لقد انقضى أسبوع لم يرها خلاله ، فأين عساها تكون ؟
لماذا يحسّ بأنّه مدفوع إلى الاهتمام بها ؟ مدفوع الى محبة القميص
الذي حاكته ؟ لقد اكتشف بالأمس شيئاً ، فحين قام يلبس في الصباح ، حمل القميص في يده وراح يتأمله ، قد عاش أياماً بين يديها
وهي تبنيه غرزة على غرزة دون أن تدريَ لمن يكون ،
لعلّها رسمت في ذهنها صورة للرجل الذي سيرتديه ، وهي بالتأكيد قد اختارته أن يكون طويلاً عريض الكتفين ، رجلاً تعلقُ عليه أمل البطولة .
والتفت إلى نفسه في المرآة المعلقة على الحائط ،
وتحسّس ذراعيه المفتولتين .
وضحك على سخفه وهو يتأمّل نفسه ، ولكن أيُّ ضير في أن يكون
سخيفاً فيرفع مثلاً القميص ، ويشمّه طويلاّ ، ويقبّله أيضاً ؟
ورآها في الطريق . لم تكن في ثياب الممرّضات ، فاعترض طريقها قائلاً
- كدتُ لا أعرفك ، فما كنتِ يوماً إلا بيضاء .
وأعطته يدها يصافحها ، وقالت :
- لقد غادرنا المشفى ، إنّني لا أجد ما أفعله اليوم ، وأنت ماذا تفعل ؟
- طوابير تدريب في النهار ، خفارة في الليل ، ولا شاي !!
ورنّت ضحكتها الفضّية ، وضبطته يتطلع إليها فاحمّرت ،
وهمّت بأن تمضي ، وبسرعة قبل أن يضعف أمام خجله ، سألها شيئاً :
- أرجو ألا تظنّيني وقحاّ ، هل أستطيع أن أراك في مكان ما ؟
- بلدتنا أصغر من أن تتسع لنا .
- ولكنّنا إخوان سلاح ، إنني أُدّرب طوابيرَ من الجنسين على استعمال البندقيّة ، تعالي إلى نادي الميناء سنتحدّث قليلا بعد أن أفرغ من التدريب