عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 10-26-2014, 09:00 PM
 
العنوان: "المجرم: حمامة.. الجريمة: أسرتني بقميص!"

لقد انقضى أسبوع لم يرَها خلاله، فأين عساها تكون؟ لماذا يحسُ بأنّه مدفوع إلى الاهتمام بها؟ مدفوع إلى محبة القميص الذي حاكته؟ لقد اكتشف بالأمس شيئاً، فحين قام يلبس في الصباح، حمل القميص في يده وراح يتأمله، لقد عاش القميص أياماً بين يديها وهي تبنيه غرزة على غرزة، دون أن تدريَ لمن يكون، لعلّها رسمت في ذهنها صورة للرجل الذي سيرتديه، وهي بالتأكيد قد اختارته أن يكون فاره الطول، رصين الجسد، رجلاً تعلِقُ عليه أمل البطولة، التفت إلى نفسه في المرآة المعلقة على الحائط، وتحسس ذراعيه المفتولتين، وأيُّ ضير في أن يكون سخيفاً، فيرفع القميص مثلاً، ويقبله أيضاً، ويشمّه طويلاً؟ ضحك على سخافات أفعاله وهو يتأمل نفسه.

رآها في الطريق ولم تكن في ثياب الممرضات، فاعترض طريقها قائلاً:
- كدتُ لا أعرفكِ، فما كنتِ يوماً إلا كحمامة سلام بيضاء!
أعطته سعاد يدها يصافحها، وقالت:
- لقد غادرنا المشفى، إنّني لا أجد ما أفعله اليوم، وأنتَ ماذا تفعل؟
- طوابير تدريب في النهار، خفارة في الليل، ولا شيء بينهما.
رنّت ضحكتها الفضّية، وضبطته يتفرج إليها فأصبحت حمراء، وهمّت بأن تمضي، وبسرعة قبل أن يضعف أمام خجله، سألها شيئاً:
- أرجو ألا تظنيني وقحاً، هل أستطيع أن أراكِ في مكان ما؟
- بلدتنا أضيق من أن تتسع لنا!
- ولكنّنا إخوان سلاح، إنني أُدرب طوابيراً من الجنسين على استعمال البندقيّة، تعالي إلى نادي الميناء سنتحدّث قليلاً بعد أن أفرغ من التدريب.


__________________
" لآ آلـه الآ الله.. سُـبْـحَـآنَـكَ رَبـيْ آني كُـنتُ مِـنَ آلـظـآلِمينْ "