عرض مشاركة واحدة
  #340  
قديم 10-12-2014, 06:47 PM
 
خلاصة الحوار مع من يستغيث بما دون الرحمن

السلام عليكم ,,
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله، رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه الميامين، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. الحمد لله الذي أحق الحق وأبطل الباطل .
هذا مخلص لبعض ردودي في حواري مع بعض القبورية نسأل الله السلامة .
في مسألة الاستغاثة بالموتى .
وقد جمعتها لعل الله ينفع بها من يحاور أهل الضلال في هذه المسألة .
وقد حاولت أن أذكر فيها أدلة المخالفين وتفنيدها .
وذكر بعض المسائل المتعلقة بها كسماع الموتى , وحياة الأنبياء في قبورهم . وبعض أقوال أشياخ القبورية في الاستغاثة .
راجياً من الله سبحانه وتعالى القبول .

أقول :

تلاحظون إخواني في الله في حواري مع الزميلة أنه يكون استدلالي بالقرآن والسنة النبوية الصحيحة , بعكسها التي تعتمد على الضعيف والتقليد الأعمى لأشياخها ولو أدى ذلك إلى رد المحكم من الآيات والصحيح من السنة , وفهم الصحابة وكأنها تجهل أن ما تقوم به يسمى تقليد أعمى لأشياخها وأعلم أخي القارئ الكريم .
أن (المقلد) يساوي عند العلماء: الجاهل، ولذلك نصوا على أنه لا يجوز أن يولى القضاء! بل قال بعض أئمة الحنفية المتقدمين، وهو العلامة أبي جعفر الطحاوي: (لا يقلد إلا عصبي أو غبي)!
فما حيلتي مع من أدعوها إلى الكتاب والسنة لتنجوا بذلك من العصبية المذهبية، والغباوة الحيوانية، فتأبى علي إلا أن تستتر على عصبيتها وغباوتها ! وليس هذا فقط، بل وتدعوني والناس جميعاً إلى أن نقلدها لنصير ضالين أغبياء مثلها !! وهنا أتذكر أن من السنة أن يقول المعافى إذا رأى مبتلى: (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً)! ومما لا شك فيه أن المبتلى في دينه، أخطر من المبتلى في بدنه!
واعلم أيها القارئ الكريم إن ما ألزمنا به المقلد من الجهل والغباوة لازم له، إلا إذا استجاب لقوله تعالى: { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر }.
وها نحن متنازعون وقد رددنا ذلك إلى القرآن وما صح من السنة فرأينا ولله الحمد والمنة أن الحق أبلج .
انظر أخي القارئ الكريم : إلى دعوتي ودعوتها .
فأنا أدعوها لقول: [ يا الله ] , وهي تدعوني لقول : [ يا فلان ].
بالله عليك من من القولين الأقرب إلى الله والأحب إليه.


إضافة مهمة :
يحتج الصوفية بالأدلة التي نأتي بها لتبيان حكم الداعي والمستغيث بغير الله بأنها خاصة بكفار قريش الذين ينكرون وجود الله وهذا مردود :
لأنه معلوم أن كفار قريش يؤمنون بوجود الله وما هذه الأصنام إلا شفعاء ووسطاء لله سبحانه.

فقال تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون خلقهن العزيز العليم } " الزخرف 78"
وقال: { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله } يونس 31"
{ قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون } ثم قال: { قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون }" المؤمنون 23"
وقال قوم عاد لأنبيائهم : { لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون } فصلت 14" فأثبتوا لله الربوبية مع أنهم مشركون .
وقال قوم يس : { ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء } فلم يجهلوا أن الرحمن من أسماء الله الحسنى .
وهذا إبليس يقول: { رب أنظرني إلى يوم يبعثون } وقال: { رب بما أغويتني } " الحجر 15" بل شهد لله بالعزة قائلا {فبعزتك لأغوينهم أجمعين }.
وهاهو صاحب الجنة يشهد بربوبية الله قائلاً : {ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً } فلما أحيط بثمره قال : {ياليتني لم أشرك بربي أحد } فشهد على نفسه بأنه مشرك بالرغم من شهادته لله بالربوبية .
وقال تعالى : { ذلكم الله ربكم فاعبدوه } وهذا خطاب عام للمؤمنين والكافرين يثبت لنفسه بالربوبية عليهم جميعاً.

وإذا علمنا أن دعاء الله عند بني صوفان هو من الأمور المكروهة , نسأل الله السلامة بعكس دعاء ما دونه فهو أمر مندوب مستحب . بل هي من علامات الصوفي الحقيقي . ( أن لا يكون له إلى الله حاجة ) ( وأن لا يسأل الله الجنة و لا يستعيذ به من النار ) الرسالة القشيرية 88_8925 .
وجعلوا دعاء الله أقل المنازل وترك سؤاله أعظمها , فزعم القشيري إن ( السنة المبتدئين منطلقة بالدعاء , والسنة المتحققين خرست عن ذلك ) وزعم أن عبد الله بن المبارك قال: ( ما دعوت الله منذ خمسين سنة ولا أريد أن يدعو لي أحد ) . الرسالة القشيرية 121 .

واعتبروا ترك دعاء الله من تمام الرضا بالله _ ولم يعتبروا الصلاة كذلك مع أنها دعاء _ فقال قائلهم: ( الرضا انه لو ألقاني في النار لكنت بذلك راضياً ) وقال رويم: ( الرضا انه لو جعل الله جهنم على يمينه ما سأله أن يحولها إلى يساره ) .
وزعم شيخهم الرافاعي : أنه لما وضع المنشار على رأس زكريا عليه السلام أراد أن يستغيث الله فعاتبه لله وقال : ( ألا ترضى بحكمي ؟ فسكت حتى قطع نصفين ) حالة أهل الحقيقة 115 .
وزعم آخر أن إبراهيم قال حين ألقي في النار: ( علمه بحالي يغنيه عن سؤالي ) . بمثل هذه الأكاذيب صرفوا الناس عن دعاء الله : وإذا دعي الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة , وإذا دعي الذين من دونه إذا هم يستبشرون .
ومعلوم إن الدعاء هو نداء وذكر فيصح فيهم قول الحق : { وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون }.


و يقول الغزالي: ( ضاع لبعض الصوفية ولد صغير ثلاثة أيام لم يعرف له خبر فقيل له لو سألت الله أن يرده عليك فقال : اعتراضي عليه فيما قضى أشد علي من ذهاب ولدي ).
ويقول الطوسي الصوفي : ( أصلنا السكوت والاكتفاء بعلم الله ).

وقال القشيري : سئل الواسطي أن يدعو فقال : (أخشى إن دعوت أن يقال إن سألتنا مالك عندنا فقد اتهمتنا وإن سألتنا ماليس لك عندنا فقد أسأت الينا وان رضيت أجرينا لك الأمور ماقضينا لك في الدهئ).

وهذا مناقض لأمر الله سبحانه وتعالى .


في قوله تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }.

تأمل رعاك الله عندما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوجه إليه السؤال و يكون الجواب من الله تعالى كان يجعل الرسول صلى الله عليه و سلم وسيطا لنقل الجواب فيقول له عز وجل ( قل ) أي يا محمد أخبرهم و من ذلك :

1- قوله تعالى : { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج }.

2- قوله تعالى : {يسألونك عن لشهر لحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل لله وكفر به }.

3- قوله تعالى : { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما }.

4- قوله تعالى : { يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم }.

5- قوله تعالى : { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة }.

6- قوله تعالى : { يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم لطيبات }.

7- قوله تعالى : { يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها ثم ربي }.

8- قوله تعالى : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله ولرسول }.

و غير ذلك كما في شأن اليتامى و الحيض

فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم وسيطا ينقل الجواب بتوجه من الله ( قل ) إلا في مسألة الدعاء فإن الله لم يجعل الرسول صلى الله عليه و سلم وسيطا بل تولى الجواب مباشرة دون قوله تعالى ( قل )

فعندما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فانزل الله وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه السنة 1 / 277 و ابن حبان في كتابه الثقات 8 / 436 و ذكره سببا لنزول الآية الطبري في تفسيره 2 / 158 و ابن كثير في تفسيره 1 / 219 و القرطبي في تفسيره 2 / 308 ذكره سبب النزول عن الحسن البصري رحمه الله .

و هذه إشارة ربانية إلى أن الله تعالى لا يحب و لا يحتاج العبد إلى وسطاء أو شفعاء عند دعاءه لربه عز وجل بل يدعوه مباشرة و قوله تعالى: { فليستجيبوا لي } أي فليدعوني .
ويلاحظ المطلع اللبيب أن الزميلة في بداية موضوعها عرجت على تعريف الاستغاثة . وهذا أمر جميل أن تعرج لتبيانها حتى لا يختلط بين التوسل والاستغاثة , مع أن تعريفها خالي ضعيف فيه أغلاط شرعية نسأل الله السلامة. .
ولذلك عرجت لتعريف الاستغاثة حسب مفهومها الشرعي.
تعريف الاستغاثة حسب مفهومها اللغوي والشرعي :
فالاستغاثة مصدر استغاث والاسم الغوث, والغوثاء, والغواث .
يقال : أجاب الله دعاءه وغُواثه , وغَواثه , ولا يوجد في اللغة فعال بالفتح في الأصوات إلا غواث والباقي بالضم أو الكسر ويقول الواقع في بلية : أغثني أي فرج عني . فالاغاثة هي الاستجابة إلا أن الإغاثة أحق بالأفعال .
وبهذا نعرف أن الاستغاثة بشيء لا يقدر عليه إلا الله هو إشراك بالله وبقدرته في ذلك كأن يقول القائل: ( يا محمد أهدي الوهابية ) فهذا لا يجوز لأن الهداية لا يملكها إلا الله وقائلها مشرك لأنه أشرك بالله في دعاء لا يجوز .
ثانياً:
اعتقاده القدرة في شيء من خصائص الله ولهذا حكم على المستغيث بشيء لا يقدر عليه إلا الله شرك لأنه أشراك في قدرة الله وحده .
أضيف :
من ظن أن كل استغاثة حرام فهو مخطئ , فإن الاستغاثة المنفية على نوعين :
1- الاستغاثة بالميت منفية مطلقاً وفي كل شيء .
2- الاستغاثة بالمخلوق الحي الغائب مطلقاً أو الحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله.
فهذه الاستغاثة المحرمة .
يعتري الاستغاثة أربعة أحكام :
ا - الإباحة : وذلك في طلب الحوائج من الأحياء فيما يقدرون عليه كقوله تعالى : { فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه }.
2 - الاستغاثة المندوبة " المطلوبة " الاستغاثة بالله : قا ل تعالى : { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم -أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} . { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء }.
3 _ الاستغاثة الواجبة : وذلك إذا ترتب على ترك الاستغاثة هلاك الإنسان . كاستغاثة الغريق برجل يعرف السباحة
4_ الاستغاثة الممنوعة .وذلك إذا استغاث الإنسان في الأمور المعنوية بمن لا يملك القوة أو التأثير سواء كان المستغاث به جنا أو إنسانا أو ملكا أو نبيا كأن يستغاث بهم ولا يستغيث بالله تعالى في تفريج الكروب عنهم أو طلب الرزق ، فهذا غير جائز بإجماع العلماء وهو من الشرك ، قال الحق : { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك }.
********************
وقد عرجت لأبين أن هناك فرق بين الاستغاثة والتوسل حتى لا تخلط الأمور بين النوعين , وهذا ما حدث لزميلة فهي خلطت بين الاستغاثة والتوسل لتهرب مما حصرناها فيه .
فقلت :
فلقد رأيت الزميلة هداها الله إلى الحق خلطت ذلك بإيراد أدلة الاستغاثة بأدلة التوسل .
أقول أنا فهّاد : لا يجوز أن يكون لفظ الاستغاثة بغير الله بمعنى التوسل .
فإن قلت يا زميلة :
إن معنى قول المستغيث أستغيث برسول الله، وبفلان الولي أي أتوسل برسول الله أو بالولي الصالح، ويصح حينئذ أن يقال تجوز الاستغاثة في كل ما يطلب من الله بالأنبياء والصالحين بمعنى أنه يجوز التوسل بهم في ذلك ويصح لفظاً ومعنى.
فسوف أجاوبك : أن هذا باطل من وجوه:

ا- إن لفظ الاستغاثة في الكتاب والسنة وكلام العرب إنما هو مستعمل بمعنى الطلب من المستغاث به لا بمعنى التوسل، وقد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أن الاستغاثة لا تجوز بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، وقول القائل أستغيث به بمعنى توسلت بجاهه، هذا كلام لم ينطق به أحد من الأمم لا حقيقةً ولا مجازاً ولم يقل أحد مثل هذا، ولا معناه لا مسلم ولا كافر.
2- أنه لا يقال أستغيث إليك يا فلان بفلان أن تفعل بي كذا، وإنما يقال أستغيث بفلان أن يفعل بي كذا، فأهل اللغة يجعلون فاعل المطلوب هو المستغاث به، ولا يجعلون المستغاث به واحداً والمطلوب آخر، فالاستغاثة طلب منه لا به.

3- أن من سأل الشيء، أو توسل به، لا يكون مخاطباً له ولا مستغيثاً به، لأن قول السائل، أتوسل إليك يا إلهي بفلان: إنما هو خطاب لله، لا لذلك المتوسل به بخلاف المستغاث به، فإنه مخاطب مسئول منه الغوث فيما سأل من الله فحصلت المشاركة في سؤال ما لا يقدر عليه إلا الله، وكل دعاء شرعي لابد أن يكون الله هو المدعو فيه.
4- أن لفظ التوسل والتوجه ومعناهما يراد به أن يتوسل إلى الله ويتوجه إليه بدعاء الأنبياء والصالحين وشفاعتهم عند خالقهم في حال دعائهم إياه، فهذا هو الذي جاء في بعض ألفاظ السلف من الصحابة رضوان الله عليهم .. وهذا هو الذي عناه الفقهاء في كتاب الاستسقاء في قولهم ويستحب أن يستسقى بالصالحين.

وقد رأينا أيها الإخوة أن الزميلة تجنت على اللغة والعرف بقولها أن قولي :
[ فمثلا عندما أقول: يـــا محمد أغثنا وأغث الأمة بصلاح المبتدعين النواصب والروافض].

فالزميلة تحيل استغاثتها بأنها تطلب من الرسول أن يدعو لها . فبالله عليكم هل يسمى هذا استغاثة أم توسل . ألم تجعل الرسول واسطة لها يدعوا الله لها في قبره, فهذا يسمى توسل .

ولاكن أقول : طريق الهرب من سيوف فهَّاد قصيرة . وبهذا يتضح أنها تتحدث عن الاستغاثة وتلبسينها لباس التوسل .

أقول مثال ذلك قول : [يا محمد أصلح الوهابيين ].
معلوم أن يا : حرف نداء , ومحمد : منادى منصوب . أصلح : فعل أمر والفاعل ضمير يعود إلى محمد .
أما قول الزميلة فكله تحريف ويحتاج إلى مترجم ليترجم لي ذلك .
تقول الزميلة: في تحرف معنى الاستغاثة :[ يا محمد أصلح الوهابية] .

يا : حرف نداء
محمد : منادى :
أصلح : فعل أمر يعود إلى الله بعد ما يدعوا محمد ربه في هدايتهم .

وبهذا نفهم أنه لا يقال أستغيث إليك يا فلان بفلان أن تفعل بي كذا، وإنما يقال أستغيث بفلان أن يفعل بي كذا، فأهل اللغة يجعلون فاعل المطلوب هو المستغاث به، ولا يجعلون المستغاث به واحداً والمطلوب آخر، فالاستغاثة طلب منه لا به. فهل فهمتي ذلك
وأضيف :
أن المستغاث به، مخاطب مسئول منه الغوث , لا أن يكون واسطة للمغيث . فهذا أسمه توسل . وبهذا يتضح تخبط الزميلة نسأل الله السلامة والعافية في الدين والعقل .

وأقول : حتى في اللغة والإعراب تحريف , فهنيئاً لكم تحريف اللغة بعد ماحرفتم كتاب الله .
ثانياً : لو فرضنا حلية الاستغاثة بالرسول , وهذا أمر مستبعد بالكلية .
فإنه لا يجوز الاستغاثة به في إصلاح أحد . لأنه لا يستطيع ولا يملكه , بأن يهدي الوهابية فهذا الأمر نفاه الله عن رسوله في حيال حياته فكيف به وقد مات أو ماهم من دونه من أشياخ الطرق والأولياء ؟!
فقد قال الحق في حق نبيه : {إنك لا تهدي من أحببت ولاكن الله يهدي من يشاء }.

والرسول ليس مأمور بذلك لأنه لا يقدر عليه فقال له الحق : {ليس عليك هداهم }.
فكيف تقررين أمر هل هكذا من رأسك ؟! نسأل الله السلامة في العقل والدين .

استطراد مهم :
أنتم تدعون أو تستغيثون بالرسول محمد أو بالولي بأمر لا يقدر عليه إلا الله , كالمغفرة وما شابهها من أمور .
فتذكري هداك الله قول إبراهيم الخليل : {وما أملك لك من الله من شيء }.
فهو لا يملك شيء فما بالك بالأولياء الأقل درجة منه .
ألم تسمعي قول الحق : { بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً}.
وأقول تفكري في قول الحق سبحانه : { إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين }. والرسول عبد مثلنا فقد قال الحق : { قل إنما أنا بشر مثلكم }.
ولقد أمرنا الله أن نعتقد أن النبي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فقد قال الحق : { قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشدا } . {قل إني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله }. هذا وهو حي كيف به وهو ميت ؟!
أنظري يا من تستغيثين بالرسول ماذا يقول لابنته فاطمة ( يا فاطمة بنت محمد , أنقذي نفسك من النار : فإني لا أملك لك من الله ضراً ولا نفعاً ) وفي رواية ( لا أغني عنك من الله من شيئا ) أنظري إلى قول نبي الله يعقوب لأولاده : { وما أغني عنكم من الله من شيء }
ومعلوم أن الاستغاثة مسبوقة بالاعتقاد .
أقول : لا يوجد على الأرض من يدعو من يعتقد فيه أنه لا يملك الإجابة والنفع والضر إلا أن يكون مجنوناً . فهل هناك عاقل يقول : أغثني يامن لا تملك نفعاً ولا ضراً ؟! إلا أن يكون معتقداً فيهم التأثير وكشف الضر وتحصيل النفع اللهم إلا أن يكون مجنوناً فحينئذ لا يؤاخذه الله على شركه أكبر أو أصغر .
الحق أنه لم يلتجئ إليهم إلا لاعتقاد فيهم النفع والضر . فإن ما في القلب من اعتقاد فاسد قد عبر عنه اللسان فصار يلهج بنداء غير الله : أغثني يا رفاعي , المدد يا جيلاني , شيء لله يا سيد دسوقي , ثم عبر عنه العمل فصار يقبل جدران القبور ويمسحها بيده ويذبح النذور عندها . نسأل الله السلامة .

وبهذا يفهم أنه لا يجوز الاستغاثة بغير الله فيما يقدر عليه الله وأيضاً لا يجوز التلبيس بن الاستغاثة والتوسل ليوهم بها الجهال .

وبعد إيضاح معنى الاستغاثة وما يترتب عليها :
نعرج إلى أمر مهم وهو يتضمن الاستغاثة ألا وهو الدعاء .
فعندما حصرنا الزميلة في باب الاستغاثة وشركه أتت تدندن بأن ما تقوم به هو نداء لا دعاء .
اما قولك أن ما تقومون به عبارة عن نداء , نسأل الله السلامة .
فسوف أبين لك من هو الغياث قبل تبيان ما أشكل
أعلمي هداك الله للحق أن لا إله إلا هو = لا غياث إلا هو . عند شيخك البيهقي .
فقد قال البيهقي : [ ومن أسمائه الغياث ومعناها : المدرك عباده في الشدائد . قال الرسول : ( اللهم أغثنا اللهم أغثنا )]الأسماء والصفات 88 "
أقول : ليس هناك دليل يعتمد عليه في كون الغياث اسما من أسماء الله , وهناك فرق بين إطلاقه على الله خبرا وبين أن يكون اسما , لأن أسماء الله توقيفية .
وأقول : انتم تتوجهون بالاستغاثة إلى من كان يستغيث الله وحدة فكيف يكون من بين المستغيثين من يكون غياثأً للمستغيثين في آن واحد .
والله وحده غياث المستغيثين مطلقاً لا يستثنى من ذلك نبي ولا ولي . وقال القرطبي عند شرح اسم الله ( غياث المستغيثين ) [ يجب على كل مكلف أن يعلم انه لا غياث ولا مغيث على الإطلاق إلا الله ] الاسنى شرح الأسماء الحسنى 1/287
وبهذا نبين نوع آخر من الشرك بأنكم جعلتم غياث للمستغيثين آخر غير الله .

وسوف أعرج على أن ما تقولون به هو الدعاء . لا النداء فالنداء لا يستلزم الافتقار والتذلل بعكس ما تقومون به من الدعاء . فقد قال شيخكم الزبيدي : ( أي الدعاء ليس إلا إظهار غاية التذلل والافترار ) إتحاف السادة المتقين 5/29 .
أقول: بل زدتم على ذلك يازميلة وجعلتم ملجأكم عند المصائب لأهل القبور , الذي أنقطع عملهم وهم مفتقرون لدعائكم .

وأضيف :
معلوم أن النصارى لا يقولون أن مريم إله ولاكن عدها الله إله لأنها تدعى من دونه , ولفظ من دونه عام لا يجوز تخصيصه إلا بدليل .

فقد قال الحق : { وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت لناس اتخذوني وأمي ألهين من دون الله}.
فها نحن نجد أن الله عدهم أنهم يعبدونها .

انظري لقول الله في هذه الآية وتفكري , قال الحق : {قل أفتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً }.
والآية واضحة أن المراد بذلك العباد لا القبور فقد استعاض عن ذلك بأنهم لا يملكون لأنفسهم , وإطلاق النفس , لكل ذي روح .


- وفي الفروق اللغوية لأبي هلال / 534 :
الفرق بين النداء والدعاء : أن النداء هو رفع الصوت بماله معنى ، والعربي يقول لصاحبه ناد معي ليكون ذلك أندى لصوتنا ، أي أبعد له .
والدعاء يكون برفع الصوت وخفضه ، يقال دعوته من بعيد ودعوت الله في نفسي ، ولا يقال ناديته في نفسي. انتهى.
وبذلك : تفند كل أقوالك : بأن النداء يستلزم رفع الصوت أما الدعاء فما كان في القلب أو ما كان كتابة .
ثانياً : لقد أوضحت أقوال أشياخك في مشاركتي السابقة بتبيان الدعاء وهو التذلل في الطلب في أمر لا يقدر عليه إلا الله . وهذا ما رأيناه نسأل الله السلامة .
ثالثاً : لا يصح الدعاء لمن لا يسمع . ولا يضر ولا ينفع . إلا أن يكون الداعي مجنوناً فعند ذلك لا يحاسب على شركه .

