10-26-2014, 09:06 PM
|
|
حاكت من الحب خيوطا
لقد انقضا أسبوع لم يراها خلاله ، فيا ترى أين عساها تكون؟
لماذا يحسّ بأنّه مرغم على الاهتمام بها ؟
مرغم على محبة القميص الذي حاكته , لقد اكتشف بالأمس شيئاً ، فحين ذهب ليرتدي ملابسه في الصباح ، حمل القميص في يده وبدأ بتأمله .
فقد عاش أيامٍ بين يديها , وهي تبنيه غرزة على غرزة دون أن تدريَ لمن يكون ، لعلّها رسمت في ذهنها صورة للرجل الذي سيرتديه ، وهي بالتأكيد قد اختارته أن يكون شجاعا كالأسد ، رجلاً تعلقُ عليه أمل البطولة .
والتفت إلى نفسه في المرآة المعلقة على الحائط ، وتحسّس ذراعيه المفتولتين . * ولكن أيُّ ضير في أن يكون سخيفاً * وضحك على السخافات وهو يتأمّل نفسه ، فيرفع مثلاً القميص ، * وقبّله أيضاً ،* وشمّه طويلاّ . * لم تكن في ثياب الممرّضات ، * ورآها في الطريق .
فاعترض طريقها قائلاً : كدتُ لا أعرفك ، فما كنتِ يوماً إلا وتهمين بأرتداء ملابس الممرضات
وأعطته يديها يصافحها ، وقالت :
لقد غادرنا المشفى، إنّني لا أجد ما أفعله اليوم ، وأنت ماذا تفعل ؟
- طوابير تدريب في النهار خفارة في الليل ، ولا شاي !!
ورنّت ضحكتها الفضّية ، وضبطته يتفرج إليها فاصبحت حمراء ، وهمّت بأن تمضي ، وبسرعة قبل أن يضعف أمام خجله ، سألها شيئاً :
أرجو ألا تظنّيني وقحٌ، هل أستطيع أن أراكي في مكان ما ؟ - أعذرني ولكن لن تتسع بلدتنا لكلانا عندها تنهدت بعمق وقالت : * انني أُدّرب طوابيرَ من الجنسين على استعمال البندقيّة ،*ولكنّنا إخوان سلاح ، تعالِ إلى نادي الميناء سنتحدّث قليلا بعد أن أنهي من التدريب |