11-05-2014, 06:43 PM
|
|
داعبت أشعة الشمس الرقيقة بلاط غرفتي في رقصتها المتناغمة ففتحت جفناي بصعوبة بالغة فأنا لم أنم جيدا بالأمس وكل ذلك بسبب تفكيري في الوظيفة التي نزلت عليّ من السماء، لكن أكثر ما يؤرق نومي ويجعلني سريعة التوتر هو التحذيرات المتشابهة من عدة أشخاص عن قسوة مديري كأنهم لا يعرفون أنني أتوتر بسرعة على العموم ليس أمامي إلا الدعاء لهم بالهذاية. اتجهت بتثاقل ناحية حمامي العزيز فهو اكسير للنشاط كل ما عليّ فعله هو حمام بارد وأصبح نشيطة مثل الأولاد حين يتناولون الكثير من السكر. ارتديت عن قصد ملابس تدل على الجدية و قد كانت عبارة عن بلوز باللون الأزرق الغامق و تنورة لتحت الركبة بنفس اللون إلى جانب حذاء من الجلد باللون الأسود أما عن شعري الناري فقد قررت أن أعقفه على شكل حبة طماطم. حملت حقيبتي واتجهت إلى الباب قصد الخروج من الجو الخانق لهذه الغرفة إن هذه ليست المرة الأولى التي أقوم بهذا العمل ففي النهاية مهنتي تتطلب هذا ... فبعد تفكير ومشاجرات طويلة مع عائلتي تمكنت من إقناع الحاكمان بقراري وهو أن أعمل سكرتيرة لكن مؤقتة وكل هذا من أجل أن أتمكن من الترحال ورؤية أماكن مختلفة، نزلت عبر المصعد لأنني أسكن في شقة في أحد أحدث الشوارع وفور وصولي إلى الأسفل وجدت سائق مديري الخاص ينتظرني ابتلعت لعابي بصعوبة وذلك لتذكري ما قاله مديري الأول ليلة أمس - كارولين اسمعيني إن السيد إدوارد اوليفر من أفضل المدراء وأن يطلب سكرتيرة من عندنا لهو شرف كبير لنا ... أنا أثق بك ولهذا أرشحك لهذه المهمة يا آنسة لكن أحذرك هو ليس بالمدير البشوش يا صغيرتي فاحذري أن تفسدي الأمر إن شركتنا في حاجة ماسة إلى مثل هذا العميل. رسمت على شفتي ابتسامة خفيفة ثم دخلت السيارة السوداء الفاخرة ن كلما تتقلص المسافة يتقلص معها قلبي الصغير المسكين يا إله ألا يعلمون أنني لا أتحمل الضغط على كل سوف أبقى هادئة وجادة ولن أتأثر أبدا على كلٍ أرجو ذلك. وبعد مسير طويل شعرت أن كل عظام جسدي قد تشنجت لكني استجمعت كل قوتي الضئيلة و خرجت ملئت رئتاي بكم كبير من الهواء ثم أخرجته فهذه الطريقة دائما ما تساعدي اتجهت إلى فتاة ذات شعر أشقر جميل تركته حرا على سجيته يتراقص على الأنغام المنبعثة من مكيف الهواء سألتها و قد وضعت على وجهي قناعي الصارم -هل يمكن أن تذليني على مكتب السيد أوليفر. - وهل لديك موعد معه يا آنسة فالمدير مشغول. -أجل فأنا بديلة لسكرتيرته. بعد هذه المحادثة الصغيرة أعطتني المعلومات الكافية عن مكان وجود عرين الأسد، سرت والتوتر قد أخذ مأخذه مني ولكن لما طرقت الباب ذهب كل ذلك الشعور عني فقد اتتني شجاعة لم أكن أعلم مكان اختباءها انتظرت حتى جاءني صوته الغليظ وهو يطالبني بالدخول، لممت شتات نفسي وفتحت الباب ... كان جالسا على عرشه بملامح نحتت من صخر لم أستطع إلا النظر في عيناه السوداوين الحادتين وشعره الأشقر الذي غزاه بعض من الشيب أضاف له هيبة عظيمة ولا أنسى تلك الشرارة الغريبة التي تنبعث منه ولما لاحظت نظرته تلك نحوي قلت بجد -أنا كارولين فينِجان السكرتيرة البديلة سيد أوليفر. لن أخفي عنكم شعوري بالغيظ الشديد منه فتلك النظرة المتعالية التي حذجني بها.. آه لو لم أكن في العمل لجعلته يعرف من تقف أمامه... لكني لم أرد عليه إلا بنظرة شبه ساخرة وبفضل لون عيناي الأخضر الياقوتي أصيب في الصميم لكن للأسف لم أستطع أن أفرح بانتصاري بسبب ما قاله -لا تنظري إلي بهذه الطريقة فأنا في النهاية رب عملك . -يال سخافتك وتقولها هكذا سوف أجعلك تندم أيها الأبله. كم كنت أتمنى أن أقول له هذه الكلمات لكن أعرف أنني سوف أطرد شر طردة، لهذا حاولت جاهدة التحكم في تصرفاتي الرعناء فقلت لأزيل التوتر الذي بدأ عله في غزو كياني -سيدي هل لي أن أعرف كم عليّ العمل معك ؟؟؟ -على الأكثر شهر يا آنسة كارولين وسوف تبدئين الأن. -سوف أحضر لك قهوتك يا سيدي ... هل من ملفات تريدني أن أطبعها؟؟؟ رد عليّ بإماءة سلبية من رأسه فاستأذنته وخرجت متجهة إلى مكتبي كان ذا طلاء أبيض وذهبي وعلى المكتب الموجود بمحاذاة النافذة المطلة على الشارع كومة من الأوراق تحتاج للتنظيم... جلست على ذلك المكتب وبدأت بالعمل ولم أشعر بالوقت و هو يمر و مع انهماك بالعمل قفزت مرعوبة كقطة بللت بالماء لدى سماعي تلك الطرقات المتتالية -تفضل كان الزائر فتاة جذابة بدت في السادسة عشر من العمر لها عيون زرقاء ضاهت البحر في صفاءها اما شعرها فكان يشارك الشمس عذوبة ولونا وبريقا. -هل أن ألتقي بابي أبي لو سمحت يا آنسة...أنا لا أعرف اسمك هل أنت جديدة؟؟ كانت كلماتها بريئة ورقيقة مع لكنة طفولية فرددت عليها بابتسامة -أنا أدعى كارولين يمكنك مناداتي بكارو كما يفعل الجميع ...سوف أسئل والدك و هذا ما فعلته لكني لم أتوقع أبدا تصرفا مثل هذا كيف له أن يقول مثل هذا الكلام للفتاة أنا لست ابنته لكن هذه الكلمات أذتني أكثر منها "لا تسمحي لها بالدخول و أخبري تلك المزعجة أنني مشغول " أنا لم أستطع أبدا أن أمنع نفسي من النظر إلى الفتاة و لكن ما فاجئني أكثر هو معالم وجهها التي بدت طبيعية ما عذا تلك الابتسامة الحزينة التي ارتسمت على ثغرها يال الفتاة المسكينة...و لطبيعة التي تحب معرفة كل شيء خرج السؤال بدون أن أستطيع إيقافه -لا تبدين متأثرة كثيرا يا آنسة هل لي أن أعرف السبب؟؟؟ -إنه هكذا منذ أن توفيت والدتي آه لا أعرف ماذا أفعل له فهو يعزل نفسه بعيدا عن الجميع ويرفض مقابلتي إنه يكرهني أجل يكرهني. وأججحت بعدها في بكاء صامت تاركتا تلك اللآلئ الغالية تنزل حسب هواها على وجنتيها المحمرتان. لو تعلمون كم لعنت نفسي على سؤالي الغبي هذا لكني و انا أحاول إسكاتها جاءتني فكرة جهنمية من أفكاري و التي عادة ما كانت تسبب الكوارث لكن لا ضير من المحاولة. جدبتها نحوي و حاولت أن أهدأ من روعها ثم قلت لها هامسة و عيناي تبرقان بالمكر -أعرف أنني لا دخل لي لكن لدي فكرة لترجعي والدك إلى طبيعته ...اسمعيني و افهمي ... عندما يعود في المساء إلى المنزل لا تتصرفي بخوف أنظري تماما على عيناه و أريه أنك لا ترتعبين من قسوته و اقترحي عليه أن تقوما ....امممممممم ماذا تفضلان يا عزيزتي تذكري -أظن أنّ والدي و والدتي كانا يفضلان ركوب الخيل -هذا جيد أقنعيه بذلك و أخبريه أنه إذا لم يفعل فلن تبقي معه. ظهر الخوف جليا على قسمات وجهها الجميل لكني طمأنتها بإمكانية بقاءها في شقتي وأخيرا تمكنت من إقناعها أنها حقا فتاة شديدة الذكاء، لما رحلت... آه يال غبائي نسيت سؤالها عن اسمها ...المهم لما خرجت من مكتبي عدت للعمل وبعد ساعتين خرج العملاق الجبار كان ذو منكبين عريضين ووجه أسمر مع أنف أرستقراطي -يمكنك الانصراف الآن يا آنسة فينِجان. أشرت له بهزة خفيفة من رأسي بعدها ظللت أنظر له بخبث وشر العالم كله كم أحب أن أرى وجهه بعد اختفاء ابنته . في الغد أتيت في موعدي بعد قضاء ليلة كاملة في تنظيم الشقة بسبب الضيفة الملاك ...كنت واثقة أن متحجر القلب لن ينفد طلب ابنته لهذا استعديت. بعد عشر دقائق من وصولي إلى مكتبي المريح دخل السيد المدير كان وجهه شبيه بوجوه الموتى لن أخفي عنكم أنه أخافني كما أن فكرة أنني المتسببة المت قلبي ...إياكم أن تصدقوا لقد سعدت جيدا بما حل به قلت له و قد رسمت على وجهي قناع الاستغراب -ما بك سيد إدوارد تبدو مريضا. - الغي كل أعمالي اليوم. -هل هناك شيء سيدي؟؟؟ لم يرد عليّ لكني سمعته يتمتم بعدة كلمات لم أفهم منها إلا "آه منك يا أنابيل" لم أعطه بالا فقد كنت مشغولة مع ضحكاتي التي لم أستطع كبتها أكثر فخرجت لتشق الصمت المغلف على الحجرة يال الأب المسكين لكن هو من جنى على نفسه. قمت بإنهاء عملي بسرعة لألحق بأنابيل يااااااي اسمها رائع ويليق بها ... وصلت إلى المكان الذي قررنا الالتقاء فيه وقلت لها ببراءة - صغيرتي لقد كاد يصاب والدك بسكتة قلبية. نظرت إليّ ثم أطلقت العنان لضحكتها ذات الرنة الموسيقية في وقت العشاء كانت الشقة تمتلئ بضحكاتنا فقد تعرفنا جيدا على أنفسنا و لم تعد هناك حواجز فكما علمت أن والدتها ماتت قيل عامين و منذ ذلك الوقت ووالدها قد تغير، كما أنها تحب نفس الأغاني التي أستمع إليها و فيما نحن نشاهد التلفاز سألتها و قد شرد ذهني -ما ذا قلتي لوالدك يا حبيبتي ؟؟؟ -حسنا حين عاد البارحة في المساء قابلته كالعادة لكنه لم يعرني أي قيمة فنظرت له بتحد وقلت له أن نذهب إلى رحلة بالخيول ... لكن رفض بعض تغير لون وجهه فقمت في الليل بحزم حقائبي و تركت له رسالة كتبت فيها أنني هربت مع رفيقي الذي يقدرني و الذي يهتم بأمري و سأعيش باقي حياتي معه ...و على حسب علمي بأبي فهو لن يخبر أي متحري لأنه لا يثق بأحد رااااائع كم تشبهني هذه الصغيرة إنها خبيثة وهكذا سوف نتفق حتما ولكن الجزء الأخطر في المهمة لايزال وهو أن أقنع الغول الجبار بأن يغير رأيه يا أله . |
__________________ وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله .. أحبُك يالله |