![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
10-29-2014, 11:16 PM
|
|
كانت تلك الفتاة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها السبع سنوات تقف بقرب أبيها..كان جالس فوق الأريكة مهموما حزينا ! إلا أن هتفت له زهرته الصغيرة و قد رسمت على شفتيها ابتسامة من أعماق قلبها المفعم بالبراءة : أبي..أبي ؟!
فاستجاب لها بحنان والابتسامة تزين محياه رغم هم العمل الذي ملئ تفكيره: ما الذي تريده صغيرتي لورا ؟
أجابت لورا بغضب الأطفال: أنا لست صغيرة .
انحنى لمستواها وقد حملها بين ذراعيه قائلا ومازالت ابتسامته الرائعة تتجلى على محياه: إذن ما الذي تريدينه أيتها الكبيرة .
عادت الصغيرة لورا متهللة الوجه وابتسامة رائعة تنير وجهها الجميل الطفولي البريء و أشارت بيدها الصغيرة إلى السماء عبر نافذة الغرفة: أريد أن احلق في تلك السماء الصافية . رفع احد حاجبيه مستغربا من كلام ابنته و قال يقصد معرفة ما تفكر به: وكيف هذا؟! .. أنت لا تملكين أجنحة يا بنيتي! .
ضحكت بخفة على تعبير وجهه ثم أردفت بعدها: قال معلمي أنه بإمكاننا التحليق إذا رسمنا طريقا ثابتة بين الأرض والسماء.
نظر الأب إلى لورا نظرة حائرة قائلا: ما الذي تقصدينه وكيف يكون ذلك ؟!
فنظرت الطفلة إلى أبيها في سعادة بريئة و قد اتسعت ابتسامتها و هتفت له:الأحلام يا أبي أنها الأحلام.. هي الطريق التي سنرسمها لتوصلنا إلى سماء واسعة أفاقها.
لازال الأب حائرا بسبب كلام ابنته البالغ ..لكن أراد أن يختبرها فقال: و ما الذي ستجدين هناك ؟!
ردت عليه: السعادة بعيداً عن الحزن والشقاء..هكذا قال لنا .
فقال الأب كاتما ضحكته : في هذا العمر أنت .. ماذا تعرفين عن الحزن والشقاء .
ردت عليه قائلتا وقد وضعت يدها على قلبها:أتعلم يا أبي أن هذه المشاعر تجعل القلب يتألم ، يصرخ ولا تندملُ جراحه .
لقد فهم مقصد ابنته لا بل المعلم فقال لها وهو يمسح على شعرها : وأيضا هذا قاله المعلم .
هتفت لورا بمرح الأطفال : نعم .. وأنا أحبُ معلمي جداً بل وكل الطلاب يحبونه أيضا. ابتسم الأب لبنته و صار يحدث نفسه: هاه.. لا بد أن الحياة أثقلت كاهله بالهموم فهل لدي الحق في إن احزن على مشكلة طفيفة في عملي ؟ و هناك أناسا مهمومون بمشاكل اكبر في هذه الدنيا . قطع تفكيره تلك المرأة التي أتت مناديتا:هي أنتما... طعام الغذاء معد هيا تعاليا و إلا سيبرد. قبل الأب وجنتي ابنته الصغيرة و قد زاح الهم والحزن عنه منزلا إياها أرضاً.. قائلا : لا تخبري أمك ريتا عن رغبتك هذه فلنجعله سراً بيننا .
هتفت مجددا : اتفقنا ...هذا أكيد . ضربته المدعوة ريتا على كتفه بخفة معبرة عن غضبها المصطنع
- أنا أتعب بالمطبخ وأنت وابنتك تتسليا يا للعدل .
- أعرف! أعرف! .. تغارين من لورا الجميلة لأنني قبلتها وأنتي لا ، لقد أصبحت في الخامسة والثلاثين
وما زلت
ريتا بغضب طفيف: سام أنت محروم من تذوق طعامي اللذيذ .. اذهب إلى أمك علها تعلمك كيفية التحدث إلي .
ضحك بخفة ثم أردف قائلا: أوه عزيزتي ، كنت أمازحك ... وأنت تعرفين لك الحب الأكبر زوجتي العزيزة .
قبل جبين زوجته بخفة وركض متجها نحو المطبخ قائلا : هيا أيتها الكسول تعالي قبل أن تقضي لورا على كل شيء .
____________ |