عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-02-2014, 06:04 PM
 
يا طير ح‘ـلق لسما خ‘ـلي ۋبلغـہ سْـلآمٰێ ..

.






.
بسم الله الرحمن الرحيم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



كيفكم أعضاء وزوار منتدانا الغالي .. !!
أتمني تكونوا بخير .. وبتمام الصحة والعافية ..
أضع اليوم بين أيديكم.. قصة
من خيالي ..
وليست من الواقع ..
أتمني تنال إعجابكم ..
كما أن انتقادتكم وارائكم أتقبلها بصدر رحب .. حب3




عنوان القصة : يا طير ح‘ـلق لسما خ‘ـلي ۋبلغـہ سْـلآمٰێ ..


كنت أراقبه بألم .. يبدو عليه الهم والحزن .. والتهالك واضح على ملامحه الكئيبة ..
مشاعري كانت مبعثرة هنا وهناك .. ما بين أخي الذي يجلس منطوياً بزاوية الغرفة ..
وما بين صديقه أحمد .. الذي توفاه الله منذ لحظات ..
لا يمكنني أن أنزف حزناً ولا أن أصبر نفسي ... حاولت مراراً .. مساواته ولكن روحه لم تكن معنا ..
فما حدث .. لا يكاد يصدق ..
كان ينظر لأرجاء المشفي وكأنه ينتظر أحداً يُقيضه من هذا الحلم ..
لربما حقاً .. هو حلم .. ولكن لا .... لأن تلك اللحظات القصيرة لا تزال.. مطبوعة بذاكرتي ..
وكأن ما حدث مجرد لعبة .. انتهت .. بموته ..
يا إلهي .. أعنّي وأعن أخي وأنزل علينا الصبر ..
رأيته وكأنه يخرج من وقع تخيلاته ..
عندما ربتت تلك الكف والتي لم تكن إلا لأحد الأطباء
على كتف سامر بلطف .. في محاولة لمساواته ..
عمت الضجة أرجاء المكان .. وانهمرت الدموع من عيون أم أحمد .. وصراخها زلزل أركان الهدوء ..
كان الكلام .. متفاوتاً ما بين التحسبات والترحمات ..
ــ حسبي الله ونعم الوكيل..
ــ رحمك الله يا أخي ..
ــ إن لله وإن إليه لراجعون ..
لا زلت أراقب أخي الحزين .. وهو يعانق والد أحمد .. وصوت بكائه اختلج مشاعري ..
فكيف لرجل قد تخطي العشرين أن يبكي بهذا الصوت .. وكأنه طفل صغير .. يتدلل على والده ..
لا يزال صدي بكاء أخي عالقاً بمخيلتي .. حتى هذه اللحظة ..

هنا يبدو أن الجميع قد سلموا أمرهم لله .. وتحلوا بالصبر ..
وسكن المكان .. قليلاً .. عدا من شهقات أم أحمد المكتومة ..
خرجت الممرضات وهن يدفعن بالسرير المتحرك ..
أنهار الجميع وبدؤا يلملون حزنهم .. إلا والدة أحمد .. وأخي سامر ..
حيث ركضا بكل سرعة ليوقفا السير ..
لم يكف أخي سامر عن عناق صديقه أحمد ... ولا والداته عن تقبيل جبين إبنها الصغير ...
أخبرتهم أحد الممرضات بضرورة نقله بسرعة لثلاجة الموتى .. وتجهيز كافة الإجراءات ليتم دفنه ..

بعد صلاتنا على أحمد ..
كنا جميعا .. نستغفر الله .. وندعوا له بالرحمة والمغفرة ..
خصوصاً .. عندما حمله والده وأخاه وأخي أيضا .. ليضعوه بالحفرة ..
شعرت بالخوف والحزن .. وألام كثيرة اخترقت قلبي وصدري ..
فأنظر يا ابن أدم .. لنهايتك .. مهما تكبرت واغتريت فنهايتك .. هذه الحفرة ..
كل منا .. أخذ حقه بوضع حفنة من التراب على قبره ..
دعوت له .. بأنه يتقبله الله .. ويرحمه .. ويمحوا ذنوبه ..
وها قد بدأت شمس النهار بالمغيب ولا نزال أنا وأخي سامر .. مع والد وأخ أحمد .. بالمقبرة .
ذهب الجميع .. ونهر والد أحمد .. أخي بعدم البكاء .. وأن يتحلي بالصبر ..
ودعنا والد أحمد بالسلام .. وكذلك إبنه إبراهيم ..
ووجدت نفسي وحيدا مع سامر .. بهذا المكان .. المخيف ..
أخبرته بضرورة ذهابنا فقد .. بدأ الليل يسدل ستاره .. ولكنه أبى ذلك..
وأصبح على حاله .. يشم تراب صديقه المقرب .. تارة .. ويعود للبكاء تارة أخري ..
تعبت الانتظار .. ولكن لم تكن في نيتي ترك أخي وحيدا .. والذهاب ..
لذا فضلت انتظاره لعله يهدأ ويقرر الرجوع للمنزل ..

جلست على أحد الصخور .. وأنا أتذكر .. ما حدث .. صباحاً ..
كان سامر وأحمد .. يتناوبان على تفحيط السيارة .. منذ الصباح ..
بينما أنا أراقبهم .. والضحكة تعلوا محياي .. فقد كان يوم الجمعة ..
حيث عدنا جميعا من صلاة الجمعة ..
لنحتفل بفوز فريقنا بالمباراة .. يوم الأمس ..
لم أتعلم جيدا على هذه الحركات .. الانزلاق والالتواء .. تحت عجلات السيارة ..
رغم أن أخي سامر .. علمني كثيراً ..
رأيت أخي سامر ينزل ويرمي المفاتيح لأحمد ..
أمسك احمد المفاتيح وبدأ بالحركات الجميلة .. وأستعرض جميع مواهبه ..
رغم كل محاولات أخي سامر بأن يتوقف .. حتى لا ينتبه والدانا لاستعارة السيارة ..
لكنه لم يستمع لسامر .. بل كان لا يزال .. يستعرض مهاراته حتى انزلقت السيارة ويبدوا تماماً أن أحمد ..
لم يستطع التحكم بها .. لترطم أخيراً بأحد أعمدة الإنارة ..
بدأت السيارة بالدوران .. دون توقف .. إلى أن وصلت لنهاية الجرف .. ووقعت من أعلاه ..
رغم أن الجرف ليس شاهق الارتفاع .. ولكنه كان كفيلاً بأن يقضي على حياة أحمد ويلقي حتفه بأسفل الجرف ..
.. تذكرت عندما ضلت عينا أخي سامر جاحظة .. وكأنه غير مصدق لما .. حدث ..
ولربما ضلت الصدمة تغلفه حتى وصولنا للمشفي ..
ولا أذكر تحديداً .. كيف وصلنا للمشفي ..
فقد كانت لحظات سريعة بموته .. وبطيئة بفقدانه ..

استيقظت من ذكرياتي على صوت أخي سامر : محمد .. هيا .. سنذهب لمنزل والد أحمد ..
لنقوم بالواجب ..
أومأت برأسي وذهبنا سوياً .... سعدت حقاً .. عندما رأيت الصبر يتلألأ بين عينيه ..

أغلقت كتابي ورميت القلم .. وأنا أتذكر ذاك اليوم الحزين .. فبهذه السطور القليلة ..
كتبت عن معاناة أخي .. منذ ما يقارب العامين ..
فرغم ما مر من أيام وشهور لتتخطي الأعوام ..
لا يزال اخي إلى هذا اليوم .. يمقت أي شخص .. قد درات به الحياة الفارغة ..
بان يلعب لعبة الموت ..
فقد ظل لهذا اليوم .. لا يركب السيارة لأي سبب كان ..
ولكن حمداً لله .. فقد أصطلح حال أخي كثيراً .. عما كان به سابقاً ..
وها قد تهللت التبريكات اليوم .. بإستلامه أماماً .. لأحد المساجد ..
قمت من مكتبتي وبنيتي أداء صلاة المغرب .. فقد مضي على الآذان أكثر من خمس دقائق ..
ابتسمت وقلت : أستودعكم الله

طبعاً .. هذا طلب وسام .. >.<
اللي مدري كيف كتبته .." class="inlineimg" />
صارلي 3 أيام وأنا أحاول أجيب أفكار
يارب تعجبكم الأقصوصة
ما تهتموا بالتصميم
عادي ولا كأنكم تشوفونه


دمتم بود وبحفظ الله ورعايته!!









__________________

التعديل الأخير تم بواسطة عِ ـطّـر• ; 11-03-2014 الساعة 02:56 PM
رد مع اقتباس