عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-17-2008, 02:48 PM
 
التحرش الجنسي بالمرأة في العمل

في حياتنا المعاصرة اليوم تزداد معاناة المرأة العاملة والدارسة سواءً كانت فتاة أم متزوجة بسبب ظاهرة " التحرش الجنسي " ،والتي تتلون مظاهره بين التحرش الشفهي من إطلاق النكات والتعليقات المشينة ،والتلميحات الجسدية ،والإلحاح في طلب لقاء ، وطرح أسئلة جنسية ، و نظرات موحية إلى ذلك، ثم تتصاعد حتى تصل إلى اللمس والتحسس والقرص. وهو يعد من ألوان إهانة المرأة وإذلالها ، وهو صورة من صور الأذى التي حذر الله تعالى من وقوعه على المرأة ، قال تعالى : { فَلَا يُؤْذَيْنَ } من آية 59 سورة الأحزاب.

وهذه المعاناة أخذت تبرز في مقدمة اهتمامات سائر الدول اليوم ، بعد أن كانت تعالج في الخفاء ، فأُنشئت من أجلها المنظمات المناهضة، وعُقدت المؤتمرات ،وسنت القوانين.

وسأتجاوز التحرش بالأطفال الذي تشير له دراسة الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات : أن أربعة من كل خمسة طلاب يتعرضون إلى تحرشات جسدية ولفظية -عادة ما تكون أمام المدرسين- تبدأ في سن مبكرة منذ دخولهم المدرسة.- المرجع:الإسلام أون لاين .

وأتجاوز التحرش الذي يتعرض له الرجال !! والذي أُسس مركز خاص لعلاج ضحاياه من الرجال ومقره دافنبورت في ولاية آيوا الأمريكية .

وسأتجاوز التحرش بالمرأة في الحياة العامة في وسائل المواصلات والشوارع والأسواق والمنتزهات .

لكنني سأركز في دراستي المختصرة لهذه الظاهرة على التحرش بالمرأة في العمل والدراسة .

لأنه أكثرها انتشاراً ، ولأن الدراسة والعمل في نظر الكثيرين هما بوابة الدخول لتحقيق المرأة حياة الحرية والمساواة بالرجل!!

ودراسة هذه الظاهرة من الصعوبة بمكان فالأرقام والإحصائيات لا تمثل إلا جانباً بسيطاً من تلك المعاناة التي تعيشها المرأة العاملة في العالم اليوم ، وذلك للأسباب التالية :

1- حساسية الموضوع ، وأن كثيراً من ضحايا التحرش تخاف من : الفضيحة ، وتلويث السمعة ، فأن أصابع الاتهام ستشير إليها بالدرجة الأولى ، لذلك فهي تفتقد الجرأة والشجاعة في التحدث عن معاناتها .تقول الأستاذة "عزة سليمان" مدير مركز قضايا المرأة المصرية : أن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية "مسكوت عنها" في المجتمع المصري نظرا لحساسية هذه القضية...ثم تقول:لا توجد إحصائيات أو أرقام توضح مدى هذا التحرش، وهو ما يجعل الوقوف على أثار الظاهرة صعباً. - المرجع : شبكة الأخبار العربية محيط .

2- بعض الضحايا تخاف من فقد عملها ، فهذه - جيوفانا ريفيري – من تشيلي ، تذكر كيف أنها كانت تكره الذهاب إلى عملها في وزارة الزراعة حيث كان رئيسها يتحرش بها جنسيا كل يوم. وتقول إنها شعرت بكونها أسيرة الحاجة لكسب عيشها وبالعجز عن مقاومة إساءاته وتحرشاته المباشرة. – المرجع موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .

3- الخوف من تعثر الدراسة جعل بعض الضحايا يلتزمن الصمت . وهنا تقول أمينة طالبة جزائرية : "عمري 23 سنة أدرس سنة ثالثة حقوق رسبت سنة لأنني ببساطة رفضت المواعيد الغرامية التي كان يضربها لي أستاذي الفاضل، لا أحد من عائلتي يعلم بالأمر ، فقط صديقاتي . و لحسن حظي أنه لم يدرسني خلال السنة التي تلت". وإن فضلت أمينة التنازل عن سنة من عمرها، و مثيلاتها كثيرات ، فإن أخريات رضخن للأمر الواقع سواء إختصارا للطريق أو هروبا من شبح الرسوب ، بينما لا تزال أخريات لحد الآن يعانين من المساومة، و هناك أستاذ ينتظر منهن الإجابة بنعم ، وإلا فإن النجاح سيصبح صعب المنال .- المرجع موقع بوابة المرأة .

4- شعور الضحايا بأن الجاني عليها لن يجد العقاب الرادع له ، وأن رئيسها المباشر لن يسمع لها خوفا على سمعة عمله. ففي اليابان مثلاً شكت معظم ضحايا التحرش من العاملات من امتناع مسؤولي العمل عن اتخاذ أي إجراء عقابي أو رادع بحق المتحرشين بهن .- المرجع موقع إسلام أون لاين.

