عرض مشاركة واحدة
  #51  
قديم 12-08-2014, 03:55 PM
 
‎‏-‏




أصدر حذائي أصواتا قوية على أرضية الماهوغاني الخشبية،
حين خطوت داخل مكتب "الإستشارية النفسية" متجهمة... ياللبهجة!
لقد فعلتها أخيرا، ونجحت في جعل أحد الأساتذة يشك في سلامتي النفسية بحيث يرسلني هنا!
ومع ذلك.. ساعة بعيدا عن الدرس ربما تستحق عناء السمعة التي سأكتسبها بعد هذه الزيارة!


توقفت عند الباب حين وقعت عيناي على الطبيبة النفسية المختصة في هذه المدرسة لأول مرة،
وابتسمت لي هي بمودة مبالغ فيها.
كانت امرأة متوسطة السن.. شعرها الأشقر المجعد بادي من تحت قبعة صوفية عجيبة اللون!

شعرت بالغرابة فجأة... فقد تطابق ديكور المكتب والمرأة الجالسة خلفه على نحو فكاهي نادر!
كانت الغرفة باردة قليلا، تحوي أرائك عتيقة من الجلد الرمادي القبيح،
وكانت ثمة رائحة عطرية تبعث الريبة منتشرة في الهواء أيضا!

الطبيبة الاستشارية نفسها بدت مفزعة... -بقدر لوحة لتوأمتين شاحبتين تتشاركان بطيخة علقت على الحائط وراءها-،
ابتسامتها المرتعشة كانت ملصقة على وجهها، وملامحها متجمدة كالصخر..
تحاكي مجموعة التماثيل الصغيرة المعروضة على الرف بجوارها!

بقيت تحدق في للحظات، وعندما أدركت ألا نية لدي لتجاوز عتبة مكتبها،
خاطبتني وابتسامتها المرتعشة تتسع قليلا:
‏"هيا ادخلي ليزي.. أنا لن أهاجمك!"

صوتها المرتفع الرنة، طن في أذني..
أعرف أنها لن تهاجمني بالطبع، لكن أنا قد اضطر لفعل ذلك،
إذا كانت ستستمر في النظر إلي بهذه الطريقة، والتحدث كما لو كنت في الثالثة!

تقدمت ببطء حتى جلست أمام مكتبها الذي امتلأ بعدد من الكتب الضخمة،
من الواضح أنها لم تكن تحصل على زيارات كثيرة من الطلاب!


‏"إذا ليزي..."
صححت لها:
‏"اسمي ليزا!"
‏"ليزا.. نعم بالطبع.."
أطلقت ضحكة قصيرة مصحوبة بشخرة... فأجفلت، واتسعت عيناي!
ستكون هذه ساعة طويلة للغاية!!


‏/



‏^هذا مثال إضافي لعيونك مون ليدي.. =)


__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس