عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 10-12-2014, 06:19 PM
 

الاثر الثاني وهو من رد الشيخ التكلة بتصرف مع اضافات لبعض التراجم :

ما رواه ابن ماجه (121) : حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبومعاوية، قال: حدثنا موسى بن مسلم، عن ابن سابط، وهو عبد الرحمن، عن سعد بن أبي وقاص، قال: ( قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل عليه سعدٌ، فذكروا علياً، فنال منه. فغضب سعد، وقال: تقول هذا لرجلٍ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه"، وسمعته يقول: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي"، وسمعته يقول: "لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله"؟ )


قلت :
ورواه الحسن بن عرفة (كما في البداية والنهاية 11/50 هجر، وهو خارج جزئه) ومن طريقه ابن عساكر (42/116) ثنا محمد بن خازم أبومعاوية الضرير به .


ورواه ابن الأعرابي في معجمه (503) - ومن طريقه ابن عساكر (42/111) - نا محمد بن سليمان، نا أبومعاوية به مختصرا. ولفظه: عن سعد، قال: سممعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله . قال: فدفعها لعلي ) .

ورواه ابن أبي عاصم في السنة ( 2 / 610 ): ثنا أبوبكر وأبوالربيع، قال: ثنا أبومعاوية به، إلا أن ابن سابط أرسله، فقال: قدم معاوية في بعض حجاته، فأتاه سعد.


قلت : وهو بهذا السياق منكر شديد الضعف فيه علل وظلمات بعضها فوق بعض !! ، ولا باس ان نناقشها جرحا وتعديلا ان وجد :

1) أبومعاوية ليس بحجة في غير الأعمش ، كما نص أحمد وابن معين وأبوداود وابن خراش وابن نمير وعثمان بن أبي شيبة ...

قلت :
وهذه ترجمته عند اهل الجرح والتعديل :
ذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة محمد بن خازم في تهذيب التهذيب : ( ع الستة محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم أبو معاوية الضرير الكوفي يقال عمي وهو بن ثمان سنين أو أربع
قال أيوب بن إسحاق بن سافري سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا أبو معاوية أحب إلينا يعنيان في الأعمش
وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا
وقال الدوري عن ابن معين أبو معاوية أثبت في الأعمش من جرير
وقال النسائي ثقة
وقال بن خراش صدوق وهو في الأعمش ثقة وفي غيره فيه اضطراب
وقال النسائي ثقة في الأعمش
وقال أبو زرعة كان يرى الإرجاء قيل له كان يدعو إليه قال نعم
وقال بن أبي حاتم عن أبيه الناس أثبت في الأعمش سفيان ثم أبو معاوية ومعتمر بن سليمان أحب إلي من أبي معاوية يعني في حديث الأعمش ) انتهى مختصرا.

قلت :
اذا فهو اذا ثقة في روايته عن الاعمش فقط ، وهذه الرواية ليست عن الاعمش طبعا كما هو واضح !!!!...

نعم، توبع أبومعاوية عند النسائي في الخصائص (12) : أخبرنا حرمي بن يونس، قال: حدثنا أبوغسان، قال: حدثنا عبد السلام، عن موسى به.

ورواه أبوالقاسم المطرز ومن طريقه ابن عساكر (42/115) نا إسماعيل بن موسى، نا عبد السلام بن حرب، عن موسى به.

وعبد السلام وإن كان ثقة فقد تكلم فيه غير واحد، وله مناكير، ورُمي بالتدليس، ولم يذكر سماعا من شيخه، فلا تثبت المتابعة.

ولفظ النسائي : "كنت جالسا فتنقصوا عليا"، ولفظ المطرز: "كنت جالسا عند فلان فذكروا عليا فتنقصوه" !! .

