رسالتها الأخيرة لماذا حينما غادرتني , لم تأخذ ذكرياتك من مخيلتي , وصورتك من شبكية عيني ؟ لماذا لم تنتزع صدى كلماتك من أذني . لماذا لم تأخذ معك كل ما هو لك فيني. كيف يمكن لك أن تغادر وتترك كل هذا العالم ؟ أنت في عالمي . أنت لم تغادر , بل احتكرت حياتي ومشاعري معك أنت لم ترحل بل حياتي رحلت معك وبقيت أنا وقلبي والزمن في حالة انتظار غادرني كيفما شئت لكن دعني أعش حياتي . اترك لي مساحه أرى فيها نفسي فمنذ أن دخلت حياتي لم أعد أخاطب نفسي إلا عبرك لقد دخلت في المسافة الضيقة ما بين الأنا والذات , ما بين النبض والقلب عندما تفصلني عنك المسافات , يترجل الفرح وتتوارى السعادة تصبح الأيام مجرد روتين والناس مجرد أرقام والأماكن مجرد فراغات أتأمل محيطي . كيف كان وكيف أصبح وأتذكر من هنا مر الفرح وهناك بقايا ضحكات وهذه نسمات تحمل فيها شيئا من رائحتك ما زال عبقك يفوح وكأن الزمن لم يتغير وكأنك في كل الأماكن موجود . المحب لا يهدأ ليلة ولا تسعه النهارات فهو دائما في سباق محموم مع الزمن وفي قلق من المجهول فحينما تكون أنت يكون الأمان والطمأنينة يصبح الأمس مجرد ماض والغد أمنيات والحاضر هو أنت وفي غيابك كل شيء مختلف , فالألوان ضاع شكلها وأصبحت الأشياء بالأبيض والأسود فقط والموسيقى فقدت إيقاعها حتى ملامح البشر ليست هي الملامح بدونك عالمي غير العالم الذي أعرفه لا أطلب منك الكثير خذ كل ما هو لك وكل ما يجعلني لك ودعني أسترح فاصلة : توقعت أن أصدم في أشخاص كثيرين ما عدا نفسي التي غادرتني وتحالفت معك منقول |