الموضوع: خلف الأقنعة
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-12-2015, 12:32 AM
 


أقف عاجزة أمام كل هذا !!


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



أهلا و سهلا بجميع أعضاء منتدانا الكرام و تحية خاصة لرواد قسم قصص و روايات الأنمي.

و بالطبع لن أنسى أن أقدم تحية راقية لجميع القائمين على المسابقة المميزة ibm و كل من

المشاركين فيه,أتمنى لكم جميعا كل النجاح و التوفيق.قبل الغوص في ردي المتواضع فالأسأل

عن حالكم و أحوال الدراسة معكم؟؟؟طبعا هذا أول رد لي للأخ الشبح و لكن هذا لا يعني أنها

المرة الأولى التي أقرأ فيها مؤلفاته فمن يستطيع أن يقاوم الرغبة في متابعة القرين المستبد؟؟

لذلك شكرا لك أخي على دعوتك لي لقراءة هذا التميز.المهم من دون إطالة ننطلق إلى تعليقي :


بداية,في المجمل القصة أكثر من رائعة و هي ممتازة كقصة قصيرة من جميع النواحي:بداية

من ناحية التركيبة فهي متكاملة و لا نقص فيها في الشكل العام,تسلسل الأحداث مميز و لا

غبار عليه,الطول مناسب للغاية و هذا من الأشياء التي أعجبتني صدقا لأني تابعت البعض من

القصص القصيرة في المنتدى و خارجه و هي لا تمت بصلة للقصص القصيرة بالإضافة إلى

الملل الذي يصيبك في منتصف قراءتك لها فإنها أطول من اللازم أو أقصر من اللازم و لكن

أنت أشهد لك أنك تميزت في كتابة القصة القصيرة و فزت في هذا التحدي الشرس,نعم فبالنسبة

لي كتابة قصة قصيرة تكون مميزة و تشبع القارئ بأحداثها و لا تجعله يحس لا بالملل و لا

بأن فيها نقص ما لهو تحدي عظيم للكاتب و أنت تميزت فيه ما شاء الله عليك.



العنوان :

"خلف الأقنعة" , يا له من عنوان أكثر من رائع يحمل في طياته العديد من الأسرار و المعاني

في عالم أصبحت فيه الأقنعة السلعة المفضلة للجميع - إلا من رحم ربي - تخرج لنا بعنوان

مميز,لطالما أردنا أن نعلم ما يوجد خلف تلك الأقنعة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من الإنسان

فليس الصديق أو الحبيب أو الجار أو السياسي أو المواطن العادي أو المدير أو التلميذ...فقط

يخفي ملامحه الحقيقية خلف قناع يزيف به حقيقته و إنما جميع البشر يخفون نواياهم و شرورهم

خلفها و لكن بعنوان مبهم ورد في المطلق فبالتأكيد سيحرك في أي كان أن يعلم خلف أي قناع

سيكون الحديث,أي حقيقة سيتم كشفها و هل ستسقط هذه الأقنعة أم لا؟؟كلها تساؤولات تتبادر إلى

الأذهان عند رؤية مثل هذا العنوان.أحسنت إختيار العنوان لرائعة كهذه و هذا شئ آخر أبدع فيه.



المدخل :


صدقا كلامتك راقت لي و لا تتصور كم كان لها وقع بداخلي فهي تخاطب الأفدئة مباشرة,كلمات

بسيطة و سطور قليلة إلا أن محتواها له معاني جمة صحيح أن كل ما قلته في المدخل كان أكثر

من رائع و لكن شخصيا أكثر ما أعجبني هو :"في أحضان الليل الدامس قد تلمع جوهرة".



المكان :


مكان الأحداث مميز للغاية بالرغم من محدوديته إلا أن الأحداث التي جرت فيه تعدت كل الحدود

و القضايا التي تم الخوض فيها كسرت كل الحواجز فالمحاكم بهيبتها و وقارها يدخلها أعتى

المجرمين و تدنس بشتى الجرائم البشعة مكان مغلق و عدد محدود من الأشخاص يشهدون على

عقاب مجرم إقترف أبشع الجرائم.إختيارك أن تدور الأحداث كلها من البداية إلى النهاية في نفس

المكان بالإضافة إلى أنه مكان مغلق لهو تحدٍ في حد ذاته فالأمكان المغلقة يصعب التعامل معها

صحيح أنها تساعد على الوصف بكل دقة إلا أن محدودية الأحداث فيها تعود بالسلب على القصة

و لكنك أحسنت التصرف في سير الأحداث.



الزمان :


لم أكن سأعلق على هذا الأمر و لكن ما لفت إنتباهي هو أنك ذكرت المكان بكل دقة إن صح

التعبير إلا أنك لم تكن دقيقا في وصف الزمان طبعا هذا شئ لا يسيئ لقصتك و لكن حسب

فهمي فهو شئ يفيدها كل الفائدة,لا أعلم إن كان مقصودا أم لا عدم ذكرك لسنة وقوع الأحداث

إلا أنني أراه أمر معبر و يحمل في طياته رسالة تنبيهية و أولى العبر التي نخرج بها من

قصتك هذه و سأتطرق إليها حين أقوم بالتعليق على المعاني المضمنة.



الشخصيات :


متنوعة مع فرادة البعض منها فإختيار شخصية العالم كشخصية رئيسية هو أمر ممتع و الأهم

من ذلك وضعه محل الشبهات لا بالأحرى وضعه محل القاتل رسالة مهمة للغاية فالجريمة تعرف

سبيلها عند جميع البشر مهما كانت درجة وعيهم و تقدمهم العلمي و الفكري فوحشية الإنسان

تبقى معه مهما كان متميزا و شخصية العالم بحد ذاته و كونه مجرما أمر ملفت للنظر أحيي

من جعلك تختار هذه الشخصية(لأنه حسب إطلاعي على قوانين المسابقة فإن القائمين عليها

يحددون لك الشخصية الرئيسية على ما أظن).



أساليب الكتابة :


أحسنت توزيعك لأوقات إستعمالك أساليب الكتابة فأنت قد أعطيت كل أسلوب حقه فالسرد أعطيته

حقه و الوص و الحوار كذلك فبالنظر إلى مكان وقوع الأحداث فإنه من الجلي أن على الحوار أن

يكون الطاغي على القصة فقاعة المحكمة لا يجب أن نركز فيها على الأوصاف أو على سرد الأحداث

و إنما أغلب التركيز يجب عليه أن يكون منصبا في صالح الحوار فمن خلاله سنفهم كل شئ و هو

الكفيل بتوزيع و قيادة الأحداث و لكن هذا لا يمنع أنك أسأت للوصف فأنت لم تقع في خطأ ما يسمى

بالحشو فأوصافك أتت في محلاتها يعني كل وصف قمت بتضمينه كان له غاية معينة و كذلك السرد

كان محدودا من أجل أن يتيح للحوار أن يقوم بوظيفته و هذا شئ ممتاز آخر أجده في روايتك.



الأحداث :


أحداث ملتبهة و أفكار جهنمية,حبكة ممتازة و سلاسلة في التعبير,غزارة في المفردات و حسن

إختيار مواضع الكلمات كلها كانت عوامل مهدت لأحداث غير متوقعة,غامضة و غاية في الروعة

فبالرغم من أن مكان الأحداث هو قاعة مغلقة إلا أن الأحداث فيها كانت غزيرة بداية من تقديم

الجرائم إلى الشغب الذي يحدث أثناء المحاكمة إلى تصوير أحوال الشخصيات جميعا و بالطبع

دون نسيان الأحداث التي سبقت المحاكمة إلا أن تعرفنا عليها كان في نفس المكان الذي شهدناه

منذ بداية القصة.منذ أن بدأت أتعرف على الأحداث في قصتك هذه و أنت تفاجؤني بأحداث لا

تخطر على بال فمن كان يتوقع أن نوا هو المسؤول عن قطع يد العالم المجنون بصفة غير

مباشرة؟؟فكرة لا تخطر على بال لا و الأكثر دهاء هو عدم إستعمال أوليفيا ورقة ضغط على نوا

من أجل تخفيف حكمها أو حتى إخراجها من الورطة التي وقعت فيها عبر الضغط عليه بما

شجعها على فعله لزوجها.أحداث غزيرة و رائعة تضمنتها هذه القصة القصيرة ربما يكون هنالك

العديد من الأفكار الأخرى التي كنت تريد أن تضمنها فيها و ربما أن قصة كهذه يجب أن تكون

رواية و لا يمكن إنهاؤها في قصة قصيرة و إنما على فصول متعددة و لكن من وجهة نظري

فهي كافية و وافية أولا أظهرت لنا قدرتك على التحكم في الأحداث و على تحكمك فيم تكتبه فبالرغم

