![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
10-29-2014, 11:38 PM
|
|
لورا : أبي ؟!
أجاب والدها بابتسامة صغيرة : ماذا تريد صغيرتي ؟
لورا بتجهم : أنا لست صغيرة .
انحنى لمستواها وحملها بين ذراعيه قائلا : إذاً , ما الذي تريده الفتاة الكبيرة؟
قالت لورا وهي ترفع ذراعاها للأعلى محركة إياهما كأجنحة العصافير : أريد أن احلق في تلك السماء الصافية .
نظر والدها للسماء بابتسامة وقال : كيف هذا؟ .. أنتي لا تملكين أجنحة .
أجابته لورا بسعادة : قال معلمي أننا نستطيع التحليق إذا رسمنا طريقاً بين الأرض والسماء.
عقد حاجبيه وأعقب : ما الذي تقصدينه ؟ وكيف هذا ؟ تنهدت لورا بعمق وأكملت بطفوليه : الأحلام يا أبي ، أنها الأحلام .. فهي الطريق التي سنرسمها بين الأرض والسماء ومن ثم ستوصلنا إلى السماء .
ابتسم الأب على طفولة ابنته وقال : وماذا ستجدين هناك ؟
لورا وهي تحرك كفاها في محاولة لوصف كلامها : السعادة بعيداً عن كل هذا الحزن والشقاء. تعجب والدها وفغر فاه ، كما أن عينه جحظت قليلا : في هذا العمر .. ماذا تعرفين عن الحزن والشقاء ؟
لورا بعيون متلألئة : أنها تلك المشاعر التي تجعل القلب يتألم ، يصرخ ولا تندملُ جراحه .
كان التعجب لا يزال يغطي ملامح والدها الذي قال : هذا أيضاً قاله المعلم !
لورا والابتسامة تشق وجهها : نعم .. أنا أحبُ معلمي جداً بل وكل الطلاب الفصل يحبونه أيضاً.
دار حديث صغير بعقل والدها ( ها .... لا بد أن الحياة أثقلت كاهله بالهموم ، يا له من مسكين حقاً ..) ....... هي أنتما طعام الغداء جاهز ، هيا تعاليا . قبل الوالد وجنتي ابنته الصغيرة وأنزلها أرضاً .. قائلا بعد ذلك : لا تخبري أمك عن رغبتك هذه ، فلنجعلها سراً بيننا .
لورا بابتسامةٍ صادقه : اتفقنا ...هذا أكيد .
ورفعت إبهامها لتدل على أنها موافقة , ضحك والدها على تصرفاتها الصبيانية .. وأتبعه لورا بضحكة رقيقة .. ضربت ريتا كتف زوجها بخفة وقالت بضجر وحزن مصطنع :
- أنا أتعب بالمطبخ , بينما أنت وابنتك تتسليان.... يالا العدل .
أعقب بابتسامة طفيفة ..
- أعرف ، أعرف ... تغارين من لورا الجميلة , لأنني قبلتها وأنتي لا ، لقد أصبحتِ في الخامسة والثلاثين ، وما زلتي تغارين منها ..؟؟
جحظت عينا ريتا وقالت بغضب طفيف بعد أن أشهرت سبابتها في وجهه : سام أنت محروم من تذوق طعامي .. اذهب إلى أمك علها تعلمك كيفية التحدث إلي .
سام بسرعة وهو يحرك كفيه أمامها : آوه عزيزتي ، كنت أمازحك فقط ، أنتِ تعرفين أن لك الحب الأكبر . اقترب لينحني من جبينها ويقبله بخفة ودفئ حنون , لتبتسم ريتا برضا ... بينما تركها سام وركض متجهاً نحو المنزل .. قائلا بصوت مرتفع نسبياً : هيا أيتها الكسول , تعالي قبل أن تقضي لورا على كل شيء ...
ابتسمت ريتا لتسير بهدوء .. وتلك الابتسامة تزيين شفتيها .. وناظريها تشاهد الحديقة المزدهرة بفرح ..
__________ |