10-29-2014, 11:02 PM
|
|
~ فوق الغيوم,, سأحلق! ~ طرقت الباب الخشبي المزخرف بأحترافية بيداها الناعمتين وبخفة،
سمعت صوت يأذن لها بالدخول،
دخلت حيث مكتب والدها المصنوع بأحترافية وجدار المكتب الملون باللون
الابيض مع اختلاطه بأشعة الشمس القادمة من النافذة الزجاجية
التي تغطي جزءا منها ستائر بنية مزخرفة باللون الابيض بطريقة نباتية،
اتجهت نحو والدها ، مع مشاعرها الهائجة والحالمة لتردف بصوتها الانثوي والطفولي الناعم.. - أبي ؟!
كان والدها منشغلا بأعملاه ففور سماعه صوت ابنته وجه
انظاره وعقله نحو فؤاده وملاكه الصغير، ليجيبها بصوت مليء بالحنان والحب.. - ماذا تريدين صغيرتي؟
غضبت تلك الزهرة الصغيرة ببهاتة،
فنفخت وجنتاها الورديتان بطفولية لتقول بعدها.. - أنا لست صغيرة!
ضحك بخفة لضرافة ابنته، اعتلى مكتبه وتوجه نحو ابنته، وانحنى لمستواها وحملها بين ذراعيه قائلا بابتسامة واسعة .. - إذن ما الذي تريدينه ايتها الكبيرة؟!
صوتها الحيوي، والمفعم بالنشاط يتستر خلفه سرا،
فهي اخيرا وضعت لها حلما لتتمسك به ، اردفت قائلة.. - أريد أن احلق في تلك السماء الصافية!!. تسللت كلمات لورا الى مسامع والدها ليتفاجئ من كلامها الغريب ، ونشاطها المفاجئ..
فما الذي تقصده بكلماتها تلك؟! اردف متسائلا.. - وكيف هذا ؟ .. فأنتي لا تملكين أجنحة!!. تلهفت تلك الزهرة على اكمال حديثها كي تستطيع
عبور الغيوم التي ستكون عثرات للوصول لهدفها،،
ولتصل لتحليق الطيور ،، قرب السماء الصافية،، اكملت بحماس.. - قال معلمي.. أننا نستطيع التحليق إذا رسمنا طريقا بين الأرض والسماء! ملأت التساؤلات عقل والدها، فيبدو كلامها غامضا .. سألها.. - ما الذي تقصدينه ؟, وكيف هذا ؟!
شقت تلك الابتسامة الطموحة على شفتيها،
وتلألأت عيناها البلوريتان لتردف بعدها.. - الأحلام! أنها الأحلام يا أبي .. هي الطريق التي سنرسمها ،
ومن ثم ستوصلنا إلى السماء!.
ابتسم والدها حين فهم مغزى حديثها، فها هي ابنته التي
كانت بالامس طفلة تكبر ،، ليس بعمرها فحسب فعقلها
دليل على نضج تفكيرها ، فليس كل تفكير خيالي
يعتبر سذاجة.. اردف بحماس وتساؤل.. - وماذا ستجدين هناك ؟! اكملت وحالتها لم تتغير عن قبلاً .. - السعادة بعيدا عن الحزن والشقاء هكذا قال لنا،! بهذا العمر هي وتفكر بالحزن والمأساة ،
هذا كان تفكير والدها المليئ بالحيرة من جملتها الاخيرة اجابها قائلا.. - انتِ في هذا العمر! .. ماذا تعرفين عن الحزن والشقاء؟
تلاشت تلك الابتسامة من شفتيها فحتى هي وبهذا عمرها لديها هموم ،
وبقلبها الصغير هناك الكثير من الاحزان والجروح،
هي ربما ﻻ تستطيع البوح عما بداخلها بكلمات لكن قلبها
يصرخ ويتأوه من الالم، بحلمها ذاك ستحلق بعيدا عن تلك الهموم، اردفت بحنق.. -أن هذه المشاعر تجعل القلب يتألم ، يصرخ ولا تندملُ جراحه. يالأسف والدها عليها وعلى نفسه فهي ابنته الوحيدة
كيف له ان ﻻ يعرف احزانها؟
فهي بسبب الهموم تريد الابتعاد عن واقعها للتحليق عاليا،
اعاد والدها الابتسامة على شفتيه كي ﻻ يشعرها بما يفكر قال بتساؤل.. - وهل هذا ايضاً ما قاله المعلم؟
شقت تلك الابتسامة الصادقة على شفتيها لتجيبه بحماس - نعم .. وأنا أحبُ معلمي جداً بل كل الطلاب يحبونه ايضاً.
اخذ والدها يفكر شاردا ويكلم نفسه.. - "هاهـ لابد أن الحياة اثقلت كاهله بالهموم!." -هيي أنتما طعام الغداء معد هيا تعاليا. قاطع شروده ذلك الصوت،
صوت والدة لورا المتكتفة بوقفتها نحو الباب،
فقبل الأب وجنتي ابنته الصغيرة بكل حب وحنان
منزلا اياها أرضاً قائلا بهمس.. - لا تخبري أمك عن رغبتك هذه فلنجعله سراً بيننا!!.
هزت لورا رأسها بمعنى الموافقة مع ابتسامتها الدائمة والمرحة - اتفقنا ...بالتأكيد!.
اتجهت ريتا نحوهما مدعية الغضب فأقتربت من والد لورا
لتضربته على كتفه بخفة - أنا أتعب بالمطبخ وأنت وابنتك تتسليا يا العدل!.
بدأ يحك كتفه مدعيا التألم واجابها وهو يحرك برأسه - أعرف أعرف تغارين من لورا الجميلة لانني قبلتها وأنتي لا! ،
لقد أصبحتي في الخامسة والثلاثين وما زلتي ...
لم يكمل جملته حتى قاطعته ريتا والدة لارا بصوت عالي
يبدو عليه الغضب الزائف - سام أنت محروم من تذوق طعامي ..
اذهب إلى أمك علها تعلمك كيفة التحدث إلي!!. تفاجأ من ردة فعلها الطفولية كما انه ﻻ يريد مفارقة طعام زوجته
اللذيذ لوجبة واحدة فرد عليها بمشاعره الصادقة - اوه عزيزتي ، كنت امازحك . وأنتي تعرفين لك الحب الأكبر . كانت ﻻرا تشاهد مايحدث بين والديها فهما لحد الان يعيشان
بحب وسعادة وبتصرفات طفولية ،،
ابتسمت بعدما اتجهت نحو الباب لتخرج من المكتب وتتوجه
نحو غرفة الطعام.
قبل سام جبين زوجته بخفة وركض متجها نحو باب المكتب قائلا: - هيا أيتها الكسول تعالي قبل أن تقضي لورا على كل شيء. |