عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 01-05-2015, 01:18 PM
 
كلام جميل جدًا اخى
و يسعدنى المحاولة اذا سمح لى ذلك

-انه هو ذا الطفل برئ القلب طيب النفس يلهو و يلعب بكل ما يسعده فى طرقات منزله غير مبالٍ بأحداث دنياه فهو بطبيعة الأطفال قد وثق بأن له ملكان يحميانه و يرعانه عن يمينه و شماله , يقدمون له ما يُحرمون منه و يُكنون له مكانًا فسيحًا فى قلوبهم يذهب احدهما ليتحمل متاعب الحياة و عناء الأهوال ماضيًا فى ظلمات الأقدار غير متبرم و لا حزين فله هدف جليل فربما عاد اخر اليوم بما جمع من الرزق الجميل فأهداه الى طفله طمعًا فى إبتسامة املٍ تخرج من ثغر طفلٍ فتملئ الحياة املًا و سرورا, بينما يمكث الملاك الثانى الذى تَحَمل مرارة تربية الطفل منذ مولده دون تبرمٍ او شكوى و هى مع ذلك لا ترى فى حياتها الا طفلها فتعتنى به كما يعتنى هو نفسه بدميته الصغيرة فربما تعلم الطفل من ذاك الملاك الحنان فإمتلئ قلبه الصغير بالخير و الجمال , تمضى الأيام و تتعاقب الليالى فتطالب الأم بحقها فى عمل مثالى و يختنق سوق اعمال الرجال فيتغير الحال و يتشاجر من كانوا ملكين و يلهوان بكلمة "الطلاق" فيسعى صاحب الرزق الى جاه نفسه و يمسى الطفل لا يجد الرعاية و الأمان و يستحال الملكان شيطانان فلا رعايةً تكون لطفلهما ولا احسان فتأتى ليلة من ليالى السواد يعود الوالدان الى بيتهما و فجأة يصبحان مجردان من لفظة "والدان" فلا طفل يُترك دون رعايةٍ و لا أمٍ تهمل اولادها من اجل ذاتها و لا أبٍ يسعى الى رفعة شأنه دون حمل أسرته فوق الأعناق