عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 12-08-2014, 10:12 AM
 




























صباح | مساء المسرات أحبتي


عدت كما وعدتكم بحيلة جديدة ، أتمنى أن تجدوها سهلة ومفيدة مثل الحيلة الماضية..

لن أثرثر بل سأترككم مباشرة مع فقرات الموضوع..



×
×


تأملوا معي هذا المثال أولاً..














عادت ميوكا من المدرسة،

ودخلت غرفتها ذات الجدران السوداء المزخرفة بزخارف زهرية وبيضاء،

وضعت حقيبتها فوق الخزانة الدُّرجية الذهبية الحواف،

وارتمت على سريرها ذي الغطاء الأسود والوسادات المماثلة السواد،

إلا واحدة زهرية مخططة بالأبيض..

على الأرض كانت سجادة ذات زخارف زهرية وبيضاء، ككل أغراضها..

تركت حذائها الرياضي الأبيض والأسود اللون بجوار خزانة الثياب الضخمة..

و توجهت الى الرفوف البيضاء ذات الحواف الزهرية قرب النافذة،

لتنظر الى صورة والدتها، التي كانت بجانب أشياء عديدة اعتلت الأرفف ..




×
×





لنتوقف قليلاً للحديث عن المثال السابق،

لربما هو رأيي فقط و لكن تنتشر كثيراً في الروايات مشاهد

مماثلة عند وصف المكان..

بعضها مثل المشهد السابق وبعضها أسوأ..

ولست أتكلم لغوياً أو نحوياً

أعترف أحياناً.. بأنني أفقد التركيز أثناء القراءة عندما أصل لموقف مشابه..

وربما حتى أقفز عن الوصف كله استعجالاً للأحداث..























دعوني أعرض عليكم حيلتي الصغيرة لوصف المكان لجعله أكثر تشويقاً وإثارة للإهتمام.

السر يا رفاقي يكمن في (متى) تصفون المكان..

ليس كيف؟ بل متى؟ ركزوا معي..

^عايشة الدور

على الكاتب وصف المكان بشكل مختصر طالما أن المشهد

لا يتطلب منه تفصيلاً..

مثلا، الفتاة تستيقظ، ستتجه للمدرسة، لا نحتاج وصفا للغرفة فهي لا تُهمنّا..

إذا ذهبت إلى المدرسة أو الحديقة أو الكافيتيريا.. وصف مفصل آخر،

لا نحتاج عشرة أسطر لوصف كل مكان في كل موقف.

اكتب بما لا يزيد عن بضع أسطر كيف يبدو المكان بما يهم..

يعني.. (الوصف المفصل) يكون "فقط" إذا كان يخدم القصة..

كأن يصعد شاب لسفينة فضائية أول مرة..

أو تنتقل فتاة لتجد نفسها في قلعة..

أو يلجأ إلى الإختباء في كوخ حقير وهو الأمير النبيل..

^هنا واجب أن تفصفصوا في وصف المكان!!(:2

كيف تعرفون متى يكون الوصف المفصل مهما ومتى لا يكون؟

إذا تساءل القارئ..

((لماذا يخبرني الكاتب بكل هذا؟))

ثم لم يجد جواباً.. يكون وصفك التفصيلي مجرد إسهابٍ غير مطلوب..

سأطرح مثالين عن مواقف يكون فيها الوصف ضرورياً



وتذكروا.. دائماً أضيفوا منظور ولمسة شخصياتكم لكل ما تصفون..

فهي أسهل طريقة لإضافة نكهة مميزة!!





×
×





















الباب الفاصل بين غرفة الطعام والمطبخ كان مغلقاً، إنما غير مقفل..

توهج الضوء من خلفه، وفاحت رائحة التوست المحروق في الهواء، عندما فتحه.

هنا عثر على آثار عراك لم يجدها في باقي المنزل...

تم قلب إحدى كراسي المطبخ الأنيقة،

والأطباق المكسورة ملأت الأرض،

ثمة شريحتان من التوست المحروق في آلة التحميص...

لكن أحدهم امتلك الحس الكافي ليسحب القابس الكهربائي..

تُركت الزبدة على مغسلة الصحون وذابت بعدما تقدم النهار وارتفعت حرارة الجو..

لابد أن المُعْتَدين قد دخلوا من الباب الأمامي..

وفاجؤها في المطبخ بينما تحضر الإفطار.

تناثر الدم على جارورين من خزانات الحائط المطلية باللون الأبيض اللماع..

للحظات.. أغلق عينيه، وشعر بشيء ثقيل يرفرف في قلبه،

أراد التصديق بأنه الأمل!

على البراد الأبيض نطقت بصمة امرأة ملطخة بالدم بصرخة عالية الوضوح لما جرى..

ثمة بصمة يد كاملة وأخرى جزئية على خزانتين علويتين أيضا..

انسكب الدم صابغاً بلاط الأرضية الفضي..

شعر أن الدماء كثيرة جداً، بدا له أن هناك محيطاً منها..

أرعبه المنظر كثيرا، بحيث أراد إغلاق عينيه مجدداً،

لكن راودته فكرة مجنونة بأنه إن أغلق عينيه مرتين أمام هذه الحقيقة المحزنة فسيصبح أعمى!








× ×
















ابتسامة عريضة مستفزة كانت تعلو وجهها،

قابلها هو بنظرة قاتلة كانت لتجعل أي سفاح فخوراً!!

لكنها هزت كتفيها وانتظرت أمام باب غرفته فحسب،

فلم يجد بداً من فتح الباب لها باستسلام.

لم تنتظر منه دعوة أو إشارة بالدخول،

خطت إلى الغرفة تدير رأسها مستكشفة، ويداها مشبوكتان خلف ظهرها.

راقبها ممتعضاً للحظات قبل أن يدلف وراءها..

كاتماً زمجرة كادت تفلت منه.

"أنا لا أكاد أصدق أنني في غرفة (شيرو الكئيب) فعلاً!"

دارت حول نفسها بحركة مرحة، متجاهلة تمتمته الساخطة المعترضة على التسمية.

"ومع ذلك.. ها أنا ذا، يااه.. شيء كالخيال!"

همهمت لنفسها وهي تجول ببصرها في أرجاء الغرفة النموذجية بتسلية،

أغطية السرير المرتب على نحو أحسته آلياً،

كانت تماثل الستائر الزرقاء في لونها.

خزانة ملابس حديثة الطراز عند الحائط المقابل،

بعض الكتب فوق طاولة الدراسة،

إلى جانب مشغل موسيقى وبعض الأسطوانات،

ويالخيبة الأمل! ثمة بوستر ضخم لفريق رياضي أعلى سريره أيضاً!

هزت كتفيها مجدداً حين قابلت نظرته المنزعجة، وقالت:

"ليس كما توقعت، تبدو غرفة إنسان طبيعي تماماً،

ظننتني سأجد شيئاً مظلماً ومرعبا..

ربما حتى بعض الجماجم قرب السرير..."

"للمرة الألف.. أنا لست (إيمو)!"

قاطعها عاقداً ذراعيه أمام صدره، بضجر من اعتاد تكرار ذلك يومياً!

لم ترد، أخذت دقيقة كاملة تضحك ونظرته الجامدة مسَّمرة عليها..

ثم أمالت رأسها جانباً بمكر،

وسألت وهي ترسم دوائر بقدمها على سجادة غرفته البيضاء الوثيرة:

"وما أدراني أنك لا تخبئ كل أشيائك الكئيبة القاتمة بعيداً عن الأنظار؟!

ربما لديك درج سري لا تعرفه حتى والدتك،

تضع فيه مستلزمات طقوس (الأيمو)!"

ضاقت عيناه.. وبينما راح يستمع لضحكتها ترن مجدداً،

أقسم للمرة العاشرة ذلك النهار أنه يكرهها.. أكان الأمر شخصياً أم لا!

كيف لكائن بهذا الحجم الذي لا يتجاوز الخمسة أقدام أن يكون مزعجاً كل هذه القدر؟!!








×
×



آمل أن المثالين كانا مفهومين،

كما آمل بأن الحيلة هذه المرة أيضاً كانت واضحة وسهلة..

أتمنى أن أرى تعليقاتكم بهذا الخصوص، وتطبيقاتكم إن أمكن..

الحيلة التالية بإذن الله ستكون عن كيفية بداية رواية على نحو شيق بسهولة..

أترك الساحة لكم، أي سؤال أو اقتراح

دمتم بخير :looove:

























__________________




افتَقِدُني
music4


التعديل الأخير تم بواسطة Prismy ; 01-09-2015 الساعة 06:21 PM
رد مع اقتباس