ملاحظة فقط قبل أن أبدأ في البارت الأول .
الرواية من النوع الغامض . ربما الكثير من الأمور منها غير مفهومة . لكن كل شيء سيتوضح مع الأحداث .
البـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــارت الأول :
ـ وراء كل حقيقة غامضة أخرى خفية ، ماذا تكون ؟ ، لا بد و أنها الأمل الذي أحيانا من جديدة ، فجر الحياة الجديدة ، النور القرمزي الساطع .....
كانت هذه الأفكار تجول في خاطر الفتاة التي كانت تسير على الرصيف و كأنها تكاد تطير من السعادة ، و كيف لا تكون و هي صديقتنا المرحة " يوريا " ، حياتها كلها فرح .
ليس السر أنها تعيش وسط عائلة أو لديها أصدقاء كثر ، بل السر أنها فتاة الفطرة و النية . كالطفلة الصغيرة ، تقوم بكل شيء على هواها و بدون تحمل مسؤولية ، و كيف تفكر فيما لا يخطر على بالها ؟ قال مسؤولية قال .
و فيما لا تفكر فيه الآن ، هو أنها متوجهة إلى مدرستها ، ترتدي بنطلونا بنفسجيا و قميصا أبيضا مع معطف بنفسجي .
تقدمت يدان من خلفها و فجأة دفعتاها فسارت بضع خطوات و توقفت ، نظرت أمامها فإذا به شخص لم تتمكن من رؤية ملامحه بوضوح حتى اختفى بأكثر غموضا مما ظهر .
مما دفعها للقول بصوته ملؤه الغموض : لعلي لن أتمكن من نسيان ما لا أعرف حتى .
لعلها تتحدث رموزا مشفرة ، لا يمكن تفسيرها إلا بالحقيقة الغامضة ...
تنهدت الصعداء ثم ابتسمت و أكملت طريقها بأكثر سعادة من السابق ، و بعد قليل من السير و القفز و الجري و الجنون وصلت لبوابة مدرستها و عند دخلتها وجدت عدد الطلاب قليل مما جعلها سعيدة قائلة :
ــ إما أني أتيت مبكرا أو أني تأخرت كثيرا ، يا سلام ، أستطيع التجوال في المدرسة كما أريد .
أخذت تتجول كما قالت ، تتجول و تتجول ، حتى وصلت لمبنى مدرستها القديم فنظرت إليه مطولا .
لا يبدو اليوم عاديا ، فهذه المرة الثانية التي تختفي فيها ابتسامة يوريا .
تقدمت من بوابة المبنى .. وضعت يدها عليها و ملامح وجهها المهمومة واضحة .
و فجأة سمعت صوتا يناديها من خلفها :
ــ يوريا ؟ . لما أنت هنا ؟
نظرت يوريا إلى مصدر الصوت فإذا بها صديقتها المفضلة ذات الشعر البني الفاتح الطويل و العينان البرتقاليتين .
ــ أنا .. كنت فقط أتجول في المدرسة قليلا .
حدقت راشال مطولا في يوريا . مما جعل يوريا تنتبه لأنها ليست على طبيعتها فابتسمت ابتسامة واسعة ثم تقدمت من راشال و وضعت يدها على كتفها :
ــ أتعلمين ؟ المدرسة تبدو رائعة في هذا الجو الهادئ . دعينا نتجول معا .
بادلت راشال صديقتها الابتسامة و نسيت ما كانت تريد أن تسأل عنه يوريا . تجولتا قليلا ثم توجهتا للصف .
انتهى اليوم الأول على طبيعته الاعتيادية و المعتادة .
بينما كان الأمر مختلفا عندما عادت صديقتنا لمنزلها .. حيث وجدت جميع أهلها يجمعون أغراضهم مما جعلها تتفاجأ بالأمر الذي لم يكن متوقعا .
ــ والدك حصل على عمل في نيويورك بعدما كان باطلا لمدة طويلة .
نزلت تلك الكلمات على يوريا كالغيث الشديد . فرحت لهطوله و تألمت لأن قطراته كانت أبرد من أن تحتملها ...
أخيرا .. حصل والدها على عمل . و لن تضطر للقيام بأعمال جزئية مرة ثانية ..
لكن .. نيويورك بعيدة . بعيدة جدا . هذا يعني فراق المدينة التي تعودت على العيش فيها و فراق أصدقاءها المحبوبين الذين أصبحوا جزءا لا يتجزأ من حياتها .
نطقت بتلك الكلمات و هي لا تحمل أي تعابير قد تحددها أمها :
ــ بالتأكيد سنسافر . و هل ستأتي نيويورك إلينا ؟
تراجعت صديقتنا للخلف بخطوات ثم ابتسمت بغموض :
ــ إذن سأذهب لجمع أغراضي .