عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 01-08-2008, 11:59 PM
 
رد: منة الرحمن في نصيحة الإخوان

(4)
توحيد الألوهية
والإيمان بالله إلهاً لا إله إلا هو لا شريك له في ألوهيته:
يعني توجه العبد بكل عبادته وأفعاله الظاهرة والباطنة لله وحده, والكفر بكل ما يُعبد من دونه من الطواغيت, فالإله هو المعبود والمطاع, والذي تميل إليه القلوب وتشتاق إليه: }فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى{ [البقرة: من الآية256].
}قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ{[الأنعام:162، 163].
والشرك الأكبرالذي لا يغفره الله هو:
صرف أي عبادة من العبادات لغير الله: سواء كان ملكاً أو رسولاً أو ولياً فضلاً عما دون ذلك من الأحجار والأشجار والقبور حتى ولو على سبيل التوسل.
ومن ذلك الدعاء والاستغاثة وطلب المدد من الأموات والغائبين:
}وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ، وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ{[الأحقاف:6].
}وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ، وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ{ [يونس:106، 107]
ومن ذلك الذبح لغير الله، قال تعالى: }فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ{ [الكوثر:2].
وقال النبيe: "لعن الله من ذبح لغير الله" رواه مسلم (1978/13/206) الأضاحي، وأحمد (1/108، 118، 152)، والحاكم (4/153) عن علي بن أبي طالب.

ومن ذلك النذر للقبور والصالحين: }وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ{[البقرة:270فالنذر عبادة و صرفها لغير الله شرك.
ومن ذلك نسبة علم مفاتح الغيب إلي الأنبياء أو الأولياء أو الكهان أو العرافين أو المنجمين، واعتقاد أنهم يُصَرِّفون الكون, قال تعالى: }وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ{ [الأنعام: من الآية59].
}إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{[لقمان:34].
وهذا شرك في الربوبية, وإذا أضاف إليه اللجوء إليهم ودعاءهم ليضروا أو ينفعوا فقد زاد فيه شركاً في الألوهية, كمن يأتي السحرة والكهان ليسحروا له ويخبروه عن مستقبله, قال تعالى: }وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ{، إلي قوله تعالى: }فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ{ [البقرة: من الآية102].
وسبب البلاء: الغلو في الصالحين, وبناء المشاهد والقباب والمساجد على قبورهم, والتمسح بها, والطواف حولها, وقد سد النبيe هذا الباب بقوله:"قد كان لي فيكم أخوة وأصدقاء وإني أبرأ إلى الله أن يكون لي فيكم خليل، وإن الله عز وجل قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك".
رواه مسلم (2/67، 68)، وأبو عوانة (1/401) والسياق له، والطبراني في الكبير (1/84/2)، ورواه ابن سعد (2/241) مختصراً دون ذكر الآخرة واتخاذ الخليل، وله عنده (2/241) شاهد من حديث أبي أمامة وله شاهد ثان أخرجه الطبراني عن كعب بن مالك بسند لا بأس به كما قال ابن حجر الهيثمي في الزواجر (1/120)، وضعفه الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد (9/45).

، وقال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا,رواه الطيالسي في مسنده (2/113 من ترتيبه)، وأحمد (5/204)، والطبراني في الكبير (ج1 2/1)، وسنده حسن في الشواهد، وقال شوكاني في نيل الأوطار (2/114): وسنده جيد، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/27): ورجاله موثقون، وصحيح النسائي (702/1/233) المساجد، والإحسان بترتيب ابن حبان (6585/8/212) التاريخ.

وأمر بهدم كل قبر مشرف (مرتفع)
، فالمسلم الحريص على التوحيد يتجنب الصلاة في المساجد التي بنيت على القبور سداً لذريعة الشرك.



والشرك الأصغر هو:
كل ذريعة وسبب يؤدي إلي الشرك الأكبر: كتعليق الخيوط، والحلق، وحدوة الحصان، والخرز، والودع، والتمائم، والأحجبة علي أنها أسباب لدفع العين والحسد والشر, أما لو اعتقد أنها بذاتها تنفع أو تضر فهذا شرك أكبر في الربوبية.
قال النبيe: "ومن تعلَّق تميمة فلا أتم له، ومن تعلق ودعة فلا ودع له الله".
وحديث: "من تعلَّق تميمة فقد أشرك.رواه أبو داود (3883/2/467) الطب، والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (6058/7/630) الرقاء والتمائم، والصحيحة (492/1/889).


ومن ذلك التطير (التشاؤم والتفاؤل بالطيور أو غيرها) لقول النبيe: "الطيرة شرك. رواه أبو داود (3910/2/474) الطب، والترمذي (1614/2/216) السير، وابن ماجه (3064/3/152) الطب، والإحسان بترتيب ابن حبان (6089/7/642) العدوى والطيرة والفأل، والبخاري في صحيح الأدب المفرد (909/337)، والصحيحة (429/1/790).
ومنه التوسل البدعي: بأن يقول للميت: (ادع الله لي) أو (استغفر لي)، أما لو قال له: (أغثني) أو غفر لي) فهو شرك أكبر وهو توسل شركي.
__________________
كل خير في اتباع من سلف
وكل شر في ابتداع من خلف
رد مع اقتباس