هناك احتفال كبير بي يصيبني بالخجل والدهشة ، آنسة اليسون هل أنتِ مستعدة فلقد حان الموعد ، شعرت اليسون ببعض الخوف و الرهبة .. ما باله ستيف؟ ، السكون والصمتُ كانا سيدا الموقف المحتّد بحلكة تغشى لها الأبصار بديمومة الترقب والفزع ، اقتربت لوريس وقالت : اسمحي لاايموكيا بتقديم هذا التذكار لك ثم وضعت قلادة إيموكيا حول عنقي ، مراسم المهرجان الملكي قد بدأت كعادتها في كل عام حيث اصطفت الجماهير من كل الأجناس ومختلف الفئات ، فاختفَى القمر للحظاتٍ كانت أشدَ رهبةً من كوابيسِ ليلة عاصفة بالضياع ، جلَ ما أسمعه صوت الغربان تنعق بسيمفونية مرعبة ، وحفيف الرياح و خواءُ كهفٍ قريبٍ من النهر ، عندما سمعت جرس باب منزلها يرنّ .. معلناً عن قدوم متطفل يجب استضفاته ، فتح الباب لتطل منه تلك الخادمة الصغيرة سوداء الشعر خضراء العينين بابتسامة وادعة لطيفة ، وقابلت ستيف و جيرالد اللذان ارتديا زيا رسميا انيقا ، الجو البارد قد نخَر عظامي فما كان لي من الحركة إمكانٌ أو محاولة ، لا أستطيع الجزم لما خرجتُ في الثانية عشرَ ليلاً للتنزه في مكانٍ تخبو فيه الانارة ، وقفت بجوار والدها الذي ابتسم بسعادة وقد ضم يدها بكفه الحانية ، فقلت باسمة : لقد كونتما صداقات بسرعة ، اقترب ستيف وقال لجيرالد ضاحكا :لقد سمعتك .. ولا اريدك أن تخبرها بالمزيد ، تلك اول مرة يتحدث فيها هكذا خفق قلبها بقوة اتجهت نحو الباب بخطوات شبه ثابته علي الرغم من انها حاولت ان تجعلها ثابته ، انحنت باحترام وقد تقدمت مغلقة الباب خلفها وعلى ذراعها تجلت علبة فاخرة أنيقة ، سمعت تصفيقا حارا من كل الحضور وتأكدت أن وجهي الآن أصبح أحمرا جدا فانا أعرف نفسي عندما أخجل وتمتمت :هذا شرف كبير لي ، وقد ملأت الولائم الشهية طاولاتِ امتدت عبر الساحة الواسعة التي امتلأت بالحشود ، تتبعهما اليسون بتعابيرها الجليدية المعتادة تجر خلفها أذيال ردائها الأبيض المزين بزخارف ذهبية تناسقت وفستانها الذهبي الفاخر ، رحتُ أفركّ يدي الباردتين وأخرج لفحات الهواء آملة بإنقشاع هذا الصقيع عن جسدي ، ترددت قليلا في فتح الباب واخيرا فتحته ، وفي الخارج كان السكان يحملون شعارات مشجعة جدا وقد كتبوا اسمي عليها وكأنني زعيمة مدينة ضحكت بسعادة ، الزينة منتشرة في كل مكان والجميع بانتظاري ، أزعجّني هاجس لم أعرف سببه وتناهى لمسامعي صوتُ وقعِ أقدامٍ مضطربة قادمة من بداية الغابة التي سترها الليل البهيم ، والذي لم يكن سوي ستيف الذي كان يضع يديه في جيبه ودخل حتي من دون دعوة ، نظرت باستغراب ولكن الرئيس قال : لقد حصل سكان ايموكيا على السر الذي كان مخبأ داخلها وهي الآن ستبقى معك ، ما هي الا لحظات وقد بدأت المسابقات واحدة تلو الأخرى فمن مبارزة لتحدي الرماة الى سباق الفروسية والكثير غيرها ، أسكنُ في قرية نائية ، قريبة من الجبال ومليئة بالغابات والأشباح ، لما لم تخبرني انك قادم عندما تحدثنا قالتها اليسون باستغراب وهي تغلق الباب وتتجه نحو المطبخ لتصنع كوبين من القهوة في هذا الجو البارد ، كنتُ قد أتيتُ لتخومِ هذه الغابة قبيل الساعة من شقتي التي تبعد مسافة ميل كامل عنها ، كان هذا الحوار الذي دار بين ستيف واليسون من خلال الهاتف ، انا ؟
قالها ستيف باستنكار ثم استطرد بعدها قائلاً انا لم اتصل بك والدليل علي ذلك انني اتيت اليكِ حتي تذهبين معي و اشتري هاتف جديد فهاتفي تحطم ولا اعلم السبب ، لستُ الوحيدة التي تنعتُ بالجنون وفتاةٌ أخرى تقف على بضعة امتارٍ بعيدة عني تحملق في الاشجار ، وخرجنا جميعا إلى الشارع وركبنا مركبات رائعة وسط الحماس الشديد وجلس ستيف إلى يساري وجيرالد عن يميني وحلقت المركبات بعيدا جدا ، ليشهدوا الحدث الأكبر والذي لامثيل له في أيٍ من الأعوام السالفة وقد تزينت المملكة لتبدو بأبهى حلة ، وضحكت لأول مرة أراهما بذلك الإشراق والبهاء .. بلا دروع ولا أسلحة ، ضحك جيراالد وهمس في أذني :لقد كانوا سيقتلون بعضهم بالأمس قلت باندهاش : لماذا ، سمعت صوته الذي خلفها والقريب منها ، تقدم رئيس ايموكيا وأعطاني كتاب والدة ستيف دمعت عيناي مرة ثانية وضممت الكتاب وكأنه جزء مني ، وماهي الا لحيظاتٌ حتى أطلت الحاكمة لتجلس على عرشها بعدما حيت شعبها الذي هتف لها وللحاكم الذي أطل بعدها بمحبة كبيرة ، وقال ستيف يخاطب جيرالد ، تحدثنا ماذا تقصدين بتلك الكلمة ، هل تحب المزاح كثيرا لقد تحدثنا منذ قليل من خلال الهاتف وقلت لي كلام غريب نطقت بها اليسون بارتباك بعد صمت دام لبضع لحظات ، لوريس ورايو في المركبة التي خلفنا مباشرة نظر جيرالد ولوح بيديه ..