لن ترميني بمنزل والدي ..
لاحظت الاستغراب اعتلى ملامحه لأكمل بنفس حالتي السابقة : لن أسمح لك بذلك , أنت وتلك المقيتة مارغريت تستجمان بينما أنا مرمية لدي ذلك الرجل ..
سمعت صوت تنفسه المتقطع.... والذي يعبر عن نار القهر تشتعل داخل قلبه....
صرخ بغضب بعد أن ضرب الطاولة بكفه : هذا الرجل اللذي تستنكرينه هو والدك ..
رددت عليه بنفس صراخه : لا شأن لك ..
حاول تشارلي أن يخفف من غضبه , رفع شعره للأعلى وقال بخفوت : روزا ..
شعرت بالضعف تحت سماع صوته الحاني وهو يختصر اسمي , أشحت بوجهي وأنا اشتعل قهراً للسماح له بالتسلل لقلبي .
لاحظ تشارلي اضطرابي تحت المسمي اللذي نطقه منذ لحظة , ليقول بابتسامة سمعت صوتها دون أن أرى ملامحه : سنذهب معاً للمنتجع السياحي ..
اعتلتني الدهشة والتفت له بسرعة , رأيته يسحب السيجارة لتستقر بين شفتيه ..
نفخ بعد مدة دخانها للأعلى بغرور قائلا : غدا سنذهب , لذا أجمعي كل الأغراض التي تحتاجينها ..
ازدرت لعابي وقلت : حسنا ..
نهضت بسرعة وأنا أزيح الكرسي بصوت مزعج , كم كنت سعيدة للغاية , أخيرا يمكنني الخروج من هذا المنزل , أسرعت أنامله تمسك معصمي بخفة..
نظرت له ودقات قلبي تخفق بشدة , قال وهو يغمض عيناه : أجلسي , سنتحدث قليلا ..
كان وقع ملامس أنامله الباردة تزيدني ارتباكا , سحبت يدي وجلست ببطء ..
ضل الصمت يصرخ لكي نتكلم , فقطعت الصمت قائلتا بخفوت : عن ماذا سنتحدث .؟
لا يزال الصمت يغطي وجه تشارلي , بل أنه لا يزال يسحب الهواء من تلك السيجارة المقيتة بكل قوته ...
راقبت ملامحه الشاردة وتلك العينان التي تتلألأ بوضح النهار .. كانت عيناه مصوبة للفراغ .. وكأنها تحاول استدراك شيء ما ..
ابتسمت بخجل , إثر مراقبته .. فقط كنت ألاحظ وسامته الجامدة والتي لا تظهر إلا عند ابتسامته الرقيقة .
تلك الابتسامة التي لا يمكنها أن تخرج من بين شفتيه إلا بعد أن يرهقك التعب بمحاولة فاشلة لإظهارها ..
كنت أنتظره كي يخبرني عن ماذا سنتحدث , لكنه لم ينطق بحرف حتى أنهي أخر ما تبقي من السيجار ..
رمي نهايتها بالحديقة بإهمال وحدق بي قائلا بجدية : ما رأيك بأن نزور والداك أولاً ؟
اشتعل الغضب والحقد داخل قلبي لأجيب باختصار رغم اشتياقي لهما كثيرا : لا أريد ..
زفر قائلا : ما كان يجب أن أخبرك بما طلبه والدك ..
أجبته بغضب طفيف : بل أود شكرك بأي طريقة , لأرد لك المعروف ..
عقد حاجبيه لأغمض عيناي منتظرة غضبه وصراخه العنيف كالعادة ولكنه فاجئني بأن قال بهدوء : بأي طريقة ؟
فتحت عيناي ونظرت له باستفسار , ليكمل بنفس الابتسامة التي تحولت للخبث : ما رأيك بقيلولة بين ذراعاي ..
جحظت عيناي ولم أستطع أن أتكلم , لذا قررت الهرب بعد أن طأطأت برأسي لأسفل نقطة بالأرض , قلت وأنا أنهض بسرعة ووجنتاي تشتعل ناراً : سأرتب الملابس بحقيبتي ..
مررت بجانبه وأنا أكاد أن أركض من شدة سرعتي , نهض هو الأخر قائلا : روزا ..
توقفت بعد أن ابتعدت عنه منتصف الطريق , تنفست بعمق وخفق قلبي بشدة , اسمي من بين شفتيه يصيبني بالشلل الرباعي , كنت أنتظر ما يريده , لم أشأ أن التفت له ويرى الخجل بعيناي , فوجئت عندما رأيته أمامي بطوله الفارع , فما كان مني إلا التراجع خطوتين للخلف وأنا أحاول التماسك أمام عينيه الدافئة التي تتحول كثيرا ما بين الدفء والبرود , ليقول بهمس أشعل قلبي ناراً : رتبي أيضا ملابسي وضعيها بنفس حقيبتك ..
أومأت برأسي وأنا متأكدة بأنه بعدما أحترق قلبي , تفتت دماغي من جراء حنانه المفاجئ اللذي أربكني كثيرا .. ![](http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141189561480442.jpg)
رتبت جميع ما أحتاجه من حاجيات لهذه الرحلة , وبدأت بترتيب ملابس تشارلي التي كانت تفوح بعطره القوي ..
رتبت كل شيء ونهضت بعد ذاك الجلوس الطويل قرب الخزانة ..
كانت الساعة تقارب الثانية مساء , والوقت يمر بسرعة البرق , نظرت له وهو يخرج من دورة المياه , منتعلا حذاء المنزل الأبيض وذاك المعطف الفاره ليغطي جسده من أعلى لمنتصف ساقيه ..
أنزلت بصري مدعية ترتيب قميصي والخجل يحوطني بشدة ..
نظرت له بعد أن نطق جملته وأنا أزدرد لعابي : أشعر بأنه طال قليلا ..
لاحظت كفه وهي تمسح على شعره المبلل , لأجيب بخفوت : ليس كثيرا ..
لم يعقب على كلامي , بل حدق بي برهة من الزمن , حيث أن انعكاس صورته بالمرآة كان مقابلا لي .. لم أستطع أن نتواجه أكثر وإلا سيصاب قلبي بالمرض , طأطأت رأسي وخرجت وأنا أهدأ من روعتي .. ![](http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141189561480442.jpg)
كنت أجلس بالمطبخ أتناول رغيف من الخبز حشوته بقليل من الجبن ... مع كوب من عصير البرتقال , المفضل لدي ..
ولكل من يتساءلون عن ما دار بين جوي وتشارلي بعد أن ذهبت لشرفة المطبخ والحزن رفيقي ..
قال تشارلي باستفسار : تقصد مارغريت ؟
عقد جوي حاجبيه لينطق : لا , أقصد روزالي ..
لم يعقب تشارلي بل سحب سيجارة يطفئ بها النار التي تجتاح قلبه ..
قال جوي بابتسامة : هكذا لن نظل وحدنا أنا وليزا , إضافة هذا شهر عسل على حسابي ..
نظر له تشارلي من طرف عينه بينما قهقه جوي بخبث ..
قال تشارلي بجدية : أنا موافق , لكن هناك شرط أخر ..
نظر له جوي بصبر ليكمل تشارلي : كل العائلة ستذهب ..
وقع جوي مغشيا عليه بينما اكتفي تشارلي بإطلاق ضحكة صغيرة .. ![](http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141189561480442.jpg)
رن باب المنزل , نهضت بعد أن نظفت يداي بمنديل المطبخ , أسرعت بمشيي لأصل لباب المنزل ..
فتحته دون أن أسأل من الطارق , لأجد برتني و ريتا , ابتسمت فور أن احتوتني ريتا بين ذراعيها , قلت بهمس مسموع : أهلا ..
صافحتني برتني برسمية وقالت بابتسامة رقيقة : كيف حالك ؟
أجبت والسعادة تغمرني : بخير , ماذا عنك ؟
قاطعت ذلك ريتا قائلتا باستفسار : أين قطعة الثلج ؟
حدقت بها باستغراب وقلت : هل أنت عطشي ؟
لأسمع صوته الرجولي : أنا هنا ..
ركضت برتني كالطفلة لترتمي بين ذراعيه , بينما ضحكت ريتا وقالت : عن هذا أتكلم ..
نظرت لتشارلي وبرتني وفهمت ما تقصده ريتا , ضحكت بخفة , فهو فعلا قطعة من الثلج ..
وجه لي بصره عندما ضحكت لأبترها فورا وابتسم باضطراب , قالت برتني بصوت حزين : لم لا تزورنا ؟
كنت أراقب المشاعر الجياشة بين تشارلي وأخته بصمت لتضربني ريتا على ظهري بخفة قائلتا بخبث : ماذا , هل تشعرين بالغيرة ؟
حركت كفاي بخجل وقلت : لا , لا ........
سمعت تشارلي وهو يهمس لبرتني بخفوت : لم كل هذا الخوف , أنا معك ولن يؤذيك أحد ولن يتجرأ أحد على المساس بك .
لاحظت أيضا تلك الحقيبة المنفوخة متوسطة الحجم بين يدي برتني ..
كانت يدا تشارلي تعانق وجه برتني الحزين , قالت ريتا بمكر : هيي أنتما يكفي , وأنت تشارلي ألا ترى نظرات الغيرة تراقبك ..
حدق تشارلي بي قليلا ليقول ببرود : حضري العشاء ..
أومأت برأسي وركضت للمطبخ , لأسمع ريتا تقول بحزن : لما تعاملها بجفاء ؟
دخلت للمطبخ وأنا أفكر بما يحدث بين تشارلي وبرتني ..
أكره ان يعاملني أحد ما بشفقة , وهذه عادة لاحظتها بـ ريتا , أعلم جيدا أنها تحزن لأجلي ولكن لا داعي لتذكيري بما أمر به مع تشـــ .. تذكرت شيئا وقلت بصوت منخفض : أقصد قطعة الثلج
ضحكت بعد ذلك بخفوت وفكرت بما يمكنني صنعه لطعام العشاء..
أخرجت الدجاج من المبرد ووضعتها بالصينية بعد وضعت عليها التوابل والملح .. لأضعها بعد ذلك بالفرن .
بدأت بصنع السلطة ووضعتها جانباً , دخلت برتني وقالت بابتسامة : يمكنني المساعدة ..
ابتسمت لها بدوري وقلت : لا , أشكرك , بقي فقط أن أعد الأرز والبطاطس المقلية ..
نطقت برتني باستغراب : يمكنك إعداد هذا كله ؟
أجبت بثقة : نعم وأكثر .
ــ حقا ؟
نظرت للخلف وقلت لـ ريتا بضحكة : حقاً .
جلست ريتا وقالت : بالأمس تحدثت مع إيفا وهي بالمخيم ...
أكملت برتني : وقد مدحت طبخك كثيرا خصوصا ...........
نظرت برتني لـ ريتا ليقولا معا بابتسامة : البيتزا ..
ابتسمت باقتضاب وتذكرت ما حدث ذلك اليوم لأقول بحزن : يمكنني أعدادها ..
قالت برتني : لا هذا يكفي ..
أكملت ريتا بابتسامة : مرة أخرى ..
قلت بهدوء : كما تشاءان .
أكملت إعداد الطعام وتركته على النار لينضج , جلست أمام برتني وقرب ريتا ..
لتقول ريتا بابتسامة : أنت طباخة ماهرة ..
ضحكت بخفة وقلت : تذوقي الطعام أولا ؟
ابتسمت ريتا بخجل وفركت رأسها , لتطلق ضحكة بعد ذلك ..
قالت برتني متسائلة : هل أكملت دراستك ؟
فهمت ما ترمي له برتني , رغم كل الفقر اللذي مر بنا بالفترات السابقة , إلا أن والداي شجعاني على أن أكمل دراستي , فقد كنت أود ترك الدراسة والبدء بالعمل , لأساعد ب إيجار المنزل والمصروف أيضاً .. ولكنهما لم يشاءا ..
أجبت بعد أن لاحظت انتظار الإجابة من عيون برتني و ريتا : نعم أكملتها , تخرجت من قسم الإدارة ..
قالت ريتا : إذا أنت وتشارلي كنتما صديقان بالكلية ..
أجابت برتني : لا يمكن , فتشارلي يكبر روزالي بثمان سنوات ..
أكملت برتني مستفسرة : أليس كذلك ؟
قلت بابتسامة مقتضبة : أنا لا أعلم ولكن أليست ليزا هي البكر ؟ أجابت ريتا : نعم هي البكر ولكن تشارلي ابن خالتي .. وبنفس الوقت أخي ..
قطبت جبيني بدهشة لتكمل برتني : شقيقة والدتي التوأم وتدعي إليزابيث , كانت متزوجة من والدي ..
قلت وأنا أرفع حاجباي ولا زالت الدهشة تعتليني , فقد مرت بفكري تلك الصورة التي كانت طبق الأصل عن ماريا : كانت , أين هي الآن ؟
أكملت ريتا بحزن : توفيت عندما أنجبت تشارلي , وكانت وصيتها أن يتزوج بأختها التوأم لأنها ستربي تشارلي كابنها تماما ..
