~♥قَصةَ مُبدعَة~♥قهوه ودموع ~ قهوه ودموع ~ جالسا امامي يحرك في كوب القهوه يمينا ويسارا...تلك القهوه السوداء من غير سكر..مره الطعم ولكننا اعتدنا ارتشافها معا.. |
لم اخبره يوم انني اكره القهوه.. فلم ارد ان احطم الشئ الوحيد الذي ظنه حقيقياً بيننا... كان قلقاً..يحرك أطراف شعره بإصبعه الصغير.. فهذه هي عادته اذا أراد قول شئ مهم..وعجزت كلماته عن فعل ذلك...تشاجرنا ذلك اليوم... للمره الأولي نتشاجر في أربعه سنوات.. أعتقد ان تلك الحقيقه كافيه لتدل علي عدد المشاكل الذي كنا نتجاهلها..قال كل ما يريده وقلت كل ما أريده... وصلنا الي مرحله الصمت..اجل الي مرحله عرف كل منا ان الأخر لن يتنازل..أبتسم بحزن... وأعاد الي ذلك الدفتر الصغير..دفتر حمل بدخله لحظات كنا فيها سعداء .. "كنا فيها سعداء "..ام كانت سعاده مزيفه ؟!.. ربما انا من نسج احلامه بعيداً عن ارض الواقع.. ربما طوال هذا الوقت كنت اعلم الحقيقه لكني تجاهلتها ببساطه..اخذت ذلك الدفتر معلنتا نهايه كل شئ كان بيننا ! .. ولكن ما ألمني بالفعل..انني لم اعلم اجابه لهذا السؤال ... "وما الذي كان بيننا ؟؟! ".. احقا كنت مغرمه به ام بتلك الصوره التي نسجه خيالي عنه...اكان يحبني انا ام تلك الفتاه التي ظنها انا ؟!..لملمت ذكرياتي..وتشاجرت مع دموعي فهي لن تنزل امامه..سأظل عنيده للحظه الاخيره...ابتسم..فرغم ان الجميع كان يكره هذه الخصله فيني الا انه دائما ما يردد... "كوني كما انتي لا كما يريدون لك ! "... علمت حينها انني احببته حقا..حفظت ما يقول وما لا يقول.. و كيف يخفي انزعاجه بتظاهره بفعل شئ اخر ...كيف انه يكره الضجه ويحب الهدوء..كيف انه .. وكيف انه استطيع ان اؤلف كتابا عنه..ولن تكفي تلك السطور لقول ما اريده ... لخط ما احسه قلبي تجاهه...نهض وخطي مبتعدا.... تألمت وتمزق قلبي...غرقت سفينه احلامي التي كانت تبحر في سعاده ..غرقت الي اعماق الحزن..وتحطمت الي اشلاء.. فقد عرفت الحقيقه متأخره..خسرته وانتهي الامر..وهاهو قد ذهب ... " توقف ! "..كم اردت ان اقولها بشده.. ولكني افضل العيش مع الالم علي العيش دون كرامتي !.. وهكذا تركته يرحل..ابتسمت بحزن...امسكت بكوب القهوه ذاك وارتشفته مره واحده...طعمه مر..بارده....ضحكت حينها وعلمت لماذا كان يناديني ببلاك كوفي... فانا كذلك..كلامي مر..وبارد... الا انه كان مجرد غلافا لما اخفيه...طريقتي لتعبير عن ما احس به ...نظرت امامي لاجد انه قد نسي محفظته...غلفتني سعاده غريبه...كنت اعلم ان كل شئ قد انتهي ولكني اردت ان اودعه بالطريقه الملائمه...فان قلت له "وداعا"..ربما يموت حينها في قلبي...حملت تلك المحفظه وخطوت للخارج..رصعت دموعي تلك الارضيه.....لم اجده..وبدأت افقد الامل في ان اجده...فكيف لي ان اجد شئ فقدته ؟.. " فقدته؟! " هل هي حقا الكلمه الملائمه فربما هو لم يكن لي منذ البدايه...ربما كتب لغيري..وكتبت لغيره..ربما من الافضل لي ان اعيش سعيدهً.. بعيدهً عنه...ربما نحن في البعد افضل حالا !...وما ان اقنعت عقلي بهذا الكلام وضمدت جراح قلبي...قررت العوده وترك تلك المحفظه هناك والرحيل بهدوء ! ..سمعت صوتا قادما من خلف تلك السياره..صوت علاقته المزعجه التي لطالما طلبت منه ان يتخلص منها . وللمره الاولي احببت صوتها الذي لطالما ازعجني ! ..حملتني قدماي الي هناك وانا اعاتبها واعاتب قلبي الخائن ... "الم اقنعك قبل قليل ؟!" ....وقفت هناك لاراه امامي...ابتسم..لم اقدر الا علي ان ابتسم...اي كذب كنت اقوله للتو...فانا اعتدته كما اعتدت تلك القهوه المره...لا اريد فراقه..اريد ان اقاتل لاجله اتغير لاجله..ببساطه جعلني اريد ان اصبح شخصا افضل...فانا احب *انا التي تحبه اكثر من *انا التي لا تفعل !...تقدمت نحوه..." اسفه "...للمره الاولي اقولها في حياتي..ابتسم....اتسعت عيناي في تلك اللحظه وتسارعت دقات قلبي... "ابتسم لي رغم ذلك الالم "...سقط علي الارض....وتضرجت يداي بتلك الصبغه الحمراء..ودون ان احس تساقطت دموعي واحده تلو الاخري...لم افهم ما حدث كيف حدث.. ولماذا حدث ؟!...المهم انه كان مستلقا هناك امامي يلفظ اخر انفاسه..وانا عجزت عن فعل شئ سوا البكاء والصراخ طلبا للمساعده....هرب ذلك اللص الذي اراد ان يسلبه ماله لكن بدل عن ذلك سلبه حياته ...لم يصدق انه نسي محفظته ظنه يماطل..فلم يتردد في ادخال تلك السكينه الي قلبه. ليوقف نبضاته امام عيني ..اما انا وقفت هناك كالبلهاء تغلفني احلامي ورغباتي ولم اري تلك الرقعه الحمراء ! ...فعيوننا كاذبه...تري لنا ما نريد ان نراه وليس ما نحتاج الي ان نراه ! جلست علي الارض...ابكي ..." اسفه" .."اسفه"....لو لحقت به ..لو لم اتركه يذهب..لو.. ولو ولو..جميعها انتهت بأنني السبب ....لست السبب...قالها بانفاس متقطعه..." لقد تركتها هناك...متمنيا ان تعيديها الي..ان تعودي اليّ.. معها.."...اسف...قالها ليلفظ اخر انفاسه بعدها....مات...مات..في ذلك اليوم لكنه ظل حيا في قلبي ! ..اعادها ذلك الصوت الي ارض الواقع.." يحتاجون اليك في غرفه العمليات رقم سبعه" ..... امسكت بهاتفها... مسحت تلك الرسائل. والقت بذلك الدفتر في سله المهملات..واخيرا.. ضغطت علي ذلك الزر لتمحو اسمه ...ربما مسح عن ذاكره هاتفها لكنه سيظل موجودا في ذاكرتها...وضعت تلك الفتاه القناع والقفازات...واتجهت الي هناك....علي امل ان تنقذ قلب ينبض...فهي وحدها تعلم كم يؤلم ان يظل قلبك ينبض وانت قد مت !..فقررت في ذلك اليوم..ان تمنح للاخرين ما لم يعد لها ..
|
التعديل الأخير تم بواسطة • ćhañŸèol ; 01-29-2015 الساعة 12:55 AM |