عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-11-2014, 12:54 AM
 
-... الخـــوف من - لاآ -

.


























الـسلاآامم عليكم ورحمةة الله وبَركَـاتةة ..
كيفكُم.؟؟ إن شاء الله تَمام..

للأمــانةة .. الموضوـع ..منَـقـ ـول..





.. الخـــوف من .: لاآ :..




تعوَّدنا في أيام تنشئتنا الأولى على أنَّ من محاسن الأخلاق إجابةُ الداعي، وتحقيقُ مُرادِ المحتاج.
وكانت نماذج الأجواد الذين لا يَرُدُّونَ سائلاً هي صورة الإنسان المثالي التي ينبغي أن نتبعها .
وحفظنا قول الفرزدق في الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه -
والراجح عند أهل الأدب أنها ليست للفرزدق .. أو ليست في زين العابدين-
: ما قال " لا " قط إلا في تشهده
لولا التشهد كانت " لا " " نعمُ "
فأصبحت كلمة " نعم " دلالة على الكرم والفضل ، و" لا " دلالة على البخل والنقص.


ولكن .. ماذا لو طُلِبَ منك ما يُعارض مبدأك ؟ أو يفسد حياتك؟


حين أسلم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه امتُحن في أقرب الناس إليه : أمه .
واستمع إليه وهو يقص قصته فيقول : " كنت رجلاً براً بأمي ، فلما أسلمت
قالت : يا سعدُ ؛ ما هذا الذي أراك قد أحدثت ؟ لتدَعَنَّ دينك هذا أو
لا آكلُ ولا أشربُ حتى أموتَ فتُعَيَّرَ بي ؛
فيقالَ : يا قاتلَ أمه . - لاحظ تركيزها على أهمية رضا الآخرين عليك ،
وأنهم هم المعيار الحقيقي لقيمتك -. فقلت : لا تفعلي يا أُمَّه؛ فإني لا أدع ديني هذا لشيء .
فمكثَت يوماً وليلة لم تأكل ، فأصبَحَت قد جَهِدَت
. فمكَثَت يوماً آخر وليلةً لم تأكل فأصبَحَت قد جَهِدَت ، فمكثت يوماً وليلةً أخرى لا تأكل ،
فأصبحَت قد اشتد جهدها. فلما رأيت ذلك قلت : يا: تعلمين والله لو كانت لك مائةُ نفسٍ
فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا لشيء ، فإن شئت فَكُلِي وإن شئتِ لا تأكُلِي. فأكلت.


قول " نعم " حبيب إلى القلب .. ولكن ،
ينبغي أن تكون لديك إشارات هادية تحدد لك متى تقولها ، ومتى تمتنع عنها.
وإذا أجبت بـ " نعم " على ما لا تريد ،
فستكون بين أمرين : إما أن تُكرِه نفسك على العمل فتتألم لشعورك باستغلالك ،
أو تَعِد الناس بالوفاء ثم تُخلِف وعدَك .



وقد أنصف منصور الفقيه إذ قال :
من قال "لا" في حاجة مطلوبـــة فما ظلم وإنما الظـــالم من
يقول " لا " بعد " نعم "
. ************


حين ترى المستغل ينفُذُ إليك من " طيبتك " لتوافق على كل ما يطلبه منك
فدرٍّب نفسك على قول " لا ".
وما أعزَّ قولَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يعجبُنِي الرجلُ إذا سِيمَ خُطَّةَ خسفٍ
أن يقول بملء فيه " لا".
تَخَيَّل شركةً يوافقُ مديرُها على كُلِّ خطابٍ يُرفَع إليه ؟
أو دولةً يقبلُ واليها كل ما يطلبُه جمهور الداخل والخارج ؟!!
إن تصور النجاح لدولة أو شركة هذه حال قيادتها مستحيل ، وكذلك الأمر معك أنت.