· جحيم الرافدين
إهداء...إلى المقاومة العراقية الباسلة .
يا عِرَاقُ
يا عِرَاقُ
يا عِرَاقْ
إلى أي أَشْرَاكٍ نُسَاقْ؟
أيظلُ في المجهولِ دومًا سَيرُنا
خَبْط َعَشْواءٍ بلا أنْسَاقْ!
أَيظَلُّ في المَفْعولِ دومًا حُكْمُنَا
غَنَمٌ نُسَاقُ إلى محَاقْ
* * *
بغدادُ يا دارَ السلام
يا دُرَّةً أَضَاعَهَا الحُكَّام
كَيْفَ تَسْمُو أُمَّةٌ
يسُوسُهَا الخِصْيَانُ والأَقْزَام
في كلِّ عَاصِمَةٍ مُغَامِرٌ مَغْرُور
عَلى كُلِّ عَرْشٍ خَائِنٌ مَأَجور
أنَظَلُ دومًا أُمَّةً
تقتاتُ خُبْزَ المَهَانَةِ
تلَْعَقُ جُرْحَ حَاضِرِهَا
أسِيرةَ الطُّغَمِ الجَبَانَة
رَهِيْنَةَ الشُّذَّاذِ من الطُّغَاه
الجاثِمِينَ على الحَياه
الدُّمَى المُتَرهَلةً
* * *
الكُلُّ بَاعَكَ يا عِراق
أَدْخَلُوكَ إلى مزَاد
تدَاوَلوُكََ ما بَينَ نَخَّاسٍ وقَوَّاد
أَهْدَرُوكَ عَلىَ الدُّرُوبِ
جَوَّعُوكَ بالحِصَارِ
جَرْجَرُوكَ إلى الحُرُوبِ
أَسْلَمُوكَ للِدَّمَار
* * *
تَسَاقَطَتْ القُشُور
عنْ أَعْدَاءِ النَّاسِ في كُلِّ العُصُور
زَالَ مَا خَصَفُوا
هَوَتْ المَزَاعِمُ عَنْ حُقُوقِ النَّاسِ
وَكُلُّ مَا ذَرَفُوا
الرفاه والانعتاق
طغمةٌ مُتَطَفِّلَة
فيهَا خَنَا المُسْتَعْصِمِ
وُخُبْثُ ابْنِ العَلْقَمِي
تضَمُّ أفَّاكًا لأفَّأق
* * *
أنْتَ في المَاضِي المجَيِدِ
مَهْدُ الحَضَارَةِ واللِّوَاءِ
بَغْدَادُ هَارُونَ الرَّشِيدِ
و"المُعْتَصِمْ" ،
باللهِ هّبَّ ملبياً
المستغيثِ بِصَادِقِ الإِنْبَاءِ
في الجُمُوعِ أَرَى "الحُسَين"
أَرَى "صَلاحَ الدِّين"
أَرَى "نبَوخَذَ" في الزَّمانِ
حَامِيَ الشَرْقِ الجَسُور
أُسْدٌ تطهَّرتْ بِالرَّافِدَيَن
لا تجعل الغازي ينام
تَسْقهِ الموتَ الزؤام
فالأَرْضُ تأباه
وَالشَّعْبُ يَلْعَنَهُ وَالتاريخُ واللهُ
* * *
لا يُرْجِعُ الحقَّ النُّواحْ
كَمْ أضَعْنَا العُمْرَ في نَدْبِ الجِراحْ
ثَوِّرْ البُرْكَانَ في أَرْضِ السَّوَاد
امْتَشِقْ مَا تَسْتَطِيعَ مِنَ العتاد
سَجِّرْ جَحِيمَ الرَّافِدَيَنِ
إثْأَرْ لأَطْفَالٍ أُبِيْدُوا
لكلِ الأَبْرِياءِ
مَرِّغْ غُزَاتَكَ في الرَّغَام
أعِدْ كابوسَهُم في فِيتْنَام
هَكَذَا دَأْبُ الغُزاةِ
وهَكَذا دأبُ العراقِ
كُلَّمَا يَأْتي غُزَاةٌ
تَبْقَى بَغْدَادُ الأبَيِةُ
وَيَمْضِيْ الغُزَاةُ إلى المحَاقِ
يَمْضِيْ أَصْحَابُ العُرُوشِ
وَالفَخَامَةِ وَالكُرُوشِ
إلى مَا لَهُمْ مِنْ مَنْزِلَة
إنَّ للتَّارِيخِ حُكْمَاً
أَلْقَى بِهِمْ في المَزْبَلةِ.
·