5- إثبات حدوث التحرش من أصعب الأمور على المرأة ، فعند سؤال نجاة وصديقتها فيما إذا كانتا تعلمان أن القانون المغربي يمنع التحرش الجنسي ويعاقب عليه، أبديتا استغرابهما قائلتين" هل من (يتسبل) علي أستطيع أن أقاضيه ؟!" وبعد إخبارهما بأن الفصل 503 من القانون الجنائي المغربي يعاقب على التحرش، قالت نجاة : «لم يكن في علمي ذلك»، قبل أن تستدرك ولكن «كيف أستطيع أن اثبت أن ذلك الرجل تحرش بي؟!- المرجع موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!"

لهذه الأسباب وغيرها سيظل موضوع التحرش الجنسي بعيداً عن المعرفة الكاملة لصورته الحقيقية ، بل قل ولا حتى جانباً كبيراً منه ، فقد جاء في دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد : إن عدد اللواتي يتجرأن على التقدم بشكوى لا يتجاوز ال 25% من مجموع حالات التحرش- المرجع موقع جريدة الشرق الأوسط .

لذلك سيبقى التحرش الجنسي من أقبح ألوان الأذى للمرأة ، وأبشع صور الظلم لإنسانيتها.

واقرأ معي أبرز الآثار التي يتركها التحرش بالمرأة :

جاء في تقرير للجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات : أن الطالبات أكثر شعورا بالخجل والغضب والخوف والتشوش ، وأقل ثقة وأكثر شعورا بخيبة الأمل تجاه تجربتهن الجامعية بعد تعرضهن للتحرش الجنسي.
وتقول الطالبات : إنهن يتفادين المتحرش بهن أو أماكن معينة في الحرم الجامعي ، وأنهن يعانين من صعوبات في النوم أو التركيز. كما أن الطالبات أكثر لجوءاً للاستعانة بشخص يقدم لهن الحماية ، أو إلى تغيير مجموعات الأصدقاء ، أو الامتناع عن المشاركة في الفصل ، أو الانسحاب من المساق ، أو التغيب عن نشاط ما. علماً بأنهن نادرا ما يبلغن المسؤولين الجامعيين عن تعرضهن للتحرش." – المرجع موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .

وتقول - ريفيري - التشيلية: إنه كان يلمس شعرها ،ويجبرها على حضور اجتماعات غير ضرورية ،ويكتب إليها رسائل جنسية فاضحة. ورغم أنه لم يلمس جسدها قط، إلا أنها تقول إنها كانت تشعر بالترهيب النفسي.
وتقول: " لقد كنت عرضة لقدر لا يُصدق من التوتر. وكنت أقفز خوفا كلما رنّ جرس الهاتف لأنه خلق لديّ إحساسا بالاضطهاد. كان يأتي إلى مكتبي، وكنت أختفي في دورة المياه، وكان ينتظرني طويلا." – المرجع موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .

وتقول سميرة : بدأت المعاناة منذ حوالي خمس سنوات، صمدت خلالها كثيرا أمام إغراءات ومطالب رئيسي في العمل قبل أن يتحول التحرش الجنسي إلى انتقام بعد أن رفضت الاستجابة لطلباته ، فقد أصبح يتدخل في كل مرة من أجل حرماني من كل امتياز أو ترقية ، وأخذ بالضغط علي من أجل دفعي لمغادرة العمل ،بعد أن يئس من النيل مني .- المرجع : موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!".

وتقول لينده - 43 سنة سكرتيرة لدى مدير عام بشركة عمومية - منذ أزيد من ستة أشهر أعيش حالة قلق وتوتر دائمين بسب تصرفات مديري الدنيئة وبحكم أنني سكرتيرته الخاصة فأنا أقضي ساعات معه كل يوم في المكتب أقضيها في التفكير في اختلاق طريقة لتجنب نظراته الوقحة جداً ومحاولاته الدائمة للمسي .مما أثر سلبياً علي .فحتى عندما أدخل بيتي لا أتخلص من العصبية ، وكثيرا ما يعود ذلك سلبيا على ابنتي اللتين لا ولي لهما ولا مسئول عنهما غيري " ولعل الحاجة وضرورة العمل والمسئوليات العائلية هي التي تفرض على المرأة الخروج للعمل وتحمل ظروف قاسية . – المرجع :موقع بوابة المرأة .

و في دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد : أن أغلب هؤلاء العاملات يعانين من أمراض نفسية مثل :القلق ،والسهر، واللامبالاة ،والخوف ، والتعرض للكوابيس. –المرجع : موقع جريدة الشرق الأوسط .

وتقول فوزية بوجريو -أستاذة علم نفس بكلية الآداب و العلوم الإنسانية ، قسم علم النفس بجامعة عنابة- : عندما لا تكون المرأة المتحرش بها جنسيا راضية بالأمر ، فإن الأمر يصبح مطاردة ،و الإحساس بالمطاردة قد سبب الانهيار العصبي ، خاصة إذا كانت ظروف المرأة لا تسمح لها بمغادرة مكان العمل أو الدراسة ، فإن بقيت تحت الضغط قد تصاب بانهيار، و إذا كان بإمكان المرأة المغادرة أو الهروب فإنها تصبح حذرة في علاقاتها حيث ستظل التجربة السلبية راسخة بذهنها وبداخلها .

