نوم السبات وهوله..قصيدة وقصة#بقلمي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين
محمد صلى الله عليه واله وسلم تسليماً كثيراً
~~~
المقدمة
ترون ايها الاخوة والاخوات انا فكرت في كتابة قصة مرعبة ، قصة عن مايخافه المرء ويهابه ، ترى ما هي اكثر مخاوف البشر؟..الاشباح؟..الضلام؟..الجن..؟ الخ
هذه الضاهرات اكبر مخاوفنا؟..، انا صراحة لم اقتنع ، ربما البعض فينا من يخافون هذه الاشياء ، ولكن فينا من لايخافها البتة..، انا اردت شيئاً يهابه كل البشرية اجمع ، وعرفته اخيراً..انه الموت!!
ولكن لما المرء يخاف الموت بهذه الصورة ؟..، لما يرتعب عندما يفكر باليوم الذي،سيموت فيه ؟..،الموت امراً بديهي ، وما هو الا عبور النفس من عالم الى عالماً آخر ، لمَ البشر يخاف الموت هكذا؟ ، ما الذي سيراه عندما يموت؟ حتى يجعل تلك المخاوف كالاشباح والضلام والجن اموراً تافهة مقارنةٌ بما سيراه بعد ان يموت...
لا داعي لأن اتسائل اكثر ، فأنا وانت نعرف لماذ نخاف الموت هكذا..
فبعد موت الجسد سيُكشف للنفس الغطاء عن يمينها ويسارها ، ماذا حملتي بيمينك يانفسي؟..وماذا حملتي بيسارك يانفسي؟..لتريها للآزر الجبار الشديد العقاب الذي استكانت له الارض والسماء.. لتريها لله سبحانه وتعالى
~~~
القصة
في ريعان شبابي ، اعيش أنا ، والدنيا ما احلاها بعيني..
ماذا اطلب اكثر من هذا ؟..أبي امدني بالمال والرفاهية كلها..وامي دللتني دلال الطفل رغم كبري
هل في قلبي خوف او قلق؟ ..ابداً ، امضي ايامي والسعادة كاملة في قلبي..
ذات يوم كنت في سيارتي الفخمة اقودها بكامل سرعتها كعادتي..يداً على المقود ويداً ماسكاً فيها هاتفي..لانه اتصل صاحبي..ورددت قائلاً:
- ما الاخبار ياصاح..هل مازلنا على اتفاقنا؟...نعم الاسبوع القادم... اخبر الشلة كلها اننا سنسهر على البحر في يختي...لاتقلق من شيء سأوفر كل شيء ستكون سهرة ولا احلى..
هذه كانت كلماتي ذلك اليوم.. الضحك يملئ وجهي وعقلي كل فكره الترفيه..والتسلية والراحة وغيره..
هذه كانت اخر افكاري الى ان.....
ظهرت فجأة شاحنة امامي.. كانت بكامل سرعتها ايضاً..لما وكيف ظهرت امامي؟
كان الشارع له مسارين ذهاب وعودة ، كان مسار الذهاب الذي انا فيه السيارت التي امامي تضايقني ، اريد ان اتعداهن..وكأنني اتحدى الجميع...
فرأيت ان مسار العودة خالي..فخرجت من مساري وصرت اتعدى بكامل سرعتي وانا اتكلم بالهاتف حتى ظهرت تلك الشاحنة.. لم استطع العودة لمساري فهناك سيارات تسد علي الطريق..
هنا فتحت عيناي وسقط الهاتف من يدي..فقد علمت انها نهايتي..يقال المرء عندما يرى الموت بالحضة يمر شريط ايام حياته امامه ، صوراً لاجمل ذكرياته واعزها...
اما انا فقد مر شريط ايام حياتي امامي وكانت صوره سوداء كلها..
فتحت عيناي واين انا ؟..ماهذا؟..انا في حفرة وهذا الرجل يهيل علي التراب... قلت له وارتجافي يكاد يشقق الارض من تحتي:
- انتظر..انا لست ميتاً ..انا حي..اخرجني لاتغلق علي هذه الحفرة..
ولكن..انا اشعر انني مشلول الحركة..جسمي لايتحرك..ولكني اراهم ، وكأن الرمال لامرئية ، ارى من خلالها.. ذاك ابي يبكي واميتصرخ وتنادي بأسمي..فقلت وانا مرتعب:
- ابي..ابي..اخبر ذلك الرجل ان يتوقف..انا لست ميت.. ارجوك ابي انا خائف..اخرجني من هنااااا
انهُ..انه ينهي عمله...وكأنه سيرحل..وابي يسحب امي ليأخذها ويرحلون...صرخت...صرخت عليهم واسناني تصك على بعضها من رهب البرد والخوف:
- اميييييييي...لاتتركيني وحدي هنا..لاترحلي...كيف يطاوعكي قلبكي ترك ابنك عزيز قلبك..كيف يطاوعكي قلبكي ان تتركيني في هذا المكان؟..انا خائف.. انه مضلم وبارد..انا اصتك خوفاً اميييييييييييي....
ذهبت..لقد ذهبت الرؤيا لم اعد ارى مافوق..لقد انغلقت علي هذه الحفرة حقاً ...
يقال ان الاحياء وضع الله غشاءاً حاجز على رؤياهم..فلا يستطيعون رؤية الجن والملائكة.. ولايستطيعون سماع الاموات..
ولكن..انا بت من الاموات..انرفع عني ذلك الغشاء..ماذا رأيت وقتها؟..ماذا سمعت وقتها؟..
انقلبت علي حفرة القبر ناراً..ناراً ولا كأي نار..فلو قارنتها بنار الدنيا لوجدت نار الدنيا حرها دافئ ومريح بالنسبة لهذه النار..
وماذا سمعت ؟..تعالت الاصوات صراخٌ ولا كأي صراخ..صراخ هز القبور هزاً..وعجباً كون الكرة الارضية لم تتفطر من صدى ذلك الصراخ..
وماذا كان فعلي وقتها عندما لاحتني تلك النار؟..صرخت بأعلى صوتي..وعلت صراخاتي على تلك الاصوات..فنادت علينا الارض قائلة:
- ويحكم يا بني آدم ويحكم...كنتم على ظهري تضحكون وتلعبون.. وها انتم في بطني تبكون وتتصارخون...ذوقوا يا اصحاب السوء منكم نار الخلود..فما القبر ليس سوى اول منزلاً من منازل الاخرة..وهذا الامر سيطول ويطول ويطووول....
~~~
القصيدة
آه يانفسي يا أمارة السوء ثم آه
دل عشـقي لملذات الحياة على حب الذات
كل مايهم نفسي الحقيرة أشباع الــنزوات
~~~~
كذبت خدعت وخـانت واقتـرفت الفواحــش
وتركت درب الـنور وسلكت درب الضـلمات
~~~~
مالكي يانفسي لاتشبعي هل غراكي الطمع
هل توهم لكي انكي خالدةٌ في الحيــــاة؟؟
~~~~
عشتـي في الدنيا سارحةٌ مارحةٌ مفســدةٌ
حتى دنى اجلـكي واعلن عليكي الممـــات
~~~~
نعم يانفـسي لاتنـذهلي فهذا هو الحـــق
كل نفس ذائقة الموت ومدونٌ لها ميقــات
~~~~
هذا جسدي الذي طالما اهتـممت لمظهرهُ
ها قد اصبـح تحت الارض طعاماً للحشرات
~~~~
اين جاهي اين جمالي الخارجي واين غناي
كلها اوساخ دنيوية لجمال روحي مشوهات
~~~~
تنجســت بذنوب ولوثت بهــا طهـــارتــي
ذنوب قد كثرت وغلبت بها معنى الحسابات
~~~~
ها نحن ذا نرجع لأصلنا تحت التراب مقرنـا
نترقب يوم الميعاد لنا فنائمين نوم السبات
~~~
الختام
القصة والقصيدة بقلمي
والقصد واضح منهما
هما عن شاب همهُ فقط اشباع رغبات نفسه
وحب ملذات الحياة
لم يفكر بيوم الذي سيموت فيه
وهو الان يخاطب نفسه
ولكن...
ماقلته عن عذاب القبر كان من تأليفي وليس هو حقاً هكذا
فقط اردت ايصال هدف عن العذاب
وكان بسيط فالواقع عذاب القبر اشد هول ورعباً لاصحاب السوء
والله العليم البصير |
__________________
تابعوني على الواتباد سيتم تكملة رواياتي هناك
صفحتي في الواتباد كي ميناكو |