من هنا قررت الإستقالة باحثة عن مكان القبول ••
استقالتك جاءت مبكرة جداااً عزيزتي وأنتِ ماتزالين في ريعان الشباب.. ولم تَريّ من هذه الدنيا إلّا وجهها الحسن.. : ))
لستُ متشائمة ولا أدعوكِ للتشاؤم.. ولكني أهيب بكِ أن تحسني استغلال الفرص التي بين يديك..
فالشخص الناجح في هذه الحياة يحتاج إلى شيئين : الرغبة والقدرة..
وهذه الرغبة لا تكون إلّا بالأحلام والأهداف الواضحة التي تثير عزيمة الشخص وتُلهب من حماسته وتقويه إذا أصابه الفتور أو الوهن..
الثانوية بالنسبة لكِ لم تكن الحلم.. بل كانت إحدى الطرق الموصلة إليه.. فإن لم يوصلك هذا الطريق فابحثي عن غيره ولا تقفي مكتوفة الأيدي تندبي حظكِ : ))
ولعلكِ تتساءلين الآن ماهي هذه الطرق؟؟
لكني سأجيبكِ بأنكِ صاحبة الموقف وأدرى بحيثياته.. وإن لم تتضح لكِ هذه الطرق الآن فاعملي الممكن أو بمعنى أصح (الواجب القريب منكِ).. وبعدها ستتضح لكِ الرؤيا وسيتضح لكِ الواجب الذي يتلوه..
فسنن الله ثابتة في هذا الكون لا تتغير ولا تتبدل "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"..
ولا تنسي الإخلاص لله في كل خطواتك.. اعملي ولا تركزي على النتائج.. فربنا تبارك وتعالى يقول: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
عندما لم اوفق في امتحانات الثانوية ولم أدخل الكلية التي رغبت بها.. أذكر وقتها أنني حزنت حزناً شديداً وربما اعلنتُ استقالتي مثلكِ تماماً.. ولكن أبي قال لي يومها: (مجالات العلم كلها نفس الشيء.. ما فيها شيء أفضل من شيء.. بس في شخص تميز في مجاله وشخص عادي .. فاحرصي على التميز)..
أراحتني كلماته كثييييراً وكأنني كنت أنتظرها.. كنت أنتظر هدف جديد وحلم جديد..
ومن ساعتها وأنا أحرص على تطبيها.. وشعرت أنها هي الواجب القريب مني..
وبعد تخرجي من الكلية كانت لدي الفرصة لتحقيق حلم الطفولة والانتساب للكلية التي كنت أتمناها سابقاً.. لكنني آثرت التميز والتخصص في مجالي أكثر.. والآن اسمحي لي أن أضع نقطة حتى لا أثقل عليكِ بفضفضتي : ))
كل الشكر والتقدير لكِ أيتها الرااااااائعة على هذا الطرح الهادف والفكر الراقي
سلمت يداكِ