وفي حال كانت المرأة الطالبة أو العاملة ذات شخصية هشة غير متماسكة أو ضعيفة فسيؤثر ذلك كثيرا عليها في المستقبل فقد يصل بها الأمر لرفض الارتباط بزوج ، لأنها سترى في كل الرجال صورة عن الرجل الذي تحرش بها جنسيا و الذي بسببه كونت صورة جد سلبية عن الرجل.
وإن وصلت لتكوين أسرة فقد لا ينفع معها تغيير المكان أي أن تغيير الوضعية لن يؤِدي بها لتغيير فكرتها وانطباعها لهذه الأسباب و غيرها .- المرجع :موقع بوابة المرأة .

وإذا وقعت المرأة في شباك المتحرش بها،واستطاع التلاعب بها فقد يتعدى الأثر إلى المنزل ، فقد تزهد المرأة في زوجها نتيجة العلاقة الجديدة ، فتتغير المعاملة مع الزوج ، وقد تتفاقم لتصل إلى طلبها الفراق والطلاق !! لتعيش مع من قوض حياتها الهانئة سعياً وراء السراب !!

وترك المرأة للعمل وعودتها للمنزل من أبرز آثار التحرش ، يقول إبراهيم قويدر مدير منظمة العمل العربية : تفضل الكثيرات من النساء العودة لمنازلهن بعد تعرضهن للتحرش – المرجع : موقع قنطرة .

وهناك أثر بالغ على سير العمل وقوته ، فالقبول لن يكون على أساس الكفاءة والمؤهلات ،بل سيكون هناك عناصر جديدة في أولوية التوظيف، فالجمال وحسن المظهر ، هما أهم الصفات المطلوبة في المتقدمة عند من نفسه مريضة بهذا المسلك المشين ، فضلا عن المحسوبية في الأداء الوظيفي فيما بعد !! وهذان الأثران على حساب العمل .

وسأصطحبك عزيزي القارئ في جولة عالمية نتبين فيها معاناة المرأة من هذه الظاهرة :
وسنبدأ جولتنا من مقر الأمم المتحدة حيث قدم مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رود لوبرز استقالته على خلفية الاتهام الموجه إليه بالتحرش الجنسي .والذي حواه تقرير سري داخلي في الأمم المتحدة ، وكانت صحيفة اندبندنت البريطانية قد نشرت التقرير الدولي السري الذي وجه الاتهام للوبرز.- المرجع :موقع بي بي سي .

أما الموقع الثاني في جولتنا فهو أمريكا : وفيها صدر تقرير عن الجمعية الأمريكية للنساء الجامعيات وهي منظمة تدافع عن حقوق المرأة مقرها واشنطن العاصمة . جاء فيه أن حوالي ثلثي من شاركوا في الاستطلاع أشاروا إلى تعرضهم لشكل من أشكال التحرش الجنسي، وهو ما تعرفه الدراسة بأنه سلوك جنسي غير مرّحب به ، ويعتبر بمثابة تدخل في حياة الطالب. وقد تراوحت أعمار المشاركين في الاستطلاع بين ال18 وال24. كما أنهم ينتسبون إلى كليات خدمة المجتمع وكليات جامعية وجامعات خاصة وعامة في أرجاء البلاد. وقد وجد المحللون أن معدلات من يتعرضون للتحرش الجنسي مرتفعة على نحو يثير الدهشة خاصة في ضوء الاهتمام العام بهذا الموضوع في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى شخصيات بارزة مثل :الرئيس كلينتون وقاضي المحكمة العليا كلارينس ثوماس والسناتور السابق بوب باكوود . – المرجع :موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .

وتشير كاربينسكي – امرأة عملت في الجيش الأمريكي مدة 52عام حتى وصلت رتبة جنرال ، وقد أقيلت من عملها على إثر فضيحة سجن أبو غريب العراقي - إلى العديد من الأحداث التي تتراوح من :مسابقات القمصان القطنية المبللة في حمام سباحة عسكري ، إلى هجوم مسلح على وحدة حمامات. وتقول إنها كثيرا ما تحذر النساء الطامحات في دخول الجيش بأنهن سيواجهن " إما التحرش الجنسي ،أو الاعتداء الجنسي ،أو أنهن سيتعرضن للاغتصاب"، إذا ما التحقن بالجيش. وفي مقابلة هاتفية حديثة معها، أخبرت كاربينسكي وُمينز إي نيوز، قائلة:" أعتقد على وجه الخصوص أن النساء بحاجة لدخول هذا المجال المهني وأعينهن مفتوحة تماما-- وليست حالمة- - وأن يفهمن أن... الجيش ما زال أمامه طريق طويل وطويل. - المرجع :موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews.

