الاحتجاج عن العمل بالأعذار الواهية الاحتجاج عن العمل بالأعذار الواهية الأمر بالعمل، الممكن التطبيق، الميسر، المختار فيه··· مسؤولية الإنسان ···يشمل عامة الناس، كل فرد، جميع الأعمال· التحذير من صفة مرضى القلوب والشاكين في دينهم والخائفين من جور الله عليهم في الحكم والله مبرّأ ألا وهي تحمل المسؤولية تارة وتركها تارة أخرى·
لأصحاب هذه الصفة مبررات وأعذار أقبح··· لوصف أعمالهم بعدم المسؤولية، لا بد من معرفتها حتى لا يقع فيها·
قال حذيفة بن اليمان ''كان الناس يسألون رسول الله (ص) عن الخير، وكنت أسأل عن الشر مخافة أن يدركني'' أخرجه البخاري·
1/ الاعتذار بالمثيرات والإغراءات ودعوات الشر في الواقع الذي تحياه··· وكل ما هو من وسائل الشيطان للصد عن سبيل الله، والقرآن نفى هذا الاعتذار··· لأنها عاجزة في الحقيقة عن إكراهنا·· وإنما تؤثر في أعمالنا إذا انبعثنا لها وتقبلناها بإرادتنا ''ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما'' النساء: .111
وحذرنا من اتهام غيرنا بما وقعنا فيه من الأخطاء الدعوية أو السياسية أو الأسرية··· هروبا من تحمّل مسؤوليتها ''ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا'' النساء: .112
وأرشدنا إلى التي هي أقوم بتحمّل مسؤولية أخطائنا بالتوبة منها ''ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما'' النساء: .110
2 الاحتجاج بأنهم مجرد أتباع استسلموا للفرد أو الجماعة أو للسلطة أو للحزب أو للدولة الأجنبية أو لمن أوقعهم في الخطأ·· والقرآن قرر بأن إلقاء خطايانا على من تسبب في وقوعنا فيها لا يغني من تحمّل مسؤولية أعمالنا، لأن الله أعطانا فكرا ورأيا وشرعا··· ولأن عبء الأتباع لا يقل عن عبء الرعاة ''حتى إذا ادّاركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربما هؤلاء أضلّونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون'' الأعراف: .38 (··· يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين) سبأ: 31/.32
فليترك كل واحد منا الاحتجاج بهذه الأعذار الباطلة، فإنه يتعامل مع الله وليستشعر مسؤوليته (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) في السر والعلانية فإن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول (أسألك خشيتك في الغيب والشهادة)· واسمع إلى القرآن إذ أبطل هذين العذرين في سياق واحد (ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله العزيز وبرزوا لله جميعا - خرجوا من القبور للحساب- فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون - دافعون - عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا - أحزنا أشد الحزن - ام صبرنا ما لنا من محيص - منجى ومهرب - وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان - حجة أو قهر لكم على المعصية - إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم - بمغنيكم من العذاب - وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم'' إبراهيم: .22 ( منقول ) |