مخلص برزقكتب أحدهم باكياً في أحد محاور شبكة فلسطين للحوار على الشبكة العنكبوتية تحت عنوان "سامحوا إخوانكم فوالله إننا محاصرون"
اخوانى في فلسطين الإسراء عامة وفى غزة هاشم خاصة .. والله إن القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا على عجزنا و ضعفنا لمحزونون والله يا إخوان العقيدة إن إخوانكم يتمزقون الآن شر ممزق لما يجرى لإخواننا في غزة العزة ولكن التمسوا لنا العذر فان كنتم أنتم محاصرين في القطاع فوالله إننا لمحاصرون في بلدنا)..بدا لي أن أرد عليه وعلى كل من يحمل مثل هذه الفكرة وهم كثر فكان مما كتبت:ماذا لو سامحكم أهل غزة؟ماذا لو سكتت عنكم الثكالى؟ماذا لو رحل المرضى بآلامهم دون أن يعرفوا عنكم شيئاً؟ماذا لو لم يعبأ بكم المرابطون وهم يتلذذون في رباطهم بطاعة الله والجهاد في سبيله؟ماذا لو مضى الشهداء هناك دون أن يلتفتوا إليكم؟ماذا لو بعث الله جنداً من جنده أياً كانت وفكت الحصار ولم تحظوا أنتم بذلك الشرف؟هذا ليس أوان البحث عن الاعتذار.. فالاعتذار لا يقدم ولا يؤخر.. لا يطعم جائعاً ولا يشفي مريضاً ولا يقي حرا ولا قرا ولا ينصر مجاهداً ولا يكسر حصاراً أو يغيظ عدواً أو يرد عدواناً أو يحمي مقدسات..هذا ليس وقت النحيب والبكاء كالنساء.. وأستدرك هنا باستثناء نساء غزة لأنهن أكثر رجولة من كل رجال الأمة..إن غزة سوق نصب على أبواب الجنة.. يوشك أن ينفض.. فاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر.. وأكبر خسارة ألا يكون لك سهم في كسر الحصار أو رفع المعاناة أو رفد المجاهدين ونصرتهم..أكبر خسارة أن تكتفي بالبحث عما يسكن نفسك اللوامة أمام هذه المشاهد الدامية..فما العمل إذاً؟؟قم بتصميم يافطة مميزة تطالب فيها بفتح معبر رفح..أخبر إخوانك وأصدقاءك وحثهم على الخروج ..اتصل بوسائل الإعلام المتاحة لإخبارها بخروج مظاهرة في المكان الفلاني..أخرج متوكلاً على الله بعد أن تستحضر نية الجهاد والرباط..انظر بفرح وسرور للمشاهد التي ستتبع خروجك من بيتك:ها أنت تهتف مطالباً بفتح المعبر مع جموع المحتشدين..قوات الأمن تحاصركم من كل صوب..تواجهونهم بتحد وإصرار..الفضائيات تجتمع وتتوافد..الكاميرات تصور..والأقلام توثق..الأحداث تتسارع بشكل دراتيكي..ضربة من هنا..لكمة من هناك..مسيل للدموع..طلقات طائشة و غير طائشة..ألم شديد يذكرك بآلام الجرحى والمصابين في غزة الذين اعتدت أن تبكي بحرقة لرؤيتهم..لون أحمر قان يصبغ ثيابك..ما هذا؟ إن لك رغبة شديدة في الابتسام والضحك لما تشعر به من سعادة وهناء بال..إنها روحك تقعقع..أي فرحة ستنالها وأي شرف ستناله..أي استبشار في السماء بصعود روحك شهيداً نصرة لأهل غزة..غضب عارم في بلدك وفي كل البلاد لانتشار خبر استشهادك في مسيرة فك الحصار عن أهل غزة..أهل غزة يستبشرون وترتفع معنوياتهم لإحساسهم أنهم ليسوا وحدهم في الميدان وأن الأمة تقدم الأرواح لعيون غزة وأهلها الصابرين المرابطين..فلان في بلاد أخرى يحذو حذوك.. وآخر.. وآخر..غضب عارم يغرق المنطقة..الحصار ينكسر تماماً عن غزة.."يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله"روحك تحلق في حواصل طير خضر..ينادى عليك يوم الحشر أن هنيئاً لك أن لك سهماً في الجهاد المبارك على أرض فلسطين.. ستضحك لك الحور العين، وستضحك يومها كثيراً وكثيراً جداً.. فيما صديق لك يبكي أنه اكتفى بالبكاء والاعتذار وطلب السماح من أهل غزة!!