وقد وجد أحدث وأكبر مسح للعاملين بالقوات المسلحة، أُجرته وزارة الدفاع عام 1995، أن 78 في المائة من النساء 8 في المائة من الرجال العاملين في القوات المسلحة قد تقدموا ببلاغات عن تلميحات جنسية غير مرغوب فيها. وهذه الأرقام أعلى مما هي عليه في قوات الاحتياط وفقا لتقرير صدر عن الكونغرس في سبتمبر الماضي. وقد وجد هذا التقرير أن 60 في المائة من النساء 7 في المائة من الرجال العاملين في قوات الاحتياط والحرس القومي يتعرضون لنوع من أنواع الاعتداء الجنسي أثناء فترة خدمتهم. – المرجع:موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .

وموقعنا الثالث في جولتنا هو أمريكا اللاتينية : وسنأخذ أكثر البلدان فيها محافظة اجتماعيا، وهي تشيلي :فبعد ثلاثة أشهر من إقرار تشيلي لقانون لمكافحة التحرش الجنسي، يشير المسئولون إلى زيادة كبيرة في عدد الشكاوى. –المرجع:موقع ومينز إي نيوز ،www.awomensenews .

أما في أوروبا :

فتقول المفوضة الأوروبية للعمل والشؤون الاجتماعية - آنا ديامنتوبولو - التي تعتبر نفسها واحدة من ضحايا التحرش الجنسي عندما كانت طالبة: أن حجم هذه الظاهرة غير مدرك على نحو فعلي في دول الاتحاد، وأن 35 في المئة من النساء يتعرضن إلى شكل من أشكال التحرش الجنسي في مكان العمل .

وتشير إحصائيات المفوضية الأوروبية إلى أنه خلال العام الماضي تعرض نحو 50 في المئة من النساء العاملات إلى تحرشات جنسية . – المرجع :موقع بي بي سي .

وفي أسبانيا :

جاء في دراسة صدرت عن معهد المرأة في العاصمة الاسبانية مدريد :أن مليون 10 آلاف عاملة تعرضت لنوع من أنواع التحرش الجنسي عام 2005، أي 15% من مجموع عدد العاملات في اسبانيا الذي يبلغ 8 ملايين 25 ألف عاملة.

وأشارت الدراسة إلى أن 40 ألف عاملة ستغير مكان عملها لهذا السبب. – المرجع :موقع جريدة الشرق الأوسط .

وفي إسرائيل :

كشفت نتائج إحصاء أجرته 'سلطة رفع مكانة المرأة في مكتب رئيس الوزراء ومعهد جيؤوكرتوجرافيا' اشتركت فيه 600 من الصهيونيات العاملات في الأوساط المختلفة، أن 35% من حالات التحرش الجنسي تنفذ على يد المسئول المباشر، 1 % من الحالات تنفذ على يد مسئولين كبار في مكان العمل, وخاصة في أماكن العمل الكبيرة والإدارات الجماهيرية . كما ظهر من النتائج أن ثلث النساء اللاتي تعرضن للتحرشات لم يقمن بخطوات للحل؛ بسبب الخوف من التنكيل أو الخجل. – المرجع :مفكرة الإسلام - عن المجتمع، العدد 1495.

ونصل في جولتنا إلى آسيا :

ونبدأ باليابان: فقد أشار تقرير حكومي ياباني إلى ارتفاع واضح في قضايا التحرّش الجنسي ضد النساء اليابانيات العاملات خلال العام الماضي مقارنة مع الأعوام التي سبقته. واستناداً للتقرير فقد سجّلت قضايا التحرش الجنسي في أماكن العمل ارتفاعا عام 1999 بنسبة 35 في المائة، مقارنة مع عام 1998, تم أكثر من نصفها بحق سيدات عاملات, وشكت معظمهن من امتناع مسئولي العمل عن اتخاذ أي إجراء عقابي أو رادع بحق المتحرشين بهن .

وينص قانون العمل الجديد الذي صدر في اليابان العام الماضي على أن المسؤولية عن أعمال التحرش الجنسي التي تحدث في أماكن العمل تقع مسؤوليتها على إدارات الشركات, وذلك اثر التزايد الملحوظ في جرائم التحرّش الجنسي في البلاد في الآونة الأخيرة لاسيما خلال العمل, مما أدى إلى تصاعد ردود الفعل العامة ضده, بعد أن كان اقل إثارة للاهتمام سابقا .– المرجع : موقع إسلام أون لاين .

أما الصين :

فيقول بعض الباحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أجروا دراسة على عينة عشوائية من النساء لمعرفة المضايقات الجنسية التي تعرضن لها من جانب زملائهن الرجال : أن 48% منهن تعرضن لكلام ونكات، وشتائم جنسية . وقال 13% أنهن تلقين عروضا للمعاشرة الجنسية مقابل مصالح حقيقية؛ بينما تعرض 26% منهن للمس والعناق والتقبيل الساخن في أماكن العمل. وهناك عدد غير قليل من النساء يتعرضن للتحرش الجنسي في الأماكن العامة.- المرجع : موقع الصين اليوم.

وفي الدراسة نفسها كانت نتيجة التحليل ل 40شكوى من التحرش والتي تلقتها عبر الخط الساخن للمرأة وجد أن :

1- جميع مرتكبي التحرش الجنسي من الرجال 90% منهم في سن الثلاثين ، ومعظمهم متزوجون؛ 67% يشغلون مناصب قيادية . ببكين أول

2- أعمار 77% من اللاتي تعرضن للتحرش من 22 إلى 25 سنة، ومعظمهن يشغلن مناصب مكتبية أو يعملن فنيات. ببكين أول

3- معظم حالات التحرش وقعت في مواقع العمل، بينما القليل منها في أماكن عامة أو البيت.

4- 25% من تصرفات التحرش عبارة عن اللمس والاحتكاك عن عمد؛ النكتة الجنسية؛ الإغواء بالكلام، ثم طلب الاتصال الجنسي بشكل غير مباشر – المرجع:موقع الصين اليوم. ببكين أول

العالم العربي:

صرح فيه مدير منظمة العمل العربية إبراهيم قويدر : بعد أن لاحظت منظمة العمل العربية انتشارا للموضوع في الوطن العربي بشكل مخيف من خلال ارتفاع حالات شكاوى النساء الإدارية ضد مرؤوسيهن تحت مسميات مختلفة تخفي غالبيتها خلفيات تحرش . – المرجع : موقع مركز الأخبار - أمان.

وفي مصر:
الأرقام التي تثير الفزع جاءت تحذر أن من بين مائة امرأة يوجد 68 تعرضن فعلا للتحرش الجنسي داخل محيط العمل سواء كان هذا التحرش لفظيا أو بدنيا! – المرجع :موقع صحيفة أخبار الحوادث المصرية .

وأشارت الأستاذة - عزة سليمان- مدير مركز قضايا المرأة المصرية :أن ظاهرة التحرش الجنسي هي قضية "مسكوت عنها" في المجتمع المصري نظرا لحساسية هذه القضية، بالإضافة لعدم امتلاكنا ثقافة كيفية لمواجهة مثل هذه الأمور. - المرجع : شبكة الأخبار العربية محيط .

أما الجزائر : فأصبح "التحرش الجنسي " واحداً من كوابيس المرأة الجزائرية العاملة منها والطالبة الجامعية ، يحضر يوميا بحياتها وبشكل مؤذي ، برغم القانون الذي يجرمه والذي تم سنه خلال السنوات القليلة الماضية لردع المتحرشين بها وحمايتها من هذا الاعتداء الذي لا يظهر للعيان ، بل تحضره غالبا الضحية والمتهم .
لهذا فتحت وطأة التحرش الجنسي تعاني جزائريات كثيرات في صمت مطبق خوفا من الفضيحة في مجتمع لا يرحم ، ويشهر بالمرأة قبل حتى أن يفصل فيما إذا كانت متورطة أو ضحية ، ومن لم تخف من الفضيحة فهي تفكر وتمعن التفكير قبل أن تطرق أبواب المحاكم . – المرجع :موقع بوابة المرأة .

وفي المغرب : تعاني الكثير من الفتيات والسيدات المغربيات من ظاهرة "التحرش الجنسي" المتفشية في كثير من مؤسسات القطاع الخاص في المغرب، ويتبع بعض أرباب ورؤساء العمل طرقا شتى من التحرش للإيقاع بضحاياهم ، مستغلين في معظم الأحيان سطوتهم وحاجة تلك النساء للعمل. – المرجع:موقع العربية نت نقلا عن صحيفة "الأحداث" المغربية!".

وفي السعودية :
التي بها قبلة المسلمين ، ومسجد وقبر خاتم المرسلين ، يبقى الموضوع له شأن آخر حيث يعد وضع المرأة هناك أشبه ما يكون بالدر المكنون ، فهي في مأمن كبير من وقوع التحرش الجنسي بها لعدم وجود الاختلاط في أماكن الدراسة ، وأماكن العمل ، والفصل التام بين الجنسين ، وهذه قناعة تصل إلى حد اليقين عند الحكومة ، ويزيدها قوة ونجاح في أرض الواقع تربية الناس هناك أبناءهم منذ نعومة أظفارهم على هذه المبادئ السامية في الحياة . وهذا الكلام لا يعني أنها في سلامة تامة من هذه الظاهرة لكنها تحدث في نطاق ضيق وبصور فردية لا تصل إلى حد الظاهرة ، ولا تقارن بما يحدث في بلدان العالم الأخرى ، ورغم محافظة المجتمع إلا أن الانفتاح وخروج المرأة للعمل المختلط في بعض المواقع سبب لها عيش معاناة التحرش الجنسي ، فقد جاء في تحقيق أجرته صحيفة اليوم السعودية ، الجمعة 28 – 4-2006 ، عن هذه الظاهرة أن "ندى" - موظفة قطاع خاص - تقول: تعتقد الكثيرات من الزميلات أنني استغل الزملاء الرجال عاطفيا للاستفادة منهم بأداء خدمات لي داخل العمل وخارجه. وهذا غير صحيح.. مشكلتي كانت تكمن في أنني كنت أتعامل مع الزملاء إنسانيا بأسلوب لطيف، فانا لا استطيع الظن بأحد ولا ابدأ بالنوايا السيئة بتاتا كما لا أتوقعها من أحد، وقد دعا ذلك أحدهم، من ذوي النفوس المريضة من الزملاء، لمحاولة التواصل معي بناء على أوهام خاطئة، معتقدا أن لطافتي الطبيعية تلك أبديها له وحده. وتابعت قائلة " وحينما "تعب" ووجد إن إيحاءاته غير مجدية، عمد إلى تلويث سمعتي بين الزملاء والزميلات بالترويج عن علاقة بيني وبينه . - المرجع:جريدة اليوم السعودية.