من ثراء القصة من أحداث و ربما وجوب طول القصة إلا أنك إختصرتها و نقلتها لنا كما لو كانت

كاملة و متعددة الفصول و هذا التلخيص لهو أمر يفتقده الكثير من الكتاب المميزين فقلة نادرة من

يكون قادرا على نقل كل ما يخالجه من أفكار من أجل رواية متعددة الفصول في قصة قصيرة بها

كل ما يمكن تضمينه فيها أرفع لك قبعة الإحترام مرة أخرى على مستواك المبهر و ثانيا إيصالك

للرسائل المبتغاة من هذه القصة كان كاملا على الأقل حسب فهمي لها.



المعاني المضمنة :


هذا هو الجزء الذي إنتظرت الحديث عليه بشغف كبير فقصتك زاخرة بالمعاني المضمنة و هي :

1-أول ما فهمته من القصة هو معالجة ما يسمى بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ففعلا العديد من

العلماء في شتى العصور تظهر أسماؤهم و يسطع نجمهم على حساب أرواح العديد من الأبرياء

فهم يرتكبون أبشع الجرائم و ينكلون الجثث بأبشع الطرق بإسم العلم و من أجل صلاح و تقدم

البشرية كيف يكون تقدم البشرية مرهونا بأيدي ملطخة بدماء الأبرياء ما ذنب المميز مهما كان

إختصاص تميزه هل من أجل المعرفة نقتل؟كيف لنا أن نسعى لتنوير العقول عبر أفكار جاهلة

و بدائية؟؟أحييك على إختيار موضوع قصتك و تضمينك لهذه الرسالة المهمة للغاية فالغاية

لا تبرر الوسيلة أبدا و لكن للأسف هذا ما نراه إلى يومنا هذا هل الأمراض المجهولة التي تصيب

سكان إفريقيا جنوب الصحراء جاءت من الفراغ؟؟كلها أمراض صنعتها أفظل مخابر الأدوية في

العالم و الهدف منها هي تدوير المعادلة الإقتصادية لهاته المخابر عبر بيعها للأدوية المضادة

لتلك الأمراض.هذه الفكرة المهمة نستخلص منها رسالتين مهمتين للغاية الأولى و هي الغاية

لا تبرر الوسيلة و ثانيهما لا يجب على العلم أن يكون مشنقة للأرواح البريئة.


2-أعود لملاحضة الزمان التي قلتها سابقا و هي عدم التدقيق في سنة وقوع الأحداث رغم ذكرك

للشهر و اليوم و السعة إلا أن السنة لم يتم ذكرها و هذا حسب فهمي له فيه رسالة نستهل بها

قراءتنا و هي أن جرائم مثل هذه أي جرائم العلماء لا زمان لها فهي كما وقعت في الماضي لا تزال

تقع إلى يومنا هذا و ستقع في المستقبل بالتأكيد و هذه إشارة رائعة منك و رسالة بسيطة للغاية

و لكن فيها نقد لاذع للواقع فهاهي الطبقة التي تتميز برجاحة العقل هي الأخرى ترتكب جرائم

مشكوت عنها في كل زمان و مكان.


3-أهمية العلاقات الأسرية,فبالرغم من بعد أوليفيا على أخيها لسنوات إلا أنها لم تنسه أبدا بل

و ضحت بكل ما تملك من أجله,ضحت بزوجها و أفكارها و مبادئها و أبحاثها و ضحت حتى بنفسها

في سبيل إنقاذ أخيها و هذا يدل على شدة توطد العلاقات الرابطة بين أفراد الأسرة فأنت لا تحتاج

إلى أن تقدم معروفا لفرد من أسرتك و لا تحتاج حتى لأن تعيش معه طول حياتك ففي اللحظة التي

يدرك فيها أن دمه يسري في عروقك فهو مستعد للتضحية بكل ما لديه من أجلك.فعلا رسالة مهمة

فالعائلة و خاصة في عالمنا العربي هذه الأيام لم يعد لها معنى فكل في زاويته يقضي شؤونه دون

أن يسأل أحدهم الآخر و الأكثر من هذا أننا أصبحنا نرى الأخ يضحي بأخيه أو أخته و حتى والديه

من أجل مصالحه الشخصية و هذا إهانة كبرى لنا كعرب مسلمين فالعائلة هي المدرسة الأولى و أفرادها

يجب علينا أن نحميهم كما لو نحمي أنفسنا فالعائلة تقوم على تكاتف الأفراد فيم بينهم و رابطة الحب

القوية التي تربطهم ببعضهم البعض فإن تحطمت هذه الروابط فالدنيا السلام.


