الموضوع: خلف الأقنعة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-11-2015, 10:25 PM
 
خلف الأقنعة





















البيئة والتربية لا يد لكلاهما بشخصنا
في أحضان الليل الدامس قد تلمع جوهرة !!
وتحت ضوء الشمس قد تموت الزهور
يجب أن نعلم يقيناً أن خلف الأقنعة هناك حكايات
أناس أتخذوا العلم كأسطورة من النقاء .!






السابع عشرَ من تشرين الثاني

في تمام الساعة السادسة عشر و النصف

سانتياغو

ازدحمت قاعة المحكمة بالحضور .. بينماَ أنتشر رجال الشرطة بشكل مكثف لقمع أي تمرد قد يصدر من الكواسر الجريحة !

نظراتهم متعطشةَ للدماء قلوبهم ممتلئة بالكراهية.. مع كل لمحة من أعينهم افترسوا المتهمين .. كأنهم يتحينون الفرصة للانقضاض على الذي أذاقهم لوعة الفقد والحرمان.. كيف لا و ذلكما الأثنان داخل القفص قد حصدا أروح الكثير من أحبائهم

وسط التجمهر الثائر صاح القاضي : أقسم أن لم تلزموا الهدوء سأنهي هذه الجلسة دون الأدلاء بالحكم

جفل الناس وألتزم كل منهم مكانه ، كيف لا ومبتغاهم هو الانتقام

لتبدأ المحاكمة، كلمات قليلة إلا أنها أثارت في النفوس الكثير من الترقب

وقفَ المدعي العام بهندامه المرتب ودلالات الوقار بينة عليه رجل في أوساط الأربعين

عيناه صغيرتان بلون الخشب والشيب قد أكتسح رأسه.

تنحنح قليلاً ثم بدأ بقراءة التهم الموجهة نحو السجينان بامتعاض : السيد ميغيل والأنسة أوليفيا ميلتون

متهمان بجرائم خطف ، قتل وتنكيل

الجريمة الأولى : قتل مغني الأوبرا السيد ايفرت واقتلاع حنجرته ثم رمي جثته في النهر

الجريمة الثانية : اختطاف السيد فرنكلين الطالب الأكثر تفوق في شيلي واستئصال دماغه مع الجمجمة في عملية أدت لوفاته و تخلصوا من الجثة عن طريق حرقها

الجريمة الثالثة: قتل صاحب أكبر شركة تمويليه في العالم السيد تيد بقطع الوريد ثم قاما بسرقة قلبه

الجريمة الرابعة : قتل الانسة ستيورت مع اجتثاث عيناها من محجرهما

بنظرة حادة علق المدعي إلمر على تلك الحادثة موضحاً: الأنسة ستيورت تتمتع بنظر حاد فوق الطبيعة

لنعد لاستكمال جرائمهما

الجريمة الخامسة : قتل الأنسة إنيس بخطأ طبي متعمد لكن غير واضح للعيان وبعد أن قام أهل الفقيدة بدفنها انتظرا يومان ثم استخرجا الجثة وقاما بإجراء تجاربهم القذرة عليها

نظر المدعي للقاضي بنظرات ثابته وأردف : وأخر جرائمهما كانت جريمة فردية لميغل حيث قام باستدعاء السيد ادوين إلى منطقة صناعية قيد البناء للنقاش معه إلا أن هدفه الرئيس كان استخدامه بتجربته ..

و تلك الحادثة كانت الفيصل حيث قامت الأنسة أوليفيا بالأصال بمركز الشرطة والاعتراف بجرائمهما كافه

وطلبت من المفتش نوا أنفاذ ادوين مقابل ذلك

بدأت أصوات الحضور بالتعالي مطالب بالإعدام الفوري

نظرة واحدة من القاضي ليبرت كانت كافية لإصماتهم جميعاً

تحدث بعدها موجهاً كلامه للمتهمين : ما هدفكما من تلك الجرائم .؟؟

بابتسامة عنفوانيه وعينان متلألئتان رد ميغيل : انه العلم يا سيد

استنكر ليبرت تلك الإجابة المختصرة فكما يبدو أنه منذ عشرون عاما بعمله في القضاء لما يجبه أحدهم بهذه الطريقة المتمردة

ـ إذاً ما هي التجربة التي كنت تريد القيام بها سيد ميغيل؟؟

أتسعه ابتسامة ذاك الاشقر ذو العينان السوداوان كأنك ترا الليل الحالك من خلالهما: صناعة أنسان كامل

ـ أتعترف بجرائمك ؟؟

بتنمر واضح أجاب ميغيل مستهجن : ومن قال أنها جرائم هؤلاء الأشخاص فقدوا حياتهم في سبيل العلم وهذا مفخرة لهم

هنا تدخل المدعي بتبرم : سيدي القاضي هذا اعتراف واضح ، أرجو من سيادتكم ادلاء الحكم المنشود منكم وهو الإعدام شنقاً

أعترض المحامي بصوته الثخين : الإعدام ليس الحكم الأمثل سيدي ، علينا أن نسمع من المتهمين والشهود أولاً

السيد فيكتور يعلم آنفً انه مهما فعل لن يستطيع سوى تخفيف الحكم

لكنه من أشهر المحامين في البلاد وخسران هذه القضية قد يضر بسمعته

ألقى نظرة على ميغيل ليسترجع بعض الذكريات

( سيد فيكتور لقد تم اختيارك للمشاركة بهذه القضية كقاضي خاص لميغل العالم المهووس والطبيبة أوليفيا ميلتون

أستنكر فيكتور طريقة الطلب تلك من القاضي ليبرت إلا أنه فهم بعد برهه أن ذلك الطلب قادم من السيد ميغيل

في بادئ الأمر تذبذب بين الرفض والقبول لكنه وافق وبدأ عمله

أستدعى ميغيل ليبدأ العمل معه ويفهم ماهيه القضية

دخل ميغيل ومعالم الثقة المفرطة مخطوطة على وجهه

صافحة فيكتور بسماحة بينما بدأ ميغيل عادته السيئة ، حملق بفيكتور بطريقة مريبة من رأسه قليل الشعر لعيناه المخضرتان لجسده الممتلئ

ثم ابتسم قائلاً : مع أنك محامي شهير إلا أن شكلك مبهدل فأنت لا تهتم بغذائك ولا بهندامك

أغتاظ فيكتور من تلعيق ميغيل التافه إلا أنه كتم غضبه تحت قناع الهدوء وبادر بالسؤال : ما هي جريمتك

أمتعض وجه ميغيل المبتسم : ليست جرائم أنهم تجارب ..

لا يعلم لماذا لكن أسلوب ميغيل بالكلام يجعله متردد ،

ـ كم عمرك سيد ميغيل ؟؟

_ 38 عاماً . لكن ما دخل عمري بالأمر ؟؟

ببطء أخرج الكلمات : لأنك تبدوا بالخمسين فأردت التأكد

دعنا من هذا الآن وأخبرني ما هي تجربتك ، ومنذ متى وأنت تعرف الطبيبة أوليفيا

قطب ميغيل عينان بغية التذكر وما هي إلا لحظات حتى بدأ الكلام : كان هذا منذ عام ، وجدتها بأحد شوارع العاصمة كانت تزفر من الغضب ويداها ترتجفان من البرد

اقتربتُ منها وسألتها عن سبب انزعاجها فأخبرتني أن سيارتها معطلة ولم تجد من يصلحها لها

أخبرتها أنها وجدت غايتها وقمت بواجبي مقابل أن تقلني للمنزل

وفي الطريق كانت تلعن ، تشتم وتسب كل من تراه في مسلكها

بل وتتمنى للعالم أجمع الموت ، سايرتها في كلماتها تلك ومن حديث لأخر بتنا صديقين

تسأل فيكتور باستعجاب : لكن هذا لا يكفي لأن تصبح شريكتك بتجاربك

تهلل وجه ميغيل ومعالم تنم على السخرية : عزيزي فيكتور ألا تعلم أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة

تلك الامرأة مريضة نفسياً أنها تكره البشر وتعتبرهم حثالة ..

لذلك قمت بشرح تجربتي التي تقتضي انتاج أنسان كامل لها ومع مرور الوقت أقنعت بالعمل

أندهش فيكتور من جراءة ميغيل وطلاقة لسانه هو لا يبدو كشخص نادم على افعاله بل يبدو كمهووس بالتجارب

ألقى نظرة عميقة على ميغيل قبل أن يسأل : منذ متى وأنت تفكر بهذه التجربة وهل عرضتها على المختصين ؟؟

امتعض وجه ميغيل وكشر عن أنيابه غاضباً : منذ أن كنت في السابع والعشرين من العمر

لكنهم رفضوا ورموني بالجنون كل ما أريده هو تطوع بعض المميزين للتجربة كي يقوم الطبيب باستئصال العضو المسبب للتميز ثم نقوم بجمع تلك الاعضاء بجثة .

أترا ان مطلبي جنوني

رد فيكتور مجارياَ له : لا

ـ لكنهم نفوا عني العقل ورموني خارج جمعية العلماء

ـ ولهذا قمت بالتعاون مع الطبيبة أوليفيا

ـ أجل هي كانت من العائلات الثرية وتستطيع الوصول لأي شخص أريده , دون ترك أي دليل

السؤال الذي يطرح ذاته الآن في أعماق فيكتور أبى أن لا يخرجه : كيف قبضت الشرطة عليك إذا كان عملك دون أدلة ؟؟

بسخرية نطق كلماته : هذا ثمن الثقة بامرأة صحيح أنها كانت تكره العالم أجمع لكنها كأنت تكرههم لأجل أخاها الصغير ادوين ويبدو ان آخر ضحاياي كان هو ، لا أعلم كيف درت بالأمر لكنها قامت بالاتصال السريع في الشرطة واخبرتهم بكل شيء .

كل ما اريده منك سيدي هو تخفيف الحكم عن كلانا فأنا ما زلت أحتاجها

رمق المحامي يد ميغيل المقطوع كفها بسخرية وهو يقول : هي من قطع يدك ؟؟

ـ أجل)

أستعاد نفسه من تلك الذكرى على صوت نوا وهو يصرخ بأوليفيا : أنه ليس أخاكِ

فهم فيكتور وقتها ان أوليفيا ما زالت مصره على السؤال عن ادوين ونسبه لنفسها

لكن ما أستغربه الجميع هو ذلك الغضب الغير مبرر لنوا

القاضي بانزعاج : أنت تعيق القضاء

تأسف نوا بوجه خال من الملامح ثم ألقى القسم : أقسم انا المفتش نوا أني لن أقول سوى الصدق ولا شيء غيره

وسأشهد كمسؤول أول عن هذه القضية

أعطاه القاضي الإذن بالكلام فبدأ : منذ سبعة أشهر بدأت سلسلة جرائم غريبة ولا صلة بينها بالوقوع في هذا البلد والغريب بالأمر هو عدم التزام القاتل بمدينة محددة أو جنس أو عمر وقد سلمت أنا القضية وبينما كنت أحدث صديقي ادوين في أمرها وكيف أني ذقت ذرعاً بالقاتل لفت نظري لنقطة تميز المجني عليهم وأقترح علي استخدامه كطعم عارضت الفكرة بشدة لكنه ألح علي حتى وافقت وقمنا بعرض حلقة تلفزيونية مدتها أربعون دقيقة عن حياته

تضمنت تلك الحلقة مميزات ادوين حيث أنه ماهر بالرسم والعزف على ثلاث ألات ويتقن خمس لغات

الإنجليزية ، الروسية ، التركية ، الألمانية ، الصينية

وبراعته بالرياضة كذلك وجمال صوته بالغناء

وفي نهاية الحلقة قمنا بنشر رقم أدوين كشاب يحتاج لعمل مناسب كرد على هذا أتاه الكثير من العروض وكل عرض يقدم له يقوم بالبحث عن صاحبة وعندما وصلنا للسيد ميغيل قمنا بالبحث عنه كالبقية لكن لم نجد له أي سجلات وبصعوبة بالغة توصلنا لكونه عالم في الجامعة قررت وادوين رؤيته يوم الثلاثاء إلا ان ادوين خدعني

وذهب الأثنين كل ما تركه لي يومها رسالة فحواها ( سأحضره لك كهدية )

أصابني الرعب وجمعت عددً من رجالي وطالبت بمراقبة الاتصالات والبحث عن آخر مكالمة قام بها ادوين وأرسالها ألي

أن ذلك العمل يتطلب بعض الوقت هذا ما أخبرت به من المسؤولين عن الاتصالات , وقبل ان تظهر النتائج أتصلت الطبيبة أوليفيا واعترفت بكل الجرائم ، رجتنا أن ننقذ ادوين

وعندما وصلنا للموقع وجدنا أوليفيا قد سبقتنا لهناك وهي تصرخ كالمجانين لا تلمس أخي بينما كان ميغيل يجلس على صدر ادوين وبيده مشرط وكان يقول وقتها : لا تتحرك لا أريد قتلك أريدك حي

دفعه ادوين عنه بصعوبة نظراً لصغر حجم ادوين فكما تعلم سيدي صاحبي قصير طوله لا يتجاوز (167) سم

عندها انتبه ميغيل لنا مما ألهاه عن ادوين وأعطى لصاحبي الوقت للهرب إلا أن ميغيل كان مصر على إيذاء ادوين مهما كان الثمن ادعى الاستسلام وعندما اقتربنا منه للقبض عليه رمى المشرط باتجاه ادوين الواقف بجواري فأصاب به صدره

ألقينا القبض على ميغيل الحقير و أسعفنا ادوين إلا انه ولهذه اللحظة لم يستفق

ما أن قال جملته تلك حتى بدأت أوليفيا بالصراخ الجنوني : أنه مؤلم أكاد أنفجر لا أستطيع التنفس أرجوكم أقتلوني اقتلعوا قلبي أقطعوا يدي أحرقوني أنني أحترق من الداخل

وقف المدعي ألمر بغضب على عكس عادته : كفاك صراخاً في المحكمة عليك تذوق ما أذقتِه للناس

أما كنت تحسبين أنك وحدك من يحكم ويقرر ما يجب أن يكون عليه هؤلاء الناس وكيف يجب أن يموتوا

تساءل القاضي : أنسة أوليفيا لم اعترفتِ بجريمتك ؟؟ وكيف ؟ استطعت قطع يد ميغيل وأنت مكبلة ؟؟

قد يقول البعض أنه سؤال غبي إلا أن لليبرت القاضي المخضرم رأي آخر

أخرجت الكلمات بصعوبة من بين شفتاها المشققتين لشدة الضغط عليهم وعضها المتتالي لهما : سيدي أنا وميغيل نقتل المميزين هو يقتلهم وأنا أقتلع احشائهم هذا ممتع جداً بالنسبة لي أنا درست الطب لرؤية ألم الأشخاص

يوماً بعد يوم بات لدي هوس .

قاطعها ليبرت بسؤال مباغت : لماذا تكرهين البشر..؟؟

كانت تجيب كالألة دون استيعاب للموقف: أنا وأخي لقطاء تم التخلي عنا منذ أعوام كنت وقتها في عامي الخامس عندما رماني والداي في هذه المدينة وقتها ألتقطنا صديقان من على قارعة الطريق الثري أخذني أنا أما الفقير تولى أمر أخي الصغير الذي لم يبلغ الشهر الثالث بعد

وبسبب الظروف سافر والد أخي من التبني وبقيت وحدي لقد بحثت عنه كثيراً إلى أن وجدته بعد خمسة عشر عاماً لكنه كان وقتها أعمى لا يبصر شيئاً لم يستطع رؤيتي كان الجميع في الحي يسخرون منه ومع ذلك كان يبتسم ويضغط على نفسه في الدراسة أخي يعاني بسببهم أوغاد وذلك الرجل البغيض يعرف تماما انه فقير لما اخذ اخي لما ؟؟

عندما بحثت عن ما جرى مع أخي فعلمت ان احد اولاد الاثرياء رمى عليه مادة كيميائية عندما كان في الرابعة من العمر

وذلك الفقير البغيض لم يستطع اخذ حقه من هؤلاء السوقة

صرخت بعدها أوغاد جعلتموه يتألم ، بذلت قصارى جهدي لأشتري له عينان لكن أي غبي قد يبيع عيناه ؟.؟

تدخل نوا : أبي فعل . بعد أن تركتِ المدينة بسبب يأسك قام بوهب ادوين عينا أخي المتوفى وأهتم به حتى أبصر

ميغيل بهوس : كان يجب أن أحصل عليه

صرخ ليبرت : هدوء دعوا المتهمة تكمل

ـ انقطعت عن أخي من جديد ل أثنا عشر عاماً وبعدها رأيته في تلك القناة أتصلت به فأخبرني أنه على وشك حل أكبر قضية معقدة وأني سأكون فخورة به حذرته وصرخت لا تذهب سيجعلك وعاء لكن كان الأوان قد فات فقد وصل ميغيل

عندها فقط هيمن الخوف على قلبي ، لا أريد لأخي أن يموت بسببي

وقف فيكتور : سيدي القاضي يبدو ان الأنسة ميغيل مرت بضغط نفسي كبير ولا أستبعد أن تكون ممن يعاني انفصام الشخصية

أعترض المر : لا سيدي ، لا انكر انها معقدة إلا أني استبعد لك الخيار

رفع نوا يده مستأذن ، فأعطاه القاضي الأذن

ـ سيدي القاضي يبدو بأن المحامي يحاول كسب الوقت ، صدقني تلك الفتاة الا تعاني من أي مرض نفسي كل ما في الأمر أن الحقد أعمى بصيرتها

رمقها بنظرة مرعبة ثم أكمل ولا تنسى أنهى قامت بقطع يد شريكها بمشرط صغير كان في جيبها

تحدث ميغيل دون اهتمام بأي أحد : أنتم جميعاً حمقى تجعلون من هذه القضية عملاً لكم ، كل ما كنا نقوم به هو خدمة للبشرية لو سمحتم لي بأن أكمل التجربة ونجحت كنتم ستشكرونني نحن سنضحي بالمميزين لنصنع الأكثر تميزاً البشر ليسوا سواسيه ، منهم من يولد مميز ومنهم من يعمل ليتميز لو راقبتم الأطفال ستشهدون الاختلاف بالقدرة فمنهم من يمشي في شهره التاسع ويتكلم بالعاشر ومنهم من لا يخطو أي خطوة لما بعد العام بينما يتحدث بشهره الحادي عشر

كل تلك الأشياء تميز بين أنسان وآخر .

رفع فيكتور يده والحماس بادً على وجهه فسمح له القاضي بالكلام : وقف بثبات ثم قال وبناء على هذا أرى أن موكلي فعل ما فعله لخدمة البشرية

رمى ما بيده من أوراق وأردف : وأنا أرى أن أكبر خدمة للبشرية ستكون بإعدامه

الدهشة علت وجوه الحضور تلتها صفقة قوية راضية بما فعله هذا المحامي الشهم

ولأول مره قام القاضي بالضرب بمطرقة العدالة دون أي فترة استراحة ونطق : كما أرى وشاهد الجميع المتهمين مذنبان وبالتاي يحكم عليهم بالإعدام شنقاَ ، الحكم غير قابل للطعن بطريق النقد

صرخ ميغيل : هذا خطأ ، عليكم تقدير العلم أكثر

بينما أكتفت أوليفيا بالابتسام والتلويح لنوا بأسلوب رسم الارتياب على وجه الحضور

.......................

سار نوا خارج المحكمة نحو المشفى وذكرى مريبة تملكته

( كبلوا ايديهما بسرعة ، هذه الكلمات التي نطق بها نوا كأمر مباشر للشرطة

إلا أن فكرة ما باغتته عندما رأى وجه أوليفيا الغاضب وهي تتوعد ميغيل فأقترب منها وحل من وثاقها ووضع بيدها مشرط قائلاً أقطعي يده من الرسغ إياك ومحاولة الهرب لأني سأجدك أعتبرِ هذا معروف أخير أقدمه لك كأخت صديقي المقرب وزوج أختي الصغرى)

لو أن أوليفيا نطقت باسمه لفقد شرفه كشرطي ،هو وقتها لم يفكر بشيء سوى الثأر لصديقة ويعلم مسبقاً أن الإعدام لن يشفي غليله

..................................

لأخر لحظة وميغيل يشتم هذا وذاك باسم العلم هو مصر أن ما فعله لا يعتبر أجرام أنما تجربة علمية عميقة


أعدم ميغيل مع أوليفيا بيوم شهده مئات الأشخاص ليشبعوا رغبتهم بالانتقام ممن لوع قلوبهم وأذاقهم علقم الفراق الأبدي

قد يرى الكثير أن الطبيبة الخائنة لمهنتها لاقت عقابها ، فألم فقد من حاولت حمايته لأعوام أقسى من الموت ذاته فقد تجرعت الكأس ذاته ، لكن هل نال ميغيل ما يستحق ؟؟



لن أقول سوى أن هذه القصة أنهكتني ، للصدق لم أتخيل أني سأكتب عن العلماء يوماً
لكن لا يمكنني أن أنكر استمتاعي ، حاولت الأختصار قدر المستطاع فقصة كهذه تحتاج الكثير من الفصول ، صحيح المعلومات المذكورة عن البلد وما إلى ذلك صحيحة وأود أن ألفت نظركم في تشيلي عقوبة الإعدام ملغية في الجرائم العادية مهما كانت
وشكر خاص لأليس على الطقم الرهيب
أخيراً بنتظار ردودكم وأنتقادتكم
دمتم بخير






__________________

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ماكتبت يداهـ فلا تكتب
بخطك غير سطراً يسرك في القيامة أن تراهـ


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
كن هادءاً كالماء، قوياً كالدب، شرس كالمستذئب

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 01-13-2015 الساعة 12:41 PM
رد مع اقتباس