عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 01-13-2015, 10:37 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة " آمال "



فما سر هذا التناقض العجيب بين المظهر والشعور الحقيقي؟؟
ولماذا يتكلفون زخرفة مشاعرهم بهذه الطريقة العنيفة؟؟

...
الانتماء الكبير الى العشيرة و التعصب القبلي. هو الذي يحكم مشاعرنا
و يزخرفها في بعض الزيارات المرتبة اجتماعيا او عاطفيا
. البعض تفرض عليه العادات و التعصب ان يحضر عزاء احدهم
و هو لا يكن له الخير فنجدهم يحضرون و هم لم تتأثر مشاعرهم بل و لا يصدق بأن ينتهي من هذه الزيارة الثقيله على قلبه ..و حتى بالافراح و الاعياد نجد من يحضر و هو لم يفرح بقلبه و لكن كما نقول "قرضة و دين"
هم حضروا و نحن سنحضر ..تواجد فعلي بالجسد و يبعد كثير بالمشاعر

و غير ذلك من اظهار المشاعر التي تختلف عن ما بداخلنا هي اغلبها هو نتيجة ضغوط او ربما كبرياء ضنا منا اذا نظهرها نكون اضعف
و هنا لا بد بقول " النفس البشرية لا يعلم ما بداخلها الا رب العالمين"
. ..فربما نخطأ فأحيانا الكره الشديد يختبأ خلفه حب أشد .
و لكن هناك من يداري على قبحه و انانيته و حسده للذي يقابله بالكلمات المنمقه والمغلفه بالمحبة المزيفه و غالبا مما ننخدع بهم.. ولكن عند اول موقف حقيقي نتمكن من كشف ذاك الستار المزيف الهش
عندها ستتعرف من هو صديقك من عدوك ؟؟
لذا يجب علينا التروي و التفكير عن الحكم بمشاعر الاخرين من ظاهرههم غير مكترثين عما بداخلهم


وما قيل عن عاطفة الفرد قد ينطبق بشكل أو بآخر على عاطفة الجماعة .. وهذا
التطابق يثير سؤاﻻً هاماً عن أيهما هو المؤثر الفعلي على اﻵخر؟؟
أو بمعنى أوضح أيهما يؤثر بشكل أكبر على اﻵخر .. عاطفة الفرد أم عاطفة الجماعة
‏(المجتمع ‏)؟؟


عاطفة المجتمع هي التي تؤثر و بشكل اكبر على الآخر
لأننا كثيرا ما نشعر و كأننا " مثل الاطرش بالزفه "
فتجد نفسك محاط بأشخاص تعتقد بأنهم معك على قدم و ساق و هم من خلفك يتخابطون بضربك في الصميم.
مثلا اذا ترقيت في العمل ستجد جميع من حولك يفرحوا لفرحك و يدعموك
و لكنك تشك في نواياهم. لأنك تضن بأن هناك خلف هذه المشاعر يوجد حسد كبير او من يتمنى ان يكون مكانك فتتعب نفسيتك. و ترهقها بالتخمين ايهم صديقي الحقيقي و كأن كل سلوك لطيف او الابتسامه من شخص لا تعرفه معرفة كبيرة هو مدعاة للشك و الريبة ،
مما يُجفف أرواحنا، وينعكس على عﻼقتنا بإنسانيتنا في مختلف تفاعﻼتها
....


إذاً فكيف هو السبيل إلى عاطفة ناضجة وصادقة .. تعبر عن نفسها تعبيراً سليماً بعيداً
عن التناقضات والمظاهر الصاخبة؟؟


نحن كمجتمعات شرقية شعوب عاطفية كما تفضلتي
و علينا الوعي و اظهار المشاعر بدل التفنن في كبتها و تزييفها
توهمنا دائماً بأن الكلمة اللطيفة عيب أو ضَعف، وأن اظهار المشاعر هو رومانسيات..تليق برجل وامرأة فقط، وليس حسن و اخلاق. يجب ان نعيشها مع صغارنا وكبارنا، في مفردنا ، أو في اجتماعنا اﻷسري واﻹنساني بشكل عام . حيث الحاجة لظهور المشاعر بشكل سلس حاجة روحية لن نتغافل عنها
حتى الابتسامه قد تم تزييفها بواحده اخرى سميت "ابتسامه صفراء"
نسينا ان الابتسامه الحقيقية الغير مزيفة هي افضل جواز سفر تستطيع بها الدخول لأقسى القلوب
و كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((تبسمك في وجه اخيك صدقه))



فهل أنتم من مؤيدي ميراثنا العاطفي أم من معارضيه؟؟؟


ميراثنا العاطفي هل تقصدي فيه تصرفنا كأفراد ام كمجتمع و قبائل
فهناك اختلاف بالمضمون و المعنى

