تنحاز بآرائك كثيراااااً لمصلحة المجتمعات.. وتبرئ ساحتهم مما نحن فيه بإجحاف شديد.. وتجعل من الأنظمة والسلطات الحاكمة المسئول الوحيد.. ونسيت أو تناسيت أن الحكّام ما هم إلا نتاج هذه المجتمعات..
لم تستطع الكعبة المشرفة أن توحد المسلمين على مدار الأزمنة الماضية, لأن الشعوب لم يأخذوا من شعائر الدين إلا ظاهرها.. اهتموا بأعمال الجوارج وغفلوا عن أعمال القلوب.. بالرغم من أنها عماد الدين وأساسه..
يطوفون حول الكعبة مجتمعين.. لكن ما إن يُنهوا مناسكهم حتى يتفرقوا وينقسموا على أنفسهم..
وقد كان للدكتور مصطفى محمود -في كتابه السؤال الحائر- تساؤلات مصحوبة بالدهشة من هذه الظاهرة أذكر منها:
(وسألت نفسي في دهشة: وكيف بالطوافين حول الكعبة يحارب بعضهم بعضاً و يقتل بعضهم بعضاً .. وعلى أي معنى إذًا كانوا يطوفون .. وعلى أي شيء كانوا يجتمعون.. وهل صدقوا حينما طافوا.. وهل صدقوا حينما اجتمعوا.. وهل صدقوا حينما قالوا .... الله أكبر
بل كانت الدنيا عند كل منهم أكبر.. و كان كل منهم طوافاً حول نفسه.. مسبحاً برأيه.. مهللاً لأفكاره.. )
فالضربة القاضية التي وجهت للأمة الإسلامية لم تكن بإسقاط الخلاقة الإسلامية على الأرض بل بإسقاطها من الأفهام والعقول.. وبإعلاء مفهوم القوميّة الضيق وتقديسه حتى صار وثناً يعبد.. وهذا كلّه حتى تنسى الأقطار الإسلامية والعربية الرباط الإسلامي القويم الذي هو وحده مصدر قوتها.. وقد كانت هذه الضربة هي بداية السيطرة الكاملة عليهم وعلى مقدراتهم..
ولن تحرق هذه القبضة إلّا بحدوث تغيير فكري اجتماعي لما عشش بهذه العقول من مفاهيم واتجاهات قاصرة ومشوهه.. فهذه الأمة كما قيل لا تسقط بالحرب ولكن تسقط بالكلمة..
أكرر شكري لك أخي الكريم على الطرح القيم