وقبل أن أصل إلى نهاية هذه الدراسة المختصرة سوف أقف مع بعض المغالطات التي يذكرها البعض عند تعديده لأسباب مثل هذه الظاهرة و طرق علاجها .

وأول هذه المغالطات : هو ما يطرحه البعض بأن ثقافة الفصل بين الجنسين في العالم العربي والإسلامي والتي يربى عليها الصغار والكبار ، ووضع الحواجز بين الجنسين هي التي تجعل من مجتمعاتنا مسرحاً لمثل هذه الظواهر السيئة !!

ويكفينا رداً على هذه المغالطة طرح السؤال التالي : لماذا نجد هذا المسلك المشين بنسب عالية - كما أبدت هذه الدراسة جانباً منه وغيرها من الدراسات - في المجتمعات الغربية والشرقية التي تعيش الاختلاط بين الجنسين بدون حواجز أو فواصل في كل مراحلهم العمرية ، وفي كل مجالات الحياة ؟!!

إن الشعور بضرر الاختلاط في الحياة الدراسية والعملية أمر يؤرق عقلاء البلدان التي تعيش حياة الحرية ، لذلك أخذت أصوات المناداة بخطر الاختلاط تتعالى في تلك المجتمعات المتحضرة ، فقد جاء في ميدل ايست اونلاين التقرير التالي :

يواجه تقليد لطالما ظل راسخا في مجال التعليم العام في الولايات المتحدة تحديا من منظمات وأناس باتوا يعتقدون الآن أن تعليم البنين والبنات في مدارس منفصلة يحقق نتائج أفضل.

ومنذ تأسيس التعليم العام في الولايات المتحدة جرت العادة في أغلب الأحيان على أن يتلقى الطلاب من الجنسين تعليمهم معا في فصل دراسي واحد. ومن بين ما يقدر بنحو 93 ألف مدرسة حكومية في أنحاء البلاد هنالك بضع عشرات فقط من هذه المدارس تعمد إلى الفصل بين الجنسين.

ويبدو أن هذا الاتجاه في طريقه إلى أن يتغير وفقا لبعض التوقعات في ضوء قرار الحكومة الأمريكية الأخير بشأن دعم التعليم العام غير المختلط.

وبينما يؤيد سياسيون من كلا الحزبين والعديد من صانعي السياسة هذه الفكرة فإنها تلقي معارضة من المنظمات النسائية وبعض المعلمين.

وقال - تيري اونيل - من المنظمة الوطنية للنساء "هذا اعتداء على حقوق المرأة .. سينتهي الأمر بأن يحصل الصبيان على تعليم أفضل وأكثر تكلفة من البنات".

وكان التعليم المختلط ركيزة رئيسية للتعليم الحكومي في الولايات المتحدة وذلك منذ الوقت الذي عرف فيه نظام المدرسة ذات الفصل الواحد التي تقام في المروج لأنه كان من المفترض أن يوفر هذا النظام للبنات مستوى أعلى من التعليم.

بيد أنه وعلى نحو تدريجي أخذ العلماء والسياسيون في التوصل إلى استنتاج مفاده أن الفصول الدراسية المنفصلة للبنين والبنات يمكن أن تأتي بنتائج أفضل. وعلى الرغم من أن هذه السنة الانتخابية طغت عليها القضايا السياسية إلا أن الفكرة نالت تأييدا من الحزبين السياسيين وهو تأييد يتراوح من الجمهوريين المحافظين إلي الديمقراطيين اللبراليين من أمثال هيلاري كلينتون عضو مجلس الشيوخ عن مدينة نيويورك. – المرجع:موقع ميدل ايست اونلاين.

وأزيدك عزيزي القارئ من الشعر بيت ففى دراسة عن كتاب فرنسي حديث تحت عنوان: «مصائد المدارس المختلطة» نشرتها صحيفة لاكسبريس الفرنسية أعلن عالم الاجتماع الفرنسي ميشال فيز - الباحث بالمركز القومي للدراسات الاجتماعية بفرنسا - أن الاختلاط في المدارس الأوروبية لا يدعم المساواة بين الجنسين، ولا المساواة في الفرص.