اذا كان ميراثنا العاطفي ك مجتمعات

نحن في قرن الواحد و العشرين لم يتبقى من ميراثنا العاطفي القبلي الا القليل القليل ف مكنونات الحياة السريعة. و كثرة الاشغال.. ناهيك عن اوضاعنا الراهنه الان قد قلصت من مضاهر التراث العاطفي الذي ساد قديما
ف عبارات " العيد قديما احلى" ..."قديما كنا نعيش بالحارة كالاهل"...
"زمان كانت جمعاتنا و افراحنا احلى " ... "زمان كنا نقف مع بعض بشدتنا و نمد ايد العون لكل محتاج "

فمثلا قديما كان من يزوج له ولد يقوم بالولائم و الذبائح لتأكل اهل القرية و كل جائع ..و هي من سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم كما قال ((أولم و لو بشاة))

و لكن الآن اصبحت الولائم للتفاخر بكثرتها و جودتها دون الصدق في تواجدها
و نجدهم يرمون به في القمامه دون الشعور بأنه نعمة الله سبحانه و تعالى
غير ذلك عند اقامة وليمة لا يدعوا الا رؤس القوم الذين كما يقال "بطنهم مصاب بالتخمة " من كثرة ما يأكلونها لو اننا نادينا فقراء او من هم يقدروا تلك اللقمه صدقوني سنعرف فيه ميراثنا العاطفي بتلك الولائم

و من هنا يجب علينا ان لا نبالغ بالمغالاة بأظهار ميراثنا العاطفي ك افراد و ك مجتمعات
....
انا لست ضد ..او مع .. ميراثنا العاطفي
و لكنني لن اضع الميراث العاطفي "شماعة" اعلق عليه. اخطائنا و الحال من التصحر و الزيف في اضهار المشاعر عما تعتريه انفسنا
فالحال الذي وصلنا اليه كثير صعب ..و كأننا نحتاج لألف برهان و دليل
على صدق ظهور اقل تعبير عن مشاعرنا لكي يصدقنا من نقابله
و غير ذلك ابتعدنا كثيرا عن بعضنا فالعائلة ابتعدت عن مضمونها في تكوين الالفة و المحبة بين افرادها
و الجار لا يعرف عن جاره شيء و القريب لا يعرف عن قريبه
و كأن التصحر وصل للمشاعر...
او اننا اصبحنا كالآلات المجردة من العواطف ..تسيرنا مصالحنا لا مشاعرنا


ثم كم نحتاج الى ميراثنا العاطفي الحقيقي و نحن نرى البرد و الجليد قد قتل وشرد الاطفال الابرياء. و نحن ننعم بالدفئ و الامان و لا نتذكرهم و لو بدعوة في ظهر الغيب
....

موضوع ممتاز للنقاش
وفقتي في طرحه و صياغته بهذه الطريقه الجميلة
لتسليط بعض الاضواء على بعض البؤر في كيفية اظهار ميراثنا العاطفي
كأفراد و كمجتمعات

اتمنى بأني لم ازعجك بمداخلتي الطويلة
و ان وفيت الموضوع حقه

لك خالص الود

كفيتي ووفيتي
لم تزعجني أبداً مداخلتك الراااااااااااائعة.. بل على العكس تماماً أسعدتني جداااً : ))


شعرت بأنكِ تؤيدين ميراثنا العاطفي وعاداتنا الإجتماعية القديمة.. ولكنكِ تعارضين طريقة تطبيقنا لها..
فنحن نتأرجح بين مُفَرِّط ومُفْرِط.. والوسطية لن تكون إلّا باتباع تعاليم ديننا القويم..
"تبسمك في وجه أخيك صدقة"
"أولم ولو بشاة"
وغيرها من النصوص,, التي تتجلى فيها العاطفة الصادقة في أبسط صورها..


ولا يفوتني التعليق على اللفتة الصادقة التي أشرتِ إليها تجاه إخواننا المستضعفين.. الذي يعانون آثار الحرب وقسوة البرد.. ولا ناصر لهم إلّا الله..
فالواجب علينا التألُّم لآلامهم والحزن لمصابهم.. كذلك مساندتهم بالدعاء والمال.. بالإضافة إلى نشر قضيتهم في الأوساط التي نرتادها.. فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً -أو كما قال صلى الله عليه وسلم-..


المميزة آمال
أشكرك الشكر الجزيل على هذه الرؤى القيمة التي أغدقتها هنا
سلمت يداكِ






التعديل الأخير تم بواسطة RuUuby ; 01-14-2015 الساعة 02:05 AM
رد مع اقتباس