يا أخي
^205^
ألا يكفي ما مر ، وحدث ومازال مستمر ، يا أخي بالله لا تمل ، يا أخي ألا تري أن العمر يمر وأن العيش في الحلق مر ، وأن الأحداث علي الدوم تمر يا أخي لا تفر ومن الأحداث الجسام والمعارك تنزوي في الممر ، يا أخي ليس لنا من قدرنا ولا من الأيام ملجأ ولا مفر ، كتب علينا الشقاء والبقاء تحت ضغط الحياة ورياح الهبوب وحرارة الشمس ، أخي لا تدع يدي وتتركني في ظلام الحاضر وحدي بلا عونِ ، يا أخي يا رفيق أتوسل إليك أرجع ليس هذا هو الطريق الذي بدأناه وليس هذا ضرب الحفاة ، أعلم أن الكون قد ضاق عليك ولفظتنا الظروف وكأن الوقت لم يعد وقتنا ولكنا قد تعاهدنا علي النضال إلي أن يحين الرحيل ولا تستعجل الرحيل فإنه أتي غير مستحيل ولكن أعمل بجد وأستعد للرحيل
إن الانزواء والانطواء نتاجهم جهل ُ وضايع للهوية تفاءل وأبشر بغدٍ أكثر بشراً فلسوف تتحقق أمانينا حتي وإن لم تكن بأيدينا أو لم ترها أعيننا أو تنالها أمانينا ، إن الحياة محطة والركب سائراً بنا ، فلا تركن إلي محطة ليس هي أرثنا ولا فيها أهالينا ، هيا أصعد إلي عربة الإرادة والتحدي واجذب إليك زراع الأمل والتمني واعمل واعرق وابذل ما بوسعك من عمل ، وضع نصب أعينك ما يجري من حولنا لنأخذ منه الدروس والعبر ، كل تلك الأماكن والشعوب والبهائم والزروع رغم اختلاف المكان وتباعد الأزمان يحيط بهم ربٌ عليمٌ مقتدر ، إليه الوجهة والمنتهي ولديه تكون العقبة تلك هي رحلتنا واتجاهنا وإليه الرجعة ، هاتِ يديك أخي واركب معنا ولاتكن وحيداً في تلال الظلمة الفجرة ، أنت قلبٌ برئ طاهراً قد دنسته وداسته الدنيا ، أخي اركب معنا إلي الطبيب وإلي جنة خضرة ، ولا تدع لليأس منك موضعاً فها هي قد انتصفت الرحلة ، وأمامك طريقٌ طويلٌ ملئ بالبسامات والعبرة ، هيا هيا أخي لا تنم فقد تناثرت الصحفَ وتكالبت كل الذئاب علي القصعة ، وأسرع قطار الخلق إلي محطة الخلدا وسينقسم الركب عند الوصول إلي جنة ونارٌ مستعرة
أخوك: ..........