عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 01-17-2015, 06:39 PM
 




البارت الثالث: البداية ..!!







الشيء المؤلم دائماً هي البداية ..
لانك تعلم انها ستنتهي بطريقه أو بأخرى ..
وقبل ان تلحظ نهاية البداية ..سينتهي كل شيء
قال لي جدي مقوله شهريه ..
بالواقع لا ليست شهيره ..
انما هي مقولة لجدي فقط " بداية كل شيء حينما تخطوا ببطئ ستتعثر كثيراً لكن في النهاية .. ستمشي مستقيماً"
لذا لم اتسرع ابداً في خطواتي وانظر امامي واتجاهل الحجارة التي تعثرت بها
لاننا لا نعلم مالذي نخطو خطواتنا اليه في المستقبل .. سنمشي ببطئ حتى يمكننا ان نلاحظه..
نلاحظ نهاية البداية .. !!
..................................................

نظرت بعينان مشتتان .. والدموع حبيستها ,,
شفاهها الراجفه ومقلتاها الامعه شعرها المبعثر ثيابها الرثه وتلك الكدمات الزرقاء الواضحه على جسدها نظرت إلى ساقاها الراجفتان وللشارع تحتها ارادت ذلك منذ زمن اغمضت عيناها لكي تتساقط قطرات من الدموع .. والقت بنفسها من فوق تلك البناية الضخمه تاركه خلفها فتاة ترتجف خوفاً صارخه
: امي لا تتركيني
استيقظت مفزوعه لتصرخ بقوه .. كان مجرد حلم ..!! ..نظرت من حولها .. كانت داخل غرفه صغيره نوعاً ما ..مطليه بالرمادي الفاتح شتت عيناها الخاليتان من اي مشاعر لترا اين هي .. تذكرت فحسب انها في غرفة الاحتجاز بالفعل .. اغمضت عينها بانزعاج واخذت تبعثر خصلات شعرها الحريريه .. نظرت اليه ينظر اليها بسخريه
قالت بصوت اجش وبارد : ماذا هل هنالك خطب ما بعقلك ..؟؟
ضحك كاتماً لضحكته وقال : الفتيات عادتاً عندما انظر لهن بسخريه يسألنني هل هنالك خطب بأشكالهن .. لكنك حقاً غريبة اطوار !!
ياللهي مامشكلة هذا الفتى منذ دخولنا غرفة الحجز وهو يتحدث عن الفتيات ,,
قلت بصوت راكد وملامح منزعجه : أنت مزعج حقاً ..
ضحك غير مستوعباً للامر : واااه انتي اول من يدخلني غرفة الحجز وتتكلمين معي بهذه الطريقه الجريئة .. نظرت اليه واطلت في نظري
لاقول بعدها : هل يوجد خلل في عقلك .. هل نسيت من ادخل من بالفعل!!؟
اردفت صارخه : لا تتحامق معي انا ايضاً ادخلت لأول مره... بسبب من !! بسبب احمق مثلك لايستحق حتى النظر اليه .. اه حقاً كم هو محرج انه بسببك ..
صرخ قائلاً: ماذا .. ايتها الحمقاء المتعاليه ..!!
صرخ الاستاذ بغضب: الا تفهمان ماهي غرفة الحجز كفا عن الكلام ..
نظرت بحقد اليه لاعاود وضع رأسي على الطاولة بإنزعاج بالطبع انتم لم تفهموا مالذي حصل .. حسناً لأضعكم امام مجرى الاحداث الان لنعد بالزمن لخمس ساعات ..
" كنت للتوا داخله بخطواتي لمدرستي : أه ها قد جاء الملك !
.. جبت بنظراتي لابحث عن مصدر هذا الصوت المزعج ليقف نظري لذلك الفتى بطوله الشامخ ووقفته المائله مسنداً ذراعه على جدار المدرسة بتهاون وينظرر الي بإستصغار وقد احاط به مجموعه من الشبان يبدون كالعصابة .. تجاهلت امره واكملت طريقي احسست بذراعه القويه تمسك بي ..
قال : انتظري ..
التفت اليه وقد اصبح وجهه قريباً من وجهي نظراته الزاخره بالغرور وفمه المائل والذي خط بإبتسامه صغيره
قال : لم اعرف ما أسمك حتى الان ادعى ديميتري وانتي؟؟
نظرت اليه شاخصه وقلت : لن نلتقي الكثير من المرات لذلك لا داعي لتعرف اسمي حتى !
واسرعت ذاهبه لكنه امسكني مره اخرى .. التفت مسرعه حتى اضرب قدمه .. جلس على الارض بقوه متألم ..
قال بصوت عالن وانا اجري : اشك بأنك فتاه .. اللعنة هذا مؤلم
لحق بي وهو يعرج بقدمه ليمسكني من شعري بقسوه ويوجه نظراته إلى عيني
قلت صارخه : اتركني يا اخرق ان ذلك مؤلم ..
قال بعصبيه : ماذا ؟؟ مؤلم .. اذاً لنرى سأضربك على قدمك ..
لكن امسكت ذراعه بقوه وابقيتها ساكنه بين يدي لألويها بقوه
قلت بسخريه: خذ هذه النصيحة الاولى والاخيره مني .. شخص لا تعرف ما أسمه لا تحاول ان تحكم عليه بعقلك انها نصيحه اخبرني بها جدي منذ زمن طويل .. عليك السير وهي تتردد في اذنيك
قال : انتي حقاً رائعه اني اتشوق بمعرفة اسمك ..
قلت بشك : اتحاول السخرية مني الان
قال بضحكه : ربما ..
ضربته على رأسه وقلت : هل يمكنك الذهاب من امام عيني يا هذا ..
صرخ قائلاً : انتٍ !!
صرخت : مااذا ماذااا ماذا !!!
سمعت صوت خطواته الواثقه والقويه وقف بهدوء ليقول مخفضاً رأسه نسبياً
: دميتري .. توليب .. إلى غرفة المدير
نظر الي بابنسامه وقال : توليب إذاً .. اسم جمييل ..
قلت له بتهاون : سنرى ان كان الحجز اجمل الان .."
وها نحن ذا الان داخل الحجز يأللهي سيفقدني صوابي بالكامل .. مضى الوقت ببطئ.. حتى اصبحت الساعة 3 عصراً .. :توليب .. تولييب كان صوتاً خشن وذا نبره منخفضه ..
نظرت اليه ليقول : الن تعودي للمنزل .. لقد عاد ديمتري منذ وقت طويل ..
قلت وانا اضع رأسي على الطاولة مره اخرى : افضل البقاء هنا يا استاذ على العودة للمنزل ..
قال : لكن ..
قاطعه صوت مرح : تولييب ..
نظرت بسرعه لأرى انطون واقف وبقيت اخوتي ينظرون الي .. ياللهي مالذي اتى بهم إلى هنا !! حملت حقيبتي وذهبت اليهم وقفت لاقول : لما انتم هنا ؟؟
قال جوهان مكتفاً ذراعيه : الايمكنك ان تحتفظي بمشاعرك داخل قلبك ولو قليلاً ..
تجاوزتهم لاقول : اخبرتك من قبل لا يمكنني مجادلة مشاعري .. اقول ما يريده قلبي
لحقوا بي حتى وصلنا للمنزل كانوا طوال الطريق يثرثرون ويضحكون ويحاولون الاندماج معي لكني حقاً عنديه اسرعت بالصعود لغرفتي لكنهم اوقفوني قائلين ان الغداء جاهز بالفعل
قلت : لست جائعه سأخذ بعض الراحة ..
صعدت بسرعه لادخل غرفتي واغلق الباب ..رميت حقيبتي على كنبتي السوداء ورميت بجسدي الضئيل على سريري .. كان الجو بارداً .. ونسيم الهواء البارد القادم من النافذة المفتوحه يلفح وجهي بنعومه .. والشمس الدافئه التي تمزق خيوط الظلام في غرفتي .. وصوت صفحات الكتاب التي تتحرك بفعل الهواء.. وزغزغة العصافير
كانت الاجواء هادئه وساكنه ..
شرعت بالنوم سريعاً ..
صوت سيارات الاسعاف وهمسات الماره كان جثمانها البارد ملقياً على الارض .. وعيناها مغلقتين ..
نظرت الي يداي الملطختان بالدماء .. وقد كانت مقلتاي مليئتان بالدموع .. والتي داعبتني عنوه وبدأت بالسقوط ..
بدى كل شيء مشوش وصوتها يتردد في اذني ..
:اسفه ابنتي .. لكنني حقاً تعبت من ذلك ..
اغلقت اذناي بقوه .. لا اريد لصدى صوتها ان يتردد في اذني فقط اريد نسيان كل شيء ..
صرخت بقوه : امي لا تتركيني ..
استيقظت فزعه .. كانت الاجواء المظلمه تحيط بي.. صوت قطرات المطر المتساقطه
نظرت الى السماء السوداء .. القمرمخفي بين ثنايا الغيوم ..
كنت اتصبب عرقاً .. وانفاسي اللاهثه تتسارع
سمعت طرقات متتاليه على باب غرفتي ..
نظرت الى نفسي بالمرآه القابعه امامي .. شعري المبعثر و نظراتي التائهه .. لازلت مرتديه زي مدرستي ..
سمعت صوتها الناعم يقول: انستي الصغيره هل استيقظتي؟؟
نظرت الى الباب الاسود العملاق قائله : نعم لقد استيقظت
دخلت بتردد لتقف وتنحني .. قالت : انسه توليب العشاء جاهز
اردفت بعدها قائله : لقد امرني السيد لي ان اخبرك بإرتداء فستان لائق لعشاء الليله فالضيوف قد وصلوا ..
نظرت اليها وقلت ساخره : فستان لائق!! لابد ان ابي قد جن .. انا لم ارتدي فستاناً حتى في زواجه الثالث ..
وقفت شامخه بطولي المتناسق .. نظرت الى نفسي .. عينان رماديتان خاليه من اللمعان شعر اسود مجعد وطويل وجه ابيض بيضاوي رموش طويله وانف صغير .. وعينان متوسطتان وحادتان.. كانت ملامحي عاديه جداً .. لكنها جذابه الى حد ما .. ارتديت فستان اسود قصير وطوق رقبه احمر وحذاء طويل .. اخذت معي حقيبتي ولم اضع اي مساحيق تجميل .. لست مهتمه بتلك الاشياء على اية حال ..
نزلت مسرعه بخطواتي .. لكن توقفت عندما سمعت ضحكات وترحيب حار .. لابد انهم وصلوا بالفعل .. اخذت نفس عميق ..
اكره مقابلة الناس الجدد .. لا احبذ ذلك ..
وقفت امام تلك الفتحه الفارهه .. انظر الى الضيوف . يبدو انهم زوجان .. ويوجد لديهم عدد لابأس به من الابناء ثلاث او اربعه .. لم الحظهم ولم آبه بذلك حتى ..
جلست بجوار اخوتي بهدوء
سمعت ابي يقول : اووه لكم من الوقت لم ارك يا صديقي العزيز .. لقد كبر ابنائك بسرعه ..
ضحك ذلك الرجل : نعم وابنائك ايضاً .. يبدو انهم اصبحوا رجالاً يعتمد عليهم .. اووه اعذرني ابنتك حقاً اصبحت شابه جميله ..
لم ارفع عيناي وكنت الهوا باصابعي .. واهز رجلي .. انحنى اخوتي لأنحني معهم قليلاً ..
قال ذلك الرجل : من الرائع ان نقابل بعضنا بعد هذه الفتره الطويله .. اه ماهي اسمائهم ..؟؟
قال ابي :انهم انطون ولوكارد وجوزيف وجوهان واصغرهم توليب
قال بضحكه : رائع اسمائهم مميزه ..
لم اشعر بتلك النظرات التي كادت تخترق جسدي ..
قلت بصوت منخفض مع اخوتي : تشرفت بمعرفتك
قال بأبتسامه : وانا كذلك .. سأدع ابنائي يعرفون بأنفسهم
قال احدهم : مرحباً ادعى مارغريت انا اكبرهم تشرفت بمعرفتكم
: ان دايمن الابن الاوسط تشرفت
: انا جاندي وينادونني جيند تشرفت بمعرفتكم
: انا ديميتري وانا اصغر الابناء تشرفت بمعرفتكم
.. ديميرتي ؟؟ اين سمعت بذللك الاسم .. رفعت بؤبؤتي بإستغراب لأنظر لمن كان جالساً بغرور ينظر الي وكأنه يود تمزيقي بنظراته
اخذت انفاسي بقوه وقد صدمت .. انه .. انه ..



نهاية البارت

لا يوجد اسئله في هذا البارت اترككم مع توقعاتكم






__________________


رواية " مسجونتي الصغيرة " / قلمي ..


ترقبوا مانجتي الاولى..# just smile #..


التعديل الأخير تم بواسطة darҚ MooЙ ; 08-10-2015 الساعة 04:30 PM
رد مع اقتباس