![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
10-29-2014, 11:17 PM
|
|
في ذلك المكان الجميل
الذي تتلئلئ العينين برأيته
ويذوب القلب بمحبته
ويعجز العقل به عن التفكير
وتكون به كالروح بلا جسد من شدة جماله
تفعل كل ما يحلو لك بلا آمر او ناهي
هذا المكان الذي أتخذت به بطلتنا الوانا لترسم به دربها نحو السماء
وتنير به سراجها
وهذا ما ستتمحور حوله قصتنا انها " الأحلــــــــــــــام "
في تلك الأراضي الجميلة المليئة بالأشجار الخضراء التي أتخذ القطن أبيض من أوراقها مقرا له
كانت تلك الفتاة الصغيرة البريئة تتجه نحو ذلك الكوخ الخشبي الصغير وهي تلوح من بعيد الى ذلك الرجل الطويل ذو الشعر البني القصير وتلك العينان المنيرتان بالون الأخضر كلون الغابات الاستوائية وما كان منه إلا وقد لوح لها هو الاخر وما ان رأته وقد لوح لها حتى بدأت تجري نحوه بهستيرية وما ان وصلت حتى اردفت ببرائة : أبي ؟! عندها اردف الأب بحنان وهو يخلل أنامله الناعمة بين شعر طفلته : ماذا تريد صغيرتي لورا ؟ عندها كتفت لورا يداها ووجهت بصرها للناحية الاخرى واردفت بغضب طفولي : أنا لست صغيرة .
انحنى الأب لمستواها وحملها بين ذراعيه قائلا بحنان : إذن ما الذي تريدينه ايتها الكبيرة ؟ عندها اغمضت لورا عينيها وارخت جسدها الصغير لتداعب نسمات الهواء العليلة شعرها الذهبي وهي تتأمل ما في عقلها ثم عادت لواقعها عندما ارتطم بوجهها الصغير الناعم ورقة شجر خضراء كانت قد طارت من على الشجرة لتهبط بمكان بعيد عن الظل لا ينيره سوى ضوء الشمس وما كان من لورا الا وقد تخيلت هذه الورقة كطير يطير ليبتعد عن هذا البرد القارص عندها اردفت وهي توجه سبابتها نحو الأعلى: أريد أن احلق في تلك السماء الصافية . عندها ابتسم الأب بلطف لحلم ابنته الطفولي ثم اردف وهو يدعي التسائل : وكيف هذا ؟.. أنتي لا تملكين أجنحة . عندها ابتسمت لورا بلطف وضربت كفيها ببعضهما وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال بشوق ثم اردفت بمرح : قال معلمي أنه نستطيع التحليق إذ رسمنا طريق بين الأرض والسماء.
لم يفهم الأب ما كانت تعنيه ابنته الصغيرة فقد كانت اجابتها غامضة بشكل غير معهود وكأنها تعمدت ذلك لتنتظر سؤال اخر من والدها وما كان من والدها إلا وقد اردف بتساؤل : ما الذي تقصدينه وكيف هذا ؟! عندها عادت لورا لإغماض عينيها الصغيرتين وكأنها تتأمل جوابها ثم اردفت وهي تفتح عينيها ببطئ: الأحلام أنها الأحلام يا أبي .. هي الطريق التي سنرسمها ومن ثم ستوصلنا إلى السماء .
عندها دهش الأب من ابنته الصغيرة دهش من اجابتها الفصيحة دهش من كلامها الكبير الذي لا يساوي عمرها الصغير وما كان منه الا وقد اردف بحنان: وماذا ستجدين هناك ؟!
عندها سبحت لورا بمخيلتها الواسعة الى عالم مليئ بالزهور الجميلة من الكل الأحجام والفراشات الصغيرة تضفي لمسة خاصة للمكان وصوت ضحكات الأطفال تطرب الأذن ثم اردفت بفرح : السعادة بعيداً عن الحزن والشقاء هكذا قال لنا . عندها زاد الأب اعجابه بإبنته الصغيرة وأيقن ان ابنته التي ما طالما كانت صغيرة في نظره قد كبرت الان عندها قال بسعادة : في هذا العمر أنتي .. ماذا تعرفين عن الحزن والشقاء . عندها اردفت لورا بحزن : أن هذه المشاعر تجعل القلب يتألم ، يصرخ ولا تندملُ جراحه . عندها فرح الأب لجواب ابنته الفصيح ثم اردف ببرائة كالطفل : وايضا هذا قاله المعلم . عندها اردفت لورا بسعادة : نعم .. وأنا أحبُ معلمي جداً بل وكل الطلاب يحبونه ايضاً. الأب في نفسه : ها لا بد أن الحياة اثقلت كاهله بالهموم .
قاطع تفكيره ذلك الصوت الجشي الناعم الذي تترنم الأذن بسماعه :
هي أنتما طعام الغداء معد هيا تعاليا .
قبل الأب وجنتي ابنته الصغيرة منزلا اياها أرضاً قائلا بحنان :
لا تخبري أمك عن رغبتك هذه فلنجعلها سراً بيننا . عندها اردفت لورا بمرح : اتفقنا ...هذا أكيد . ضربته ريتا على كتفه بخفة ثم اردفت بغضب طفولي :
أنا أتعب بالمطبخ وأنت وابنتك تتسليا يال العدل . عندها اردف الأب بطفولة وكأنه طفل بالخامسة من عمره : أعرف أعرف تغارين من لورا الجميلة لانني قبلتها وأنتي لا ، لقد أصبحتي في الخامسة والثلاثين
وما زلتي .......
عندها قاطعته ريتا بغضب طفولي وهي توجه سبابتها نحوه وكأنها تأنبه : سام أنت محروم من تذوق طعامي .. اذهب إلى أمك علها تعلمك كيفة التحدث إلي .
عندها وضع سام يده خلف رأسه واردف بطريقة بلهاء : اوه عزيزتي ، كنت امازحك . وأنتي تعرفين جيدا ان لك الحب الأكبر . عندها اقترب سام من زوجته وقبل جبينها بخفة وركض متجها نحو المنزل قائلا بمزاح طفولي :
هيا أيتها الكسولة تعالي قبل أن تقضي لورا على كل شئ .
___________ |