4-بدأناها بالأقنعة نختمها بالأقنعة "يجب أن نعلم يقيناً أن خلف الأقنعة هناك حكايات" فمن يضع

قناعا يخفي به ملامحه و نواياه سيأتيه يوم و يكشر عن أنيابه و داخل قاعة المحكمة هذه سقطت

كل الأقنعة : 3 أقنعة مهمة أثارت إنتباهي ; أولها قناع العلم الذي يغطي الأفعال المشينة بتعلة من

أجل خدمة البشرية.القناع الثاني لا أعلم ماذا سأسميه و لكن سأشرح ما يخفيه و هي طبيعة الإنتقام

الكامنة في شخصية البشر فمن يتم إيذاؤه من قريب أو من بعيد لا يمكن أن يهدأ له بال دون أن يظفر

بإنتقامه فالأهالي حتى الإعدام لن يشفي غليلهم و حتى لو أتيحت لهم الفرصة أن ينهشوا لحم هذين

الزوجين فإن روح الإنتقام فيهم لن تختفي إلا أنهم رضوا بحكم القضاء و لكن ما يدعم الفكرة هو

ما أقدم عليه نوا فبالرغم من معرفته بالقوانين و حرصه على أن يطبقها الجميع إلا أنه كان سباقا

للضفر بإنتقامه.أما آخر الأقنعة فهو قناع الشهامة الذي سقط من على وجه المحامي فيكتور ليكشف

لنا أن المصالح الشخصية لا تعترف لا بشهامة و لا بكرامة و لا بأي شئ فهاهو هذا المحامي الفذ

يتبجح بشهامته أمام أهالي سلبت منهم فلذات أكبادهم فقط من أجل أن يكون شعارا لنصرة الحق

أمامهم و يطالب بالإعدام لموكله في حين أن واجبه تجاهه كان السعي من أجل تخفيف الحكم عنه

ربما رأى فيه الأهالي بطلا مغوارا و رجلا شهما ينصر الحق و لكن كيف يمكن تأمين هذا الشخص

من هنا فصاعدا على أرواح أشخاص ينصبونه موكلهم كيف سيأمنون لشخص خان واجبه و غدر

بموكله في منتصف المحاكمة فقط من أجل أن يصنع لنفسه إسما و هذا قناع آخر يسقط عبر قصتك

هذه و أفظل إسم يمكن أن أطلقه عليه هو المصالح الشخصية.


كالعادة أطلت في التعبير عن رأيي و لكن إبداع كالذي رأيته في قصتك من تحكم في الأحداث و طول

القصة إلى حسن توزيع أساليب الكتابة و إستعمالها في محلاتها إضافة إلى الزخر بالمفردات العربية

الرائعة ختاما بمعاني و عِبر مذهلة و ربما لا تخطر طريقة عرضها على بال لهو شئ لا يمكن السكوت

عنه أو التعبير عنه في أسطر معدودة.لدي عتابين فقط عليك هما أستطيع تسميتهما نقدين و لكن عتابين

إرتأيت أنه سيكون أفظل الأول هو أن إبداع كالذي تخطه يداك لا يجب عليه أن يحتوي على بعض

الأخطاء الإملائية أو بالأحرى الأخطاء الكتابية يعني حاول مراجعة إبداعك من أجل التفطن إلى بعض

الحروف التي سبقت الأخرى في بعض الكلمات.أما عتابي الثاني هو أني تمنيت أن أرى في نهاية

القصة مخرجا ترينا به باب الخروج من قصتك كما أريتنا باب الدخول إليها من خلال ذلك المدخل المعبر

و الرائع للغاية لهذا قلت لك عتابية ليس نقدين.لم يبقى لي سوى أن أحيك على هذه القصة الرائعة

أحسنت في كل ما قدمته فيها و أتمنى لك كل التوفيق في مسيرتك ككاتب و عذرا على الإطالة.


+


ملاحضة : أرجو حذف حجزي لأني لم أكن قادرا على فكه في الوقت المناسب .



في أمان الله

التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 01-15-2015 الساعة 02:20 PM
رد مع اقتباس