2) ثم ان عبد الرحمن بن سابط كثير الإرسال ، ونص ابن معين أن روايته عن سعد مرسلة ، كما ذكر الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب حيث قال : ( عبد الرحمن بن سابط ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب بن حذافة بن جمح الجمحي المكي تابعي أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر وسعد بن أبي وقاص والعباس بن عبد المطلب وعباس بن أبي ربيعة ومعاذ بن جبل وأبي ثعلبة الخشني وقيل لم يدرك واحدا منهم وعن أبيه وله صحبة وجابر وأبي أمامة وابن عباس وعائشة وعمرو بن ميمون الأودي وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وغيرهم وعنه بن جريج وليث بن أبي سليم وفطر بن خليفة ويزيد بن أبي زياد وأبو خثيم وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي وعلقمة بن مرثد وعبد الملك بن ميسرة الزراد .
قيل ليحيى بن معين سمع عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص قال لا قيل من أبي أمامة قال لا قيل من جابر قال لا هو مرسل .

وذكره الهيثم عن عبد الله بن عياش في الفقهاء من أصحاب بن عباس قال الواقدي وغير واحد مات سنة ثماني عشرة ومائة وقال بن سعد أجمعوا على ذلك وكان ثقة كثير الحديث له في صحيح مسلم حديث واحد في الفتن قلت وقال بن أبي خيثمة سمعت بن معين يقول عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط ومن قال عبد الرحمن بن سابط فقد أخطأ وكذا ذكره البخاري وأبو حاتم وابن حبان في الثقات وغير واحد كلهم في عبد الرحمن بن عبد الله وقال تابعي ثقة ) تهذيب التهذيب الجزء السادس برقم ( 364 ) ...


3) ومن أدلة نكارته أن في متنه مخالفة لرواية مسلم (4/1871 رقم 2404) من طريق عامر بن سعد عن أبيه، حيث عدَّ الثلاثة : أنت مني بمنزله هارون من موسى، وإعطائه راية خيبر ، والثالثة قوله في المباهلة لعلي وفاطمة والحسن والحسين : "اللهم هؤلاء أهلي".

فجعلت رواية ابن سابط بدل الأخيرة: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهي لا تصح من حديث سعد، إنما رُويت من حديث مسلم الملائي، عن خيثمة بن عبد الرحمن، قال سمعت سعد بن مالك، وقال له رجل: ( إن عليا يقع فيك أنك تخلَّفتَ عنه.. ) والحديث رواه الحاكم (3/116) وابن عساكر (42/118)، فذكر أن عليا أُعطي ثلاثا.

وزد على ذلك ان الملائي واه !! ، وهو علَّتُه ، ولعل أبا معاوية أو ابن سابط تلقَّى هذا الحرف من رواية الملائي.

ورواه ابن عساكر (42/119 وانظر تهذيب الكمال 5/278 وخصائص علي 60) من طريق أخرى تالفة عن سعد بمعناه .

وههنا نكتة ، وهي أن الطعن لما نُسب إلى معاوية تشبث القوم به وطاروا ، فلما نُسب إلى غيره ما عرَّجوا عليه! وكلاهما لا يثبت على أية حال.

5) ومع ضعف الحديث فلم يصرِّح أي مصدر بأن السابُّ هو معاوية إلا ما وقع عند ابن ماجة ، ولكن وقع التصريح في غيره أن السابَّ غيره ، وقد بينا ما في الروايات من اشكال .


تنبيه :
1) أما ما ذكره الإمام الألباني (الصحيحة 4/335) أن النسائي أخرج في الخصائص حديث الموالاة من طريق عبد الواحد بن أيمن !! ، عن أبيه ، عن سعد ، فهذا ذهول وتسرع منه رحمه الله ، فإنما أخرج بهذه الطريق حديث راية خيبر .

وهذا وهم من الشيخ رحمه الله ..

2) وكذا وهم الألباني في تصحيحه إسناد ابن ماجه التالف ، وسبقه في ذلك ابن كثير !!! ، حيث قال عن إسناد الحسن بن عرفة : ( إسناده حسن، ولم يخرِّجوه ) !!! ...

قلت : وهذا عجيب ، فقد أخرجه ابن ماجه كما بينا سابقا بالاسناد التالف الذي بيناه .


__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس