عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 11-07-2014, 12:07 PM
 
ثانيًا‏:‏ أركان الشهادتين


أ ـ لا إله إلا الله‏:‏

لها ركنان هما‏:
النفي والإثبات‏:‏


فالركن الأول‏:‏
النفي‏:‏ لا إله‏:‏
يُبطل الشرك بجميع أنواعه،
ويُوجب الكُفرَ بكل ما يعبد من دون الله‏.‏


والركن الثاني‏:‏
الإثباتُ‏:‏ إلا الله‏:‏
يثبت أنه لا يستحق العبادة إلا الله،
ويُوجب العمل بذلك‏.


‏ وقد جاء معنى هذين الركنين في كثير من الآيات،

مثل قوله تعالى‏:‏

{‏ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ
وَيُؤْمِن بِاللَّهِ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ ‏}

‏[‏البقرة/256‏]‏‏.‏

فقوله‏:‏ ‏( ‏من يكفر بالطاغوت‏ )
هو معنى الركن الأول ‏(‏لا إله‏)‏

وقوله‏:‏ ‏ ( ‏ويؤمن بالله ‏)
‏ هو معنى الركن الثاني ‏(‏إلا الله‏)‏‏.‏


وكذلك قولُهُ عن إبراهيمَ عليه السلام‏:‏

{‏ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ *
إِلا الَّذِي فَطَرَنِي ‏}

‏[‏الزخرف/26، 27‏]‏‏.‏

فقوله‏:‏ ‏( ‏إنني براء ‏)‏
هو معنى النفي في الركن الأول،

وقوله‏:‏ ‏( ‏إلا الذي فطرني ‏)
هو معنى الإثبات في الركن الثاني‏.‏


أركان شهادة أن محمدًا رسول الله‏:‏

لها ركنان هما قولنا‏:‏
عبدُه ورسوله،

وهما ينفيان الإفراطَ والتفريط
في حقه صلى الله عليه وسلم
فهو عبده ورسوله،
وهو أكمل الخلق في هاتين الصفتين الشريفتين،

ومعنى العبد هنا‏:‏
المملوك العابد،

أي‏:‏ أنه بشرٌ مخلوق
مما خُلق منه البشر؛
يجري عليه ما يجري عليهم،

كما قال تعالى‏:‏
{ ‏قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ‏}

‏[‏الكهف/110‏]‏،


وقد وَفَّى صلى الله عليه وسلم العبوديّة حقَّها،
ومدحه الله بذلك،

قال تعالى‏:‏
{ ‏أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ‏ }

‏[‏الزمر/36‏]‏، ‏


{ ‏الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ‏}

‏[‏الكهف/1‏]‏،


{ ‏سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ
لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ‏ }

‏ ‏[‏الإسراء/1‏]‏‏.‏


ومعنى الرسول‏:‏
المبعوث إلى الناس كافة بالدعوة إلى الله بشيرًا ونذيرًا‏.‏

وفي الشهادة له بهاتين الصفتين‏:‏

نفي للإفراط والتفريط في حقه صلى الله عليه وسلم،
فإن كثيرًا ممن يدعي أنه من أمته
أفرط في حقه، وغلا فيه؛
حتى رفعه فوق مرتبة العبودية
إلى مرتبة العبادة له من دون الله؛

فاستغاث به من دون الله،
وطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله؛
من قضاء الحاجات
وتفريج الكربات‏.‏

والبعض الآخر جحد رسالته
أو فرط في متابعته،
واعتمد على الآراء والأقوال المخالفة لما جاء به؛
وتعسَّفَ في تأويل أخباره وأحكامه‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس