عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-22-2014, 09:49 PM
 
Smile المفــــارقة الثــالثة | الرابــــعة


عـــدت





العلمُ والجهل ُ _من القرآنِ والسنَّةِ

بالعلمِ ترقى الأمم وبالعلمِ نحققُ طموحــاتنا , ومن كـــانَ عــالماً تبَوَّأ أرقى الدّرجـــات في الدّنيا والآخرة

فقال تعــالى :-{ يرفَعُ اللهُ الذّينَ ءامنوا منكم والذينَ أوتوا العِلمَ درجـــاتٍ }

وقد فسّرَ ابن عبّاسٍ رضي الله عنه هذهِ الآيةَ الكريمةَ فقال:- يرفعُ اللهُ الذين آمنوا درجة والذين أوتوا العلمَ درجــات , وقد قال صلى الله عليهِ وسلَّمَ:- " فضلُ العــَالمِ على العـــابدِ كفَضلِ القمَرِ على ســـائرِ الكواكبِ "

ومن هنــا نستدِلُّ بقولهِ صلى الله عليهِ وسلّمَ أيضــا:- " طلبُ العِلمِ فريــضٌة على كلِّ مسلمٍ"

أي أنّ العلمَ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ مهماَ كـــانَ سنُِّهُ ومهماَ تزوَّدَ من العلمِ سنواتٍٍ ..

فمّـــن قــال أنا علمتُ فقد جهل..

وتبـــاينت الأقوال في حق العــلوم المفروض تعلمها على المسلم , فمنهم من قال :-

أنَّ العِلم المفروضِ تعلّمُهُ علمُ فروضِ الأعيان, كمعرفةِ الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ في ربوبيَّتهِ وألوهيّتِهِ وأسمائهِ وصفـاتهِ إجمـــالاً ومعرفة نبيه صلّى اللّه عليهِ وسلّم ووجوبِ إتباعه في كلِ ما أمر بهِ وكلِّ ما نهى عنهُ

وتعلّمُ الوضوءِ والصلاَةِ وغيرهــا من الفروضِ ,وأمّا فروضِ الكفـــاياتِ كتغسيلِ الميت والصلاةِ عليهِ وعلومِ التجـــارة

والطبِ والهندسة ونحوِها فلا يجب تعلّمٌها على كلِّ مسلمٍ..

واللهُ أعــــلمُ

وقد قال تعالى عزَّ شأنهُ وجلَّ ثنــاؤُهُ:- { هــل يستوي الذينَ يعلمــونَ والذينَ لا يعلمــوُنَ }

وفيها استفهمَ سبحـــانَهُ وتــعالى بكلِّ إنكار , هل يستوي العالمُ والجـــاهلُ؟؟ ..

ومن هذا التساؤل نستطيع معرفة الإجابة المشبعة بالنفيِ الأكيـــدِ ,وقــال تعالى في آية أخرى:- { هل تستوي الظلمــات والنور } , أي أن النور لايساوي الظلمة وهكــذا الأمر بين الجــهل والعــلم..

فبين لنا سبحــانهُ وتعــالى أن الظُّلمَةَ مثالُ حــالِ من لا يعلم , وأن النُّورَ مثــالُ حــالِ من يعلم..

و قـــال تعــالى أيضا في كتـــابه المبيــن :- { ومن آياتِهِ خلقُ السماواتِ والأرضِ واختلافُ ألسنتكم وألوانِكم إنَّ في ذلكَ لآياتٍ للعَــالمِينَ } وهنا قـــال تعالى للعَالمِينَ ولم يقُل للجــاهلينَ أو للغــافِلينَ

فإن كــان للعِلمِ هذهِ المَزِيّةُ فلا يصِحُّ أن يكونَ العلمُ الممَثَّل له بالنّور إلاَّ علمَ إرشـــادٍ وتبيــين ,,

ونجدُ في الأدعية والأحــاديث المأثورة قولُهُ صَّلى اللهُ عليهِ وسلََّمَ:- "اللهمَ انفعني بمَا علَّمتني , وعلّمني ما ينفعني ,

وزدنــي علمــاً " ؛ كأنّهُ يقــول اللهم اجعل علمــي عِلمــاً صحيــحــاً ..


