الموضوع
:
حسنات كأمثال الجبــال تصبح هباءاً منثوراً!!....ياااخـبـر أبيض .... كيف ذلك؟؟
عرض مشاركة واحدة
#
2
10-28-2014, 05:27 PM
اقرأ القرآن وأذكر ربك
الحمد لله العظيم المنان، الكريم الحنان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد،
لبنة التمام ومسك الختام، وعلى آله وصحبه ومن سلك مسلكهم وارتضى نهجهم،
وبعد:
سؤال يحير الكثيرين
هل انا مخلصة ام ارائـــــــى ؟؟
سؤال مؤرق محير، لطالما ورد طيفه على
خاطري
،
ولطالما تبادر هاجسه إلى ذهني، فقض علي مضجعي، وحرمني لذة النوم والراحة،
فكيف يعرف المرء أن ما قدمه لله جل في علاه من أعمال سليم من خصال النفاق والتصنع؟
جدير بنا ابتداء أن نعلم أن الشيطان له في كل عبادة نزغة، فهو لا يترك العبد المسلم
حتى يوسوس له أن ما تقرب إلى الله به من أعمال وأفعال ما ابتغى بها وجهه جل وعز،
أما إذا كان من صنف العباد الورعين والزهاد العارفين،
فإن إبليس اللعين يبث في خلده أن ما تقرب به من أعمال كاف، وأنه قد وصل إلى بر الأمان،
فيتولد لديهم نوع من الاستكبار والترفع، فرب معصية أورثت ذلا وانكسارا،خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا.
فالرياء هو
الشرك الخفي
، وهو شرك السرائر -أعاذنا الله منها- والمكلف هو أدرى الناس بنفسه كما قال عز وجل:
{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ}
[القيامة:14]
،
فمن حاسب نفسه وراقب ربه في السر والعلن سلم من هذا الداء العضال،
ولعل أظهر
علامات الرياء
أن صاحبه يتقصد إظهار أعماله الصالحة بين الناس
،
ويتعمد الحديث عن حسناته وطاعاته من أجل أن ينال مدح الناس وثنائهم،
وليس للعبد أن يترك الطاعات خوف الرياء،
فإن ذلك من مكايد الشيطان، إذ الشيطان يحرص على إيقاع العبد في الرياء تارة، من أجل أن يفسد عمله،
أو يزين له ترك العلم خوف الرياء تارة أخرى، من أجل أن يقطعه عن الصالحات، والمتعين العمل والحرص على فعل الطاعات ابتغاء وجه الله،
ومدافعة وساوس الشيطان ومكايده، فمن عزم على عبادة وتركها مخافة الرياء فهو مراء،
لأنه ترك العمل لأجل الناس
، لكن لو تركها ليصليها في خلوة فهذا مستحب، إلا أن تكون فريضة
ومن علم شدة حاجته إلى صافي الحسنات غدا في يوم القيامة غلب على قلبه حذر الرياء وتصحيح الإخلاص بعمله حتى يوافي الله - تعالى -يوم القيامة بالخالص المقبول، إذ علم أنه لا يخلص إلى الله جل ثناؤه إلا ما خلص منه ولا يقبل يوم القيامة إلا ما كان صافيا لوجهه لا تشوبه إرادة شيء بغيره.
هل انا مخلصة ام ارائـــــــى ؟؟
سئل بعض السلف عن هذا فقال: أن يستوي سرك وعلانيتك, وأن تستوي خلوتك وجلوسك مع الناس, يعني أن تكون حالك مع الله تبارك وتعالى في خلوتك كحالك عند اجتماعك بالناس واختلاطك بهم, ويجب أن يكون سرك وعلانيتك أو ظاهرك وباطنك سواء.
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -:
علامة الزهد في الدنيا وفي الناس ، أن لا تحب ثناء الناس عليك ، ولا تبالي بمذمتهم ، وإن قدرت ألا تعرف فافعل ، ولا عليك ألا تعرف ، وما عليك ألا يثنى عليك ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إن كنت محموداً عند الله
حلية الأولياء (8/90
قال الأصمعي -رحمه الله -:
قيل الأعرابي ما أحسن ثناء الناس عليك ؟
قال : بلاء الله عندي أحسن من مدح المادحين و إن أحسنوا و ذنوبي أكثر من ذم الذامين و إن أكثروا فيا أسفي فيما فرطت و يا سؤتي فيما قدمت !
شعب الإيمان (4/228)
شأن الصادق في نيته شأن من قال الله عز وجل فيهم:
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60].
وحال المخلص في نيته حال من قال الله فيهم:
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً* إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً [الإنسان:9-10].
سؤال يحير الكثيرين
اننى أعمل اعمال الخير
ويعلم الله ان
ه خالصاً لله فيمدحنى الناس عليها
فأفرح
فهل هذا رياء؟
؟
!!
السرور ينقسم إلى محمود ومذموم ،
فالمحمود
أن يكون قصده إخفاء الطاعة ، والإخلاص لله ، ولكن لما اطلع عليه الخلق ، علم أن الله أطلعهم ، وأظهر الجميل من أحواله ،
فيُسَرُّ بحسن صنع الله، ونظره له ، ولطفه به ،
حيث كان
يستر الطاعة والمعصية ، فأظهر الله عليه الطاعة وستر عليه المعصية ، ولا لطف أعظم من ستر القبيح ، وإظهار الجميل ، فيكون
فرحه
بذلك ،
لا بحمد الناس وقيام المنزلة في قلوبهم ، أو يستدل بإظهار الله الجميل ، وستر القبيح في الدنيا أنه كذلك يفعل به في الآخرة ،
فأما إن كان فرحه باطلاع الناس عليه لقيام منزلته عندهم حتى يمدحوه ، ويعظموه ، ويقضوا حوائجه ، فهذا مكروه
مذموم
،
ف
إن قيل: فما وجه حديث أبي هريرة قال رجل: يا رسول الله ، الرجل يعمل العمل فيسره ، فإذا اطلع عليه أعجبه؟ فقال: "له أجران: أجر السر ، وأجر العلانية" رواه الترمذي ، فالجواب أن الحديث ضعيف ، وفسره بعض أهل العلم بأن معناه أن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير ،
لقوله عليه الصلاة والسلام:
"أنتم شهداء الله في الأرض"
وقد روى مسلم عن أبي ذر قيل: يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ فقال:
"تلك عاجل بشرى المؤمن"
فأما إذا أعجبه ليعلم الناس فيه الخير ويكرموه عليه فهذا رياء)
وعلاج الرياء بأمور كثيرة، وأهمها
العزيمة الصادقة على التخلص منه و الإقلاع عنه.
وتذكر اليوم الآخر والوعيد الشديد في شأن المرائي،
وأن يوقن العبد أن النفع و الضر بيد الله تعالى، وأن الذي مدحه زين وذمه شين هو الله تعالى وحده لا شريك له،
وأن يحاسب نفسه ويتفقد عيوبه وآفاته وتقصيره،
وأن يكثر من العبادة السر من صلاة ليل وصدقة سر، والبكاء خالياً من خشية الله..
كما عليه أن يستعين بالله تعالى على تحقيق الإخلاص، وأن يدعو بهذا الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه و سلم:
"اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم".
اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة انك تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اقرأ القرآن وأذكر ربك
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى اقرأ القرآن وأذكر ربك
البحث عن المشاركات التي كتبها اقرأ القرآن وأذكر ربك