الموضوع: الضربة القاضية
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 10-31-2014, 09:46 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة RuUuby
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهدي●

عودة : ))

لم تستطع الكعبة المشرفة توحيد المسلمين " كـ دول " على مدار المئة عام السابقة .. و هذا دليل على أن شعائر الإسلام وحدها لا تصنع الأمة .. حتى لو كان المسلمين من شتى بقاع الأرض يجتمعون فيها .. و هذا دليل إضافي على أن القيادات الحالية و المسيطرة على بلاد المسلمين ومن يتبعون لها هم الذين يعرقلون هذه الفكرة و ليست المجتمعات ..

لكن إذا توقفنا قليلاً عند أخر عبارة .. " وليست المجتمعات "
كان عندي إستفسار دائم .. ربما لا أستطيع إجابته بشكل دقيق لوحدي .. كوني لم أعاشر جميع المجتمعات العربية والاسلامية ,,
ما مدى جدية فكرة الوحدة في عقول المجتمعات الاسلامية ؟
و ماذا فعلوا فعلا ليدل على أنهم يريدون لهذه الفكرة أن تتحقق ؟
و ماذا فعلوا لكي لا تتحقق أيضاً !!

تنحاز بآرائك كثيراااااً لمصلحة المجتمعات.. وتبرئ ساحتهم مما نحن فيه بإجحاف شديد.. وتجعل من الأنظمة والسلطات الحاكمة المسئول الوحيد.. ونسيت أو تناسيت أن الحكّام ما هم إلا نتاج هذه المجتمعات..

لم تستطع الكعبة المشرفة أن توحد المسلمين على مدار الأزمنة الماضية, لأن الشعوب لم يأخذوا من شعائر الدين إلا ظاهرها.. اهتموا بأعمال الجوارج وغفلوا عن أعمال القلوب.. بالرغم من أنها عماد الدين وأساسه..
يطوفون حول الكعبة مجتمعين.. لكن ما إن يُنهوا مناسكهم حتى يتفرقوا وينقسموا على أنفسهم..
وقد كان للدكتور مصطفى محمود -في كتابه السؤال الحائر- تساؤلات مصحوبة بالدهشة من هذه الظاهرة أذكر منها:
(وسألت نفسي في دهشة: وكيف بالطوافين حول الكعبة يحارب بعضهم بعضاً و يقتل بعضهم بعضاً .. وعلى أي معنى إذًا كانوا يطوفون .. وعلى أي شيء كانوا يجتمعون.. وهل صدقوا حينما طافوا.. وهل صدقوا حينما اجتمعوا.. وهل صدقوا حينما قالوا .... الله أكبر
بل كانت الدنيا عند كل منهم أكبر.. و كان كل منهم طوافاً حول نفسه.. مسبحاً برأيه.. مهللاً لأفكاره.. )

فالضربة القاضية التي وجهت للأمة الإسلامية لم تكن بإسقاط الخلاقة الإسلامية على الأرض بل بإسقاطها من الأفهام والعقول.. وبإعلاء مفهوم القوميّة الضيق وتقديسه حتى صار وثناً يعبد.. وهذا كلّه حتى تنسى الأقطار الإسلامية والعربية الرباط الإسلامي القويم الذي هو وحده مصدر قوتها.. وقد كانت هذه الضربة هي بداية السيطرة الكاملة عليهم وعلى مقدراتهم..
ولن تحرق هذه القبضة إلّا بحدوث تغيير فكري اجتماعي لما عشش بهذه العقول من مفاهيم واتجاهات قاصرة ومشوهه.. فهذه الأمة كما قيل لا تسقط بالحرب ولكن تسقط بالكلمة..


أكرر شكري لك أخي الكريم على الطرح القيم






لا أدري .. لكني اؤمن بمقولة أن فساد الشعوب من فساد الحكام , و فساد الحكام من فساد العلماء
للأسف الحكام ما هم إلا نتاج للاستعمار و استكمال له ..
و لو نظرنا للشعوب الأخرى ,, على فساد جزء منها و علمانيتها "مثلا تركيا "
و جاء حاكم من قلب الشعب الذي مل فساد بلاده , و هذا ما نحن بحاجته القدرة على ايجاد حاكم من قلب المجتمع هو ما نطمح له ..
ثم تمت الاطاحة به من قبل مؤسسات الفساد المتعمقة في دولتهم ,, لكن سرعان ما تم اختيار حاكم جديد ضرب بيد من حديد كل فاسد كما فعل أردوغان بقادة الجيش و بعض مؤسسات الدولة الفاسدة ,,
لذلك القوة واجبة هنا و لا يمكن إصلاح المفسد الخائن لوطنه ..
لذلك تغير هذه المجتمعات جاء على يد حكامها ,, فالمديونية قد واشكت على الاختفاء و الاقتصاد قد وصل السماء ,, و لا اعتقد أن المجتمع التركي أفضل من شعوبنا ,,
لكن هناك من يحارب شعوبنا بتركيز كبير و بكل ما أوتي من قوة و مال في مقابل عدم صحوته
و ما يحدث في مصر خير دليل على ذلك

و حكامنا ببعدهم عن دينه و تمسكهم فقط بظواهره إنعكس فعلهم على شعوبهم
و الله لو كان على حق و دعوة الى الحق لما فسدت المجتمعات

صدقتي .. فعلاً كانت الضربة القاضية هي ضربة للفكر و العقول لا ضربات مادية تترك الجراح على الوجه أو بعض الانتفاخات على العين التي تذهب بعد فترة من الزمن
كانت الضرب للعقول ,, بإقناعها انها غير قادرة على النهوض من جديد .. و أن الوحدة هي حلم واهم ..
و ان الحداثة هي في التفرق و أسبابه .. و أن الرفاه لا يكون إلا إذا اهتم كل فصيل بمشاكله وحده و لم يشارك الاخرين في مشاكلهم

و حتى نكون واقعين هنا أيضاً .. يصعب الوصول لعقول كل فرد في مجتمعاتنا .. لكن يسهل الوصول لجيب و عقل من عيونوا علينا ..

العفو
و شكرا على عودتك .. مشاركتك أضافت الكثير للموضوع
بالتوفيق (:

رد مع اقتباس