عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-15-2014, 11:51 PM
 
الفراسة قريحة خاصة

ان الفراسة ملكة لا توهب الا لأناس لديهم استعداد
خاص لها, فهي اذن كالشعر ونحوه من الفنون الجميلة. فعلى سبيل المثال
ان التصوير لا يبرع فيه الا الذين فطروا على الميل اليه.
وهكذا يقال في الموسيقى وهي أقرب تلك الفنون الى علم الفراسة.
فالموسيقي الحقيقي يدرك من طبقات الأنغام ما لا يدركه غيره, وقد نسمع
لحنا فنطرب له غير مدركين ما فيه من نقص أو خطأ فني, أما الموسيقي
فسرعان ما يكتشف هذا الخطأ.
وعلى هذا اذا لم يكن المفترس مفطورا على الفراسة
مستعدا لقبولها فكثيرا ما تكون أحكامه فاسدة, وقد تفوته أمور كثيرة لا يفطن لها.
ومما يدل على أن الفراسة ملكة طبيعية
يمتاز بها أناس دون غيرهم, قد تراها في بعض الناس
خلقية بلا علم ولا درس, بينما ترى أخرين يفنون العمر في درسها
ولا يتقنونها, وعلى كل حال
لابد لصاحب الفراسة من أن يكون على جانب كبير من الذكاء وحدة الذهن.
وقد يتبادر الى الذهن أن الفراسة تتبع الذكاء أو هي نتيجته
والواقع أنها لا تستغني عن الذكاء ولكنها غيره كما يظهر للمتأمل
وانما هي تحتاج الى دقة الملاحظة وسرعة الخاطر.
ومما هو جدير بالاعتبار أن النساء أقدر من الرجال على هذا الفن
وذلك لأن للمرأة مقدرة خاصة على استطلاع أخلاق الناس
وهي تستطيع ذلك بالبداهة بلا برهان ولا تعليل, فاذا رأت رجلا
لا تلبث أن تتفرس فيه حتى تحكم على أخلاقه حكما قاطعا كأنها تقرأه في كتاب.
ولكنك اذا طالبتها بدليل على قوتها عز عليها الاتيان بدليل!
وهذه ميزة المرأة التي اعترف بها علماء العقليات والأخلاق
وهم يميزون بينها وبين الرجل بأنها تحكم بعواطفها وهو يحكم بعقله.


فروع علم الفراسة

وليس المراد بهذا المنظر في ملامح الوجه أو شكل القامة وكفى!!
فالاستدلال على الأخلاق, يكون بالنظر الى أعمال الجسم أيضا
كالمشي والكتابة ونحوهما, وكذلك بالنظر
الى خطوط الكف وأشكال الجمجمة وغيرهما
فالفراسة علم واسع, ومن فروعه فراسة الرأس
وفراسة الوجه, وفراسة الكف, وفراسة المشي, وفراسة الخط, وفراسة المقابلة
أو الحكم على أخلاق الناس بالنظر الى مايشابه وجوههم من وجوه الحيوانات.


تعليل الفراسة

لكل عاطفة من عواطف البشر تأثير خاص في ملامح الوجه
فاذا غضب أحدنا أو حزن أو فرح أو اهتم ظهر في وجهه أثر كل هذه العواطف.
وهناك علامة للغضب, وأخرى للفرح, وأخرى للاهتمام, ومعنى هذا التأثير

- طبيا -
تغيير يحدث في عضلات الوجه تحت الجلد
فتنكمش أو تنقبض أو تنبسط تبعا للتأثير الذي أصابها
فتتغير ملامح الوجه.
ومن النواميس الطبيعية أن الأجسام الحية تنمو وتكبر بالاستعمال
وتضعف وتندثر بالاهمال.
ويكون ذلك النمو لتوارد الدم الى العضو في أثناء استعماله
وازدياد توارد الدم اليه كلما زاد عمله. وذلك هو شأن عضلات الوجه أيضا.
فان ما يتكرر استعماله منها يزداد نموه.
فلو تعود أحدنا الغضب كل يوم فان العضلة
التي تنقبض للغضب يزداد نموها وقد يدوم انقباضها
حتى تظهر هيأة الغضب على الوجه في غير حال الغضب
وقس على ذلك ما يصيب عضلات العواطف الأخرى.
ونحن حين نلمح رجلا عريض المنكبين طويل القامة
ندرك انه شجاع, واذا رأينا رجلا أخر عريض المنكبين
واسع الصدر نحكم بتأنيه وحزمه وعلو همته.
وعلى عكس ذلك ندرك من ضيق الصدر أن صاحبه عجول قلق ضعيف العزيمة
وسبب ذلك لأن واسع الصدر يكون كبير الرئتين
فيستنشق من الهواء في مرة ما يغنيه عن سرعة التنفس فيكون رزينا صبورا.
وتنطبق هذه الحقيقة على الحيوان أيضا, فالضعيف من الحيوانات
قصير الخطو سريع, فذوات الصدر الضيق تسرع في الركض, وواسعة الصدر تتأنى فيه.
فالأرانب كثيرة الخوف نحيفة البنية سريعة الحركة وصدرها ضيق, وأما الأسد والفيل فانهما كبيرا الصدر
وكلاهما صبور حازم شجاع.
وتعليل ذلك أن التنفس مصدر الحرارة, وبانقطاعه تنقطع الحياة
واليه مرجع القوة والهمة والنشاط, فكل ما يساعد على ادخاره يزيد في أسباب الهمة والنشاط.






اااه وأخيرا انتهيت من كتابة الجزء الأول
من موضوعي
اعرف الخلفية مو موجودة
بس منسق النصوص ما بينفع معيbla1
تعبت كثير وأنا اجمع هذه المعلومات
لذلك اتمنى انكم لا تنسو لايك+ تقييم+ رد خزنفوشاري
ولا للردود السطحية


أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L