سابقا ..
فدوّون سينجي العنوان كما قال له هيجي تماما و اغلق الخط معه ، بينما كان هيجي سيدخل الهاتف بجيبه فإذ بالهاتف يرن مجددا فنظر هيجي تلك المرة للهاتف و اذا برقم زيرو يظهر علي شاشته
..
البارت الرابع عشر
.
.
فوجئ هيجي عندما اتصل زيرو به ، اول ما خطر بباله هو ان مكروهاً اصاب مايو .. مجرد التفكير بذلك جعل نبضات قلبه تتسارع بشكلٍ فوضاوي فضغط بسرعة علي زر الرد و قال بسرعة : هل اصاب مايو مكروهاً؟
استغرب الطرف الاخر و الذي لم يكن سوي زيرو من ردة فعل هيجي و قال له بأستغراب : لا ، انها جالسة بقربي و هي من طلبت مني الاتصال بك
وضع هيجي يده علي قلبه و تنهد بعمقٍ و قد طغت عليه راحة كبيرة و قال : الحمدلله ، اذا ماذا كانت تريد مايو؟
-تكلم معها ستخبرك هي
اعطا زيرو الهاتف لمايو فتناولته بيدها اليسري و ردت : مرحباً .. سيدي هيجي
شعر هيجي بحزن عميق اجتاحه في تلك اللحظة و شرد قليلا و نصف عينيه مفتوحة و لكنه افاق علي ذلك السائل الذي نزف من عينه اليمني ، فرمش بعينيه مرتين متتاليتين و قام بنزع نظارته الطبية و مسح تلك الدمعة التي خانته و ارتدا النظارة مرةً اخري و اجاب بمرحٍ محاولاً اخفاء حزنه : اهلا مايو ، رجاءاً لا تذكري لفظ سيدي مرة اخري
ابتسمت و قالت بمرحٍ مماثل : حسنا اخي
-اذا ، هل كنتي تريدين قول شيئاً؟
-نعم ، لقد استيقظت انا و ذلك المعتوه الجالس بجانبي و لم نجد احداً بالمنزل اين انتم؟
زيرو بعد ان استوعب انها تقصده : هيي
ضحك هيجي بعدما سمعهما و قال : لقد دعانا خالي لحفلة اقامها بمناسبة انتقاله لسكنٍ جديد ، او بمعني افضل لقصرٍ جديد
مايو برجاء : هل يمكنني ان آتي رجاءاااااا
هيجي : نعم بالطبع اختي ..
قاطعه زيرو الذي اخذ السماعة بسرعة و من دون ملاحظة مايو و قال بنفس نبرتها : و انا ايضا رجاءاااااااااا
ضحك هيجي بشدة و قال : و انت ايضا
اردف زيرو و قال : و لكن يا صديقي ، كنت اريد ان ارتدي احدي ملابسك لآن ملابسي بوضع سئ و لكن وجدت غرفتك مقفلة
اتسعت عينا هيجي و قال بسرعة : لا تقتربوا من الغرفة !! سآتي حالا ، الي اللقاء
اغلق هيجي الخط دون ان يسمع رد زيرو حتي و اتجه نحو سيارته بسرعة و قام بتشغيلها و انطلق بسرعة نحو المنزل
.
.
داخل الحفلة : كان القصر من الداخل مدهشاً اكثر من الخارج ، كانت الجدران مطليةً بلون الذهب و بها بعض النقوش السوداء البارزة و الاضواء التي اشعلت الاجواء صخباً اكثر و الثرايا التي كانت تتدلي من السقف و التي اتخذت من الذهب لوناً لها و زجاجها الابيض الذي عكس الاضواء التي انتشرت ، و كان القصر مفروشاً بسجاد احمر اللون ممتداً من اعلي سلم في القصر الي باب القصر نفسه ، كانت النوافذ باللون الاسود القاتم و عليها بضع نقوشاتٍ بالذهب البارزة و ستائر بيضاء حريرية شفافة تكشف النوافذ ، كانت انوار القصر جميعها مضاءةً لتواجد رجال الاعمال المشهورين و بعض الاشخاص ذوي المناصب المهمة في البلاد و نسائهم الشبه عاريات في ملابسهم .
كانت سايا تنظر حولها و هي متشبثةً بذراع السيدة ماي كالطفلة التائهة الخائفة التي وجدت شخصاً ملاذاً ينقذها من الذئاب المفترسة كانت تسير و عيناها تلف ارجاء القصر بأكمله و كان صدرها يعلو و يهبط و هي تتنفس بغير راحة لذلك المكان .
كانت تقطب حاجبيها كلما شمت رائحة سجائر قد اشعلها احد هؤلاء الرجال و احياناً كانت تسعل فلاحظت ان السيدة ماي توقفت فتوقفت معها و نظرت صوب اتجاه نظر السيدة ماي لتري رجلا ذوعين زرقاء حادة و شعر اسود يتخلله اللون الابيض و كان يرتدي بدلةً رسميةً و علي وجهه رسمت ابتسامة جذابة و كانت بجانبه امرأة ترتدي ثوباً احمر اللون ينتهي لقدمها عارياً من ناحية الظهر و الخصر و ذراعاها و كانت قد رفعت شعرها الاحمر لاعلي بطريقةٍ جذابة و قد زينت عيناها البنيتان و وجهها الفاتن مكياج جعل منها فاتنة للغاية ، و كان بجانبهم فتي صغير يبدو بالثامنة من عمره دو شعر اسود و عينان بنيتان يرتدي تيشيرت ازرق قاتم و قد رسمت عليه بعض الرسومات الطفولية و ارتدا بنطال اسود جينز و حذاءاً رياضياً اسود و كان جالساً علي مقعد متحرك و مبتسم ابتسامة صغيرة .
اقتربتا منهم و قالت السيدة ماي بأبتسامة لطيفة : شكرا لدعوتكم لنا ، سيد و سيدة تاكانو
رد السيد تاكانو بنفس نبرتها و قال : لا داعي للشكر -اردف- اختي
السيدة تاكانو : لا تقولي ذلك سيدة ماي ، انا سعيدة كثيرا بلقائك اشتقت لكِ كثيرا
السيدة ماي بنبرتها السابقة : و انا ايضا اشتقت لكم كثيرا -ثم اردفت و هي تشير لسايا- هذه تكون خطيبة ابني هيجي و ابنة عمه ، سايا
قالت سايا و هي تنحني بأحترام : تشرفت برؤيتكم
قال السيد تاكانو بلطف : انها لطيفة و جميلة و مهذبة ، اختيار هيجي دوماً ما يكون صائباً -ثم اردف- و لكن اين هيجي ، مالي لا اراه معكم؟
السيدة ماي : لقد آتي معنا و لكنه استئذننا بإجراء مكالمة هاتفية و خرج بعيداً عن صخب المكان
اومأ السيد تاكانو بتفهم ، بينما لاحظت سايا ذلك الفتي الصغير فانحنت لمستواه و قالت بلطف : انا سايا و انت؟
رد الفتي بمرح : كودي
مدت سايا يدها صافحه و قالت : اهلا بك سيد كودي
ضحك الصغير بمرح و قال : اهلا بك انسة سايا
وقفت سايا علي قدميها بعدما كانت منحنية لتبتسم السيدة ماي للصغير و تقول : اذا انت كودي الفتي الشقي
ليضحك الجميع في جو آسري دافئ لم يعكره سوي ذلك الرجل الذي اقترب منهم
.
.
لنتجه نحو ذلك الشاب الذي خرج من سيارته تواً و اغلقها و اتجه نحو المنزل و طرق الباب ليفتح له زيرو بعد دقيقة فيدخل بسرعة و يقول : هل قمتم بفتح الغرفة؟
رفع زيرو احد حاجبيه و قال : لا ، اخبرني ما سر غرفتك!