وقد صدرت الدراسة بعد تجربة اختلاط تعليمي دامت 45 عامًا في فرنسا، وكشفت عن سوءات عملية الاختلاط في الغرب، وبخاصة فرنسا، والتي شهدت ارتفاع معدلات الاعتداءات الجنسية ضد المراهقين داخل المؤسسات التعليمية ، فضلاً عن زيادة نسبة الرسوب التعليمي عند الأولاد، برغم تفضيلهم عن البنات في المدارس بصورة تعلن عن عنصرية المعلمين أنفسهم.

وأشارت الصحيفة في حوارها مع مؤلف الكتاب إلى قضية الهجوم الإسلامي على الغرب متسائلة:

إن كان ذلك الفصل يتماشى مع وجهة النظر الإسلامية، فهل سننتظر كثيرًا نحن كبلد علمانى حتى يتقدم الإسلام إلينا مهاجمًا ؟

فأجاب الكاتب : أنه منذ عام 2000، وفى عهد الرئيس «المتدين» جورج بوش بدأ القبول بفكرة إنشاء مدارس منفصلة بأمريكا، وكذلك في كل من إنجلترا، والسويد، وفنلندا، وألمانيا؛ حيث يتم الفصل خاصة في حصص المواد العلمية، أما في فرنسا فقد كان التعليم الكاثوليكى أول من نادى بعملية الفصل، وإن كان ذلك في مدارس خاصة بعيدًا عن التعليم الرسمي العلماني . – المرجع :موقع الشبكة الإسلامية .

أما ثاني المغالطات : هو زعمهم أن تدني ثقافة ووعي الرجل خاصة وكذلك المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية عن المستوى الحضاري الذي يعيشه الإنسان رجلاً كان أم امرأة في الغرب ، هو الذي يتسبب في إفراز مثل هذه الانتهاكات في حق المرأة !!

يقول أحد المعلقين على حادثة تعرض بعض الموظفات في السعودية للمضايقات الأخلاقية في عملهن :بشكل عام التحرش الجنسي في الاختلاط الوظيفي ظاهرة اجتماعية ناشئة بفعل حداثة الاختلاط الوظيفي بين الجنسين !! ومع الوقت سيعتادها مجتمعنا ويمتص سلبياتها بفعل التنشئة الأخلاقية الدينية السليمة لأبنائه من الجنسين".

ومثل هذه المغالطات نسمعها ونحن في عالم يسعى لشفافية تامة في قراءة نتائج الدراسات المتعلقة بحقوق الإنسان ، فأين هؤلاء من هذه النتائج التي عرضنا طرفاً يسيراً جداً منها ، ثم أين هم عن دلائل سلوكيات الرجل الغربي المتحضر تجاه المرأة !!

لقد وجد المحللون في أمريكا المتربعة على عرش الحضارة الإنسانية اليوم !! أن معدلات من يتعرضون للتحرش الجنسي مرتفعة على نحو يثير الدهشة خاصة في ضوء الاهتمام العام بهذا الموضوع في أعقاب الاتهامات الموجهة إلى شخصيات بارزة مثل الرئيس كلينتون وقاضي المحكمة العليا كلارينس ثوماس والسناتور السابق بوب باكوود . أيشك أحد في وعي وثقافة مثل هؤلاء تجاه المرأة !!

والمغالطة الثالثة : أن الذين يعتبرون أهم الأسباب في مثل هذه الظاهرة هو عدم حشمة المرأة في لباسها ، ومخالطتها للرجال هم لا يعرفون من حياة المرأة إلا جانب اللذة ، وهم سوداوي النظرة ، تشاؤميون من كل جديد ،و..، و..

ولهؤلاء نقول إن العاقل لا يطلق هذه الأوصاف على الطبيب الذي يخبر مريضه بمواطن المرض في جسده ليتمكن من علاجه ، وهكذا دعاة الإصلاح ، فإن أحدهم عندما يطرح مثل هذا الموضوع الحساس ويكشف هذه الأرقام المخيفة ليس من باب الفرح بعثرات الآخرين ، وكشف أستارهم ، وليس قصوراً في النظر على ما استقبح من حياة البشر ،ولكن إنما هو من باب أن المسلم هو المرشح لقيادة البشرية إلى بر الأمان ، وإنقاذهم من الغرق في بحر الشبهات والشهوات ، فقد نال هذه المنزلة الرفيعة منذ بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } آل عمران110 .

وختاماً أقف معك عزيزي القارئ على ما يلي :

1- أن لغة الإحصائيات ، والأرقام هي المؤثرة في قناعة معظم الناس اليوم ، وقد سلكت في دراستي هذه هذا المسلك لأقنع القارئ بخطورة هذه الظاهرة ،فنحن المسلمون ولله الحمد نجد في القرآن الكريم الشفاء لكل داء ، ونعتقد أن النجاح في الحياة مرتهن بعدم تقديم العقل على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الحجرات آية 1.هذا من جانب ، ومن جانبٍ آخر العقل السليم لا يتعارض مع الوحي إطلاقاً، فالله جل جلاله الذي ميز البشر بعقولهم على سائر المخلوقات هو العالم بما يصلح معاشهم ، قال تعالى : {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الملك14.ونحن نجد في نتائج مثل هذه الدراسات ما يزيد طمأنينة قلوبنا ولله الحمد.