تقول الزميلة أنها تستغيث بالله مع اعتقادها النفع والضر من الله وأن نا نستغيث بالرسول :
فأجيب :

أقول : هذا معلوم مسبقاً يا زميلة , وهذا أيضاً ما يعتقدة , المشركون عباد القبور .
ألم تسمعي قول الحق : {فإذا ركبوا في الفلك دعوا اللّه مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون }.
فهاهم يعلمون أن القادر هو الله وحدة وإلا لاستغاثوا بأصنامهم في الشدائد , وحتى أنهم يؤمنون أن الله هو الخالق الرازق المتصرف .

ألم تسمعي قول الحق في ذلك : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون }.
وقول الحق : { قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون * سيقولن لله قل أفلا تسحرون }.



فأي مشروعية في ذلك هداك الله لكل خير .

فالرسول محمد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا , ونحن مأمورون بالأيمان بذلك فقد قال الحق : { قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشدا } . { قل إني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله }. هذا وهو حي كيف به وهو ميت ؟!
فكيف تطلبين منه ما لا يملك لنفسه .
بل هذا شرك نسأل الله السلامة ألم تسمعي قول الحق سبحانه : {إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين }.
والنبي الذي هو أفضل من الأئمة بشر مثلنا { قل إنما أنا بشر مثلكم } فالنهي عام عن دعاء جميع العباد وتخصيص الدعاء بالمعبود وحده .

وقد احتجت علينا الزميلة بأنه لا يصح الاحتجاج بالآيات التي نزلت في المشركين علينا .
فأجبيها بهذا الحديث الشريف :

عن أبى واقد الليثى قال: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ، و نحن حدثاء عهد بكفر و للمشركين سدرة يعكفون عندها و ينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات انواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( الله أكبر إنها السنن قلتم و الذى نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ((اجعل لنا إلها كما لهم ءالهة قال أنكم تجهلون )) 0 رواه الترمذى و صححه باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم و أحمد 5/218


و في هذا دليل على أن كل ما ذم الله به اليهود و النصارى في القرآن أنه لنا . و جواز الاستدلال بالآيات التي نزلت في الكفار و إلزام المسلمين بها إن هم فعلوا فعلهم و تابعوهم في سننهم .

وبهذا يتضح جواز وصحة الاحتجاج بالآيات الذامة للمشركين بمن عمل عملهم من أصحاب القبلة , الجهال , فما بالنا بالمشركين المصرين على شركهم بعد ما أتتهم الحجة .



وبهذا يتضح أن دعاء واستغاثة غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الحق شرك نسأل الله السلامة , ولو كان المدعو المستغيث بالرسول محمد .
فقد قال الحق : { قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين }.
و قول الحق : {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون }. وهذه مطلقة لكل من هو دون الله ومعلوم أن الرسول دون الله .

أدعوك لتفكر في قول الحق : {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا }.
نسأل الله السلامة.
أنظر إلى قول الحق : {قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار }.
فقد بين الله أنهم لا يملكون لأنفسهم نفع ولا ضر , كما بين ذلك في حال حبيبه محمد .
اسمعي لهذه الآية الصريحة في حرمة دعاء والاستغاثة بما لا يملك النفع والضر , كحال المصطفى محمد بن عبد الله , قال الحق : {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين }. هل تريدين أ تكوني من الظالمين , ومعلوم أن معنى الظالمين هو الشرك , فقد بينه الحق في قوله : { إن الشرك لظلم عظيم }.


وتعرج الزميلة إلى قولها بأنها تعجب ممن يحرمون الاستغاثة في مماته ويبيحونها في حياته . فهل زالت مرتبة الرسول عندكم بعد موته .

أجيب :
إن الاستغاثة بالرسول في ما يقدر عليه في حال حياته و سماعه هذا أمر مشروع وقد بيناه سالفاً كاستغاثة الغريق برجل يعرف السباحة في حال وجوده وسماعه .

لا كما عند الصوفية نسأل الله السلامة .

بأن الشيخ محمد صديق وقع في البحر ولم يعرف السباحة فكاد إن يغرق فناداه _ أي عبد القادر _ مستغيثاً به فحضر وأخذ بيده وأنقذه .
وحكى في نفس الصفحة أنه كان جالساً يوماً مع أصحابه في رباطه إذ ابتلت يده الشريفة وكمه إلى إبطه فعجبوا من ذلك وسألوه عنه فقال رضي الله عنه : استغاث بي رجل من المريدين تاجرا كان راكبا في سفينة وقد كادت إن تغرق فخلصتها من الغرق فابتل لذلك كمي ويدي فوصل هذا التاجر بعد مدة وحدث بهذا كما اخبر الشيخ " المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية . محمد الكردي 10 .


أما بعد موته فقد أنقطع عن الدنيا وألتحق بالرفيق الأعلى فكيف لنا أن ندعوه .

أما مرتبة الرسول فهو ذوحرمة حي كان أم ميت بعكس أشياخكم الأشاعرة نسأل الله السلامة .
اسمعي ماذا يقولون في الحبيب المصطفى .

وطعن الأشاعرة في نبوة خاتم النبيين حكاه أهل العلم كابن حزم وأبي الوليد الباجي بل ونقاد الجرح والتعديل كالحافظ الذهبي وهو قول كبيرهم أبي بكر بن فورك ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً في حياته فقط , وأن روحه قد بطل وتلاشى وليس هو في الجنة عند الله تعالى ) مما دفع محمود ابن سبكتكين إلى قتله بالسم . " النجوم الزاهرة 4/240 وفيات الأعيان 1/482 سير أعلام النبلاء 6/83 الفصل في الملل والنحل لابن حزم 1/88 طبقات السبكي 4/ 132محققة . وقد دعا ابن حزم للسلطان بخير لقتله ابن فورك ( سير أعلام النبلاء وأقره 17/216) "

ونقل ابن حزم عن الأشعرية أنهم قالوا : (إن رسول الله ليس هو اليوم رسول الله ولكنه كان رسول الله ) وأوضح إن هذا القول منهم كفر صريح وتقليد لقول أبي الهذيل العلاف ..... ثم اتبعه على ذلك الطائفة المنتمية الى الأشعري ." الفصل في الملل والنحل لابن حزم 1/88 6 والدرة فيما يجب اعتقاده 204_205 "

ولا أقول في ذلك إلا رمتني بدائها ونسلت .



وتعرج الزميلة في أن الأموات يسمعون وتستدل بأدلة سوف أوضح بطلانها بإذن الله .

أقول أنا أبو عبيدة فهَّاد :
قال الحق تعالى : { إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء }. وقد استدل ابن همام بهذه الآية على عدم سماع الأموات وأن عدم سماع الكفار فرع عدم سماع الموتى "فتح القدير 104/2"

وهذه الآية مفسره بقوله تعالى : {وهم عن دعائهم غافلون } . وأفضل التفسير تفسير القرآن بالقرآن .
وقد احتج مشايخ الحنفية رحمهم الله على عدم سماع الموتى بقصة أصحاب الكهف { فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا } .إلى قوله : {كذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قالوا كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم } فإنهم من أولياء الله , وقد أنامهم نوماً ثقيلاً لا توقظهم الأصوات . فلو كانوا يعلمون لكان كلامهم كذبا .
وتحتج بذلك الزميلة أن في ذلك قياس وهو لا يجوز في ذلك :
فأجبتها :
أقول : ومن الغباء ما قتل بل الأولى أن لا يسمعوا في موتهم فمعلوم أن النوم يسمى الموت الأصغر , وقد مثله الله بالموت فما بالك بالموت الأعظم مرتبة منه , والحمد لله الذي جعلك تعترف بأن النائم لا يسمع . فأين القياس بل هو ضرب المثل من الأقل فكيف بالأكبر
قال الحق سبحانه : { الله يتوفى الأنفس موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى }.
وهذه الآية تثبت ذهاب الروح في أثناء النوم إلى البرزخ .
ولذلك في لا تسمع :


أما تبيان قول الحق : {إِن تدعوهم لا يسمعون دهاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}.

فلا هم يملكون ولاهم يسمعون كما قال الحق : { وهو عن دعائهم غافلون }. ولا إذا سمعوا يستجيبون

أما احتجاج الزميلة بسماع موتى المشركين في قليب بدر .
لما سأل عمر: ( كيف تكلم أجساداً لا أرواح فيها ؟ فقال ( ماأنتم بأسمع لما أقول منهم ))
أقول :
1- هذا قياس باطل , والقياس أصلا باطل لا يجوز استعماله في أمور التوحيد . قال إمام المالكية , حافظ المغرب وفقيهها ابن عبد البر : ( لا خلاف في نفي القياس في التوحيد وإثباته في الأحكام ). جامع بيان العلم وفضله 55/2
وقال ابن سيرين: (ما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس , وأول من قاس إبليس ). حين قال: { خلقتني من نار وخلقته من طين } . تفسير الطبري 131/8
2- أن هناك رواية تضمنت زيادة ( الآن ) أي أنهم الآن يعلمون حين تبوءا مقاعدهم " البخاري 3979" وفيه تحديد السماع بمدة وجيزة . كما في الحديث الذي تحتجين به ( إن الميت ليسمع قرع نعال مشيعيه ). وكأنكي غفلتي عن الأحاديث الصحيحة التي تثبت عودة الروح للجسد في هذا الموقف . وهو مذهب ابن تيمية وجمهور من العلماء .
نص الحديث :
(حدثنا أبو كريب قال ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن المنهال عن زاذان عن البراء أن رسول الله قال وذكر قبض روح المؤمن فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه في قبره فيقولان من ربك ....ألخ ) تفسير الطبري ج13/14
ولقد ضعف ابن حزم هذه الرواية , ولاكن تتبع ابن القيم الحديث وأثبت صحته من وجوه لم اذكرها خوفاً من الإطالة ولمن أراد رد ابن القيم يجده في (حاشية ابن القيم ج13 3).
3- أنك تجاهلتي تفسير قتادة الذي أورده البخاري ومسلم ( أحياهم الله حتى أسمعهم قوله صلى الله عليه وسلم توبيخاً وتصغيراً ونقمة وحسرة وندامة ) البخاري 3976 مسلم 2875
وقد صدر مثل هذا التوبيخ من الأنبياء السابقين منهم صالح عليه السلام : { فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم وكن لا تحبون الناصحين}.

وهذا ماريرآه أقرب شخص من الحبيب المصطفى . زوجته أم المؤمنين عائشة .
روى البخاري ومسلم ( أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيرا ونقمة وحسرة وندامة ) البخاري 3976 مسلم 2875 .
مسند الإمام أحمد بن حنبل ج2/1
4864 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا محمد يعني بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أنه حدثهم عن بن عمر أنه قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القليب يوم بدر فقال يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا أما والله إنهم الآن ليسمعون كلامي قال يحيى فقالت عائشة غفر الله لأبي عبد الرحمن إنه وهل إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم حقا وإن الله تعالى يقول إنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور

فهاهي تفهم وتستدل بالآية بأن الموتى لا يسمعون .

وقد قالت الزميلة : أن المراد بهم هو الكافرون فأجيب : ليس المقصود بـ (الموتى) وبـ (من في القبور) الموتى حقيقة في قبورهم وإنما المراد بهم الكفار الأحياء شبهوا بالموتى (والمعنى من هم في حال الموتى أو في حال من سكن القبر) كما قال الحافظ ابن فأقول: لا شك عند كل من تدبر الآيتين وسياقهما أن المعنى هو ما ذكره الحافظ رحمه الله تعالى .
وعلى ذلك جرى علماء التفسير لا خلاف بينهم في ذلك فيما علمت ولكن ذلك
لا يمنع الاستدلال بهما على ما سبق لأن الموتى لما كانوا لا يسمعون حقيقة وكان ذلك معروفا
عند المخاطبين شبه الله تعالى بهم الكفار الأحياء في عدم السماع فدل هذا التشبيه على أن المشبه بهم ـــ وهم الموتى في قبورهم ـــ لا يسمعون كما يدل مثلا تشبيه زيد في القوة بالأسد فإنه يدل على أن الأسد قوي بل هو في ذلك أقوى من زيد ولذلك شبه به وإن كان الكلام
لم يسق للتحدث عن قوة الأسد نفسه وإنما عن زيد وكذلك الآيتان السابقتان وإن كانتا تحدثتا عن الكفار الأحياء وشبهوا بموتى القبور فذلك لا ينفي أن موتى القبور لا يسمعون
بل إن كل عربي سليم السليقة لا يفهم من تشبيه موتى الأحياء بهؤلاء إلا أن هؤلاء أقوى في عدم السماع منهم .
وهذا أيضاً ما فهمه عمر بن الخطاب في إيراد الآية لرسول , ونلاحظ أن الرسول لم يرده ويقول بل أن الموتى يسمعون بل اقره على فهمه . وهذا دليل على عدم سماعهم
4- من أضل ممن يسمع هذه الآية : { وهم عن دعائهم غافلون } ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً .
فأهل البدع أمام حواجز إذا اخترقوا أولها صعب علليهم وأعجزهم آخرها
فإذا تخطوا حاجز { لا يسمعوا} , اعترضهم حاجز { ولو سمعوا مستجابوا } .
أضيف :
وهل كل مخاطب يسمع ؟
أقول : ليس كل من خوطب يكون سامعاً بالضرورة . فقد خاطب عمر الحجر الأسود كما في صحيح البخاري ومسلم فهل كان الحجر يسمعه ؟
وليس كل من سمع يكون مجيباً . فقد فسر الحافظ سلام زائر المقابر ( السلام عليكم )أي اللهم اجعل السلام عليكم"الأجوبة المهمة 24 "
وقد أجاب الحافظ ابن حجر عن ذلك فقال: (فخطاب الموتى بالسلام في قول الذي يدخل المقبرة : السلام عليكم أهل القبور من المؤمنين لا يستلزم أنهم يسمعون ذلك : بل هو بمعنى الدعاء , فالتقدير : اللهم اجعل السلام عليكم , كما نقدر في قولنا الصلاة والسلام عليك يا رسول الله , فإن المعنى : اللهم اجعل الصلاة والسلام عليك يا رسول الله ) الأجوبة المهمة 24
زيادة تبيان على عدم سماع الموتى :
أقول : إن في سياق آيتي النمل والروم ما يدل على أن الموتى لا يسمعون ، وبيان ذلك أن الله تعالى قال في تمام الآيتين: {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين } حيث شبه سبحانه موتى الأحياء من الكفار بالصم ، والصم لا يسمعون مطلقاً ، بلا خلاف ، وهذا يدل على أن المشبه بهم ، وهم الصم ، والموتى ، لهم حكم واحد ، وهو عدم السماع ، وفي التفسير المأثور ما يدل على هذا ، فعن قتادة قال – في تفسير الآية -: ( هذا مثل ضربه الله للكافر ، فكما لا يسمع الميت الدعاء ، كذلك لا يسمع الكافر ، { ولا يسمع الصم الدعاء } يقول: لو أن أصم ولى مدبراً ثم ناديته ، لم يسمع ، كذلك الكافر لا يسمع ، ولا ينتفع بما سمع ).أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (10/197).


تفسير ابن أبي حاتم ج9/921

16581 حدثنا أبي ثنا هشام بن خالد ثنا شعيب بن إسحاق ثنا سعيد عن قتادة قوله : {انك لا تسمع الموتى} قال: هذا مثل ضربه الله للكافر كما لا يسمع الموتى
الدر المنثور ج6/76
قوله تعالى : {إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولو مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون}.
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : {إنك لا تسمع الموتى} قال هذا مثل ضربه الله للكافر كما لا يسمع الميت كذلك لا يسمع الكافر.
أنظري فهم أم المؤمنين وأقرب إنسان لرسول ماذا تقول عن ذلك .
الدر المنثور ج6/00
وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ثم قال انهم الآن يسمعون ما أقول
فذكر لعائشة رضي الله عنها فقالت إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم انهم الآن ليعلمون أن الذي كنت أقول لهم هو الحق ثم قرأت إنك لا تسمع الموتى حتى قرأت الآية


الدر المنثور ج6/01
وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأهل بدر إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين

تفسير ابن كثير ج3/39
وقد استدلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بهذه الآية إنك لا تسمع الموتى على توهيهم عبد الله بن عمر في روايته مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم القتلى الذين ألقوا في قليب بدر بعد ثلاثة أيام ومعاتبته إياهم وتقريعه لهم .
فهل هناك اصح من هذين الكتابين علاوة على اعتقاد ام المؤمنين عائشة , أتريديننا أن نترك كل هؤلاء والروايات الصحيحة ونأخذ فهمك السقيم .
وسوف أعرج مع الزميلة لنرى ذلك حسب منظور قول الحق : { قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير } .

أما عن الأنبياء فأقول : هم أحياء ولاكن !
نعم أحياء وسوف افصل هذا الأمر تفصيلا مع بعض الإيرادات بإذن الله .
قلت :

أن الأنبياء أحياء في قبورهم , ولاكن العجب من بني صوفان نسأل الله السلامة أنهم غالوا في ذلك ووضعوا في ذلك الأساطير .
فقد قال الحداد الصوفي : ( يأكلون ويشربون ويصلون ويحجون بل ينكحون وكذلك الشهداء : شوهدوا نهاراً وجهارا يقاتلون الكفار في العالم المحسوس في الحياة وبعد الممات ) أنظري مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبهة البدعي النجدي التي أضل بها العوام 6.

أقول : إن موت الأنبياء الدنيوي لا يجوز إنكاره فقد قال الحق : { إنك ميت وإنهم ميتون }. ولكن ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن الأنبياء السابقين ( إبراهيم وموسى وداود ) أحياء في قبورهم ؟ فلماذا لم يسألهم ولم يخاطبهم ولم يفعل صحابته شيئاً من ذلك ؟ فإن رسولنا لم يستغيث قبل موته بأحد من الأنبياء مع علمه بحياتهم البرزخية ولم يعلم أحد من أصحابه أن يستغيثوا بنبي من الأنبياء .

ألم تسمعي قول الحق في ذلك : فقد قال تعالى على لسان عيسى : { وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد } .
دليل على أن الأنبياء وإن كانوا أحياء فإنهم لا يعودون شهداء على قومهم . وأنت تجعلين النبي شهيداً عليهم سواء في حياته أو بعد موته , كقول علوي المالكي ( روحانية المصطفى حاضرة في كل مكان , فهي تشهد أماكن الخير ومجالس الفضل ) الذخائر المحمدية 259 فكأنه يقول : وهو معكم أينما كنتم !
ويبطل ذلك قول النبي لجبريل عليه السلام: ( ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ فنزلت { وما نتنزل إلا بأمر ربك }. فإذا كان نزول جبريل لزيارة محمد لا تكون الا بأمر الله رب العالمين فكيف بنزول أرواح المشايخ واجتماعاتهم بالأحياء وادعاء الجهال مجيء الرسول مجالس الذكر . نسأل الله السلامة .
أقول : سبحان الله لا تفرقين يا زميلة بين الحي والميت , بل ساويت بين ذلك مخالفة كتاب الله سبحانه .
أما القرآن فيقول الحق : { وما يستوي الأحياء ولا الأموات }.
وعندكم يستوون . وقال المسيح عليه السلام { وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم}.
وأما السنة فقد قال نبينا عند موته : ( اللهم الرفيق الأعلى ) ومن كان في الرفيق الأعلى فقد غاب عن الدنيا . غير أنك رحمك الله تجعلين النبي شهيداً عليهم في الدنيا والآخرة وفي القبر .
أقول : فتوحيدكم لا يصححه قرآن ولا سنة بل يشهدان بضد ذلك .
وأذكر كي بما قال القشيري: ( كل توحيد لا يصححه الكتاب والسنة فهو تلحيد لا توحيد ) رسالة السماع ضمن رسالة القشيري 62 .
سوف أطرح موضوعك هذا تحت مرآة هذه الآية الكريمة قال الحق : { إن تدعوهم لا يسمعون دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم }. فلا هم يملكون ولا يسمعون كما قال لحق : { وهم عن دعائهم غافلون } ولا اذا سمعوا يستجيبون , ولكن الزميلة الفاضلة تخالف هذه الآية فيقول لسان حالها : بلى يسمعون ويجيبون ويخرجون من قبورهم فيقضون الحوائج ويكشفون الضر ثم إلى قبورهم يعودون ويملكون النفع والضر.
فهذه الآية قطعت طريق الشرك وسدت أبوابه أمام المشركين
فالداعي غير الله إنما يتعلق قلبه بالقبور :
1- لما يرجوا فيها من حصول منفعة أو دفع مضرة وحينئذ : فلا بد أن يكون معتقداً أن هذا الولي يملك أسباب المنفعة . فنفى الله ذلك قائلاً { ولا يملكون مثقال ذرة }.
2- أو أن يكون هذا الولي المدعو شريكاً مع الله . فنفى الله ذلك قائلا { وما لهم فيهما من شرك }.
3- أو أن يكون وزيراً معاوناً لله ذا حرمة وقدر يمكن الانتفاع به عند المالك . فنفى الله ذلك وقال : { وما له منهم من ظهير}
4- فلم يبق للمشرك إلا حجة واحدة يتعلق بها وهي الشفاعة فيقول: { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } فنفى الله ذلك وقال: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أن له }. فنفى الله عن غيره النفع والضر والشراكة في الملك وامتلاك الشفاعة وإنما الشفاعة حق يملكه الله فلا يسألها من لا يملكها . وحتى إذا أعطي نبينا الشفاعة فإنه لا يشفع فيمن يشاء ولكن فيمن يأذن الله .

أقول : وأشبه من يدعو الأموات بالنصارى الذين يدعون مريم ابنة عمران .
فقد قال الحق : { وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله } فالذين يدعون المقبورين وإن كانوا يعتقدون أن من يدعونه لا يخلق نفعاً إلا انه ما زالت هناك مشابهة بينهم وبين النصارى الذين يعتقدون أن مريم لا تخلق نفعاً ولكنهم يطلبون منها إن تشفع لهم عند الرب وتخلصهم وتقضي حوائجهم , فحكم الله بأنهم يؤلهونها لأنهم كانوا يدعونها مع الله كما في تفسير قوله تعالى: { قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا }.

آيتين قاطعتين :
فالله في قرآنه يضرب الأمثال -- لتوصيل الفكرة.

و سأعطيك بعض الأمثلة :


قول الحق : { لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين } لكنه سبحانه لم يتخذ.

قول الحق : { قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا } ليس معه آلهة سبحانه.

قول الحق : { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى } لكنه سبحانه لم يشأ.

قول الحق : { لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا } محمد عليه الصلاة و السلام لم يطلع .






و من سياق الآيتين -- يفهم استحالة حصول هذا الشيء



أسمعي هذه الآية :
{ لوأننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم جاهلون}

أنظري إلى الافتراضات التي وضعها لهم الله سبحانه و تعالى:

1- {نزلنا عليهم الملائكة }.

2- { وكلمهم الموتى }.

3- { وحشرنا عليهم كل شيء قبلا }.


فكل هذه الأشياء لن تحصل .


الآية الثانية :


قال الحق : { ولو أن قرأنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد}



هي أيضا نفس الآية الأولى من حيث المعنى العام.

فالجبال لم تسير بالقرآن
و لم تقطع به الأرض
و لم يتكلم به الموتى

*********************
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس