عرض مشاركة واحدة
  #595  
قديم 01-15-2015, 10:38 PM
 
أنا أريد أن أفهم شيئا واحدا فقط و هو : لماذا توجد دائما في مفاهيمنا مبدأ الخلط الغير مبرر
بين الأمور بالإضافة إلى تفسير الأشياء سطحيا؟؟؟يجب أن نعلم أنه لا يوجد أسود و أبيض
فقط في هذه الدنيا فبينهما يوجد الرمادي يعني في مفاهيم البعض يجب أن يتم إدراج ما يسمى
بالوسطية يوجد الممتاز و السيئ و لكن بينهما يوجد المتوسط,يوجد يوجد المتعلم و الجاهل
و لكن بينهما يوجد المبتدئ.هناك خط رفيع للغاية يفصل بين اللطف و التلطيف,بين اللين
و المدح,بين الصراحة و الوقاحة.ليس كل من يسأل عن أحوال غيره أو يلقي السلام أو حتى
يضع ردا لطيفا و لينا يكون بذلك يجامل صاحب الرواية و يمتدحه و هو لا يستحق ذلك أو
يريد أن يطيل من رده ما هذا الخلط؟؟؟ما دخل إلقاء التحية في تطويل الرد؟؟ما دخل أن يكون
الرد و النقد بشوشا في المجاملة و المدح على غير حق؟؟؟هذا الخلط الكبير هو من أهم أسباب
فشل القسم فعندما تكون هنالك رواية سيئة تجد إما من يحول الرواية إلى كنز لا مثيل له أو
من يحطم صاحب الرواية تحطيم تام و يصبح رده وقحا لا صلة له لا بالنقد و لا حتى بالمعاملات.
الهدف من النقد هو تحليل الرواية عبر إبراز نقاط الحسن و القبح فيها فلا يجب على الرد أن
يحتوي فقط على النقاط الجيدة في الرواية و لكن عليه أيضا أن يحتوي على مساوئها و العكس
صحيح.النقد هدفه الإرتقاء بالقسم و الإرتقاء بالمستوى لا نفاق المؤلفين و لا تحطيمهم ففي
كلتا الحالتين الخطأ نفسه يعني كما لو أن طفلا صغيرا مازال في بداية تعلمه النطق و سمع
كلمة لا يجب قولها و كررها ففي الحالة الأولى سيتم مدحه و يقال له أحسنت واصل على هذا
المنوال كررها أحسنت ها قد تعلمت الكلام كررها و مع تكرارها ترسخ في عقله و يظن أنها
كلمة عادية أو حتى ممتازة و في الحالة الثانية يتم ضربه ضربا مبرحا و تعذيبه على قوله
لكلمة لا يعلم معناها و لم يقصد حتى قولها هو فقط سمعها فكررها هذا هو حال النقط في
قسمنا للأسف الشديد طبعا ما عدا البعض الله يكثر منهم لأنهم صراحة قلة قليلة غير ظاهرة
بكثرة كي تتمكن من أن تكون مثالا يحتذى به.أنا لا أحدد الطريقة المثلى للنقد و لكن أدافع
عن الهدف الأول و الأخير للنقد و هو تحسين المستوى سواء كان مستوى كتاب الروايات
أو مستوى القسم ككل.أخيرا أريد القول أنه لا يوجد أي شئ كله سئ و لا شئ كله جيد فإن
كانت فكرة الرواية مكررة أو تافهة أو ... فبالتأكيد إن دققت في الرواية ستجد شيئا ملفتا
للنظر بعيدا عن الفكرة و لكن إن شجعت كاتبها على مواصلة ما يقوم به و جعله يظن أنه
على صواب و أن روايته هي الأفظل فذلك سيجعله فخورا بنفسه و يواصل في فعل ما يقوم
به و يبقى مستواه سيئا و إن حطمته عبر رد إنتقادي أو إستفزازي تحطيمي إن صح القول
هدفه الأوحد هو السخرية من الرواية فهذا سيجعل مستوى الكتاب و مستوى القسم على
حاله و لن يغير فيه شئ و كلى الأسلوبين في النقد هما أسلوبين تافهين لا يصح القول
أنهما للنقد.فالناقد عليه أن يكون موضوعيا و يعطي لكل ذي حق حقه يذكر السئ و الجميل
في الرواية بأسلوب لا فيه سخرية و تهكم و لا فيه مجاملة و مدح في غير محلهما.
رد مع اقتباس