ما زلت كما أنا ..!!
أو هكذا أضن ..
أمسيت عطشى ..و أصبحت متجمدة
و مع ذلك ما زلت كما أنا
جذوري تمتد بهذه الأرض منذ بدأ الخلق
لا أحد يستطيع إقتلاعي ..و لا زعزعة أرضيتي
يبدو بأنني تعبة ...
و لا أحد يكترث
لا أجد حولي أحد من الصحبة
أو لم يعلم أصحابي بأنني مهددة
رياح التغيير أهلكت أوراقي
و ذلك "الحطاب ذو الانف الطويل" يريد قطعي
أو لم. تدركوا الخطر الذي يلتف بي
كم أنا حزينه ...
لقد حولني الحطاب الى شجيرات صغيرة
كي يسهل لهم إقتلاعي
أعجبتكم هذه القسمه ..؟
يخيل لكل واحد بأنه هو صاحب هذه الشجيرة و يمتلكها .
لذا أرضت جشعكم .. و نهمكم للسلطه..
أين أنتم و أغصاني يتقاذفها "ذو الانف الطويل " بلا رحمه
أولستم مالكي هذه الشحيرات البائسة.
لم ترحموني ..
كما هم أصبحتم أنتم .
...............كما هم أصبحتم أنتم .
إني أحترق ...!!
إني أختنق ...!!
و هذه الأعاصير تجتاحني
أني أغرق ... و أنا أحترق
و لا سبيل. يدركني ...
عند ذلك الجبل...... يوجد جزء مني
شجرة بلوط أستحلها ذو الانف الطويل
أهلكها ...أتعبها ....و أرهقها بكثرة بتقليم و تقليص أغصانها ليبني بها و عليها أوكارا من الأعشاش و المستوطنات لطيورهم البغيضه.
أنا قبلتكم الأولى... لا تقفوا أمامي متفرجين متباهين بعروبتكم المزعومه.
ذلك الحطاب زعزع هيكلي فلن أقدر على صمود أكثر ....
ما زال هناك ظلال في اجزائي المتناثرة
تقيكم حر شمسكم و تنعش أوصالكم
فهلمو لركعة في أرضي تساوي خمس مئة من ركعاتم ..فأنا أشتاقكم و أتوق لجمعكم
فلا تنسوني ..أرجوكم ...أرجوكم
.
و عند ذلك النهر العريق الذي يشق بلادي بأصالته ..والكريم بعذوبته
نمت مني شجيرات نخل معمرات إلتفحها الحصار.
و أنهك قواها و أثقلتها الحروب المتتالية
من "ذو الأنف الطويل"
الطامع بسلب خيراتها
أو لم تسمعو صوت صراخها و نحيب بناتها
صوت مثقل بأنين اليتامى
يدوي عاليا بسماؤكم
تلك الكذبة هل صدقتها أذانكم
زعموا بأنهم يملكون دمار شامل يهدد مدائنهم و أبنائهم
فقاموا بإستحلالهم و أراقو دمائهم
لكن تلك شجيرات بقيت ثابته ...صامده كما صمد صمتكم
فلم ينجحوا بإقتلاعها و ذبحها. قربانا لطغيانهم
إنهم خبيثون لا عادلون في حربهم
و ما يضحكني ....بأنني انتظر عدلا في حربهم
.
لا أستطيع الصمود أمامهم ...
تآآكل جذعي من حرب و حصار السنين
و أواجه الآن آفة . ..سوس تنخر بطواحين أرضي
أعشاب سامة تدعي بأنها مني ..
أقسم بأنني بريئة منها. و لا تنتمي ألي فلا تنسبوها لشجيراتي
تلك اﻷعشاب "الداعشية" من يقوم بتغذيتها و أروائها من دماؤنا
أليس ذلك الحطاب بأنفه الطويل هو من يقوم بمحاريتها يالعلن
و تشويه بأنها تنتمي لي
هو من يقوم بدعمها خفية
فهو أدرى بها و يريد نخر و فتك جذعي و بعدها قتلي
ذلك الحطاب المدعي
قد قام بقطع أشجارا اكبر متها
أليس بقادر على تلك الاعشاب السامه التي تنتهكني و تسلب ثمراتي العفيفات بأسم هم بعيدون عنه
فإلى أين أمضي أخبرني ؟؟؟؟
هنااك عند الاهرام .. أم عند البحر ... .أم عند الخليج. أو ما تبقى من الضفتين
أو بقحل صحراء إفريقيا
أي مكان أعيش يه ما عليك إلا أن تدلني ..
و أي ربيع منشود تنتظروه و جعلتوني انتظره معكم
قد كنت شحرة كبيرة صامدة ...فأمسيت شجيرات ضعيفة مثكله بالجراح
فإلى أي أرض بعد كل هذا سأنتمي
هم يعرفوا أكثر منكم ..بأنهم لن يستطيعوا القضاء علي
لكنهم يريدون ضعفي و تعبي. ليأكلوا خيراتي و أنتم جائعون.
تقطعون بعضكم كما يريدون هم
ليسهل لهم مضغكم بسلاسة النهم....
فمتى يثور بركان صمتكم و متى تستيقضوا من سباتكم ..؟؟؟؟
......
..
بقلم آمال ساكنه