2- أن ألوان الأذى كالاغتصاب ،والدعارة ، والضرب ، والقتل ، والاستعباد التي تتعرض لها المرأة في العالم اليوم ما هي إلا ثمار قبيحة المنظر كريهة الرائحة ومرة المذاق للحياة المتحررة من دين الله تعالى ، المنفلتة من كل قيم وآداب الفطر السليمة .

3- أن تخبط البشرية اليوم بين نظريات هذا ، وآراء ذاك يؤكد حاجتها إلى معرفة طريق النجاة ، الذي حاد عنه الإنسان منذ أن قدس عقله وأله هواه ، وترك وحي ربه وراء ظهره!!

فكانت النتيجة هذا الشقاء الذي يتقلب فيه البشر رجالا ونساءً كباراً وصغاراً ، قال تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } طه124 . والمجتمعات الإسلامية ينالها من هذا الشقاء بقدر إعراضها عن الله تعالى .

4- أن المرأة المسلمة تعيش حياة كريمة لما أعطاها الإسلام من مكانة سامية في الحياة ، وهي في هذا البلد المبارك المملكة العربية السعودية تحضى بمكانة رفيعة في نفوس الحكام وسائر الشعب ، وهذا لايعني عدم تعرضها لصور الأذى الخلقي التي تتعرض له المرأة في العالم ، لكن شتان بين الثرى والثريا ،الأمر الذي يجعل منها رمزاً لفخر كل مسلمٍ ومسلمة في العالم ،بد ليل مشاعر الألم التي يعبر عنها المسلمون في العالم تجاه ما تتعرض له المرأة في هذا البلد المبارك من حملات التغريب ، وإنه ليحسن بنا أن نذكر المرأة المسلمة عامة ، وفي السعودية خاصة ببعض ما يقوله عنها الغرب لتضل ثابتة على دينها معتزة بمكانتها ، داعية نساء العالم للارتفاع إلى عليائها .

فهذا مارسيل بوازار- مفكر وقانوني معاصر له كتاب بعنوان( إنسانية الإسلام )- يقول :
لقد خلقت المرأة في نظر القرآن من الجوهر الذي خلق منه الرجل . وهي ليست من ضلعه , بل (نصفه الشقيق )كما يقول الحديث النبوي ( النساء شقائق الرجال )المطابق كل المطابقة للتعاليم القرآنية التي تنص على أن الله قد خلق من كل شي زوجين. ولا يذكر التنزيل أن المرأة دفعت الرجل إلى ارتكاب الخطيئة الأصلية ,كما يقول سفر التكوين . وهكذا فان العقيدة الإسلامية لم تستخدم ألفاظا للتقليل من احترامها , كما فعل آباء الكنيسة الذين طالما اعتبروها (عميلة الشيطان) . بل إن القرآن يضفي آيات الكمال على امرأتين :امرأة فرعون ومر يم ابنة عمران أم المسيح (عليه السلام ).
ويقول في موضع آخر :ليس في التعاليم القرآنية ما يسوغ وضع المرأة الراهن في العالم الإسلامي . والجهل وحده , جهل المسلمة حقوقها بصورة خاصة , هو الذي يسوغه .- موقع صيد الفوائد ، كتاب :قالوا عن المرأة في الإسلام للدكتور عماد الدين خليل .

ويقول اميل درمنغم – مستشرق فرنسي عمل مديرا لمكتبة الجزائر , من كتبه ( حياة محمد) - منافحاً عن المرأة المسلمة :
من المزاعم الباطلة أن يقال إن المرأة في الإسلام قد جردت من نفوذها زوجة ، وأما كما تذم النصرانية لعدها المرأة مصدر الذنوب والآثام ولعنها إياها , فعلى الإنسان أن يطوف في الشرق ليرى أن الأدب المنزلي فيه قوي متين وان المرأة فيه لا تحسد بحكم الضرورة نساءنا ذوات الثياب القصيرة والأذرع العارية ولا تحسد عاملاتنا في المصانع وعجائزنا , ولم يكن العالم الإسلامي ليجهل الحب المنزلي والحب الروحي ,ولا يجهل الإسلام ما أخذناه عنه من الفروسية المثالية والحب العذري .- موقع صيد الفوائد ، كتاب :قالوا عن المرأة في الإسلام للدكتور عماد الدين خليل .

5- أن القانون الرادع الذي يُجمع على عدم وجوده الدارسون لهذه الظاهرة لهو من أسباب تزايدها ،ولن يعرف البشر الوصول إليه طالما هم بعيدون عن نور الله تعالى ،ليضيفوا بذلك مأساة جديدة للإنسانية التي أُقصي الدين عن حياتها .

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم :
{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } المائدة45.

وقال تعالى : {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى } طه123.

إعداد : أبوشيماء.
__________________
]