وصَفَ الله تعــالى أهلَ الجَهلِ في قولهِ :- {إن يتَّبعونَ إلاَّ الظنَّ وما تهوى الأنفُس ولقد جــآءهم من ربِّهمُ الهدى}

أي أن الجــاهلَ مسيءٌٌ , ظــالمٌ , فهوَ مفتقرٌ للعلمِ وقدُ حجبَ بأعمــالِهِ السيئة النـــاتجة عن الجــهل..

ومن أشدّ أنواعِ الجهلِ هي اتهــامُ الغيرِ ظلمــاً وعدوانــاً ,لمــا يخلفه هذا من أثر على الشخصِ المطعونِ

بغيا , و كم سيخلفه من ألمٍ شديد نتيجة معرفة الحقيقة , لذا يقول تعالى :- { يــاأيها الذِّينَ ءامنوا إن جــاءكم فـاسقٌ بنبإٍ فتبينوا أن تصيــبوا قومــاً بجــهـــالةٍ فتصبحوا على مــا فعلتم نــادمينَ}

وأكبر الجهلِ هو سوء الظنِّ بالله , حيث قــال تعـــالى :- {ثمَّ أنزلَ عليكم من بعدِ الغمِّ أمنةً نُعــاساً يــغشى طــائفةً منكم و طــائفةٌ قد أهمَّتهم أنفُسُهم يظنُّونَ باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ الجــــاهليةِ}

فحينما يعتقد الإنسان أن الله لن ينصر المسلمين فهذا ظن سوء به تعالى وينطلق من جهل فاضح

ومن ظن أن الدنيا هي كل شيء فهذا من اشد أنواع الجهل

ويقول عز وجل في أغلب آياتهِ :-{ولكنَّ أكثرهم يجهَلونَ}

فقلة هم الواعون وقلة هم العالمون وقلة من يعرفون ربهم , قال تعـــالى :- {وإن تطع أكثر من فِي الأرضِ يضلّوكَ عن سبيلهِ}

ويقـــول تعــالى :- {إنَّ عرضناَ الأمــانةَ على السّماواتِ وعلى الأرضِ و الجِبالِ فأبينَ أن يحمِلنَها وأشفَقنَ منهَا وحمَلهَا الإنســان إنَّهُ كــانَ ظلومَاً جهُولاً}

وقـــال تــعالى :- { قلْ أفغيرَ اللهِ تأمرونيَ أعبدُ أيّها الجـــاهلونَ }

وقـــال تعــالى أيضـاً :- { وقِرنَ في بِيوتكنَّ ولا تبرّجنَ تبرُّجَ الجـــاهليّةِ الأولى }

وهنا يذكر لنا الله سبحانه وتعالى, بأنّ النساء المتبرجــات والّاتي يعرضنَ مفــاتنهنَّ فــي جـــاهليّةِ الجـــاهلينَ..

وفي الحديثِ النبوِيِّ تقولُ أمُّ سلمة رضي الله عنها :- " ما خرجَ النبيُّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ من بيتي قطُّ إلاّ رفعَ

طرفهُ إلى السمــاءِ فقــالَ: اللهمَ إنّي أعوذ بك من أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ ,أو أّزِلَّ أو أُزَلَّ, أو أظلِمَ أو أُظلَمَ, أو أَجهَلَ أو يُجْهلَ علَيَّ "

ومن أقوالِ العلمـــاء في الجهل:-

[لا تمنعِ العِلمَ من أهلِهِ فتأثمَ , ولا تنشُرهُ عندَ غيرِ أهلهِ فتجهل]

[اغدُ عــالماً أو متعلّما ولا تغدُ فيما بين ذلكَ فإنَّ مابينَ ذلكَ جــاهلُ ]

أي هنــاك عـالمٌ , ومتعلمٌ , والثــالث جــاهلٌ ؛ فالناس ثلاثة : عالمٌ ومتعلِّمٌ , ولا خيرَ في ثالثٍ

[العجب بنفسه ، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه ، وأن ينهى عن شيء ويأتيه]

وهذا يأخذنا لقول الشاعر :-[لا تنهَ عن فعلٍ وتأتي مثلهُ عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ]


"أحاديث نبوية "

حدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن المثنى ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة
قال
: سمعت قتادة ، يحدث عن أنس بن مالك ، قال : ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول
:الله صلى الله عليه وسلم ، لا يحدثكم به أحد بعدي سمعته منه
إن من أشراط الساعة
، أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويفشو الزنا ، ويشرب "
" الخمر ، ويذهب الرجال ويبقى النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، وعبده ، وأبو معاوية ، وعبد الله بن
نمير
، ومحمد بن بشر ، ح وحدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا علي بن مسهر ، ومالك
بن أنس
، وحفص بن ميسرة ، وشعيب بن إسحاق ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ،
: عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس
، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ،"
" فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا



العِلمُ والجهلٌ _ايجـــابيات,عيوب

الجــهل من أسبـــاب ضعف الإيمــان و العلم من أسباب قوته

كلما ازداد الإنســـانَ علماً ومعرفة ازدادَ علماً بربِّهِ وبدينهِ ومــا يجبُ عليهِ

من العباداتِ والطـــاعاتِ والأعمـــالِ الصّالحةِ, والعكس صحيـــحٌ

فالجـــاهلُ مُعَرَّضٌ للشُّبُهــــاتِ التِّي تزعزعُ الإيمـــانَ وتنقِصُهُ , فيرتكِبُ الجــاهِلُ الخرافـــاتِ التي تهدِمُ الدّينَ وتقوِّضُ أركـــانَ عقيدتِهِ, لذلكَ يقولُ أهلُ العلمِ أنَّ الإيمـــان َ يزيــدُ بالطّاعاتِ وينقُصُ بالمعصِيةِ ويقوى بالعَمَلِ

ويضعُفُ بالجــهلِ ..

العلمُ حيــاةٌ لصــاحبهِ والجهلُ موتٌ لصاحبهِ

الجهلُ موتٌ لصـــاحبهِ فلا علمَ يحييه , فالعلمُ حيـــاةٌ للقلوبِ ,وللهِ درُّ القائِلِ:-

وفي الجَهلِ قبلَ المَوتِ موتٌ لأهْلهِ ** وأجسَامهُم قبْل َالقبُورِ قبورٌ

وأرواحُهُم فِي وحْشةٍ منْ جسُومِهم *** فليَسَ لهمْ حَتَّى النُّشورِ نُشورٌُ

فالجاهل ميت القلب والروح، والعلم والإيمان حياة للقلوب من مرض الجهل , وقد قــال تعــالى :-

{أوَمن كــانَ ميْتاً فأحيينـــاهُ وجَعَلنـــاَ لهُ نوراً يمْشيِ بهِ فـي النَّاسِ كَمنْ مثَلُهُ فيِ الظُّلُمـــاتِ ليْسَ بخـــارِجٍ منهاَ}

ومن وصَاياَ لـُقمانُ لابنهِ أنَّهُ قَال:- [ لهُ يا بًنَيَّ جَالسِ العُلماءَ وزَاحمهمْ بِركْبتَيكَ فإنَّ الله َيُحييِ القلُوبَ بنوُر ِالحِكمَة كَما يُحيِي الأَرضَ بِواَبلِ القِطِر]

العلمُ من أسبـــابِ انشراحِ الصدرِ , والجــهلُ من أسبـــابِ ضيــقِ الصّدورِ

بالعِلم ينْشرِحُ صُدر الإنسانِ ويَشعرُ صَاحبهُ بالاطمئنانِ فيِ هذه الحياةِ،

وكلَّما ازداد الإنسانُ علماً أزدادَ انشِراح صَدرهِ واتَّسَعَ، بخلاف الجاهل الذي يضيق صدرهُ

ويقولُ العلاَّمة ابنِ الِّقيم رحِمه اللهُ- وهو يتحدثُ عن فضلِ العِلمِ والعَالِمِ على الجَاهِل :-

[العلم فإنه يشْرحُ الصَّدر ويوسعُهً حتَّى يكونَ أوسعَ منَ الدُّنياَ والجَهلُ يورثُه الضِّيقُ والحَصر والحَبس فَكُلَّما اتَّسعَ عِلم العّبدِ انشرَحَ صدرُه ُواتَّسع وليسَ هذَا لكُلِّ عالمٍ بل للعِلمِ المّوروثِ عنِ الرَّسولِ صلّى الله عليهِ وسلمَ وهو العِلمُ النَّافعُ فأهلهُ أشرَح ُالناَّسِ صَدراً وأوسعُهُم قُلوبًا وأحسَنُهم أخلاَقاً وأطيَبُهم عيشاً]

العِلمُ أصلُ كلِّ خيرٍ والجهلُ أصلُ كلِّ شرٍّ

فبالعلمِ تحيى الأُممُ وبالعلمِ يعرفُ الإنســـانُ طريقَ الحقِّ من طريــقِ البـــاطلِ..

فكـــانَ لنــاَ الخيرَ فــي دنيـــاناَ وهوَ لنا كذلكَ في أُخرانــا ..

الجهلُ هوَ أصلُ كلِّ شرٍّ , فكلُّ فسادٍ وضلالٍ فِي الأرضِ لو نَقَّبتَ عنهُ لوُجِدَ الجَهلُ هُو سببَه ُومنبَعهُ

ولا شيءَ أضرَّ من الجهلِ فبسببهِ تضيعُ الحُقوقُ والواجبــاتِ ومن ضررهِ أيضاً أن يعيقَ المسلمَ عن فِعلِ الأعمالِ الصالحاتِ والتقرِّبِ إلَى الله تعَالى بالطَّاعَات والقرُبات ِمن الفرائضِ والنوافلِ,

- فيحولُ بينَ الإنســانِ وقراءةِ القرآنِ الكريـــمِ من المصحَفِ والتدبُّرِ في آيــاتهِ

-ويمنع الجــهلُ صـــاحبَهُ من إتقـــانِ العمَلِ والتقرب به بالصُّورة الصَّحيحَة والسَّليمَة التِّي ينبَغِي أن يكُونَ عليهَا بسببِ ما عندَه ُمن القُصُور

- الأعمَال الصَّالحَات متَفاوتة من حيَثُ الوَاجب و الأوجبُ، والفرائضُ من فرضِ عينٍ وكفايةٍ ومن حيثُ المندُوباتِ والسًّننِ، فالجَاهل قد يُقدِّم النَّفل َعلى الفرضِ، والسُّنَّة على الوَاجبِ، بل قد يترك بعضَ الواجباتِ مع الحِرصِ على كثِير ٍمنَ السُّننِ والنَّوافِل..

.

الاستــــعــــــاذة منَ الجهلِ

- وممَّا يدُلُّ على خُطُورَة الجَهلِ وضَررِه أنَّ النَّبِي َّ-صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ-استعَاذَ منهُ وسأَلَ المَولَى جلَّ وعَلا- أنْ يغفرَ لهُ خطاياه ُوجهلَه فقَد كانَ مِن دعَاء النَّبيِّ-صلَّى الله علّيهِ وسلَّمَ: "ربِّ اغفر لِي خَطيئتِي وجّهلِي وإسرَافِي فِي أمرِي كُلِّه وما أنتَ أعلَمُ بهِ مِنِّي. اللّهمَّ اغفر ليِ خّطاَياّي وعَمَدِي وجَهلِي وهّزلِي وكُلَّ ذلك عندِي"

بـــرب #
الفرج قريــــب


التعديل الأخير تم بواسطة دُونـــآي ❝ ; 12-22-2014 الساعة 10:08 PM
رد مع اقتباس