ملحوظة : سيتم وضع بقية فصول الرواية كردود فى نفس الموضوع حتى يسهل على القارئ متابعتها
الفصول الثلاثة الاولى :- اضغط هنا
ثعلب درمصرنجا
(الجزء الرابع)
إنها تبكى و تصرخ بشكلٍ لم تعهده عيناى من قبل ,تعصف بالآلام من مخارج حروفها و تفجر من العيون بحور دموعها و ينطق لسانها بألفاظٍ لا صلة بينها و يقطِّع الدمع صوتها تقطيعًا يحيطها من اسرعوا اليها ليهدئوا من شدة روعها فى جزعٍ و هلع و أخى قد استقر يمينها على غير مبالاةٍ بها فآلامه فاقتها قدرًا فكان مرتميًا على رمال الصحراء غير مكترثٍ بنارها فهى و ان كانت حارقة فليست بأكثر من نار قلبه الموقدة, ارتمى ليأخذ من جار والده مجلسًا و يحتضنه بحرارة طفلٍ يودع اباه , ترقبت طويلًا و انتظرت كثيرًا ان يبادله ابى شعوره و يتبادل معه الأحضان و يردها عليه بحرارة ابٍ يعشق ابنائه و لكن فى تلك اللحظة التى يقشعر لها الجسد و يندى لها الجبين و يقفو الآلم بعضه بعضًا كان ابى غليظ القلب يقابل الحب بالبرود و الأحضان بالسكون فهو لم يحرك ساكنًا بل و لم يكلف خاطره حتى بفتح عيناه المغمضتين إرضاءًا لأخى فقد كان جسمه هامدًا لا تُحركه الا احضان أخى , مع مرور كل وهلةٍ كنت ارى الحاضرون يزدادون عويلًا و يطلقون صراخًا ظنًا منهم – او قل منى – ان ابى قد نام نومًا عميقًا و ربما يستيقظ فى حال ارتفع صوت عويلهم المزعج المؤلم, و حقيقة الأمر كما عرفتها ان ابى كان نائمًا حقًا و لكنها النومة الأبدية فلا صوت عويلٍ سيزعجه و لا حرارة حضنٍ ستوقظه بل ولا حتى نظرةٌ بائسةٌ حزينةٌ من طفلِ لا يدرك من الأمر شيئًا ستعيده. انها الحقيقة الوحيدة المؤكدة للحياة , يولد الإنسان بمخزون دقات قلبه بين يديه يُقضى ما يشاء منها فى ما شاء حتى اذا نفذ مخزونه كانت حقيقة الموت.
مرَّت الساعات كليالٍ طوالٍ من الحزن و الهم , نظرةٌ بائسةٌ حزينةٌ تكسي وجوه المشيعين فى ظلمة ليلٍ قاسٍ يتخللها نظرة اتعاظٍ موارين هذا الملاك بالتراب.
انه موعظة الماضى و شعلة الضوء فى حاضرى فمازالت كلماته تلك و خطبه هذه التى يقذفنى بها ان زللت فتقع فى صدرى موطنًا للحزن الذى سرعان ما يتحول الى عالمٍ من السعادة حين ادرك انها خير تقويم لى فى حياتى و خير إرشاد لى فى مستقبلى. هذا الملاك الذى تكلف ما يطيق و ما دونه طمعًا فى توفير احتياجات اسرته التى احبها و احبته . مازالت نصائحه لى عالقةٌ فى ذهني لا تبغى خروجًا و لا اريد لها ذلك ,انها خير نصائح قدمها ابٌ يعشق ابنائه و يخشى عليهم طغيان الزمان اذكر منها (انت من تضع قوانينك انت من تصنع واقعك)...
بقلمى / MnsMas
ملحوظة أخيرة : أتمنى ان تكونوا استمتعتم بهذ الفصل و لى طلبٌ و رجاء عند كل قارئٍ ان يشاركنى سواء بالنقد او النقاش البناء و عدم الاكتفاء بالقراءة فقط و للجميع جزيل الشكر منى و فائق الاحترام ...