عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 01-06-2008, 11:49 PM
 
رد: اين ستقضي ليلة راس السنه

بسم الله الرحمن الرحيم


الذي أراه في هذا الموضوع هنا هو أنه ينزع إلى التخصيص

ودلائلُ ذلك :

1 ) الأمر بالحرص
2 ) تحديد الليلة دون سواها من الليالي
3 ) بيانُ السبب وراء الأمر بالحرص والتخصيص بالتحديد

وهذا معناه التخصيص والإختصاص على سبيل الدوام في كل عام

أي تخصيص هذه الليلة بالعبادة والطاعة وهنا هو السؤال ، وليس السؤالُ حول نوعية العبادات أو الطاعات نفسها

بل يسبق ذلك ...... لماذا أصلا يكونُ تخصيصٌ دون النظر في نوع الأعمال والعبادات هل هي مبتدعة أم صحيحة ؟

هل لهذا التخصيص سبب ؟
ربما ..... كما رأيناه هنا هو أن هذه الليلة تكثر فيها المعاصي والفواحش ، وعلى المؤمنين أن يخالفوا أصحاب الفواحش والمعاصي

لكن : هل لهذا التخصيص دليلٌ شرعي ؟

هذا السؤال هو ما نقف عنده

هل هذه الليلة من الأوقات التي حبب العبادةَ فيها اللهُ ورسولُه ؟

إذا طلبت مني أن أجتهد في الطاعات في ليلة القدر وأن أختصها بمزيد من أعمال التقرب إلى الله عز وجل ، فلك في ذلك دليلٌ وأدلة ، أما ألا يكون هناك دليل شرعي على تخصيص ليلة رأس السنة ببذل الطاعات وأن يكون السبب هو مخالفة أهل المعاصي فيها ، فهنا نقف

لأن هذا النهج يؤدي إلى تخصيص ليالٍ وأيامٍ آخر بذلك

كأعياد المشركين وأيامهم ، فلماذا حسب هذا السبب لا نختص يومَ ما زعموه بشم النسيم ، بمزيدٍ من الطاعاتِ والعبادات ، وهو أيضا يومٌ تكثر فيه المخالفات والمعاصي ؟
ويوم ما زعموه بعيد العشق ، وفيه ما فيه من مخالفات ومعاصي

وأهمُ من وجود السبب أو عدمه هو وجود الدليلُ الشرعي أو عدمه

ولئن كانت هذه الليلة تختص بكثرة الفواحش والمعاصي ، فيكون الأنسب هو التحذير من معاصي وشرور هذه الليلة

فكما أن شهر رمضان أُنزلَ فيه القرآنُ ، وكما أن عشر ذي الحجةِ هي أيام حجٍ وتأدية فرضٍ ، فتناسبَ مع ذلك أن يكون التحبيبُ والترغيبُ في بذل المزيد من الطاعات والتقرب إلى الله فيها أظهرَ من التحذير من المعاصي

فيكون الأنسبُ لهذه الليلة هو التحذيرُ مما يحدث فيها

والأولى أن تكونَ هذه الليلة كغيرها من الليالي التي لم يختصها دليلٌ شرعي بمزيدٍ من العبادات والطاعات




فيحرصُ كل مسلم على ما اعتاد في لياليه العادية من العبادة ، وإذا كان شيءٌ يختص هذه الليلة فهو التحذير مما يحدثُ فيها من معاصي ، ويكون التذكير بالطاعة ِ فيها من باب التذكير بطاعة الله عز وجل في سائر الأوقات ، ويكون طلب المزيد من الإجتهاد في الطاعة فيما ثبت به دليلٌ شرعي

وإليكم هذه الفتوى :
رقم الفتوى : 57818
عنوان الفتوى :حكم تخصيص ليلة رأس السنة بالعبادة والقيام
تاريخ الفتوى :27 ذو القعدة 1425 / 08-01-2005

السؤال :

ما حكم تخصيص ليلة رأس السنة لقيامها والتعبد فيها؟ وما حكم الدعوة إلى قيام الليل والسهرات التعبدية بشكل جماعي؟.

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ليلة رأس السنة لم يرد لها في السنة تخصيص بالعبادة، وعلى المسلم أن يحذر الابتداع في الدين. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد. وفي رواية: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد. متفق عليه.
وعرف العلماء البدعة بأنها كل عبادة لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي لها وعدم المانع منها. وقد ورد النهي عن تخصيص ليلة الجمعة بعبادة ، روى مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي. فإذا ثبت هذا النهي عن تخصيص ليلة عرف لها من الفضل ما ليس لسواها من الليالي، فحري بليلة ليس لها مزية ولا فضل على سائر الليالي أن ينهى عن تخصيصها بالعبادة. أضف إلى ذلك أن التعلق بليالي رأس السنة هو من عادات الكفار وقد نهينا عن التشبه بهم. فيكون منهيا عنها أيضا من هذه الناحية. والدعوة للسهر وقيام الليل بشكل جماعي لا حرج فيها إن شاء الله إن كان الدافع لها هو العبادة وتعليمها للناس وتعويدهم عليها، وأما لو كان الاجتماع مقصودا لذاته يعتقد فيه فضل ومزية على غيره فإنه حينئذ لا يجوز للعلة السابقة.
والله أعلم.
المفتي:
مركز الفتوى


وهذه فتوى اخرى تتعلق بنفس الموضوع

فضيلة الشيخ وفقكم الله

أول يوم في السنة الميلادية يدعى( بيوم الكريسماس) ويقوم النصارى بالاحتفال بهذا اليوم ومع الأسف يقوم كثير من المسلمين في بلدنا بالاحتفال أيضاً بهذا اليوم

فأفتى بعض المشايخ عندنا بأنهم سيقيمون الليل في هذه الليلة جماعة ومن لايريد الحضور فيقيم الليل لوحده في بيته،وعندما نصحناهم بأن قيام الليل لهذه الليلة بالذات ليس من عمل السلف فكان ردهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

(عبادة في الهرج كهجرة إلي) قال النووي وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد انتهى. قالوا: ولاهرج ولا مرج يحصل ويكثر في السنة كلها كما يحصل هذه الليلة...

فما صحة فعلهم ؟ وهل دليلهم هذا في محله ؟



الجواب/
وفقك الله لما يُحب ويَرضى

وجزاك الله خيراً . هذا من البدع المغلّظة . لارتباط ذلك القيام بيوم مُعيّن في السنة تُعظّمه النصارى !

ومع ذلك فلا يجوز الاتفاق على قيام ليلة أو ليالي مُعيّنة ، ولا قيام الليل جماعة في غير رمضان، ولشيخ الإسلام ابن تيمية تفصيل في هذه المسألة . حيث قال رحمه الله :

الاجتماع على الطاعات والعبادات نوعان :

أحدهما : سنة راتبة ، إما واجب وإما مستحب ، كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح ، فهذا سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة .

والثاني : ما ليس بسنة راتبة مثل الاجتماع لصلاة تطوع مثل قيام الليل ، أو على قراءة قرآن ، أو ذكر الله ، أو دُعاء ، فهذا لا بأس به إذا لم يُتَّخَذ عادة راتبة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى التطوع في جماعة أحيانا ولم يُداوم عليه إلا ما ذُكِر ، وكان أصحابه إذا اجتمعوا أمَرُوا واحدا منهم أن يقرأ والباقي يستمعون ...

فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالي على صلاة تطوّع من غير أن يتّخِذوا ذلك عادة راتبة تُشبِه السنة الراتبة لم يُكره لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع ، ولو ساغ ذلك لساغ أن يُعمل صلاة أخرى وقت الضحى ، أو بين الظهر والعصر ، أو تراويح فى شعبان ... اه .

وأما استدلالهم بالحديث فليس هذا محلّه . بل العبادة في الهرج في الفتن أو في زمان يَكثر فيه القَتْل . والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد




وفقنا اللهُ وإياكم إلى ما يُحبُ ويرضى ، وجزاكم اللهُ خيراً






__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!