تنهد زيرو و قال : سأخبرك فيما بعد ، الان اتبعني
فتبعه حيث صعد السلم ليجد مايو تجلس علي احد درجاته و تقول بملل : 10 دقائق تأخير
اقترب هيجي منها و امسك يدها و قبلها و قال بمرح : اسف يا اميرتي الصغيرة
فوقفت مايو بنشاط و قال بمرح : سأصعد لآبدل ملابسي
وصعدت مايو لغرفتها بينما صعد زيرو و هيجي لغرفة ذلك الاخير و قام هيجي بفتح قفل الغرفة بواسطة مفتاح صغير يحمله بجيبه ثم دخل ليتبعه زيرو ، اردف زيرو و قال بشك : و الان و بعد ان اصبحنا وحدنا اخبرني ما هو سر غرفتك
اخذ هيجي نفساً عميقاً و قال : حسناً ، و لكن عدني ان لا تخبر اي شخص بهذا السر لا امي او مايو او اي شخص
اومأ زيرو و قال : اعدك
هيجي : حسنا ، سأخبرك مـ..
و لكن قطع كلامهما مايو و كانت قد دخلت الغرفة بدون استئذان حتي و قالت و هي تمسك بيدها ثوبان : ما رأيكم هل ارتدي الثوب الابيض ام الاحمر؟
بادرها زيرو بأن اقترب منها و قال لها و هو ينظر لعينيها المحتارة : ارتدي الابيض لآنك ملاك و لا يليق بك الا اللون الابيض لآنه نقي اما الاحمر فهو لون اغراء و عري لا يليق بكِ عزيزتي
اتسعت عينا مايو و اشتعلت وجنتاها و ظلت تحدق بعينيه مدةً من الزمن و هو ايضا ظل يحدق بعينيها التي كانت تشبه البحر الهادئ العميق و تاه فيهما الي ان سمعا نحنحة هيجي التي قطعت عليهم لحظات الرومانسية التي مروا بها و هو يقول : الابيض افضل و الان اذهبي و ارتديه قبل ان نتأخر
فنظرت مايو لهيجي و انصاعت لكلامه و نظرت للارض و اتجهت نحو غرفتها ، بينما ظل زيرو محدقاً بمكانها التي كانت فيه الي ان اقترب هيجي منه و همس بأذنه : تستحقها!
وجه ظره له بعد ان افاق من غيبوبته و قال له بأستغراب : ماذا؟
هيجي : لا شئ
توجهت مايو لغرفتها و اغلقت الباب و استندت عليه ، اغمضت عينيها براحة و استندت علي الباب و زفرت براحة و عقلها لا يزال يكرر ذلك المشهد الذي حدث من قليل فتحت عيناها و ابتعدت عن الباب و ارتدت الثواب الابيض كما قالا لها و كان الثوب يصل لاسفل ركبتاها بقليل و كان مزيناً من ناحية الخصر بزهور سماوية اللون و كان الثوب مفتوحاً قليلا من ناحية الظهر فارتدت عليه جاكيت يصل لمنتصف ظهرها ليغلف ذراعها ايضاً و ارتدت حذاءاً ذو لون سماوي شفاف و قامت بترك شعرها لينسدل بحرية علي ظهرها تاركةً بعض خصلاته علي جبينها و ارتدت بعض الحلي المكونة من قرطا اذن ذوي لون ابيض و عقد لؤلؤ ابيض و ما ان انتهت حتي خرجت من الباب و قد ارتدت حقيبة جانبية (كروس) ذات لون ابيض صغيرة وضعت بها هاتفها و شيئاً اخراً و اغلقت حقيبتها و اكتفت بوضع مرطباً للشفاه و كانت ستخرج من غرفتها لولا ان تذكرت نظارتها الطبية فاتجهت نحوها و اخذتها و قامت بأرتدائها لتتضح الرؤية امامها اكثر و تبدو اكثر جاذبية بها ، انطلقت نحو الباب و فتحته و ما لبثت ان اتجهت نحو غرفة هيجي و طرقت الباب قائلةً : سأدخل
و ما ان دخلت و نظر لها الشابان حتي انبهرا من شدة جمالها و لكن دعونا نتجه لنظرات زيرو ، كان ينظر لها و عيناه الصفراوتان تلمعان بأنبهار شديد و فاهه نصف مفتوح بينما نظرت مايو للشابان حتي انفجرت ضاحكةً و بالتحديد من مظهر زيرو ، استغرب الشابان و بادرها هيجي بنبرة متسائلة : لماذا تضحكين؟
قالت مايو بعد ان هدأت و هي تشير لزيرو : لماذا تبدو كالبهلوان هكذا
دعوني اصف لكم زيرو : كان يرتدي قميصاً اخضر ذا لون قاتح و قد كتب عليه بعض الكلام باليابانية و بنطال جينز اصفر و جاكيت ابيض و حذاءاً باللون الاسود و كان شعره مرفوعاً لآعلي
نظر لهيجي و قال بعتاب بعد ان نظر للمرآة : لقد جعلت مني اضحوكة
ضحك هيجي و قال : انا اسفة يا زيرو فأنا لا استطيع ان اختار ملابساً لاحد غيري
قالت مايو بمرح : اذا دعني اختر لك انا
اتجهت مايو نحو الدولاب و نظرت له بضع دقائق و هي تضع يديها اسفل ذقنها الي ان وقعت عيناها علي قميص احمر اللون لامع فأخرجته و اخرجت بنطال اسود اللون مع جاكيت اسود اللون و حذاءاً اسوداً ايضا ، و اخرجت معهم حزاماً ذو لون احمر
نظرت لزيرو بسعادة و قالت : سأجعلك اجمل من في الحفل!
اعطت الملابس لزيرو ليرتديها و خرجت من الغرفة و بعد 5 دقائق خرج زيرو و كان قد ارتدا البدلة كاملةً و لكن هيجي اخرج له ربطة عنق سوداء ، قطبت مايو حاجبيها و قالت : لا ، من دون ربطة العنق افضل
قامت بإزالة الربطة و اغلقت الزر العلوي للقميص ، ابتسمت بسعادة و قالت : تبدو وسيماً حقاً -اردفت بمرح- و الان وقت الشعر
امسكت مايو يد زيرو و جرته نحو مرآة غرفة هيجي و قامت بإجلاسه علي الكرسي المقابل للمرآة ، امسكت فرشاة الشعر و قامت بتسريح شعره للوراء ، انتهت و قالت بمرح : هذا رائع ، انتهينا!
و كانوا علي وشك المغادرة لولا ان قال زيرو : معذرة سأصعد لغرفتك يا هيجي ، بقي شئ اخير فقط
اومأ هيجي برأسه و بقي واقفاً مع مايو حتي لا تشك بشئ ، بعد عدة دقائق هبط زيرو و قال : معذرة يا هيجي فقد وضعت بعضاً من العطر خاصتك
ابتسم هيجي و قال : حسنا ، لا عليك
و خرجوا جميعهم من المنزل ، و لكن هيجي نسي شيئاً مهماً بالداخل!
.
.
انتهي البااارت
.
.
شكراً لكل من رد عليّ و لكل من تابعني بصمت ايضا ^^
عيد سعيد عليكم و عساكم من عواده بارب
و الان الاسئلة :
ما الذي كان سيقوله هيجي لزيرو؟
و لماذا برأيكم طلب منه الا يخبر احداً؟
ما هو الشئ الذي نسيه هيجي داخل المنزل؟
.
.
اشكركم من كل قلبي حقاً علي متابعتكم لي ^^
دمتم بسلامة