" الاسطورة " " الأسطورة "
يوم ليس كباقي الأيام ، إنه يوم مجنون تغير فيه كل شيء ، يوم لا ضوء فيه أو شمس ، يوم يضج بالجنون في كل مكان ، إنه يوم ولادة أسطورة الخير وأسطورة الظلام .
تلك الأصوات الغريبة تنتشر في كل مكان ، أصوات تنشر الرعب والخوف ، أصوات جنونية لا يسمعها سوى شخص واحد .
وبعد مرور ثمانية عشر عاما ، تعود تلك الأصوات مرة أخرى ، ولا زال ذاك الشخص يستمع إلى هذه الأصوات بلا خوف وكأنها أصبحت جزء من حياته .
وفي يوم من الأيام ، وفي مكان ما في إحدى الأزقة ، كان هناك شاب يقود دراجة نارية بسرعة جنونية وبتهور ، وبعد هذا تعدى إشارة مرورية وكان على وشك القيام بحادث سير ، وبعد مدة وصل إلى مدرسة ثانوية .
وأما في المدرسة ، لقد كان الطلاب يتحدثون عن شيء ما ، وبعد مدة صمتوا قليلا وعلامات الخوف تبدو على وجوههم ، فقد مر من أمامهم ذالك الشاب ولكنه لم يبالي بهم ، وأكمل طريقه بصمت إلى أن دخل فصله الدراسي وذهب إلى مقعده دون التحدث إلى أحد .
وبعد مدة ليست بطويلة ، دخل المعلم إلى الفصل وقد ألقى التحية على الجميع ، ومن ثم قام بشرح الدرس ولكن هناك شاب لم يكن منتبها خلال شرح الدرس وقد كان ينظر من خلال النافذة .
المعلم : أنت يا فتى ، هيا فلتقم لحل هذه المسألة .
…. : أنا ؟!
المعلم : أجل ، أنت يا فياض .
فياض : حسنا .
وقد تقدم فياض لحل المسألة وقد نجح في هذا بمنتهى السهولة والسرعة ، ولكن هناك أصوات غريبة تتردد في أذنه ، وقد شعر بالإرتباك قليلا ولكنه لم يظهر هذا للطلاب ، وعاد إلى مكانه .
وكالعادة بدأت نظرات التعجب تتجه نحو فياض ، فقد استطاع حل المسألة مع أنه لم يكن منتبها خلال شرح الدرس .
المعلم : اصمتوا ، وأنت يا فياض انتبه للدرس ، هل هذا مفهوم ؟!
فياض : لا يهم .
وبعد مدة خرج الجميع وذهبوا إلى الساحة المدرسية فقد حان موعد الاستراحة ، ولكن فياض توجه إلى المكتبة المهجورة كالعادة ، وجلس هناك كثيرا ، وفجأة تقدم نحوه شاب يبدو عليه القوة .
…. : يا إلهي ، الطفل الصغير يجلس في مكتبة مهجورة ، هيا يا طفل اذهب إلى أمك باكيا .
فياض : اصمت ، أنا أحذرك يا وائل .
وائل : وإذا لم أصمت ماذا سوف تفعل ؟!
فياض : إذا فقدت أعصابي ، لن يحصل خير أبدا .
وائل : لن تستطيع فعل شيء .
وبدأت تلك الأصوات الغريبة مرة أخرى ، وفقد فياض أعصابه ، وبدأ بضرب وائل وقد كان على وشك قتله ، ولكنه بدأ بالصراخ الشديد و وقع مغشيا عليه .
وبعد مدة دخلت مجموعة إلى المكتبة المهجورة ، وقد وجدوا فياض و وائل على الأرض ، وقد قاموا بنقلهم إلى المشفى ، وقد كان فياض بحالة سيئة مع أنه لم يصب بأي أذى جسدي .
فياض : هيا ، ابتعد عني هذا يكفي .
…. : أنت من طلبت مني المجيء .
فياض : أنا لم أقم بهذا .
…. : لا ، بل قمت بهذا لقد أردت مني قتل وائل .
فياض : أنا لم أرد قتل وائل ، أنت كاذب أنت من أردت قتل وائل .
…. : أنت مخطئ .
فياض : لا ، لالالا يكفي أنا لست هكذا أنا لم أفعل شيء .
لقد كان فياض يصرخ بشدة عندما استيقظ في المشفى ، وكأنه شاهد كابوسا مريعا ، ولكنه عاد إلى طبيعته ، وقام بسؤال الطبيبة عن حال الشاب الآخر "وائل" ، وقد قالت له أنه بحالة جيدة ، ولكنه سوف يبقى هنا لمدة ما حتى يتعافى بشكل تام .
وبعد مدة خرج فياض من المشفى مسرعا وذهب إلى منزله ، وهناك دخل غرفته وألقى نفسه على السرير ، وذهب في نوم عميق لا خروج منه .
…. : ألا تريد أن تعرف من أنا ؟!
فياض : لا يهمني ، لا أريد معرفة من تكون .
…. : ولكن إن لم تعلم من أكون فستبقى هنا إلى الأبد هاهاهاها .
فياض : أنت مخطئ ، بإمكاني الخروج من هنا .
…. : لن تستطيع .
فياض : سترى أنه بإمكاني الخروج من هنا .
وذهب إلى البوابة الزمنية ، أراد الخروج ولكن بلا جدوى ، حاول كثيرا ولكنه لم يستطع .
…. : قلت لك لن تستطيع الخروج من هنا ، فأنا أتحكم بهذا العالم أنا " أسطورة الظلام " .
فياض : ولكن لما أنا ، لماذا لا أستطيع الخروج لماذا ؟!
أسطورة الظلام : لأن هذا هو عالمك .
فياض : لا ، هذا ليس عالمي ، عالمي يوجد خلف هذه البوابة أخرجني من هنا .
أسطورة الظلام : هناك طريقة واحدة للخروج من هنا.
فياض : وما هي ؟!
أسطورة الظلام : عليك الوصول إلى بقعة الظلام .
فياض : بقعة الظلام ؟!
أسطور الظلام : أجل وأمامك عشر دقائق فقط ، وإن لم تصل هناك خلال عشر دقائق سوف تبقى هنا إلى الأبد .
وبدأ فياض بالركض الشديد ، أراد الخروج من هذا المكان ، أراد الوصول إلى بقعة الظلام ولكن هذا مستحيل .
حاول كثيرا وكثيرا ولكن بلا جدوى ، وقد مضت العشر دقائق وهو لا يستطيع الوصول إلى بقعة الظلام .
أسطورة الظلام : لقد انتهى الوقت .
فياض : لا ، لالا لم ينتهي سوف أحاول مرة أخرى .
أسطورة الظلام : لن تستطيع .
فياض : أستطيع أن أفعل هذا .
أسطورة الظلام : حتى وإن أعطيتك فرصة البحث مائة عام ، لن تجد بقعة الظلام .
فياض : إن بقعة الظلام أمامي .
أسطورة الظلام : ماذا تقصد ؟!
فياض : أنت بقعة الظلام ، أجل أنت هو بقعة الظلام .
أسطورة الظلام : هاهاهاها .
وفتحت البوابة الزمنية ، وخرج فياض من عالم الظلام ، ولكن الأمر لم ينتهي هنا ، فما زالت تلك الأصوات بالتردد داخل عقل فياض .
فياض : ما هذا ألم ينتهي الأمر ، لقد خرجت من عالم الظلام .
أسطورة الظلام : لقد أخرجتك من عالم الظلام ، ولكنك لن تستطيع الهروب من الواقع .
فياض : وما هو هذا الواقع الذي يجعلني سجين لك ؟!
أسطورة الظلام : أنت لست سجين .
فياض : اذا لماذا يحدث كل هذا ؟!
أسطورة الظلام : عليك البحث عن بقعة الظلام .
فياض : ولكن أنت بقعة الظلام ، لماذا سوف أبحث عن بقعة الظلام مرة أخرى ؟!
أسطورة الظلام : لا ، أنا جزء من بقعة الظلام ، عليك البحث عن الجزء الآخر في هذا العالم ، وأمامك عشرون دقيقة ، هيا ابدأ .
وبدأ فياض بالركض والبحث عن الجزء الآخر من بقعة الظلام ، ولكنه لم يجدها وقد مرت عشر دقائق ، وبقي عشر دقائق فقط ، ولكنه بدأ يشعر باليأس الشديد ، وبدأ بتذكر حياته في السابق وكيف كانت شخصيته تتغير بمجرد فقدان أعصابه ، وتذكر كلام أسطورة الظلام ، لقد كان معه حق فهو من كان يطلب من أسطورة الظلام فعل ذلك وهو لا يعلم ، وقد توصل إلى الجزء الآخر في آخر لحظة .
وحاول الذهاب إلى أسطورة الظلام ، وقد وجده بانتظاره وعلى وجهه ابتسامة غريبة ، وبدأت تلك الأصوات مرة أخرى .
فياض : أنا .
أسطورة الظلام : ماذا تقصد ؟!
فياض : أنا ، أنا الجزء الآخر من بقعة الظلام أليس كذالك ؟!
أسطورة الظلام : بلى ، أنت الجزء الآخر من بقعة الظلام يا فياض .
فياض : لا ، أنا لست الجزء الآخر فقط ، أنا هو " أنت " .
أسطورة الظلام : أجل ، أنت هو أنا ، نحن الاثنان الشخص ذاته .
فياض : ولكن ، أنا لست مثلك أنا ضعيف وأنت قوي .
أسطورة الظلام : أنت تتظاهر أنك ضعيف لا أكثر .
فياض : اذا لماذا لا نملك الجسد ذاته ، ألسنا شخصا واحدا ؟!
أسطورة الظلام : لأنك لا تعترف بي .
فياض : وكيف أعترف بك ؟!
أسطورة الظلام : هيا ادخل عالمي ولنكن شخصا واحدا .
فياض : لا ، هذا مستحيل أنا لن آتي معك هذا هو عالمي أنا لست الظلام .
أسطورة الظلام : أنا ظلام وأنت ظلام .
فياض : إذا كنت أنت " أسطورة الظلام " ، فأنا " أسطورة الخير " .
أجل فياض هو أسطورة الخير ، وهر الجزء الآخر من بقعة الظلام ، الظلام وفياض يشكلان شخص واحد وهما أسطورة الظلام والخير .
الظلام وفياض شخص واحد ولن يكونا غير هذا ، ولكن لكل واحد منهم عالمه ، وفياض يمثل الواقع ، الواقع المجهول ، وسوف يستمع إلى تلك الأصوات دائما فتلك الأصوات تمثل الظلام الذي لن يختفي أبدا .
النهاية .
" خربشات ريماس " |
التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 12-01-2014 الساعة 09:35 AM |