قالت برتني بحزن أشد : وهكذا انتقلت خالتي إليزابيث لرحمة الله , تزوج والدي من والداتي وكما توقعت خالتي اعتنت أمي بتشارلي جيدا ولم تحرمه أي حق من حقوقه ..
قلت والدموع تجمعت بمقلاتي : هل يعلم ؟
أجابت ريتا بثقة : بالطبع .
تساءلت : ما هو سبب موتها ؟
برتني بعد أن زفرت بضيق : خالتي أنجبت تشارلي بالمزرعة لذا عندما نقلت لأقرب مشفي , كانت قد نزفت الكثير ..
أكملت ريتا بنفس الحزن : وبذلك توفيت ..
مسحت دموعي التي فرت بسرعة من عيناي وقلت بخفوت : مسكين ..
دخل تشارلي قائلا : هيي روزالي أ لم تكملي طعام العشاء بعد ..
نظرت له بحزن وقلت : لا , دقائق ويكون جاهزاً ..
عدت أكمل طعامي بعد أن خرجت ريتا وبرتني من المطبخ خلف تشارلي , أصبح المطبخ لا يحتمل ,فقد أصبح حاراً للغاية ..
فالفرن مشتعل ونار الموقد أيضا .. إضافة لوشاح إيفا اللذي بات يخنقني ..
أرخيت قليلا من شده حول عنقي وعدت أكمل العشاء .. ![](http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141189561480442.jpg)
جهزت كل شيء على الطاولة وبات الجميع يأكل .. صرخت ريتا بسعادة : يمي , أنه لذيذ للغاية ..
رددت بابتسامة : هنيئاً ..
أعقبت برتني بهدوء : نعم , أنت ماهرة , كما وصفتك إيفا تماما ...
ابتسمت بخجل وأكملنا طعامنا بهدوء ..
لاحظت أن برتني و ريتا , نهضا دون أن يحملا طبقهما للمغسلة , بينما فعل تشارلي ذلك ..
تبعته وأنا أحمل طبقي .. وفوقه طبق ريتا و برتني .. كنت أنظر للأطباق خيفة أن تقع ..
لامست أطراف أنامله كفي , نظرت له بسرعة وهو يأخذ الأطباق مني..
عدت لأرتب الطاولة وأنظفها .. رفعت الغطاء من عليها وحملته لداخل المطبخ ..
أجفلت عندما باغتني تشارلي وأمسك بخصري بين يديه قائلا بصوت مهموم : لم أستطع تناول طعامي ..
أصبح صدري يعلو ويهبط والحر يفتك بجسدي , نعم لاحظت أنه لم يكمل طبقه ولكنني لم أبه كثيراً ..
أكمل بنفس حالته السابقة : لا يمكنني أن أتأسف ..
نظرت لعينه وقلت بخوف ووجنتاي تكاد تنفجر خجلا : عن ماذا تتكلم ؟
ابتعدت وسحبت نفسي من بين يديه , ليقول بحزن : كنت غاضبا , فقد مر على يوم عصيب بالشركة ..
لم أحتمل كلامه المبهم فقلت بغضب طفيف : عن ماذا تتكلم ؟
أقترب أكثر بينما ابتعدت عنه أكثر ..
التصق ظهري بالجدار , نظرت خلفي وقلت وأنا أزدرد لعابي : تشارلي , لم أفعل شيئا ..
اسند كفه اليمني على الجدار وقال بخفوت : أنا من فعلت ..
كدت أهرب من أمامه لولا أنه حاصرني بكفه الأخرى لأقول بصوت مرتجف وخائف , فقد كنت أظن أنه سيضرني مجددا : ابتعد ..
تحركت كفه اليمني لتقترب مني , أغمضت عيناي بخوف , لأشعر بأنامله على رقبتي وهي تبعد الوشاح ..
شعرت بوخزة ألم بسيطة , نظرت له وقلت وأنا أكاد أن أبكي : برتني و ريتا .. سي..
قاطعني قائلا ببرود : هل تؤلمك ؟
فهمت أنه يعني الكدمات التي زينت عنقي , وضعت كفي لأغطيه ولم أتكلم ..
كنت أنظر له بخوف , ابتعد وقال مجددا : هل تؤلمك ؟
أجبته برعشة بعد أن طأطأت رأسي : لا ..
ابتعد أكثر ليترك لي حرية التنفس ..
اقتربت يداه مجددا لتحكم وثاق الوشاح على رقبتي جيدا ..
ذهبت من أمامه وأنا ألملم شتات نفسي .. قبل أن يحدث شيء أخر .
لا أدري ولكنني لم أستطع أن أكمل ببساطة وكأن شيئا لم يحصل ..
تركني وخرج لأمسك بحافة المنضدة حتى لا أقع , وأنا أحاول أن أستعيد نفسي ..
غسلت الأواني ولا زلت بمحاولة فاشلة التماسك , بينما طردت ما دار قبل قليل من بالي .. ![](http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141189561480442.jpg)
جلست معهم قرب المدفأة ويداي ترتعش برداً ..
كانت برتني تغفو تحت ذراع تشارلي التي تحاوطها بحنان , بينما كانت ريتا منشغلة بالضغط على أزرار هاتفها المحمول ..
لم أشأ أن أنظر لتشارلي , بل أدفئت كفاي التي باتت متجمدة من صقيع المياه ..
تثاءبت ريتا بكسل وقالت : هل تعتقد أنه سيسعنا ..؟
أعقب تشارلي بهدوء : نعم , فالسرير كبير ..
تحرك تشارلي بسلاسة حتى لا يقيض برتني وحملها بين ذراعيه , تبعته ريتا قائلتا بنعاس : تصبحين على خير ..
قلت بابتسامة مغتصبة : وأنت بخير ..
تنهدت بضيق وألم , لما يعاملني بهذه الطريقة , بينما هو من تسبب لي بهذه الآلام , لم يكتفي بآلام الجسد فقط , بل بات داخلي يؤلمني أكثر من تصرفاته الغريبة ..
طأطأت برأسي وأمسكت بمقدمة شعري وجبيني ..
تعبت من محاولة فهمه ... لما كل هذا الغموض الذي يحاوطه ... لما لا يحاول العيش ببساطة .. لما تلك التصرفات الغريبة , كذلك تلك الجملة التي نطقها منذ قليل , لما لا يستطيع التأسف , لما كل هذا الغرور .. لما ولما ؟؟ أسئلة كثيرة تجتاح عقلي .. الذي أشعر أنه سيتوقف عن التفكير بأي لحظة , كذلك قلبي الذي يقرع طبوله بخوف ما إن يتواجه مع تشارلي , فقد زرع فيه الكره والخوف من أي حركة يقوم بها ..
قطع تسلل أفكاري صوته الخافت : روزا ..
خفق قلبي بشدة , رفعت رأسي لأراه يقف أمامي قائلا بنفس الخفوت : إلى النوم ..
لم أتحرك فأكمل : أذهبي للغرفة , ريثما أطفئ أنوار المنزل ..
نهضت بتعب وذهبت للغرفة .. أمسكت بملابس النوم بيدي ودخلت دورة المياه ..
خرجت بعد مدة بشعري المبلل , كنت دافئة جدا بعد ذلك الحمام المنعش ..
كانت الغرفة مظلمة نوعا ما , يبدو أن تشارلي يغط بنوم عميق .. تسللت ببطء لأدس نفسي تحت ذلك الغطاء ..الناعم
رشحت بخفة وبدأت أشعر بالبرد ... استلقيت على ظهري , محاولةً تناسي ما حدث مع تشارلي ..
أغمضت عيناي لأفتحها فجأة عندما تذكرت أول ليلة قضيتها مع تشارلي ..
لم أستطع النوم وبدأ جسدي بالارتعاش .. بعد أن زال دفئ الحمام ..
استنشقت نفساً طويلا وعدت أحاول النوم مجدداً .. وضعت كفي على عنقي وأنا أتذكر لمساته ..
سمعت همسه الناعس : لم تتحركين , أود النوم ..
قلت باضطراب : حسنا ..
أكمل بخفوت شديد : ماذا بك ؟
أجبته بحزن : لا شيء ..
ــ إذا نامي ولا تتحركي ..
تكلمت بعد برهة : حسنا ..
استدار ليقابلني ظهره , زفرت بضيق .. وعدت أحاول النوم ..
بعد مدة طويلة مع الصراع النفسي , فقدت الوعي , وغفوت أخيرا .. ![](http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_09_14141189561470421.jpg)
اتمني لكم متابعه طيبه
جاري التنسيق واسفة ع التأخير ^^
دمتم بود وبحفظ الله ورعايته ![و1](https://www.9ory.com/uploads/156364640711.png) |